[١٨]
تجاوز حدود الله، قال -تعالى-: (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ). [١٩] [١]
إضرار الرجل زوجته بحبسها عنده، قال -تعالى-: (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ). إن الله حرم الظلم علي نفسه. [٢٠]
إبعاد الناس وصدهم عن بيوت الله، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا). [٢١]
السكوت عن النطق بشهادة الحق، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ). [٢٢]
الانصراف عن الأوامر الإلهيَّة وعدم الالتزام بها، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ). [٢٣]
الافتراء على الله والكذب عليه سبحانه، قال -تعالى-: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). [٢٤]
القتل بغير وجه حق، قال -تعالى-: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا).
إن الله حرم الظلم علي نفسه
وهو يوم يحاسب فيه الإنسان على كل ما عمل في الدنيا، يعرف طريقه أمامه، ويقال للناس: اعبروا الصراط، وهو مكان مظلم، ويكون العبور بحسب النور الذي يعطاه الإنسان، ومن أجل أن يعبر هذا الصراط لابد من أن يمر في ظلمات يوم القيامة، وهنا يأتي ظلم الإنسان فيطفئ له كل أنواره، فلا يرى شيئاً، ولا أحد ينتفع بنور صاحبه. إن الإنسان المؤمن الذي يكون نوره أمامه عظيماً جليلاً فإنه وحده الذي ينتفع بنوره، وليس غيره من أهل الظلم. أن الله حرم الظلم على نفسه - السيدة. ويقول صلى الله عليه وسلم في نهاية الحديث: ( واتقوا الشح)، لأن الشح وسيلة لأن يقع المرء في الظلم، وصحيح أن الله عز وجل قال: وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ [النساء:128]، فنفس كل مخلوق فيها شح بحسبها، ولكن ربنا سبحانه وتعالى أمرنا أن نقاوم هذا الشح. والشح: أشد البخل؛ لأن بخل الإنسان وشحه دفع الناس إلى أن سفكوا الدماء، واستحلوا المحارم، وذلك لأن كل أحد يريد الحاجة لنفسه ولا يريد غيره أن يستمتع بها، فمع شحهم سفكوا دماءهم؛ لأن كل واحد يقول: حقي، من غير نظر هل هو حقه فعلاً أو ليس حقه؟ فسفكوا الدماء، واستحلوا الحرمات. الأمر بأداء الحقوق
يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الحقوق، ويتوعد على ذلك، فيقول صلى الله عليه وسلم: ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها)، فالفعل المضارع المسبوق بلام التوكيد وفي آخره نون التوكيد الثقيلة يكون معناه القسم، فيكون المعنى هنا: والله لتؤدن الحقوق.
2 - تحريم ظلم الإنسان لأخيه بالاعتداء على ماله أو عِرضه أو نفسه. 3 - وجوب طلب الهداية من الله؛ لقوله: ((استهدوني أهدكم)). 4 - وجوب إفراد الله بأنواع العبادة، من السؤال والتضرع والاستعانة وغيرها. 5 - لا يستطيع الخلق قاطبة أن يضروا الله أو ينفعوه، بل هو النافع الضار سبحانه. 6 - أن الطاعة لا تزيد في ملك الله شيئًا. 7 - أن بني آدم خطاؤون، يخطئون بالليل والنهار. 8 - أن الله يغفر الذنوب. [1] مجموع الفتاوى (18/ 156). [2] المجالس السنية (152) الأذكار للنووي (517). [3] مجموع الفتاوى (18/ 156). [4] جامع العلوم والحكم (1/ 437). التفريغ النصي - شرح رياض الصالحين - تحريم الظلم والأمر برد المظالم [1] - للشيخ أحمد حطيبة. [5] البخاري (7419) لا يغيضها: لا تنقصها.
