ومن هنا فأن فهم العلمانية على أنها فصل الدين عن الدولة إنحراف إدراكي, ووسيلة لتدمير المجتمعات والقضاء على وجودها القويم. فانشغلوا ببناء الدولة, ودعوا لكلٍّ دينه وما يراه, فالدين حالة ملازمة للبشر منذ الأزل. فهل سنبني دولة ودين, أم سنسعى نحو لا دولة ولا دين؟! !
فصل الدين عن الدولة بين فكرتين
بلال عبدالله:
فصل الدين عن الدولة هو الحل لقيامة لبنان والشارع السني في إقليم الخروب وبشكل عام في لبنان وطني عروبي لا يمكن إلغاؤه وهو موجود رغم محاولات إحباطه
المزيد من جريدة الأنباء الإلكترونية
الأكثر تداولا في لبنان
ولهذا يصبح فصل الدين عن الدولة خطوة هامة لكي تضمن الدولة حرية واحترام حقوق الانسان وكذلك احترام دياناتهم ومعتقداتهم وثقافاتهم.
إنه ذلك المرض ذو السمعة السيئة عند جميع الأمم والشعوب، والذي إذا ذُكر: تداعت إلى الأذهان أعداد ضحاياه التي تفوق الخيال، وارتبط اسمه بـــ"الوباء" في كثيرٍ من الأحيان بل هو أحد أبرز مظاهره. الداء الوبيل الذي يثير اسمه الهلع ويهيج مشاعر القلق، وتم الاصطلاح عليه –كما نرى في كتب التاريخ- بالمرض الأسود، وكلّ باحثٍ في علوم الاجتماع يعلم يقيناً كيف صار أحد مصادر التشاؤم ورمزاً من أدبيات الرعب. عن الطاعون نتحدث، وعنه نذكر ونتذكّر دليلاً من دلائل نبوّة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، حينما جاءه الخبر من السماء بكارثةٍ إنسانيّة تحلّ في أمّته وأتباعه وتُفني منهم الخلق الكثير. الطاعون في الإسلامية. كان ذلك الإخبار في السنة التاسعة للهجرة، فقد أوضح لنا الصحابي الجليل عوف بن مالك رضي الله عنه عن خبر النبوءة، والوقت الذي قيلت فيه، والظروف التي صاحبتها، يقول عوف رضي الله عنه: أتيت النبى - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في قُبّة من أَدَم، فقال: (اعدد ستاً بين يدي الساعة، موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوتَان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا) رواه البخاري ، والأَدَم: هو الجلد، والغاية: الراية.
الطاعون في الإسلامية
3- والمعتزلة ردوا أحاديث الشفاعة لمعارضتها لأصلهم في الوعيد، وهوأن مرتكب الكبيرة عندهم مخلد في النار ؟ * كما ردوا أحاديث الصفات، لمعارضتها لأصلهم في نفي الصفات عن الله كما ردُّوا حديث: « الشقي من شقي في بطن أمه » (صحيح الجامع:3685) لمخالفته لأصلهم في القدر. * إنكارهم لأحاديث رؤية الله في الجنة ، ولأحاديث عذاب القبر.. وغيرها. 4- طعنهم في الصحابة ، رواة الحديث وحفظته. أ- فهذا واصل بن عطاء يقول: "لو شهدت عندي عائشة وعلي وطلحة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم". - وقال النظام عن عمر رضي الله عنه: "إنه شك يوم الحديبية، واتهم النظام عمر بأنه كتم الوصية لعلي وبايع أبا بكر". الطاعون في الاسلام كانت الى. - واتهم النظام ابن مسعود بالكذب لروايته حديث انشقاق القمر، وحديث: « السعيد من سعد في بطن أمه » (صحيح الجامع:3685)، وطعن في غيره من الصحابة، وتلك سمة من سمات هؤلاء قديماً وحديثاً. ب- الخوارج: سبق نقل قول أحد أساتذتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذه قسمة ما أريد بها وجه الله"، والخوارج يعدلون جميع الصحابة قبل الجمل وصفين، ثم يكفرون-أو يفسقون- علياً وأصحاب الجمل وصفين والحكمين ومن رضي بالتحكيم. - ولهذا ردوا أحاديث جمهور الصحابة بعد الفتنة.
