حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى... ) الآية قال: كان موسى رجلا شديد المحافظة على فرجه وثيابه، قال: فكانوا يقولون: ما يحمله على ذلك إلا عيب في فرجه يكره أن يرى، فقام يوما يغتسل في الصحراء فوضع ثيابه على صخرة، فاشتدت بثيابه، قال: وجاء يطلبها عريانًا حتى اطلع عليهم عريانًا، فرأوه بريئًا مما قالوا، وكان عند الله وجيهًا، قال: والوجيه في كلام العرب: المحب المقبول. وقال آخرون: بل وصفوه بأنه أبرص. وكان ( عند الله ) وجيها !!. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد قال ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال: قال بنو إسرائيل إن موسى آدر، وقالت طائفة: هو أبرص، من شدة تستره، وكان يأتي كل يوم عينًا، فيغتسل ويضع ثيابه على صخرة عندها، فعدت الصخرة بثيابه حتى انتهت إلى مجلس بني إسرائيل، وجاء موسى يطلبها فلما رأوه عريانًا ليس به شيء مما قالوا لبس ثيابه ثم أقبل على الصخرة يضربها بعصاه، فأثرت العصا في الصخرة.
- تفسير: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى. - محمد الحسن الددو الشنقيطي - طريق الإسلام
- ( وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا ) - الصفحة 2 - هوامير البورصة السعودية
- وكان ( عند الله ) وجيها !!
- سورة الأعلى سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى - YouTube
تفسير: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى. - محمد الحسن الددو الشنقيطي - طريق الإسلام
وهذا سياق حسن مطول ، وهذا الحديث من أفراد البخاري دون مسلم وقال الإمام أحمد: حدثنا روح ، حدثنا عوف ، عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم - وخلاس ، ومحمد ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية: ( ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن موسى كان رجلا حييا ستيرا ، لا يكاد يرى من جلده شيء استحياء منه ". ثم ساق الحديث كما رواه البخاري مطولا ورواه في تفسيره. عن روح ، عن عوف ، به. ورواه ابن جرير من حديث الثوري ، عن جابر الجعفي ، عن عامر الشعبي ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو هذا. وكان عند الله وجيها. وهكذا رواه من حديث سليمان بن مهران الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، وعبد الله بن الحارث ، عن ابن عباس في قوله: ( لا تكونوا كالذين آذوا موسى) قال: قال قومه له: إنك آدر. فخرج ذات يوم يغتسل ، فوضع ثيابه على صخرة ، فخرجت الصخرة تشتد بثيابه ، وخرج يتبعها عريانا حتى انتهت به مجالس بني إسرائيل ، قال: فرأوه ليس بآدر ، فذلك قوله: ( فبرأه الله مما قالوا). وهكذا رواه العوفي ، عن ابن عباس سواء. وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا روح بن حاتم وأحمد بن المعلى الآدمي قالا حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان موسى ، عليه السلام ، رجلا حييا ، وإنه أتى - أحسبه قال الماء - ليغتسل ، فوضع ثيابه على صخرة ، وكان لا يكاد تبدو عورته ، فقال بنو إسرائيل: إن موسى آدر - أو: به آفة ، يعنون: أنه لا يضع ثيابه فاحتملت الصخرة ثيابه حتى صارت بحذاء مجالس بني إسرائيل ، فنظروا إلى موسى كأحسن الرجال ، أو كما قال ، فذلك قوله: ( فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها).
( وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا ) - الصفحة 2 - هوامير البورصة السعودية
وحكى القشيري عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: أن الله تعالى أحيا هارون فأخبرهم أنه لم يقتله ، ثم مات. وقد قيل: إن أذية موسى عليه السلام رميهم إياه بالسحر والجنون. والصحيح الأول. ويحتمل أن فعلوا كل ذلك فبرأه الله من جميع ذلك. مسألة: في وضع موسى عليه السلام ثوبه على الحجر ودخوله في الماء عريانا دليل على جواز ذلك ، وهو مذهب الجمهور. ومنعه ابن أبي ليلى واحتج بحديث لم يصح; وهو [ ص: 228] قوله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا الماء إلا بمئزر فإن للماء عامرا. قال القاضي عياض: وهو ضعيف عند أهل العلم. قلت: أما إنه يستحب التستر لما رواه إسرائيل عن عبد الأعلى أن الحسن بن علي دخل غديرا وعليه برد له متوشحا به ، فلما خرج قيل له ، قال: إنما تسترت ممن يراني ولا أراه; يعني من ربي والملائكة. تفسير: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى. - محمد الحسن الددو الشنقيطي - طريق الإسلام. فإن قيل: كيف نادى موسى عليه السلام الحجر نداء من يعقل ؟ قيل: لأنه صدر عن الحجر فعل من يعقل. و ( حجر) منادى مفرد محذوف حرف النداء ، كما قال تعالى: يوسف أعرض عن هذا. و ( ثوبي) منصوب بفعل مضمر; التقدير: أعطني ثوبي ، أو اترك ثوبي ، فحذف الفعل لدلالة الحال عليه. قوله تعالى: قالوا وكان عند الله أي عظيما. والوجيه عند العرب: العظيم القدر الرفيع المنزلة.