أن الله حرم الظلم على نفسه - السيدة
يأتي أحدهم على أنه عامل في مجال فيفاجأ بمجال آخر لا يناسبه، وأقبح من ذلك أن يتعاقد مع كفيله على مرتب فإذا قدم فوجئ بتخفيض مرتبه، ثم يقال له: إنْ أرضاك، وإلا فارجع إلى بلدك. فيظل حائراً مظلوماً مهموماً ليس له من ينصره إلا الله. والأدهى من ذلك والأمرُّ أن كثيراً من المؤسسات وغيرها تُمضي شهوراً عديدة دون أن تعطي عمالها أجراً. فإلى مَن تساهل بحقوق العباد، وتمادى في غيه فأبدى وأعاد، أقول: يا هذا، أما تتقي الله؟ ألم تعلم أن الله عزيز ذو انتقام؟ أتريد أن يكون اللهُ خصمَك يوم القيامة؟ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين: يقول الله تعالى: " ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة "، وذكر منهم: " ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره ". ومن الكفلاء من يسيء معاملة مكفوليه بإهانتهم وسبهم وشتمهم وضربهم، وبتكليفهم من الأعمال فوق طاقتهم، وهذا جُرمٌ عظيم. يقول أبو مسعود البدري -رضي الله عنه-: كنت أضرب غلاماً لي بالسوط فسمعت صوتاً من خلفي يقول: اعلم أبا مسعود! فلم أفهم الصوت من الغضب. فلما دنا مني إذا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو يقول: " اعلم أبا مسعود أن الله -عز وجل- أقدرُ عليك منكَ على هذا الغلام "، وفي رواية: فقلت: هو حر لوجه الله تعالى.
بتعليقات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
* الحديث الرابع والعشرون:
- عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل وهذا الحديث وأشباهه يسمى الحديث القدسي, لأنه يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل قال: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما) فبين الله عز وجل في هذا الحديث أنه حرم الظلم على نفسه فلا يظلم أحداً لا بزيادة سيئة ولا بنقص حسنة كما قال تعالى: ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا) طه 112. - ( وجعلته بينكم محرماً) أي جعلت الظلم بينكم محرماً, فيحرم عليكم أن يظلم بعضكم بعضاً, ولهذا قال: ( فلا تظالموا) والفاء للتفريع على ما سبق. - ( يا عبادي, كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) العباد كلهم ضال في العلم وفي العمل إلا من هداه الله عز وجل وإذا كان الأمر كذلك فالواجب طلب الهداية من الله, ولهذا قال: ( فاستهدوني أهدكم) أي اطلبوا مني أهدكم, والهداية هنا تشمل هداية العلم وهداية التوفيق. - ( يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم), وهذه كالتي قبلها بين سبحانه وتعالى أن العباد كلهم جياع إلا من أطعمه الله ثم يطلب من عباده أن يستطعموه ليطعمهم وذلك لأن الذي يخرج الزرع ويدر الضرع هو سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى: ( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ* أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ *لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) الواقعة 63-64-65... ثم المال الذي يحصل به الحرث هو لله عز وجل.
التفريغ النصي - شرح رياض الصالحين - تحريم الظلم والأمر برد المظالم [1] - للشيخ أحمد حطيبة
غريب الحديث
الظلم: وضع الشيء في غير موضعه ، ويطلق على مجاوزة الحد ، والتصرف في حق الغير بغير وجه حق. فلا تظالموا: أي لا يظلم بعضكم بعضاً. فاستهدوني: اطلبوا الهداية مني. صعيد واحد: الصعيد الموضع المرتفع أو الواسع من الأرض ، والمقصود في أرض واحدة ومكان واحد. المِخْيط: بكسر الميم وسكون الخاء ، ومعناه الإبرة
أُحصيها لكم: أضبطها لكم بعلمي وملائكتي الحفظة. أوفيكم إياها: أعطيكم جزاءها في الآخرة. منزلة الحديث
اشتمل هذا الحديث على كثير من قواعد الدين وأصوله ، فنص على تحريم الظلم بين العباد ، وهو من أعظم المقاصد التي جاءت الشريعة بتقريرها ، وجاء التأكيد فيه على أهمية الدعاء ، وطلب الهداية من الله وحده ، وسؤال العبد ربه كل ما يحتاجه من مصالح دينه ودنياه ، والدعاء هو العبادة. كما أنه تضمن تنزيه الله ، وإثبات صفات الكمال ونعوت الجلال له سبحانه ، وبيان غناه عن خلقه وأنه لا تنفعه طاعة الطائعين ، ولا تضره معصية العاصين ، وفيه أيضاً التنبيه على محاسبة النفس ، وتفقد الأعمال ، والندم على الذنوب ، ولذلك كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه ، وكان الإمام أحمد يقول عنه: " هو أشرف حديث لأهل الشام ".
