السؤال
ما صحة هذه الأحاديث وما شرحها وتفصيلها: روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ليس منّا من دعا إلى عصبية، أو من قاتل من أجل عصبية، أو من مات من أجل عصبية" وفي حديث أخر قال صلى الله عليه وسلم محذراً من العصبية " دعوها فإنها منتنة.. " رواه البخاري ومسلم. كلمة ورد غطاها دعوها.. فإنها مُنْتِنَةٌ. وفي حديث أخر ورد في مشكاة المصابيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من دعا إلى عصبية فكأنما عض على هن أبيه. " أو كما قال صلى الله عليه وسلم
الحمد لله. الأحاديث المذكورة يدور معناها على ذم التعصب لأحد بالباطل ، كالتعصب للقوم
والقبيلة والبلد ، بحيث يقف مع قومه أو قبيلته أو أهل بلده ضد من نازعهم ، سواء
كانوا على الحق أو على الباطل. ومثل ذلك حين حدث شجار بين أنصاري ومهاجر ، فتنادى البعض: يا للأنصار ، وتنادى
آخرون: يا للمهاجرين ، فذم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، وجعله من دعوى الجاهلية
؛ لأن مقتضاه أن ينصر الأنصاري أخاه الأنصاري ولو كان مبطلا ، وأن ينصر المهاجر
أخاه المهاجر ولو كان مبطلا أيضا ، وإنما شأن المؤمن أن يقف مع الحق ، وأن ينصر
المظلوم برفع الظلم عنه ، وينصر الظالم بحجزه ومنعه عن الظلم ، لا يفرق بين من كان
من قومه أو من خارج قومه ؛ إذ الجميع يشملهم وصف الإيمان والإسلام.
كلمة ورد غطاها دعوها.. فإنها مُنْتِنَةٌ
بتصرّف. ↑ أبو الحسن الندوي (1992م)، رِدَّةٌ وَلاَ أَبَا بَكْرَ لَهَا (الطبعة الثانية)، القاهرة: مكتبة السداوي للنشر والتوزيع، صفحة 13. بتصرّف. ↑ جواد علي (2001م)، المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام (الطبعة الرابعة)، بيروت: دار الساقي، صفحة 397، جزء 7. بتصرّف. ↑ أبو الحسن الندوي (1992م)، رِدَّةٌ وَلاَ أَبَا بَكْرَ لَهَا (الطبعة الثانية)، القاهرة: مكتبة السداوي للنشر والتوزيع، صفحة 13-14. بتصرّف. ↑ جواد علي (2001م)، المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام (الطبعة الرابعة)، بيروت: دار الساقي، صفحة 402، جزء 7. بتصرّف. ↑ زياد بن عابد المشوخي (2013م)، الاستضعاف وأحكامه في الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الرياض: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، صفحة 111. بتصرّف. ↑ عبد الله عبد الجبار خفاجى، قصة الأدب في الحجاز ، مصر: مكتبة الكليات الأزهرية، صفحة 168. بتصرّف. ↑ عبد الرحمن حَبَنَّكَة الميداني (1991م)، كواشف زيوف (الطبعة الثانية)، دمشق: دار القلم، صفحة 141. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين (1433هـ)، نتائج البحوث وخواتيم الكتب ، السعودية: الدرر السنية ، صفحة 460، جزء 4. بتصرّف. دعوها إنها منتنة.. من أراد الاعتزاز فليعتز بعمله لا بأبيه وجده. ↑ سورة الحجرات، آية: 10. ↑ عبد الرشيد عبد العزيز سالم (1982م)، طرق تدريس التربية الإسلامية نماذج لإعداد دروسها (الطبعة الثالثة)،: وكالة المطبوعات، صفحة 56.
دعوها إنها منتنة.. من أراد الاعتزاز فليعتز بعمله لا بأبيه وجده
لأنّها ما أطلِقت للتّعريف والبيان، ولكنّها أطلِقت تعصّباً وتحزُّباً! في مثل هذا المقام ينبغي أن تذوب كلّ نسبة إلاّ الانتساب إلى الإسلام ، كما جاء في حديث الحارث الأشعريّ مرفوعا: (( مَنْ ادَّعَى دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ)). فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ ؟ قَالَ:
(( وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ ، عِبَادَ اللهِ)) [رواه التّرمذي]. - ولم يدُم هذا الخصام إلاّ لحظاتٍ قليلةً، حاول فيها رأس المنافقين أن يستغلّها لصالحه ، فقال: (( فَعَلُوهَا ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ))! دعوها فإنها منتنة .. – Ehab Al Hraki :: Personal Website. أي: سأؤلّب أهل المدينة جميعَهم، وسأستنفرُهم كلَّهم، حتّى يقوموا قومةَ رجلٍ واحدٍ ليُخرجوا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومن معه من المهاجرين، ويطردوهم خارج المدينة أذلّة صاغرين! ولكنّ الله تعالى سلّم ؛ فقد كانت كلمات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على قلوب الصّحابة رضي الله عنهم شؤبوبا من الماء صبّ على اللّهب فأخمده. وعاد المنافق خائباً خائفاً، يعتذر عمّا قاله في حقّ الأخيار والأبرار.
دعوها فإنها منتنة .. – Ehab Al Hraki :: Personal Website
أعلم تماماً أن الأمر ليس بهذه البساطة وأن انتماءنا للحدود السياسية لعقود، بما يرتبط بذلك من نظام تعليم ومعاملات وإعلام واقتصاد قد يختلف كلياً عن البلد المجاور سيشكّل طبيعة مختلفة تماما لذلك المولود شمال الخط عن المولود جنوبه، ولكن هل هذا مبرر لأنسف البحر المشترك الذي يجمعنا ليصبح عدوّاً لي أهاجمه بكلام أوطريقة التعامل أو أضع قوانين خاصة للتعامل معه!!
ولا ادرى ايضا بأى عقلية تفكر هذه الأنماط الشخصية من البشر؟
تعمد تشويه الآخرين
وما الذي يمكن ان تستفيده من تعمد تشويه الآخرين ولو بالباطل، وتعمد التعميم بكل نقيصة لكل المصريين،
فالمصريون فى حديثهم: كلهم هكذا، والمصريون فى كلامهم: أصلهم كذا،
والمصـريون فى نظرهم: معروف عنهم هذا، والمصريون فى تصورهم: يصدر منهم هذا. ونسوا أن التعميم أكبر الآفات فى الحكم على المجتمعات والشعوب،
وغفلوا عن حقيقة عامة وهي أن المصريين في ذلك مثل باقي الشعوب منهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد، ومنهم السابق بالخيرات. ونسوا قوله تعالى
{وإبراهيم الذي وفى * ألا تزر وازرة وزر أخرى" وغفلوا عن الهدى النبوى القائل: د. فتحى أبو الوردوكونوا عباد الله إخوانا}. وكأن هؤلاء جاءوا من كواكب أخرى غير التي نعيش فيها، وكأنهم لا يرون ما يعيبونه على بعض المصريين إلا في المصريين،
وكأن أعينهم عميت عن رؤية ما ينقمونه على بعض المصريين في أقوامهم،
فيرون القذى فى أعين المصريين بينما يتعامون عن الخشبات فى أعينهم وأعين أقوامهم،او كما قال الشاعر:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *** وينكر الفم طعم الماء من سقم. نسى هؤلاء ما قاله بعض الدعاة لمن يدخل مصر – من ذوى التخصصات أو المكانة أو العلم – حتى يعرف حجمه مهما علا كعبه: يا داخل مصر فيه منك كتير.