الطاعون في الاسلام وفي الديانات
فيجدونهم كذلك) رواه أحمد والطبراني. وقد وقع الطاعون الذي أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه سنة ثمان عشرة للهجرة ، وهو أول طاعون وقع في الإسلام، في بلدةٍ يُقال لها: عمواس ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة، منهم معاذ بن جبل، وأبو عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وأبو جندل سهل بن عمر وأبوه، والفضل بن العباس بن عبد المطلب ، رضي الله عنهم أجمعين. وتكلّم المؤرّخون كثيراً كيف استقبل المسلمون هذه الظاهرة الجديدة عليهم بشيء من الارتباك واختلاف المواقف؛ إذ لا سابقة لهم في التعامل مع أمثال هذه الأوبئة العامة، فمنهم من دعا إلى الفرار والهروب إلى الدول المجاورة، ومنهم من نظر إلى هذه الدعوة بأنها فرارٌ من قدرٍ محتوم، وأجلٍ مقسوم، ومما اشتهر في شأن طاعون عمواس الحوار الذي دار بين أبي عبيدة و عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، إذ قال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين، أفراراً من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة! مقال الجمعة...الطواعين والأوبئة في التاريخ الإسلامي: دروس وعبر - الصدى نت. نعم، نفرّ من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت واديا له عدوتان، إحداهما خصبة، والأخرى جدبة، أليس إن رعيتَ الخصبة رعيتَها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتَها بقدر الله؟ قال: نعم.
الطاعون في الاسلام كانت الى
مع تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في أربعة وتسعين بلدا حاجز المليون شخص، والوفيات 46 ألفا، تعمد الحكومات إلى تطبيق الحجر الصحي للسيطرة على المرض، وهو إجراء دعا إليه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من 14 قرنا، بل يرى البعض أن الإسلام هو أول من أسس لمفهوم الحجر الصحي. ويعرف الحجر الصحي (quarantine) بأنه إجراء يخضع له الأشخاص الذين تعرضوا لمرض معد، سواء أصيبوا بالمرض أو لم يصابوا به. وفيه يُطلب من الأشخاص المعنيين البقاء في المنزل أو أي مكان آخر لمنع مزيد من انتشار المرض للآخرين، ولرصد آثار المرض عليهم وعلى صحتهم بعناية الطاعون والهدي النبوي
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث، مبادئ الحجر الصحي بأوضح بيان، فمنع الناس من الدخول إلى البلدة المصابة بالطاعون، ومنع كذلك أهل تلك البلدة من الخروج منها، بل جعل الخروج منها كالفرار من الزحف الذي هو من كبائر الذنوب، وجعل للصابر في الطاعون أجر الشهيد.
الطاعون في الاسلام
وسنعرض -إن شاء الله- لرأي الخوارج المعاصرين حينما نتكلم عن منكري السنة حديثاً. ج- الرافضة: وهم شر الطوائف طعناً في الصحابة وسباً لهم ووضعاً للأحاديث: 1- وأخطر ما في الرافضة وضعهم للأحاديث المكذوبة، ولقد كشف أئمة الحديث أمرهم قديماً: فقد سئل الإمام مالك رحمه الله عنهم فقال: "لا تكلمهم ولا ترد عليهم فإنهم يكذبون"، ويقول شريك بن عبد الله -مع ميله لعلي رضي الله عنه: "احمل عن كل ما لقيت إلا الرافضة، فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه ديناً"، ويقول الإمام الشافعي رحمه الله: "ما رأيت في أهل الأهواء قوماً أشهد بالزور من الرافضة". 2- سبهم للصحابة وقولهم بردتهم جميعاً -إلا عدداً قليلاً-: * روى الكليني -الرافضي- بإسناده إلى أبي جعفر أنه قال: "ارتد الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة: المقداد وسلمان وأبو ذر". * ورووا عن عبد الرحمن القصير قال: "قلت لأبي جعفر: إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا، فقال: يا عبد الرحمن! الطاعنون في السنة قديماً وحديثاً - عبد الرحمن بن صالح المحمود - طريق الإسلام. إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل جاهلية، إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير، جعلوا يبايعون سعداً وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية". 3- طعنهم في الصحابة -رواة الحديث- وطعنهم فى عدالتهم.