ما الذي حرمه الله علينا
حرم الله تعالى علينا العديد من الأمور التي تقودنا إلى الهلاك في الدنيا والأخرة، وقد قام أيضًا بتحريم الظلم على المؤمنين وعلى نفسه، ليكون بذلك أكبر دليل على إثم من يظلم الآخرين بالقول أو الفعِل، فإن الظُلم يحرم صاحبة من الدخول إلى الجنة والتمتع بنعيمها، كما يحرم المظلوم من حقه في شيء فينتقص منه أمر كتبه الله له في الحياة، ليُخالف بذلك م كتبه الله تعالى لهذا الشخص، فهيا بنا نتعرّف على الظلم وما يحمله في طياته من معاني فيما يلي:
يُعتبر مصطلح الظلم من المصطلحات التي تُشير إلى الإساءة في القول والفعل، بالإضافة إلى التعسُف في الإجراءات المُتخذة من الشخص تجاه الآخرين. وكذا فنجد أن القانون يرى أن الظلم هو الإجحاف البين، إذ أنه يخرج من رحم القرارات التعسُفية الخاطئة والمتسرعة التي يتخذها البشر إزاء بعضهم البعض. إذ يسعى النظام والقوانين والدساتير في دول العالم أجمع إلى حماية الآخرين من البطش والظلم والتعدي على الآخرين أو الحصول على ما لديهم بالقوة والبطش. فإن في الظُلم انتقاص من حق الآخرين والتجني عليهم. فيما منعنا الله تعالى من ظلم الآخرين فإن فيه معصية للآخرين وحرمان لهم من حقوقهم، إذ قال الله تعالى في سورة غافر في الآية 18″ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ"، فإن الظُلم هو الذي يقود إلى النار والهلاك لصاحبه، لذا فقد حرمه على نفسه وعلى عباده عز وجلّ.
* * * وكان بعض أهل العربية يقول: معناه: خوَّفهم بما نـزل بعادٍ وثمودَ وأشباههم من العذاب ، وبالعفو عن الآخرين: قال: وهو في المعنى كقولك: " خُذْهم بالشدة واللين ". * * * وقال آخرون منهم: قد وجدنا لتسمية النّعم بالأيام شاهدًا في كلامهم. ثم استشهد لذلك بقول عمرو بن كلثوم: وَأَيَّـــامِ لَنَـــا غُــرٍّ طِــوَالٍ عَصَيْنَــا الْمَلْــكَ فِيهَــا أَنْ نَدِينَـا (43) وقال: فقد يكون إنما جَعَلها غُرًّا طِوالا لإنعامهم على الناس فيها. وقال: فهذا شاهدٌ لمن قال: ( وذكرهم بأيام الله) بنعم الله. ثم قال: وقد يكون تَسْميتُها غُرًّا ، لعلوّهم على المَلِكِ وامتناعهم منه ، فأيامهم غرّ لهم ، وطِوالٌ على أعدائهم. (44) * * * قال أبو جعفر: وليس للذي قال هذا القول ، من أنّ في هذا البيت دليلا على أن " الأيام " معناها النعم ، وجهٌ. وذكرهم بأيام ه. لأنَّ عمرو بن كلثوم إنما وصفَ ما وصف من الأيام بأنها " غُرّ" ، لعزّ عشيرته فيها ، وامتناعهم على المَلِك من الإذعان له بالطاعة ، وذلك كقول الناس: " ما كان لفلان قطُّ يومٌ أبيض " ، يعنون بذلك: أنه لم يكن له يومٌ مذكورٌ بخير. وأمّا وصفه إياها بالطولِ ، فإنها لا توصف بالطول إلا في حال شدَّة ، كما قال النابغة: كِــلِينِي لِهَــمٍّ يَـا أُمَيْمَـةَ نَـاصِبِ وَلَيْــلٍ أُقَاسِــيهِ بَطِـيء الكَـوَاكِبِ (45) فإنما وصفها عَمْرٌو بالطول ، لشدة مكروهها على أعداء قومه.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة ابراهيم - الآية 5
