م
-
المغرب
|
ص
الفجر
بتوقيت مكة المكرمة
المملكة العربية السعودية
الامارات العربية المتحدة
البحرين
الكويت
عُمان
قطر
البلد: المملكة العربية السعودية الإسم: فينيسيا مول المدينة: الخبر العنوان: طريق خادم الحرمين الشريفين، الثقبة الهاتف: 966 138969919 الموقع:
×
Please check the box below to proceed.
زهور الريف مكة بمنزله
Facebook Twitter
سياسة الخصوصية
من نحن
الاتصال بنا
جميع الحقوق محفوظة © شبكة مكة الإخبارية 2022
بحث عام
موضة
جمال
المملكة العربية السعودية
الامارات العربية المتحدة
البحرين
الكويت
عُمان
قطر
أى: ولا تحزن - أيها الرسول الكريم - على هؤلاء المشركين ، بسبب إصرارهم على الكفر والجحود ولا يضيق صدرك ، ويمتلىء هما وغما بسبب مكرهم فإن الله - تعالى - عاصمك منهم ، وناصرك عليهم. البغوى: ( ولا تحزن عليهم) على تكذيبهم إياك وإعراضهم عنك ، ( ولا تك في ضيق مما يمكرون) نزلت في المستهزئين الذين اقتسموا عقاب مكة. ابن كثير: ثم قال تعالى مسليا لنبيه ، صلوات الله وسلامه عليه: ( ولا تحزن عليهم) أي: المكذبين بما جئت به ، ولا تأسف عليهم وتذهب نفسك عليهم حسرات ، ( ولا تك في ضيق مما يمكرون) أي: في كيدك ورد ما جئت به ، فإن الله مؤيدك وناصرك ، ومظهر دينك على من خالفه وعانده في المشارق والمغارب. القرطبى: ولا تحزن عليهم أي على كفار مكة إن لم يؤمنوا ولا تكن في ضيق في حرج ، وقرئ: ( في ضيق) بالكسر وقد مضى في آخر ( النحل). الطبرى: وقوله: (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولا تحزن على إدبار هؤلاء المشركين عنك وتكذيبهم لك (وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) يقول: ولا يضق صدرك من مكرهم بك, فإن الله ناصرك عليهم, ومهلكهم قتلا بالسيف. ابن عاشور: وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) كانت الرحمة غالبة على النبي صلى الله عليه وسلم والشفقة على الأمة من خلاله ، فلما أُنذر المكذبون بهذا الوعيد تحركت الشفقة في نفس الرسول عليه الصلاة والسلام فربط الله على قلبه بهذا التشجيع أن لا يحزن عليهم إذا أصابهم ما أنذروا به.
ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون
لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لا تتمنينّ يا محمد ما جعلنا من زينة هذه الدنيا متاعا للأغنياء من قومك ، الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، يتمتعون فيها، فإن مِنْ ورائهم عذابًا غليظًا ( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) يقول: ولا تحزن على ما مُتعوا به فعجّل لهم. فإن لك في الآخرة ما هو خير منه، مع الذي قد عَجَّلنا لك في الدنيا من الكرامة بإعطائنا السبع المثاني والقرآن العظيم ، يقال منه: مَدَّ فلانٌ عينه إلى مال فلان: إذا اشتهاه وتمناه وأراده. وذُكر عن ابن عيينة أنه كان يتأوّل هذه الآية قولَ النبيّ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرآن ": أي من لم يستغن به، ويقول: ألا تراه يقول وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ * لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ فأمره بالاستغناء بالقرآن عن المال ، قال: ومنه قول الآخر: من أوتي القرآن ، فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عظَّم صغيرا وصغَّر عظيما.
ولا تحزن عليهم ولا تك
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ. وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر:97-99) ، وقال -تعالى-: ( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (النمل:70). والله -سبحانه- ما أنزل القرآن على نبيه ليشقى ولا ليشقى من اتبعه وآمن به، بل ليسعدوا في الدنيا والآخرة، فلذا كان الحزن والضيق منافيًا لهذه السعادة، فلابد وأن يزول، وإن وقع في القلب ابتداء بمقتضى الطبيعة الإنسانية ولحكم جليلة عظيمة ومنافع جمة للمؤمن؛ منها: أن هذا الضيق يدفعه للعبادة امتثالاً لأمر الله بالتسبيح، والحمد، والصلاة، والعبادة حتى الممات؛ ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ. وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، فيفتح الله بهذا الضيق أبوابًا من الخير والراحة والطمأنينة التي تحصل بذكر الله وعبادته ما لم يكن ممكنًا أن يحصل له بدون هذا الضيق أولاً.
ولا تحزن عليه السلام
فلماذا الحزن على فراق أيامه وهي مظهر من مظاهر رحمة الله ولطفه بنا؟ نعم يحزن القلب على فراق رمضان فنحن لا ندري هل سندركه من جديد أم ينتهي العمر، يحزن على فراقه من قصر فيه فخاب وخسر، من ضيعه وفرط فيه فندم، لكن لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه لازم الحزن على فراقه. لماذا لا نفرح وقد أمرنا الله بالفرح عند انتهائه؟ فشرع لنا العيد في ختامه وجعل من شعائر الدين إظهار الفرح والسرور فيه، شكرا لله على التوفيق للطاعة والعبادة. وإذا كان صيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر يغفر ما تقدم من الذنوب فمازالت أمامنا فرصة مغفرة الذنوب بأعمال أخرى طوال العام، كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم فقال: « من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيها نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه]. وقال: « إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه]. وقال: « إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه]. وقال: « من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه » [رواه الترمذي وابن ماجه].
وبنحو الذي قلنا في قوله ( أزْوَاجًا) قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال ثنا ورقاء ، وحدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ): الأغنياء الأمثال الأشباه. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج ، عن مجاهد، مثله. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ) قال: نُهِيَ الرجل أن يتمنى مال صاحبه. وقوله ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وألِن لمن آمن بك ، واتبعك واتبع كلامك، وقرِّبهم منك، ولا تجف بهم، ولا تَغْلُظ عليهم ، يأمره تعالى ذكره بالرفق بالمؤمنين ، والجناحان من بني آدم: جنباه، والجناحان: الناحيتان، ومنه قول الله تعالى ذكره وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ قيل: معناه: إلى ناحيتك وجنبك.