وكان ( عند الله ) وجيها !!
كان حيي عليه السلام
فلزم الستر
وصار لا يُرى من جلده شيء..
ولأن الناس تحسن الظن
وتجيد التطفل
أصابوه بأحاديثهم محاولة منهم شغل حياتهم -الفارغة-
فقال بعضهم هو برصٌ عافاكم الله
وزعم آخرون،
بأن فيه آفة لا محالة
وحين سكت موسى -عليه السلام-
برأه الله عز وجل في الحال..
وكانت له عند ربه (لا الناس)
وجاهة وجاه
لم يسأله شيء
إلا أعطاه..
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لٓا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا"
همسة:
الآذى
سيدفعه الله..
والظلم
سيرفعه الله..
فالزم الصبر
والصمت!
وقال ابن أبي حاتم ، حدثنا أبي ، حدثنا سعيد بن سليمان ، حدثنا عباد بن العوام ، عن سفيان بن حسين ، حدثنا الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم ، في قوله: ( فبرأه الله مما قالوا) قال: صعد موسى وهارون الجبل ، فمات هارون ، عليه السلام ، فقال بنو إسرائيل لموسى ، عليه السلام: أنت قتلته ، كان ألين لنا منك وأشد حياء. فآذوه من ذلك ، فأمر الله الملائكة فحملته ، فمروا به على مجالس بني إسرائيل ، فتكلمت بموته ، فما عرف موضع قبره إلا الرخم ، وإن الله جعله أصم أبكم. وهكذا رواه ابن جرير ، عن علي بن موسى الطوسي ، عن عباد بن العوام ، به. ثم قال: وجائز أن يكون هذا هو المراد بالأذى ، وجائز أن يكون الأول هو المراد ، فلا قول أولى من قول الله ، عز وجل. قلت: يحتمل أن يكون الكل مرادا ، وأن يكون معه غيره ، والله أعلم. قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قسما ، فقال رجل من الأنصار: إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله. قال: فقلت: يا عدو الله ، أما لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قلت. قال: فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فاحمر وجهه ، ثم قال: " رحمة الله على موسى ، فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر ".
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب 69]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا}: يحذرنا ربنا الكريم سبحانه من إيذاء محمد صلى الله عليه و سلم و اتهامه و اتهام منهجه و رسالته و إلصاق الشبهات بها و تشويه تعاليمه أو الولوغ في شخصه الكريم أو عداء أتباعه بغضاً لتعاليمه وسنته التي يطبقونها. فقد سبق وفعل بنوا إسرائيل مع موسى عليه السلام وألصقوا التهم به وبربه وتخلوا عنه في أشد المواقف فبرأه الله من كل شبهة ونصره في كل موقف. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب 69] قال السعدي في تفسيره: يحذر تعالى عباده المؤمنين عن أذية رسولهم، محمد صلى اللّه عليه وسلم، النبي الكريم، الرءوف الرحيم، فيقابلوه بضد ما يجب له من الإكرام والاحترام، وأن لا يتشبهوا بحال الذين آذوا موسى بن عمران، كليم الرحمن، فبرأه اللّه مما قالوا من الأذية، أي: أظهر اللّه لهم براءته.
وقال الحسن: سبح اسم ربك الأعلى أي صل لربك الأعلى. وقل: أي صل بأسماء الله ، لا كما يصلي المشركون بالمكاء والتصدية. وقيل: ارفع صوتك بذكر ربك. قال جرير:
قبح الإله وجوه تغلب كلما سبح الحجيج وكبروا تكبيرا
سورة الأعلى سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى - Youtube
ورواه بقية الجماعة إلا أبا داود ، من حديث محمد بن فضيل ، بإسناده مثله.
والمراد كذلك: سبحه ذاكرًا اسمه تعالى بالقلب واللسان، على وجه التعظيم. ويدل لهذا المعنى قوله تعالى: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: لما نزلت: ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في ركوعكم »، ولما نزلت: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾.. قال: « اجعلوها في سجودكم». وذلك ليقرن أثر التنزيه الفعلي، بأثر التنزيه القولي. والافتتاح في سورة الأعلى بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يسبح اسم ربه بالقول، يؤذن بأنه سيلقي إليه عقبه بشارةً وخيرًا له وذلك قوله: ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى ﴾. وفي آيات أخر جاء الأمر بتسبيح الله تعالى؛ كقوله:﴿ فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾ [2] ، وجاء أيضًا مقرونا بالضمير العائد إلى الله؛ كقوله: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ [3]. وهنا في سورة الأعلى لما ألحد في أسماء الله قوم، ونزَّهها آخرون، جاء التسبيح للاسم، كقوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [4]. سوره سبح اسم ربك الاعلي صوره. ويكون تنزيه أسماء الله تعالى على وجوه: 1 – تنزيه اسم الله عمَّا ألحد فيه الملحدون: كتنزيه اسم الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله، 2 – تنزيه اسم الله عن إطلاقه على الأصنام: كاللات والعزى، واسم الآلهة.