وهذا البيت يروى من قصيدة المتلمس التي أولها: يُعَيِّرُنِي أُمِّي رِجَالٌ وَلَنْ تَرَى... أخا كرمٍ إلا بِأنْ يَتَكَرمَّا
وبعده البيت، وآخره: "أقمنا له من ميله فتقوما"
وغيره يروون هذه الأبيات لجابر بن حني التغلبي. وقال أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى: (ولا تصعر خدك للناس): مجازه: لا تقلب وجهك، ولا تعرض بوجهك في ناحية، من الكبر؛ ومنه الصعر الذي يأخذ الإبل في رءوسها، حتى يلفت أعناقها عن رءوسها. وقال عمرو بن حني التغلبي: "وكنا... فتقوما". ونسب البيت في (اللسان: صعر) للمتلمس جرير بن عبد المسيح. قال: الصعر: ميل في الوجه. وقيل: الصعر: ميل في الخد خاصة. ولا تصعر خدك للناس في الايه اسلوب؟ - سؤالك. وربما كان خلقة في الإنسان والظليم. وقيل: هو ميل في العنق، وانقلاب في الوجه إلى حد الشقين. وقد صعر خده وصاعره: أماله من الكبر، قال المتلمس "وكنا... يقول: إذا أمال متكبر خده أذللناه حتى يتقوم ميله. اهـ. ]] واختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ﴾ يقول: ولا تتكبر؛ فتحقر عباد الله، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك. ⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ﴾ يقول: لا تعرض بوجهك عن الناس تكبرا.
- ولا تصعر خدك للناس في الايه اسلوب؟ - سؤالك
- تفسير: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الإسراء - الآية 85
ولا تصعر خدك للناس في الايه اسلوب؟ - سؤالك
ونهاه عن التكبر، وأمره بالتواضع، ونهاه عن البطر والأشر، والمرح، وأمره بالسكون في الحركات والأصوات، ونهاه عن ضد ذلك. وأمره بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الصلاة، وبالصبر اللذين يسهل بهما كل أمر، كما قال تعالى: فحقيق بمن أوصى بهذه الوصايا، أن يكون مخصوصا بالحكمة، مشهورا بها. لا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الارض مرحا. ولهذا من منة اللّه عليه وعلى سائر عباده، أن قص عليهم من حكمته، ما يكون لهم به أسوة حسنة. #أبو_الهيثم #مع_القرآن
78
18
200, 447
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 21419 - حَدَّثَنَا ابْن وَكِيع وَابْن حُمَيْد, قَالَا: ثنا جَرِير, عَنْ مَنْصُور, عَنْ مُجَاهِد { وَلَا تُصَعِّر خَدَّك لِلنَّاسِ} قَالَ: الرَّجُل يَكُون بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ الْإِحْنَة, فَيَرَاهُ فَيُعْرِض عَنْهُ. * حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار, قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَد, قَالَ: ثَنَا سُفْيَان, عَنْ مَنْصُور, عَنْ مُجَاهِد, فِي قَوْله { وَلَا تُصَعِّر خَدَّك لِلنَّاسِ} قَالَ: هُوَ الرَّجُل بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ إِحْنَة فَيُعْرِض عَنْهُ. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ التَّشْدِيق. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 21420 - حَدَّثَنَا ابْن وَكِيع, قَالَ: ثني أَبِي, عَنْ جَعْفَر الرَّازِيّ, عَنْ مُغِيرَة, عَنْ إِبْرَاهِيم, قَالَ: هُوَ التَّشْدِيق. * حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار, قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَد, قَالَ: ثنا سُفْيَان, عَنِ الْمُغِيرَة, عَنْ إِبْرَاهِيم, قَالَ: هُوَ التَّشْدِيق أَوْ التَّشَدُّق " الطَّبَرِيّ يَشُكّ ". لا تصعر خدك للناس في الايه اسلوب . * حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن طَلْحَة, قَالَ: ثنا فُضَيْل بْن عِيَاض, عَنْ مَنْصُور, عَنْ إِبْرَاهِيم مِثْله. ' وَقَوْله { وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْض مَرَحًا} يَقُول: وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْض مُخْتَالًا.