وهي المسماة في القرآن -أيضاً- أيام الله التي أمر -سبحانه- المصلحين أن يذكرِّوا الناس بها: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ? وذكرهم بأيام الله. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [إبراهيم:5]. ومعنى أيام الله هنا: وقائع الله في الأمم السالفة، والأيامُ التي انتقم فيها من الأمم الخالية الماضية، وهي أيضاً حاضرة ومستقبلة، فكما جرت لأقوام مضوا، فهي تجري لنا حاضراً، وستجري لمن يأتي بعدنا مستقبلاً، وهذه أعظم فائدة مِن تدبُّر سنن الله في الناس، فلئن كان العصاة يمكنهم أن يخالفوا حكم الله وشرعه، فإن أحداً من الخلق لا يستطيع الخروج قيدَ أَنْمُلَةٍ عن حكمه القدَري. عباد الله: إن الأحداث الكبرى قد تطيش بها العقول، وتذهل فيها الأفئدة، وتزل بها أقدام أناس، ويضل بها آخرون، ولا يثبت إلا من ثبته الله: ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إبراهيم:27]. والأحداث لا تزال تتجدد؛ لأن الحملة الصليبية الموجهة الآن على أفغانستان بداية، والله أعلم أين تنتهي!
وذكرهم بأيام الله - خالد سعد النجار - طريق الإسلام
وانظر ما قاله أخي السيد أحمد رحمه الله في توثيقه فيما سلف رقم: 6892. و " محمد بن أبان بن صالح بن عمير الجعفي " ، متكلم في حفظه ، سلف برقم: 2720 ، 11515 ، 11516. و " أبو إسحق " ، هو السبيعي ، مضى مرارًا. هذا إسناد أبي جعفر. وقد رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على مسند أبيه ( المسند 5: 122) ، وإسناده: " حدثنا عبد الله ، حدثني أَبي ، حدثنا يحيى بن عبد الله ، مولى بني هاشم ، حدثنا محمد بن أبان الجعفيّ ، عن أَبي إِسحق ، عن سعيد بن جبير... " و " يحيى بن عبد الله ، مولى بني هاشم " ، هو " يحيى بن عبدويه ، مولى عبيد الله ابن المهدي " ، متكلم فيه ، سئل عنه يحيى بن معين فقال: هو في الحياة ؟ فقالوا: نعم. فقال: كذاب ، رجل سوء. وروى الخطيب في تاريخ بغداد أن أحمد بن حنبل حث ولده عبد الله على السماع من يحيى بن عبدويه ، وأثنى عليه. مترجم في ابن أبي حاتم 4 / 2 / 173 ، وتاريخ بغداد 14: 165 ، وتعجيل المنفعة: 443 ، وميزان الاعتدال 3: 296. وذكرهم بايام الله خطب مكتوبة. وهذا الخبر نقله ابن كثير في تفسيره: 5: 545 ، عن المسند ، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 70 ، وزاد نسبته إلى النسائي ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في شعب الإيمان.
