السؤال:
أخٌ لنا من الدمام يقول (م. أ. ح. ج)، أخونا له سؤالان عن شرح آياتٍ من القرآن الكريم، في سؤاله الأول يقول: أرجو أن تتفضلوا بشرح الآيات التالية بعد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه [الزلزلة:7، 8]. الجواب:
هاتان الآيتان الكريمتان على ظاهرهما، وسمَّاها النبي ﷺ الآية الفاذة الجامعة، يعني: أنها جمعت الخير والشر، ففيها الترغيب والترهيب، والحث على الخير، والتحذير من الشر، وأن العبد لا يضيع عليه شيءٌ من عمله الصالح، وأن سيئاته سوف يلقاها ويراها إلا أن يتوب الله عليه ويعفو عنه؛ ولهذا قال سبحانه: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه [الزلزلة:7]. ص10 - كتاب لقاء الباب المفتوح - تفسير قوله تعالى فمن يعمل مثال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره - المكتبة الشاملة الحديثة. وهذا يدل على أنه لا يضيع لك شيءٌ من أعمالك الصالحة، بل تُحصى لك، وتُكتب لك، وتوفاها يوم القيامة، كما قال في الآية الأخرى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:40]، فهو لا يظلم أحدًا مثقال ذرَّةٍ، بل هو الحكم العدل، يُعطي كل عاملٍ بعمله: وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [الكهف:49] ، وإن كانت الزِّنَة لخيرٍ ضُوعِف: وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا [النساء:40] يعني: وإن تكن الفعلة التي فعلها الإنسان حسنةً ضاعفها الله له: وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:40].
- ص10 - كتاب لقاء الباب المفتوح - تفسير قوله تعالى فمن يعمل مثال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره - المكتبة الشاملة الحديثة
- يامن يجيب دعا المضطر في الظلم على نفسي
- يامن يجيب دعا المضطر في الظلم الوظيفي
- يامن يجيب دعا المضطر في الظلم في
- يامن يجيب دعا المضطر في الظلم تأخير الأجرة عن
ص10 - كتاب لقاء الباب المفتوح - تفسير قوله تعالى فمن يعمل مثال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره - المكتبة الشاملة الحديثة
إن من أعظم توفيق الله تعالى لعبده أن يعظّم الله، ومن أظهر صور تعظيم الرب جل وعلا: تعظيم أمره ونهيه، وإجلال الله عز وجل وتوقيره، فلا يحقرن صغيرةً من الذنوب مهما صغر الذنب في عينه؛ لأن الذي عُصي هو الله عز وجل، كما قال بلال بن سعد رحمه الله: "لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر من عصيت"(8). وتأمل مقولة الإمام الجليل عون بن عبدالله: حينما قرأ قوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[الكهف: 49] ـ قال: ـ: "ضج ـ والله ـ القوم من الصغار قبل الكبار" (9)، فمن كان قلبه حياً تأثر بأي معصية، كالثوب الأبيض الذي يؤثر فيه أي دنس، وإلا فإن العبد إذا لم يجد للذنوب أثراً ـ وإن كانت من الصغائر ـ فليتفقد قلبه، فإنه على شفا خطر! ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ولابن الجوزي: كلمات نفيسة في هذا الموضوع في كتابه: "صيد الخاطر". ولهذا لما قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا! ـ تعنى قصيرة ـ فقال: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته» رواه أبو داود والترمذي وصححه(10).
فأنت -يا أخي- عليك أن تحذر السيئات: دقيقها وجليلها، صغيرها وكبيرها، وألا تحتقر شيئًا منها، فإن معظم النار يكون من مُستصغر الشَّرر، فلا تحقر سيئةً أبدًا، وقد جاء عن النبي ﷺ أنه قال: إياكم ومُحقِّرات الذنوب، فإنها تجتمع على العبد حتى تُهلكه ، وفي لفظٍ ثانٍ: إن لها من الله طالبًا. فعلى كل مؤمنٍ، وعلى كل مؤمنةٍ الحذر من جميع السيئات، كما أنه ينبغي لكل مؤمنٍ ولكل مؤمنةٍ الاستكثار من الحسنات، والحرص على فعل الخير وإن كان قليلًا؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: اتَّقوا النار ولو بشق تمرةٍ، فمَن لم يجد فبكلمةٍ طيبةٍ. ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. وصحَّ عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: جاءت امرأةٌ ومعها ابنتان تشحذ -تسأل-، فأعطيتها ثلاث تمراتٍ، فأعطت كل واحدةٍ من بنتيها تمرةً، ورفعت الثالثة لتأكلها، فنظرت إليها ابنتاها تستطعمانها الثالثة، فشقتها بينهما، ولم تأكل شيئًا، فأعجبني أمرها، فلما جاء النبي ﷺ أخبرته بشأنها، فقال: إن الله أوجب لها بذلك الجنة. هذا شق تمرةٍ، ورحمةٌ من والدةٍ لابنتيها حصل لها بذلك الوعد بالجنة على هذه الرحمة، وهذا الإحسان، وهذه الشفقة بشيءٍ قليلٍ. فينبغي للمؤمن ألا يحقر شيئًا من الحسنات، فإذا وجد شيئًا يجود به على الفقير والمحتاج فلا يحقره: تمرة، درهم، نصف درهم، أقل، أكثر، فالمحتاج ينفعه كل شيءٍ، وتجتمع عنده التمرات والأشياء القليلة من النقود وتنفعه.
