ومحاج في رواية المؤلف بفتح الميم وكسرها: اسم فرس ، وأما على رواية ابن بري فإنه يخاطب رجلا. والأساورة: جمع أسوار بضم الهمزة وكسرها ؛ قيل كما في تاج العروس: هو قائد الفرس ، بمنزلة الأمير في العرب. وقيل: هو الملك الأكبر. وقيل: هو الجيد الرمي بالسهام. وقيل: هو الثابت على ظهر الفرس. والنادرة: التي ندرت عن الجسد وفارقته. وقصرك: نهاية أمرك وغايته ، والساهرة: الأرض أو الفلاة ، كما تقدم ذكره. والحافرة: الأولى قبل الموت. والناخرة بمعنى: النخرة ، وهي البالية. وفي ( اللسان: نخر) في قوله تعالى: { أئذا كنا عظاما نخرة} وقرئ: ناخرة. قال: وناظرة أجود الوجهين ؛ لأن الآيات بالألف ، ألا ترى أن ناخرة مع الحافرة والساهرة أشبه بمجئ التأويل. قال: والناخرة والنخرة: سواء في المعنى ، بمنزلة الطامع والطمع. قال ابن بري. قال: الهمداني يوم القادسية: " أقدم أخا نهمٍ... هل اتاك حديث موسى. " الأبيات الخمسة. (16) هذا كلام غير موزون ، وبيت أمية بن أبي الصلت تقدم قريبا ، ونعيده هنا كما وجدناه في ( ديوانه 52). وفيهــا لَحْــمُ ســاهِرَةٍ وَبحْــرٍ ومــا فــاهُوا بــه أبَــدا مُقِيـمُ
تفسير قوله تعالى: هل أتاك حديث موسى
الباقون { تزكى} بتخفيف الزاي على معنى طرح التاء. وقال أبو عمرو { تزكى} بالتشديد [تتصدق بـ] الصدقة، و { تزكى} يكون زكيا مؤمنا. وإنما دعا فرعون ليكون زكيا مؤمنا. قال: فلهذا اخترنا التخفيف. وقال صخر بن جويرية: لما بعث الله موسى إلى فرعون قال له { أذهب إلى فرعون} إلى قول { وأهديك إلى ربك فتخشى} ولن يفعل، فقال: يا رب، وكيف أذهب إليه وقد علمت أنه لا يفعل؟ فأوحى الله إليه أن أمض إلى ما أمرتك به، فإن في السماء اثني عشر ألف ملك يطلبون علم القدر، فلم يبلغوه ولا يدركوه. { فأراه الآية الكبرى} أي العلامة العظمى وهي المعجزة وقيل: العصا. وقيل: اليد البيضاء تبرق كالشمس. وروى الضحاك عن ابن عباس: الآية الكبرى قال العصا. تفسير قوله تعالى: هل أتاك حديث موسى. الحسن: يده وعصاه. وقيل: فلق البحر. وقيل: الآية: إشارة إلى جميع آياته ومعجزاته. { فكذب} أي كذب نبي الله موسى { وعصى} أي عصى ربه عز وجل. { ثم أدبر يسعى} أي ولى مدبرا معرضا عن الإيمان { يسعى} أي يعمل بالفساد في الأرض. وقيل: يعمل في نكاية موسى. وقيل { أدبر يسعى} هاربا من الحية. { فحشر} أي جمع أصحابه يمنعوه منها. وقيل: جمع جنوده للقتال والمحاربة، والسحرة للمعارضة. وقيل: حشر الناس للحضور. { فنادى} أي قال لهم بصوت عال { أنا ربكم الأعلى} أي لا رب لكم فوقي.
و { إذْ} اسم زمان ، واستعمل هنا في الماضي وهو بَدَل من { حديث موسى} بدل اشتمال لأن حديثه يشتمل على كلام الله إياه وغير ذلك. وكما جاز أن تكون ( إذْ) بدلاً من المفعول به في قوله تعالى: { واذكروا نعمة اللَّه عليكم إذ كنتم أعداء} [ آل عمران: 103] يجوز أن تكون بدلاً من الفاعل وغيره. واقتصار ابن هشام وغيره على أنها تكون مفعولاً به أو بدلاً من المفعول به اقتصار على أكثر موارد استعمالها إذا خرجت عن الظرفية ، فقد جوز في «الكشاف» وقوع ( إذْ) مبتدأ في قراءة من قرأ:
الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. وبعد:
روى الترمذي في سننه من حديث المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)) [1]. حسبي أبن إدم لقيمات يقمن صلبه - YouTube. قال ابن رجب: هذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها، وقد روي أن ابن ماسويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت دكاكين الصيادلة [2] ؛ ا. هـ؛ وذلك لأن أصل كل داء التخمة، وقال الحارث بن كلدة طبيب العرب: الحمية رأس الدواء، والبطنة رأس الداء، قال الغزالي: ذُكِر هذا الحديث لبعض الفلاسفة، فقال: ما سمعت كلامًا في قلة الأكل أحكم من هذا [3]. هذا الحديث الشريف اشتمل على فوائد كثيرة:
أولاً: أن في تقليل الطعام منافع كثيرة للجسم، فمن ذلك رقة القلب، وقوة الفهم، وانكسار النفس، وضعف الهوى والغضب، وكثرة الأكل توجب ضد ذلك. قال المروذي: جعل أبو عبدالله - يعني الإمام أحمد بن حنبل - يعظم الجوع والفقر، فقلت له: يؤجر الرجل في ترك الشهوات؟ فقال: وكيف لا يؤجر وابن عمر رضي الله عنهما يقول: ما شبعت منذ أربعة أشهر، قلت لأبي عبدالله: يجد الرجل من قلبه رقة وهو يشبع؟ قال: ما أرى، قال الشافعي: الشبع يثقل البدن ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة [4].