وذكرهم بأيام الله - خطبة الجمعة - الشيخ عبد الحي يوسف عبد الرحيم - الطريق إلى الله
20562- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا) قال: التسعُ الآيات ، الطُّوفانُ وما معه. 20563- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد: ( أرسلنا موسى بآياتنا) قال: التسعُ البَيِّناتُ. 20564- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله. * * * وقوله: ( أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور) ،كما أنـزلنا إليك ، يا محمد ، هذا الكتاب لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم. وذكرهم بأيام الله - خطبة الجمعة - الشيخ عبد الحي يوسف عبد الرحيم - الطريق إلى الله. ويعني بقوله: ( أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور) ، أن ادعهم ، (42) من الضلالة إلى الهدى ، ومن الكفر إلى الإيمان ، كما:- 20565- حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله: ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور) يقول: من الضلالة إلى الهدى. 20566- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا هشام ، عن عمرو ، عن سعيد ، عن قتادة ، مثله. * * * وقوله: ( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ) يقول عز وجلّ: وعِظْهُم بما سلف من نِعَمِي عليهم في الأيام التي خلت فاجتُزِئ بذكر " الأيام " من ذكر النعم التي عناها ، لأنها أيام كانت معلومة عندهم ، أنعم الله عليهم فيها نعمًا جليلةً ، أنقذهم فيها من آل فرعون بعدَ ما كانوا فيما كانوا [فيه] من العذاب المُهِين ، وغرَّق عدوَّهم فرعونَ وقومَه ، وأوْرَثهم أرضهم وديارَهم وأموالَهم.
وذكرهم بأيام الله
7- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة" 1. ثالثا: لماذا هذه الأفضلية لأيام العشر من ذي الحجة تحدث علماؤنا الأجلاء عن سبب أفضلية هذه الأيام لكونها: 1- من الأشهر الحرام (ذو القعدة – ذو الحجة – محرم – رجب) وهي أشهر فاضلة معظمة عند الله. 2- فيها شعيرة الحج حيث يقصد الحجاج البلد الحرام، فنعيش معهم هذه المعاني ونقصد باب الله تعالى دعاء ورجاء وتذللا. 3- فيها يوم عرفة وهو الركن الأعظم للحج ولفضل هذا اليوم الكبير. وقد قيل إنه سمي بذلك لأن هناك تعرف آدم على ربه وتاب إليه، وقيل يوم يعرف فيه العبد ربه بدعائه وقرباته. 4- فيه يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة. 5- فيه يوم العيد ويوم النحر وهو أعظم أيام السنة. قال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن سبب امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه: وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيره. رابعا: الأعمال المسنونة خلال هذه الأيام المباركة 1- صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها وبالأخص يوم التروية وعرفة باعتبار الصيام أفضل الأعمال، قال الإمام النووي عن صيام هذه الأيام: إنه مستحب استحبابا شديدا. وذكرهم بأيام الله - خالد سعد النجار - طريق الإسلام. 2- الإكثار من الذكر والدعاء والتضرع إلى المولى تعالى والتكبير والتهليل فقد كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، كما كان ابن عمر يكبر خلف الصلوات وعلى فراشه وفي مجلسه وممشاه.
نقول لكل الطغاة ولمن يدور في فلكهم ينفذ مخططات الأعداء؛ محاولاً تمزيق الأمة وتدميرها،
يبيع دينه ووطنه ومواطنيه بالثمن البخس! يستحل الدماء المعصومة، ويستسهل الفوضى،
ويستهدف التخريب، وينتهك الحرمات، ويحارب شرع الله، ويتصور أنه سيتمكن من مقصوده،
نقول لهم في سوريا، وفي فلسطين، وفي العراق، وفي أفغانستان، وفي القوقاز،
ونقول لأذنابهم في بلادنا وفي كل مكان: تذكروا أيام الله، تذكروا ملك مَن سبق،
وقد كان ذا أوتاد! والسعيد مَن وعظ بغيره، ومن يغالب الله يُغلب
{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
(يوسف:21). ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرت بجريدة "الفتح" بتاريخ الجمعة 18 ربيع الأول 1433هـ - 10 فبراير 2012م.