وضمت البعثة إلى جانب ابن فضلان كلا من سوسن الرسي مولي نذير الحرمي، وتكين التركي، وبارس الصقلبي، أما دليلهم فهو عبد الله بن باشتور الخزري رسول ملك الصقالبة إلى المقتدر، وانضم إلى البعثة فقيه ومعلم وغلمان. وغادرت البعثة بغداد في صفر عام 309هـ/921م، ووصلت إلى بلاد البلغار في محرم 310هـ/ مايو/أيار 922م). حيث زار الوفد بلاد العجم والترك والصقالبة والروس وإسكندنافيا والخزر، وعندما عاد الوفد إلى بغداد، وقام ابن فضلان بتسجيل وقائع رحلة السنوات الثلاث في تقرير أو كتاب رسمي اشتهر باسم "رسالة ابن فضلان". وتعد رحلة ابن فضلان مصدرا هاما لتاريخ الروس والبلاد التي زارها في بداية القرن العاشر الميلادي، أي في فترة يفتقر فيها العالم الغربي اليوم إلى مصادر تخصها، لذلك استحقت عناية استثنائية من الباحثين والمحققين، لأنها دونت حقائق تاريخية نادرة، وشكلت نقلة نوعية في فن كتابة الرحلة العربية التي كانت غارقة في مفاهيم السرد، فنقلتها إلى مستوى التحليل الإثنوغرافي لشعوب وقبائل لم يكن العالم يعرف عنها شيئا. معطيات ثمينة
" الباحثون ثمنوا القيمة الأدبية والعلمية لرحلة ابن فضلان لما تضمنته من أسلوب قصصي ولغة طلية ثرة علاوة على دقة وصف مؤلفها وتسجيله الجوانب المؤثرة في ما يشاهده من مخلوقات وأشياء بأسلوب سلس دقيق الألفاظ "
ويرى الدكتور علي التومي أن رسالة ابن فضلان تتضمن معطيات ثمينة للغاية، لأنها استندت إلى المعاينة والملاحظة الدقيقة، وإلى شدة حب الاطلاع الذي ميز الرجل.
- تصفح وتحميل كتاب رحلة ابن فضلان Pdf - مكتبة عين الجامعة
- السيده زينب في كربلاء كلية
- السيده زينب في كربلاء البث المباشر
- السيده زينب في كربلاء الفضائية
تصفح وتحميل كتاب رحلة ابن فضلان Pdf - مكتبة عين الجامعة
وشملت هذه المعطيات بهرج السلطان ومراسمه في بلاط ملك البلغار وملك الروس، كما شملت نمط عيش السكان وظروفهم وعاداتهم الاجتماعية ومعتقداتهم الدينية. ووصف ابن فضلان لباس الروس وزينة نسائهم وصفا واضحا ودقيقا، واسترعت انتباهه هيئة الروس وتركيبتهم الجسدية، إذ كتب "فلم أر أتم أبدانا منهم كأنهم النخل، شقر حمر لا يلبسون القراطق (قميص يصل إلى منتصف الجسم) ولا الخفاتين (الصدريات)، ولكن يلبس الرجل منهم كساء يشتمل به على أحد شقيه ويخرج إحدى يديه منه ومع كل واحد منهم فأس وسيف وسكين لا يفارقه وسيوفهم صفائح مشطبة أفرنجية". وأشار إلى تقليد عندهم كان منتشرا عند الذكور منهم يتمثل في توشيح كامل الجسد بصور أشجار وأشكال شتى، "ومن ظفر الواحد منهم إلى عنقه مخضر شجر وصور وغير ذلك". وأضاف في وصف زينة المرأة "وفي أعناقهن أطواق من ذهب وفضة، لأن الرجل إذا ملك عشرة آلاف درهم صاغ لامرأته طوقا، وإن ملك عشرين ألفا صاغ لها طوقين، وكذلك كل عشرة آلاف يزداد طوقا لامرأته، فربما كان في عنق الواحدة منهن الأطواق الكثيرة، وأجل الحلي عندهم الخرز الأخضر من الخزف الذي يكون على السفن، يبالغون فيه ويشترون الخرزة بدرهم وينظمونه عقودا لنسائهم".