إسلام ويب - جامع العلوم والحكم - الحديث السابع والأربعون ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن- الجزء رقم1
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
الحديث السابع والأربعون ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن
[ ص: 467] الحديث السابع والأربعون عن المقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه ، وقال الترمذي: حديث حسن.
حسبي أبن إدم لقيمات يقمن صلبه - Youtube
قال ابن الرومي:
فإن الداء أكثر ما تراه
يكون من الطعام أو الشراب
وقال الشافعي:
ثلاث هن مهلكة الأنام
وداعية الصحيح إلى السقام
دوام مدامة ودوام وطء
الطعام على الطعام
ثالثًا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر أن اللقيمات تكفي لحاجة الجسم، فلا تسقط قوته ولا تضعف معها، فإن تجاوزها فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنَّفَس، وهذا أنفع ما للبدن وللقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس، وعرض له الكرب والتعب، بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع
[5]. ويلاحظ هذا جيدًا في رمضان، فإن من يكثر من تناول الطعام في فطوره، فإن صلاة العشاء والتراويح تصبح ثقيلة عليه. رابعًا: الحث على التقليل من الأكل، ففي الصحيحين من حديث أبي موسى - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( المؤمن يأكل في مِعًى واحد، والكافر يأكلُ في سبعة أمعاء »
[6] ، والمراد أن المؤمن يأكل بأدب الشرع فيأكل في مِعًى واحد، والكافر يأكل بمقتضى الشهوة والشره والنهم، فيأكل في سبعة أمعاء، وندب - صلى الله عليه وسلم - مع التقليل من الأكل والاكتفاء ببعض الطعام إلى الإيثار بالباقي منه؛ روى البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( طعامُ الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية)) [7].
شرح حديث: "حسب ابن آدم لقيمات"
خامسًا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما حث على التقليل من الطعام، فإنه كان يفعل ذلك هو وأصحابه، وهذا في الغالب، وإن كان ذلك لعدم وجود الطعام فإن الله لا يختار لرسوله إلا أكمل الأحوال وأفضلها؛ روى الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: تجشأ رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (( كُفَّ عنا جُشاءك، فإن أكثرهم شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة))
[8]. سادسًا: أن هذا الحديث فيه الحث على الاقتصاد، وعدم الإسراف؛ قال تعالى: " يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " [الأعراف: 31]. سابعًا: أن هذا الحديث فيه تعويد على الصبر والتحمل والانتصار على النفس الشهوانية، ولذلك يسمى رمضان شهر الصبر. إسلام ويب - جامع العلوم والحكم - الحديث السابع والأربعون ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن- الجزء رقم1. والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] ص 390 برقم 2380، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وحسنه الحافظ في الفتح (9/ 528). [2] جامع العلوم والحكم ص 503. [3] جامع العلوم والحكم ص 503، وفتح الباري (9/ 528). [4] جامع العلوم والحكم ص 504- 506. [5] انظر: الطب النبوي ص 105.
ويقول: د. أمين بن عبدالله الشقاوي
قال ابن رجب: هذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها، وقد روي أن ابن ماسويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت دكاكين الصيادلة
[2] ؛ ا. هـ؛ وذلك لأن أصل كل داء التخمة، وقال الحارث بن كلدة طبيب العرب: الحمية رأس الدواء، والبطنة رأس الداء، قال الغزالي: ذُكِر هذا الحديث لبعض الفلاسفة، فقال: ما سمعت كلامًا في قلة الأكل أحكم من هذا [3]. هذا الحديث الشريف اشتمل على فوائد كثيرة:
أولاً: أن في تقليل الطعام منافع كثيرة للجسم، فمن ذلك رقة القلب، وقوة الفهم، وانكسار النفس، وضعف الهوى والغضب، وكثرة الأكل توجب ضد ذلك. قال المروذي: جعل أبو عبدالله - يعني الإمام أحمد بن حنبل - يعظم الجوع والفقر، فقلت له: يؤجر الرجل في ترك الشهوات؟ فقال: وكيف لا يؤجر وابن عمر رضي الله عنهما يقول: ما شبعت منذ أربعة أشهر، قلت لأبي عبدالله: يجد الرجل من قلبه رقة وهو يشبع؟ قال: ما أرى، قال الشافعي: الشبع يثقل البدن ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة
[4]. ثانيًا: أن كثرة الأكل تسبب أمراضًا للبدن، قال ابن القيم رحمه الله: الأمراض نوعان: أمراض مادية تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبيعية، وهي أكثر الأمراض، وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول، والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية القليلة النفع، البطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة، فإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية واعتاد ذلك أورثته أمراضًا متنوعة، منها بطيء الزوال أو سريعه، فإذا توسط في الغذاء، وتناول منه قدر الحاجة، وكان معتدلاً في كميته وكيفيته كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير.