أن يجادلهما في كلّ الأمور، وأن يشيح بوجهه عنهما، وأن يترك الاستماع إليهما، أو أن يقاطعهما ويكذّب قولهما. أن لا يعتدّ برأيهما، ولا يستشيرهما في أمور الحياة المختلفة. أن لا يستأذن عند الدّخول عليهما، وفي هذا قلة في الأدب معهما، فربّما كان أحدهما في وضع لا يرغب في أن يراه عليه أحد من النّاس. أن يقوم بذمّهما أمام النّاس، ويذكر عيوبهما، ويقدح فيهما، أو أن يلقي باللوم عليهما في أمور حياته المختلفة. أن يقوم بشتمهما ولعنهما، سواءً أكان ذلك بشكل مباشر أم من خلال التّسبب بذلك. ولاتقل لهما ار. أن يقوم بتشويه سمعتهما من خلال قيامه بالأعمال السّيئة والدّنيئة، وما يخلّ بالشّرف والمروءة. أن يثقل عليهما بالطلبات المختلفة، ولا يراعي وضعهما وحالتهما الماديّة، وما يمكن لهما أن يقدّماه له، وما لا يقدران عليه. أن يتخلى عنهما حال كبرهما وعجزهما عن أداء أمور الحياة الأساسيّة. أن يتبرّأ منهما، ويخجل من ذكرهما أمام النّاس
فيديو عن عقوبه عقوق الوالدين في الدنياء()
باب من أبواب الجنة
فضل وثواب بر الوالدين في الدنيا والآخرة
لقد وعد الله البارين بأبائهم وأمهاتهم بالخير الكثير والفضل العميم في الدنيا، والثواب الجزيل والأجر الكبير في الآخرة.
ولاتقل لهما ار
فلما انتصر ماذا فعل؟ لقد دخل مكة منتصراً ، ووقف له الأعلام مكبرة، وطنت لذكر نصره الجبال، فوقف على حلق باب الكعبة صلي الله عليه وسلم وهو يقول للقرابة والعمومة: (( ما ترون أني فاعل بكم))؟. فقالوا ـ وهم يتباكون ـ: أخ كريم وابن أخ كريم. فيقول: (( اذهبوا فأنتم الطلقاء)). وكأنه يقول: عفا الله عنكم وسامحكم. لا تقل لهما أف ولا تنهرهما _ الشيخ احمد الوائلي - YouTube. ويأتي ابن عمه أبو سفيان بن الحارث فيسمع بالانتصار وهو قد آذى الرسول صلي الله عليه وسلم وسبه، فيأخذ أطفاله ويخرج من مكة، فيلقاه على بن أبي طالب فيقول: إلى أين تذهب؟ قال: أذهب بأطفالي إلى الصحراء فأموت جوعاً وعرياً، والله إن ظفر بي محمد ليقطعني إرباً إرباً. فيقول على وهو يعرف الرسول صلي الله عليه وسلم: أخطأت يا أبا سفيان ، إن رسول الله صلي الله عليه وسلم أوصل الناس وابر الناس، فعد إليه وسلم عليه بالنبوة وقل له كما قال إخوة يوسف ليوسف:) لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(ي وسف: الآية92) فهل من مقتد بأفعاله وأخلاقه؟ فإنه هو الأسوة الحقة، وإن اتباعه نجاة من العار والدمار. تأتيه أخته صلي الله عليه وسلم وقد ابتعدت عنه ما يقارب أربعين سنة وهي لا تعرفه وهو لا يعرفها، فقد مرت سنوات، وأيام وأيام، وأعوام أعوام، فتأتي لتسلم على أخيها من الرضاعة وهو تحت سدرة، والناس بسيوفهم بين يديه وهو يوزع الغنائم، فتستأذن ، فيقول لها الصحابة: من أنت؟ فتقول: أنا أخت الرسول صلي الله عليه وسلم من الرضاعة، أنا الشيماء بنت الحارث، أرضعتني أنا وإياه حليمة السعدية.
ولاتقل لهما اف ولا تنهرهما
ولذلك قرن الله حقه بحقهما وجعل من لوازم العبودية بر الوالدين وصلة الرحم، يقو جل ذكره:)وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَاناً)(الاس راء: الآية23) فقد قضاه وأمره وأوجبه سبحانه وتعالي بأن لا يعبد إلا هو. ومع عبادته سبحانه وتعالي يقوم بر الوالدين وصلة الأب والأم وصلة الرحم. وأنظر لهذه الصورة العجيبة للأب وهو محدب الظهر، قليل الصبر، قد شاب رأسه ولحيته. وصورة الأم وهي شمطاء الرأس ، فقد دنت من القبر، وأصبحت تتلهف علي شبابها وصباها الذي أنفقته في تربية هذا الابن ، فلما ترعرع وقوي ظهره واشتد ساعده كان نكالاً وغضباً ونكداً علي والديه. ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفّ)(الاسراء: الآية23)، حتى كلمة أف على صغرها عند الناس لا تقال للوالدين. ولاتقل لهما افلام. فقل لي بالله أيهما أعظم، حق كلمة أف أم الذين جحدوا حق الوالدين وعقوهما وجعلوا جزاءهما السب والشتم والغلظة والنكال والقطيعة؟ حتى أنه وجد في المجتمع من يعيش في الفلل والشقق البهية، ويركب المراكب الواطية ويأكل الموائد الشهية، ووالده في فقر وفي حاجة ملحة وفي ضنك لا يعلمه إلا الله.
ولاتقل لهما افلام
فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله تعالي بصالح أعمالكم. قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق (2) قبلهما أهلا ولا مالا ، فنأي بي طلب الشجر يوماً فلم أرح (3) عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت ـ والقدح علي يدي ـ أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون (1) عند قدمي، فاستيقظا فشربا غبوقهما. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه.. )) الحديث. عباد الله، إن العقوق مأساة وجدت في المجتمعات وفي البيوت، وأصبحت من أعظم المشكلات على الأباء والأمهات مشكلة الابن. وفي بعض الآثار يود الرجل في آخر الزمان أن يربي جرو كلب ولا يربي ابنا (3). نعم.. تفسير قوله تعالى {فلا تقل لهما أف} بالأسانيد. وجد هذا، ورأينا ورأي غيرنا الآباء الذين أصبحوا في الشيخوخة وهم يتباكون ويتضرعون ويجأرون من هذه الذرية الظالمة. فهل من عودة يا شباب الإسلام إلى الله؟ وهل من بر وجوده مع الآباء والأمهات؟ يأتي رجل للرسول صلي الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: (( أمك)) قال: ثم من؟ قال: (( أمك)).
ما ضرَّك يا بنيَّ لو قلت: نعم يا أمِّي سآتِي حالاً أو بعد حين، أو سأُنْهِي عملي وآتِي إليك، بصوتٍ خفيض ومؤدَّب؟! إنَّ الكلِمة الطّيِّبة حسنة، والله - سبحانه - أوْصى الأولاد بالبرِّ بوالديهم. موقع حراج | ولاتقل لهما أف ولاتنهرهما. كما أوْصى الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بالإحسان إلى الأمِّ وعدم إغضابها؛ قال - سبحانه - في كتابِه الحكيم: { فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [الإسراء: 23]، ثمَّ - يا بني - أرأيتَ كيف استجاب لك القطُّ لؤلؤ عندما ناديتَه وسارع لخدمتك، وكنتَ جِدَّ مسرور من استجابتِه السَّريعة لك؟! ألا ينبغي أن تخْدم النَّاس كما تحبُّ أن يخدموك؟! لَم يجب مشغول فقد كان يفكِّر بجدِّيَّة في ما قالتْه أمُّه، وكان الدَّرس الذي تلقَّاه هذا الصَّباح أكبرَ من كلِّ كلماته.