"
ثم يقول: وجئتُك بهذه الهدية، ثم يترك الذي معه بين يدي الخشبة ويقول: أريد أن ترزقني تاجرًا معه دنانير ودراهم كثيرة فيشتري مني كلّ ما أريد ولا يخالفني فيما أقول، ثم ينصرف"[8]. وقد أسهب ابن فضلان في وصف مراسيم حرق الموتى وما يُترك من مؤنة ومتاع مع الميت، وإذا مات أحد رؤسائهم أحرقوه مع من يرغب من عبيده رجالًا ونساءً وأكثر ما يفعل ذلك الجواري، ويصف مشهد سفينة أحرق عليها ميت مع الأضاحي حوله وطريقة قتل من يرغب أن يحرق معه بالخنق والطعن، وكانت العادة أن يشعل النار أقرب الناس إلى الميت، ويعتقد الروس أن أرواح أعدائهم الموتى تلاحقهم إلى العالم الآخر؛ ولذا فإنهم يقتلون أنفسهم حين يحسّون بخطر تعرضهم للأسر[9]. لقد عاين ابن فضلان أيضًا التنظيم السياسي للروس في بدايات القرن)الرابع الهجري/العاشر الميلادي(، فقد كان لهم ملك يُحيط به أربعمئة رجل من)"صناديد أصحابه"/حرسه الخاص(، وهم يموتون بموته، ويُقتلون دونه، ولكل منهم جاريتان، واحدة للخدمة وأخرى للفراش، وهم يُحيطون بسرير الملك وهو عرش عظيم مرصّع بنفيس الجواهر، وقد كان لملك الروس خليفة أو قائد عسكري "يسوس الجيوش، ويدافع الأعداء، ويخلفه في رعيّته"[10]. تلك معلومات فريدة من نوعها قدّمها البحث العربي الجغرافي عن الروس وبلادهم قبل أن يفطنوا إلى معرفة الحضارة والمدنية، بل وإلى كتابة تاريخهم وأحداثهم في تلك القرون الأولى من نشأتهم السياسية التي كانت بمنزلة الطفولة مقارنة بالدولة العباسية، والحضارة الإسلامية، تلك الحضارة التي كانت قد أرسلت سفراءها ومستكشفيها إلى هذه الأراضي الروسية الغارقة في عهود الوثنية والبربرية الأولى!
فكان الجواب الذي لم يتوقعه ولم ينتظره: ما رأيت إلا جميلًا.. وخطبت في مجلسه خطبتها الشهيرة حيث قالت:
الحمد لله والصلاة على أبي محمّد وآله الطيبين الأخيار. أما بعد:
يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر!! أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الرنة. إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، تتخذون أيمانكم دخلًا بينكم. قبسات من أهمية وجود السيدة زينب عليها السلام في معركة عاشوراء - :: منتديات السيد عدنان الحمامي ::. ألا وهل فيكم إلّا الصلف النطف؟ والصدر الشنف؟ وملق الإماء؟ وغمز الأعداء؟ أو كمرعى على دمنة؟ أو كفضة على ملحودة؟
ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون؟ وتنتحبون؟
إي والله، فابكوا كثيرًا واضحكوا قليلًا. فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدًا. وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة؟ ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم، ومنار حجتكم، ومدرة سنتكم؟[…]. حاولت السيدة زينب (ع) في هذه الخطبة، استنهاض ضمائر الناس، وإيقاظهم من غفلتهم، وألقت عليهم الحجة واللوم وحملتهم مسؤولية ما جرى في كربلاء نتيجة تخاذلهم وتواطئهم مع أزلام وجواسيس بني أمية.. فلم يُسمع في ذلك المجلس إلا البكاء والندم والحسرة على ما سلّفوا من مواقفهم وشناعة أفعالهم وما اقترفوا بحق الحسين وأهل بيته عليهم السلام، هنا نظرت إليهم السيدة زينب عليها السلام نظرة لوم وعتب وأخبرتهم بأن بكاءهم لم يعد يجدي نفعًا فالله تعالى هو الحكم بيننا وبينكم يا أهل الكوفة.
السيده زينب في كربلاء كلية
وكان للسيدة زينب (عليها السلام) دور أساسي ورئيسي في هذه الثورة العظيمة، فهي الشخصية الثانية على مسرح الثورة بعد شخصية أخيها الحسين (ع). كما أنها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها الحسين (ع) وأكملت ذلك الدور العظيم بكل جدارة.