يامن يجيب دعاء المضطر في الظلم - YouTube
يامن يجيب دعا المضطر في الظلم على نفسي
عدد الابيات: 3
طباعة
يا من يجيب دعا المضطرّ في الظلم
يا كاشف الضرّ والبلوى مع السقم
قد نام وفدُك حول البيت وانتبهوا
وأنتَ يا حيّ يا قيّومُ لم تنَمِ
إن كان جودكَ لا يرجوهُ ذو سفهٍ
فمن يجود على العاصين بالكرمِ
نبذة عن القصيدة
قصائد دينية
عموديه
بحر البسيط
قافية الميم (م)
يامن يجيب دعا المضطر في الظلم الوظيفي
كذلك الحال مع دعوة الوالد على أبناءه فالأباء لا يصدر منهم إلا كل عطف وشفقة على أبنائهم، وحينما يبلغ بهم العجز عنهم وإصابتهم اليأس عن بر الأبناء لهم، فإنهم تصدق ضرورتهم مع إحتمالية أن يؤذي الأبناء أبائهم حينها يسرع المولى إلى إستجابة الدعاء. لذا فعلينا التضرع والدعاء إلى المولى بكل إخلاص وإلحاح، حتى وأن تأخر وقت الإجابة فلا ينبغي أن نترك اليأس يمتلكنا من الله بسبب ما يزرعه الشيطان بأنفسنا من يأس وقنوط.
يامن يجيب دعا المضطر في الظلم في
لقد ضمن المولى سبحانه لعباده أن يستجيب دعوة المضطر حين يلجأ إليه بالدعاء، وقد أخبرنا الله عن نفسه بهذا الأمر، والسبب في هذا أن لجوء العبد إلى الله يكون ناشئ عن إخلاصه وحبه له، وأن قلبه قد قُطع عما سواه. ولصفة الإخلاص عند الله موقعها العظيم وأثرها وذمتها، سواء وُجد هذا الإخلاص من إنسان مؤمن أو إنسان كافر أو صدر من شخص يطيع الله ويعبده حق عبادته أو شخص فاجر، فالله يستجيب الدعاء عند وقت الضرورة وحينما يقغ الإخلاص بالقلب، على الرغم من علم الله أنهم سوف يعودون إلى الكفر والشرك، ولكنه يستجيب الدعاء.
" ففي الحديث: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده)"
هذا الحديث مذكور بصاحب الشهاب، وهو من الأحاديث الصحيحة، ومعنى الحديث أنه الله يستجيب لدعاء المظلوم وذلك حينما يحل موضع الإخلاص بضرورته واللجوء لمقتضى كرم الرب، فيستجيب الله لإخلاص العبد حتى ولو كان شخصاً كافراً أو فاجراً.
يامن يجيب دعا المضطر في الظلم تأخير الأجرة عن
عدد الابيات: 3
طباعة
لكم ما تدّعون بغير حقّ
إذا ميز الصحاح من المراض
عرفتُم حقّنا فجحدتمونا
كما عرف السواد من البياض
كتابُ اللّه شاهدنا عليكم
وقاضينا الإلهُ فنعم قاضِ
نبذة عن القصيدة
قصائد ذم
عموديه
بحر الوافر
قافية الضاد (ض)
وقال وهب بن منبه: قرأت في الكتاب الأول: إن الله تعالى يقول: ««بعزتي إنه من اعتصم بي فإن كادته السماوات بمن فيهن، والأرض بمن فيها، فإني أجعل له من بين ذلك مخرجاً، ومن لم يعتصم بي، فإني أخسف به من تحت قدميه الأرض، فأجعله في الهواء فأكِلهُ إلى نفسه»». وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة رجل حكى عنه أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي الصوفي، قال هذا الرجل: كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد الزبداني، فركب معي ذات مرة رجل، فمررنا على بعض الطريق على طريق غير مسلوكة، فقال لي: خذ في هذه فإنها أقرب، فقلت: لا خبرة لي فيها، فقال: بل هي أقرب فسلكناها فانتهيا إلى مكان وعر وواد عميق وفيه قتلى كثيرة، فقال لي: أمسك رأس البغل حتى أنزل.