شرح فغض الطرف انك من نمير
يعبر هذا على العديد من القصائد الشعرية الجميلة التي يمكن
فيها طلب أبناء القبيلة من أجل رفع أبصارهم ورؤسهم ما بين
الناس، لأنهم ليس لهم مما يفتخرون بها، غض البصر فيها يأتي
و سبب يعبر عن الكناية والذل الكبير والوضاعة التي جاءت
دون أي د
فيها. 811
أعد الله للشعراء مني
صواعق خضعون لها الرقابا
فلا صلى الإله على نمير
ولا سقيت قبورهم السحابا
ولو وزنت حلوم بني نمير
على الميزان ما وزنت ذبابا
فغض الطرف إنك من نمیر
فلا كعبا بلغت ، ولا كلابا
- فغض الطرف إنك من نمير - اقتباسات جرير - الديوان
- أفحكم الجاهلية يبغون ؟! - سلمان العودة
- أفحكم الجاهلية يبغون
فغض الطرف إنك من نمير - اقتباسات جرير - الديوان
وبلاغة هذه الأعرابية تكمن في أنها عيّرت الرجال الذين كانوا ينظرون إليها لكونهم لم يطبقوا قول الله تعالى بغض الطرف الشرعي و غض الطرف بقصد قلة الرَّفعة و الأصل و ذلك إذ ذكَّرتهم بقول جرير!
والكلام عنهم يطول والعزة في الاسلام
وتقوم هذه العادات والنعرات على إذكاء غريزة الظلم التي تتأجج في داخل الإنسان. إن الإسراف في عقوبة المخطىء إنما هو ظلم يمقته الله الذي لا يحب الظالمين، فالإيمان شعبتان كما قال سيدنا المصطفى ، وهما الصبر والشكر، فإن كانت العقوبة التي قررها الله تعالى للمخطىء لا تطمئن لها قلوب هؤلاء الظالمين فلا بد لهم أن يصبروا ويقبلوا حكم الله العادل الحكيم الذي لو آخذ الظالمين بظلمهم لما ترك على الأرض من دابة، وعليهم أن يتفكروا حينئذ في أنفسهم ليبحثوا عن موطن الخلل الذي جعل نفوسهم ترفض حكم الله، عليهم أن يحذروا حينئذ فإنهم في وضع خطير لا يُطمَأَنُّ إليه، فهم بذلك يبغون حكم الجاهلية، أفحكم الجاهلية يبغون؟ ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يؤمنون. افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن. إن وسائل الإعلام والتربية والتعليم في العالم الإسلامي يجب أن تركز على قيم الصبر والتسامح والعدل. فهنالك تركيز شديد الآن على مقت وذم الأفعال السيئة التي يحاربها الإسلام، كما أن هنالك إمعانًا في إبراز ضرورة إلحاق أشد العقوبات بالمخطىء دون الأخذ بعين الاعتبار الظروف والأحوال والمسببات. إننا ينبغي أن نكون خير أمة أخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
أفحكم الجاهلية يبغون ؟! - سلمان العودة
د
صالح بن غانم السدلان). 3
وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه لت(ابن باز). 4
مجلة البيان العدد 142 ص47 ذو القعدة 1420هـ. 5
وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه ل ـ (ابن
باز). 6
كتاب اتخاذ القرآن الكريم أساساً لشؤون الحياة والحكم في المملكة لـ(أ. د
صالح بن غانم السدلان).
أفحكم الجاهلية يبغون
البلاغة: 1- خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى: (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ، وقوله: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً) فالأول إنكار وتعجب من حالهم وتوبيخ لهم، وتقديم المفعول للتخصيص المفيد لتأكيد الإنكار والتعجيب لأن التولي عن حكم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وطلب حكم آخر عجيب، وطلب حكم الجاهلية أقبح وأعجب. والثاني إنكار لأن يكون أحد حكمه أحسن من حكم اللّه تعالى، أو مساو له، كما يدل عليه الاستعمال وإن كان ظاهر السبك غير متعرض لنفي المساواة. 2- فن الإيغال: في قوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) وهو فن طريف، وفحواه أن يستكمل المتكلم كلامه قبل أن يأتي بمقطعه، فإذا أراد الإتيان بذلك أتى بما يفيد معنى زائدا على معنى ذلك الكلام. وهو ضربان: إيغال تخيير وإيغال احتياط. وهو في هذه الآية إيغال تخيير. أفحكم الجاهلية يبغون ؟! - سلمان العودة. فإن المعنى قد تم بقوله: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً) ولما احتاج الكلام إلى فاصلة تناسب ما قبلها وما بعدها، أتت تفيد معنى زائدا، لولاها لم يحصل، وذلك أنه لا يعلم أن حكم اللّه أحسن من كل حكم إلا من أيقن أنه واحد حكيم عادل، ولذلك عدل عن قوله: (يعلمون) إلى قوله: (يوقنون).. إعراب الآية رقم (51): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)}.
{ فَإِن تَوَلَّوْا} عن اتباعك واتباع الحق { فَاعْلَمْ} أن ذلك عقوبة عليهم وأن الله يريد { أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ} فإن للذنوب عقوبات عاجلة وآجلة، ومن أعظم العقوبات أن يبتلى العبد ويزين له ترك اتباع الرسول، وذلك لفسقه. { وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} أي: طبيعتهم الفسق والخروج عن طاعة الله واتباع رسوله. { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} أي: أفيطلبون بتوليهم وإعراضهم عنك حكم الجاهلية، وهو كل حكم خالف ما أنزل الله على رسوله. فلا ثم إلا حكم الله ورسوله أو حكم الجاهلية. فمن أعرض عن الأول ابتلي بالثاني المبني على الجهل والظلم والغي، ولهذا أضافه الله للجاهلية، وأما حكم الله تعالى فمبني على العلم ، والعدل والقسط، والنور والهدى. أفحكم الجاهلية يبغون. { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} فالموقن هو الذي يعرف الفرق بين الحكمين ويميز -بإيقانه- ما في حكم الله من الحسن والبهاء، وأنه يتعين -عقلا وشرعا- اتباعه. واليقين، هو العلم التام الموجب للعمل. أبو الهيثم
1
5, 895