تاريخ النشر: الثلاثاء 22 رمضان 1423 هـ - 26-11-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 25687
17935
0
357
السؤال
زوجي حلف بالطلاق على أن يفعل شيئاً ولم يفعله فما الحكم في ذلك وماذا علينا أن نفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا حلف زوجك بالطلاق على فعل شيء ولم يفعله.. فإن كان يقصد فعله في زمن محدد وانقضى ذلك الوقت ولم يفعله فإنه تقع منه طلقة واحدة؛ إن لم يكن قد حلف بأكثر منها، وهذا مذهب جمهور العلماء. جزاء من نوى فعل شيء ولم يفعله - إسألنا. أما إن قصد فعله في أي وقت فإن الطلاق يقع منه بمجرد موته، إذا مات وهو لم يفعل ما حلف عليه بالطلاق، وتظهر ثمرة هذا فيما إذا كان قد طلقها قبل ذلك مرتين فإنها لا ترث منه لأنها بائن والبائن لا ترث. وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يرجع إلى نية الحالف بالطلاق، فإن كان يقصد به المنع أو الحث أو التصديق أو التكذيب فهذا حكمه حكم اليمين، ويكفِّر كفارة يمين ولا يقع به طلاق، كما هو مبين في الفتوى رقم: 11592. والله أعلم.
جزاء من نوى فعل شيء ولم يفعله - إسألنا
والله أعلم.
تاريخ النشر: الإثنين 22 جمادى الأولى 1424 هـ - 21-7-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 35135
1269
0
182
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أنا حلفت ألا أعمل كذا... وأنا كنت في حالة غضب ولم أفعل هل علي كفارة؟
أرشدوني جزاكم الله خير بأسرع وقت. وشكراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا كفارة على من حلف على عدم فعل أمر ولم يفعله لأنه لم يحنث، ولكنا نلفت انتباهك إلى أنه إذا كان ما حلفت على تركه ممنوعًا شرعًا أو جائزًا، فقد أصبت في البر بقسمك، وإن كان ما حلفت على تركه من أفعال الخير، فالأفضل لك أن تكفِّر عن يمينك وتفعل ما هو خير، قال الله تعالى: وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ[البقرة:224]. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: لا تجعلن عرضة ليمينك أن لا تصنع الخير، ولكن كفِّر عن يمينك واصنع الخير. واستدل بحديث الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني والله -إن شاء الله- لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها. واستدل بحديث الصحيحين أيضًا: إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها فأتِ الذي هو خير وكفِّر عن يمينك.
الشيخ عثمان الخميس معنى تربت يداك - YouTube
- معنى ( تَرِبَتْ يَدَاكَ )
السؤال
لم أفهم معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( تنكح المرأة لأربع مالها وجمالها وحسبها ودينها) فهل هذا يعني أن المرأة يجب أن تكون غنية وجميلة وذات حسب وأن تكون متدينة ؟ موضوع التدين واضح بالنسبة لي ولكن ماذا عن بقية الأشياء ؟
الحمد لله. هذا الحديث رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( تُنْكَحُ
الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ،
وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ). وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها. وإنما المعنى: أن هذه مقاصد الناس في الزواج ، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال ،
ومنهم من يطلب الحسب ، ومنهم من يرغب في المال ، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها ،
وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك). شرح حديث ..تربت يمينك فبم يشبهها ولدها - إسلام ويب - مركز الفتوى. قال النووي رحمه الله في شرح مسلم:
" الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في
العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع ، وآخرها عندهم ذات الدين ، فاظفر أنت أيها
المسترشد بذات الدين ، لا أنه أمر بذلك... وفي هذا الحديث الحث على مصاحبة أهل
الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم
" اهـ باختصار.