الطاعون في الاسلام سليمان الحقيل
والدليل على أن الطاعون يغاير الوباء: ما سيأتي في رابع أحاديث الباب: أن الطاعون لا يدخل المدينة، وقد سبق في حديث عائشة: قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله، وفيه قول بلال: أخرَجونا إلى أرض الوباء، وما سبق في الجنائز من حديث أبي الأسود: قدمت المدينة في خلافة عمر وهم يموتون موتا ذريعا، وما سبق في حديث العُرنيين في الطهارة: أنهم استوخموا المدينة، وفي لفظ أنهم قالوا: إنها أرض وبئة. فكل ذلك يدل على أن الوباء كان موجودا بالمدينة، وقد صرح الحديث الأول بأن الطاعون لا يدخلها؛ فدل على أن الوباء غير الطاعون، وأن من أطلق على كل وباء طاعونا، فبطريق المجاز. قال أهل اللغة: الوباء: هو المرض العام، يقال أوبأت الأرض، فهي موبئة، ووبئت بالفتح [يعني: بفتح أوله، مبني للفاعل]، فهي وبئة، وبالضم [مبني للمفعول]، فهي موبوءة. قصة الطاعون : أعظم كارثة مرت على تاريخ البشرية - عالم المعرفة. والذي يفترق به الطاعون من الوباء: أصل الطاعون الذي لم يتعرض له الأطباء، ولا أكثر من تكلم في تعريف الطاعون، وهو كونه من طعن الجن. ولا يخالف ذلك ما قال الأطباء من كون الطاعون ينشأ عن هيجان الدم أو انصبابه؛ لأنه يجوز أن يكون ذلك يحدث عن الطعنة الباطنة، فتحدث منها المادة السمية، ويهيج الدم بسببها، أو ينصَبّ، وإنما لم يتعرض الأطباء لكونه من طعن الجن لأنه أمر لا يدرك بالعقل وإنما يعرف من الشارع، فتكلموا في ذلك على ما اقتضته قواعدهم...
ومما يؤيد أن الطاعون إنما يكون من طعن الجن: وقوعه غالبا في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواءً، وأطيبِها ماء، ولأنه لو كان بسبب فساد الهواء، لدام في الأرض، لأن الهواء يفسد تارة ويصح أخرى، وهذا يذهب أحيانا ويجيء أحيانا، على غير قياس ولا تجربة.
فنادى عمر في الناس إني مُصَبِّح على ظَهْرٍ فأَصْبِحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة نعم، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته، فقال: إن عندي في هذا علما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه) قال: فحمد اللهَ عمرُ ثم انصرف. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الفارّ من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف) رواه أحمد. ووفقا للتقرير فإن منع الناس من الدخول إلى أرض الوباء قد يكون أمرا واضحا ومفهوما، ولكن منع من كان في البلدة المصابة بالوباء من الخروج منها إن كان صحيحا معافى، كان أمرا غير واضح التبرير في ذلك الوقت، حيث كان يفترض بالشخص السليم الذي يعيش في بلدة الوباء أن يفر منها إلى بلدة أخرى سليمة، حتى لا يصاب بالعدوى، ولم تعرف العلة في ذلك إلا في العصور المتأخرة التي تقدم فيها العلم والطب.