السيده زينب في كربلاء البث المباشر
فسلام الله عليكِ يا أمّ المصائب، وعقيلة الطالبيّين، يوم ولدتِ، ويوم رحلتِ إلى ربّك، ويوم تبعثين مع أخيك وأهل بيتك الطاهرين، ورحمة الله وبركاته. 1. الاحتجاج، الطبرسي، ج2، ص31. 2. بحار الأنوار، المجلسي، ج45، ص59. 3. (م. ن)، ج45، ص58- 59. 4. ن). 5. أي: امرأة ذات حياء وستر. 6. الأمالي، الطوسي، ص92. 7. ن). 8. ن). 9. ن). 10. الاحتجاج، (م. س)، ج2، ص35. مجلة بقیة الله
السيده زينب في كربلاء الفضائية
لقد أظهرت كربلاء جوهر شخصية السيدة زينب (ع)، وكشفت عن عظيم كفاءاتها وملكاتها القيادية، كما أوضحت السيدة زينب للعالم حقيقة ثورة كربلاء، وأبعاد حوادثها. وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ حياة السيدة زينب (عليها السلام) كانت بمثابة إعداد وتهيئة للدور الأكبر الذي ينتظرها في هذه الحياة. فالسنوات الخمس الأولى من عمرها والتي عايشت فيها جدها المصطفى (ص) وهو يقود معارك الجهاد لتثبيت أركان الإسلام ويتحمل هو وعائلته ظروف العناء والخطر. والأشهر الثلاثة التي رافقت خلالها أمها الزهراء بعد وفاة الرسول (ص) ورأت أمها تدافع عن مقام الخلافة الشرعي، وتطالب بحقها المصادر وتعترض على ما حصل بعد الرسول من تطورات، وتصارع الحسرات والآلام التي أصابتها. أولاد السيدة زينب (عليها السلام). والفترة الحساسة الخطيرة التي عاصرت فيها حكم أبيها علي وخلافته وما حدث فيها من مشاكل وحروب. ثم مواكبتها لمحنة أخيها الحسن وما تجرع فيها من غصص وآلام، فكل تلك المعايشة للأحداث والمعاصرة للتطورات.. كانت لإعداد السيدة زينب (عليها السلام) لتؤدي امتحانها الصعب ودورها الخطير في نهضة أخيها الحسين (عليه السلام) بكربلاء. فواقعة كربلاء تعتبر من أهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رسول الله (ص).
تقول السيدة زينب عليها السلام في خطبتها بالشام: "يا يزيد كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا.. ". إنطلاقًا من هذا الكلام البليغ والذي تفوهت به عقيلة الهاشميين في محضر يزيد (لعنه الله) نتعرّف على أهمّية الدور الذي كان موكلًا بالسيدة زينب عليها السلام، ونكتشف بعض الأسرار من مرافقتها للإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى كربلاء، حيث كان مجيئها عليها السلام ومعها كل هؤلاء النساء والأطفال هو بإذن إلهيّ، فالمعصوم لا يتصرف عن هوى ذاتي وشخصاني، بل كل حركاته وسكانته هي بتدبير إلهي ومشيئة إلهية. لهذا السبب جاءت السيدة زينب مع اخيها الحسين الى كربلاء. فالإمام الحسين عليه السلام كان يعلم علم اليقين بأن ثورة كربلاء وما جرى وسيجري فيها إذا لم يكن هناك إعلام موجه وتبليغ هادف فلن يصل إلى أي كان وسيبقى في كربلاء ويدفن مع الشهداء وتطمس الحقائق وكأن شيئًا لم يكن، لذا فثورة بهذا الحجم وهذه التضحيات وهذه الدماء تحتاج إلى قوة إعلاميّة ورساليّة كبيرة وكبيرة جدًّا، ومَنْ غير السيدة زينب عليها السلام بقوّة شخصيتها وصلابة جأشها يستطيع أن يقوم بهذا العبء ويهذه المهمة الإلهية الرسالية. فكان مجيئها عليها السلام إلى كربلاء وبرفقة الإمام الحسين عليه السلام ومع العلم بكل ما سيجري له الدور الأكبر في نشر فاجعة الطف، وتعريف الناس بهذه المظلومية، والسيدة زينب عليها السلام كانت تعلم عندما خاطبت يزيد بأن ذكرهم سيبقى خالدًا، وأن يزيد الظالم سيكون هو ومن والاه في مجاهل النسيان، فتخليد ذكر الحسين وأهل بيته عليهم السلام هو تدبير إلهي ورحمة من الله عز وجل بأن يبقى ذكر شهادة الحسين ومظلومية الحسين وعطش الحسين عليه السلام محفورة في تاريخ البشرية تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل وعلى مر العصور والدهور.