4 - وقيل: هي هنا دعاء عليه بالفقر، وذكره الحافظ المنذري عن الزّهري رحمه الله ، ولكن لا يراد منه حقيقته، فهو مثل قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( ث َ ك ِ ل َ ت ْ ك َ أ ُ مّ ُ ك َ ي َ ا م ُ ع َ اذ ُ ، و َ ه َ ل ْ ي َ ك ُ بّ ُ النّ َ اس َ ف ِ ي النّ َ ار ِ ع َ ل َ ى و ُ ج ُ وه ِهِ م ْ إ ِ لاّ َ ح َ ص َ ائ ِ دُ أ ِ ل ْ س ِ ن َ ت ِ ه ِ م ْ ؟! )). وهذا هو الصّواب إن شاء الله. ويؤيّد ذلك أنّ هذه العبارة لا علاقة لها بالّذي يريد الزّواج، بدليل انّها استُعملت في مواطن أخرى منها:
- ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن أُمِّ س لَمَةَ رضي الله عنها قال تْ: جَاءَتْ أَمُّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها إل ى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الل هِ ، إِنَّ الل هَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى ال مَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( نَعَمْ إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ)) فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَجْهَ هَا وَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الل هِ! معنى فاظفر بذات الدين تربت يداك. وَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ ؟! فَقَالَ: (( تَرِبَتْ يَدَاكِ! فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا ؟)). - ومن ذ لك أيضا ما رواه البخاري ومسلم عن عائ شَةَ رضي الله عنها أَنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهَا - وَهُوَ عَمُّهَا مِنْ الرَّضَاعَةِ - بَع ْدَ أَنْ أُنْزِلَ الْحِجَابُ، قال تْ: فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ ر َسُولُ الل هِ صلّى الله عليه وسلّم أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ، وَقُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ، قَالَ: (( تَرِبَتْ يَدَاكِ أَوْ يَمِينُكِ)) فَأَمَرَنِي أَنْ آذَنَ لَهُ عَلَيَّ.
ما معنى تربت يداك في حديث [فاظفر بذات الدين تربت يداك]؟ - أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية
أصُدِمْتَ -عزيزي القارئ- من هذا العنوان؟! أظَنَنْتَ أني أوصيك بغير وصية النبي أو أخالف قوله صراحةً؟! لم أكن لأخالف قول نبينا؛ ولكنني رأيت كثيرًا من الشباب إما مُفْرِط وإما مُفَرِّط في فهم هذا الحديث: (( تُنْكَحُ المرأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينهَا؛ فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ؛ تَرِبَتْ يَدَاكَ))؛ فإما نجد مَنْ يضرب بالدين عرض الحائط ولا يلتفت إليه مطلقًا أو -على أقل تقدير- يجعله آخر المعايير، وإما نجد مَنْ يجعل الدين هو المعيار الوحيد في اختياره، وكلا الفريقين على خطأ وسيفشل؛ فأما الفريق الأول فمعلوم سبب خطأه وفشله، وأما الفريق الثاني فيلتبس على الناس سبب خطأه وفشله. ويأتي السؤال هنا: لماذا يفشل مَن جعل الدين هو المعيار الوحيد لاختياره؟! لماذا نجده بعدما تزوج ذات الدين نادمًا على اختياره؟! معني كلمه تربت يداك. وفي الحقيقة؛ قد لا يكون العيب فيه ولا فيها، وإنما هو يصلح لغيرها، وهي تصلح لغيره، فطباع الرجل ومقوماته قد تكون محمودة لامرأة ومذمومة لأخرى، وطباع المرأة ومقوماتها قد تكون محمودة لرجل ومذمومة لآخر، والصواب في فقه هذا الحديث وفي معيار الاختيار كما يلي:
أولًا: معنى الحديث:
هذا الحديث ينقسم إلى قسمين؛ (قسم فيه خبر)، و(قسم فيه توجيه ونصيحة منه -صلى الله عليه وسلم-).