والمعنى: "إنَّ عِلمكم في علم الله قليل، وهذا الذي تسألون عنه -مِن أمر الروح- مما استأثر به تعالى، ولم يطلعكم عليه، كما أنه لم يطلعكم إلا على القليل من علمه تعالى".
تفسير: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)
ويحس دبيب الرحمة يمسح على فؤاده وبلطف الله الخفي يحتويه..! تلك هي لحظات الاستغراق الروحية ، والتبتل العميق الذي يمتزج فيه الإنسان بالكون ليصبحا كياناً واحداً..!! وقد تمر تلك اللحظات الروحية على بعضنا.. وتتفاوت بين إنسان وآخر في درجة عمقها وشفافيتها..
لكنها لحظات سعادة حقيقية.. تعشقها الروح ، وتتعلق بها ، لأنها تنزع عنا ثوب الدنيا وتشرع لنا نافذة تطل على مرائي الخلد التي تترقبها الروح بشغف ، وتحلم بسكناها..! ابن تيمية ~
ولشيخ الإسلام ابن تيمية قول بهذا الشأن وهو:
أن الإنسان عبارة عن البدن والروح مَعاً ،
بل هو بالروح أخص منه بالبدن ،
وإنما البدن مَطية للروح.. ويسالونك عن الروح قل الروح. ولاتزال الخصومة يوم القيامة بين الخلق
حتى تختصم الروح والبدن ،
فتقول الروح للبدن:أنتَ عَملتَ السّيئات!! فيقول البدن للروح: أنتِ أمرتني!! فيبعث الله ملكاً يقضي بينهما فيقول:
إنما مثلكما كمثل مُقعد وأعمَى ، دخلا بستاناً ، فرأى المقعد فيه ثمراً معلقاً،
ْ فقال للأعمَى: إني أرى ثمراً ، ولكنّي لا أستطيع النهوض إليه! فقَال الأعمَى: ولكنّي أستطَيع النُهوض إليّه ولكنِّي لا أرَاه,
فقال المُقعد: تعال فأحملني حتى أقطفه ، فحمله فجعل يأمره فيسير به إلى حيث يشاء حتى يقطع الثِّمار.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الإسراء - الآية 85
والقرآن الكريم يؤكد هذه الحقيقة حتى مع الأنبياء: فقد فزع سيدنا إبراهيم حين زارته الملائكة... فمد إليها يده بالطعام ولكنه لم يجد لها جسداً يمكن أن يلمسه ففزع منها وفي ذلك يقول تعالى: فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة (هود: 70). وتفسير ذلك: أن الملائكة كالأرواح ليس لها جسد يمكن لمسه باليد. والشيء نفسه حدث مع سيدنا لوط عندما زارته الملائكة في بيته ففزع منها ولما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذرعاً (هود: 77). من روح الله في أكثر من آية من القرآن الكريم يؤكد الله تعالى أن الروح هي نفخ من روح الله: وقد ذكر ذلك عن نفخ الروح في جسد آدم عليه السلام بعد إتمام خلقه فيقول تعالى: فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (ص: 72). ويقول عن الجنين حين تدب في جسده الروح ثم سواه ونفخ فيه من روحه (السجدة: 9). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الإسراء - الآية 85. فالروح في الإنسان هي نفخ من روح الله وطبيعتها من طبيعة الله.. فهي لا ترى بالعين البشرية. فالله تعالى يقول عن نفسه: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير (الأنعام: 103). ويقول أيضاً: ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني (الأعراف: 143) والله تعالى يحفظ الروح داخل الجسد فلا تفارقه إلا بأمره وفي الموعد المحدد وفي ذلك يقول تعالى: إن كل نفس لما عليها حافظ (الطارق: 4).
↑ خالد المزيني، المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة ، صفحة 92. بتصرّف. ↑ مناع القطان، مباحث في علوم القرآن ، صفحة 88. بتصرّف.