*وثانيها: أن الزواج فيه أمور كثيرة سكت عنها الشرع؛ فمثلًا: لم يحدد الشرع فرق السن التي تكون بين الرجل والمرأة، وغيرها من الأمور المسكوت عنها؛ لأنها من الأشياء التي ترجع إلى ارتياح الشخص مع شريك حياته، وله مطلق الحرية في اختيارها وتحديدها، وترجع -أيضًا- إلى أعراف المجتمعات، وأعراف المجتمعات تختلف من مكان إلى آخر، ومن زمان إلى آخر. *وثالثها: أن المجتمع المسلم في عهد النبي كان مجتمعًا بسيطًا لا تتخلله التعقيدات الحالية، فهذه المعايير الأربعة التي وضعها النبي كانت هي المعايير السائدة في المجتمع المسلم آنذاك، بينما الآن أصبحت هناك معايير أخرى -فوق هذه المعايير- لا بد أن توضع في عين الاعتبار عندما تختار شريك الحياة؛ مثل: (التوجُّه السياسي)؛ فقد وجدنا بيوتًا قدر خُربَت بسبب اختلاف التوجُّه السياسي بين الزوجين؛ فهو مؤيد وهي معارضة أو العكس، وهكذا؛ ولم يكن في عهد النبوة المباركة اختلاف سياسيّ، بل كان المجتمع بين مسلم وكافر فقط. ومثل -أيضًا-: (مستوى التعليم)؛ ففي زمننا هذا أصبح التعليم أمرًا له شأن وأثر كبير في تحديد مستقبل الإنسان؛ ولا ينبغي للرجل أن يتزوج امرأةً تعليمها دون المستوى؛ لأنها بذلك لن تستطيع أن تساعد أبناءها في دروسهم، ولن تُعير مذاكرتهم الاهتمام الوافر؛ مما سيؤدي إلى تهديد مستقبلهم؛ ولم يكن في عهد النبوة المباركة هذا التطاحن المادي ولا هذه الأهمية القصوى للتعليم كيومنا هذا، وهكذا.
شرح حديث ..تربت يمينك فبم يشبهها ولدها - إسلام ويب - مركز الفتوى
* قيل: هي هنا دعاء عليه بالفقر، ولكن لا يراد منه حقيقته، فهو مثل قوله صلّى الله عليه وسلّم: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أِلْسِنَتِهِمْ"؟! فالرسول لا يدعو عليه حقيقة بأن يموت، وإنما هو نوع من الخطاب لمن نحب، أو هو تنبيه له. فـ "تربت يداك"، و"ثكلتك أمك"، "لا أبا لك" ونحو هذه من العبارات، تقولها العرب من باب التحبّب، وإن كان معناها في الأصل جافيًا، كأن تخاطب صديقًا وتقول له: يا لعين أين اختفيت؟ وفي الدارجة كثير من ذلك: محروق الحرسة، يا تعبان، ياخذ عقلك، يعدمني إياك، مقصوفة العمر، الله يخزيك…. " كما أنّ اللغة العربية الفصيحة تستعمل ألفاظًا جافية لا تقصد معناها الحرفي، نحوَ:
قَاتَلَهُ اللَّه مَا أَشْجَعه! وَلَا أُمّ لَهُ! وَثَكِلَتْهُ أُمّه، ويحه، ويله، وفي الشعر: "ويل لأمه! ما معنى تربت يداك في حديث [فاظفر بذات الدين تربت يداك]؟ - أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية. " ، وَمَا أَشْبَه هذا من أَلْفَاظهم يَقولونَها عند إِنْكَار الشَّيْء، أَوْ الزَّجْر عَنْهُ، أو ذمّه، أَوْ اسْتِعْظَامه، أَوْ الْحَثّ عَلَيْهِ، أَوْ الْإِعْجَاب بِهِ، وكذلك عند التنبيه أو التوكيد، فالجملة تُفهم بالقرائن. فمثلاً في البيت التالي:
عليك بالسمع من أخباره تربتْ *** يداك هذا حديث المفرَد العلَم
نفهم المعنى بالإيجاب، بسبب كلمات المديح الذي وجهه الشاعر لرسول الله، وليس هنا مكان للدعاء على المتلقي بالفقر.
(ولحسبها) ، الحسب هو مآثر الإنسان، الأعمال التي قام بها، له كرم وشجاعة وجود، وخلال طيبة ونحو ذلك، فما يعتد به الإنسان ويحسبه عند المفاخرة أنا فعلت وأنا فعلت، وأنا توليت المنصب الفلاني، والمنصب الفلاني، وكذا، وعميد كذا سابقاً، ووكيل كذا سابقاً، ومدير كذا سابقاً، و"سابقًا" هذه التي يضعها في صفوف وأسطر هذه هي التي يسمونها الحسب، يحتسبه يعرضه أمام الناس، فالله قسم العقول على الناس كما قسم عليهم الأرزاق، والعاقل هو الذي ينظر إلى الحقائق.