#1
ما لا يدرك كله لا يترك جله يحجم كثير من الناس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحرمون أنفسهم من هذا الخير بحجة أنهم ليسوا أهلاً لذلك، بل لم يكتفوا بهذا حتى أخذوا يثربون ويحرجون ويوبخون الآمرين الناهين بأنهم غير مؤهلين للقيام بذلك، لتقصيرهم في بعض الواجبات، أولانغماسهم في بعض المحرمات والمنكرات، هذا الوهم حرم الكثيرين من الإسهام في هذا الأمر المهم، الذي هو سبب لصلاح الدين والدنيا، وسبيل إلى النجاة في الآخرة، وخذل وثبط طائفة من الأمة عن القيام بهذا الواجب. سبب هذا الوهم التوبيخ الذي ورد في ترك الطاعة وفعل المعصية
هذا الوهم والخلط مرده للتوبيخ والتقريع الذي ورد في بعض الآي والأحاديث والآثار على ترك الآمر للمعروف الذي أمر به، وارتكابه للمنكر الذي نهى عنه، إذ هذه الآثار لم توبخ وتزجر وتقرع على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما واجبان، وإنما وبخت وزجرت على ترك فعل المعروف والانتهاء عن المنكر وهما واجبان كذلك، فهذه أربعة أمور مطالب بها كل مكلف، وهي:
1. أداء الواجبات والمندوبات. 2. مقولة ما لا يدرك كله فلا يترك جله ونظائرها من الوحي - إسلام ويب - مركز الفتوى. الانتهاء عن المحرمات والمكروهات. 3. الأمر بالمعروف. 4. النهي عن المنكر. فإذا فعل اثنين من هذه الأربعة أمر ونهى يؤجر ويثاب عليهما، وإذا قصر في الآخرين أداء الواجب وترك المنكر عوقب على ذلك أوسومح.
السلام .. ما لا يدرك كله لا يترك جله!
2008. قاعدة " ما لا يدرك كله لا يترك جله": تأصيلا و تطبيقا. مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: العلوم الشرعية و العربية، مج. 2008، ع. 6. نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA) الصرامي، عبد اللطيف بن سعود بن عبد الله. مالا يدرك كله لا يترك جله. مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: العلوم الشرعية و العربية ع. 6 (كانون الثاني 2008). نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA) الصرامي، عبد اللطيف بن سعود بن عبد الله. مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: العلوم الشرعية و العربية. مج. يتضمن هوامش.
أين أجد تصحيح القاعدة الفقهية : ما لا يدرك كله لا يترك قله
إغلاق
مرحبا بك!
مقولة ما لا يدرك كله فلا يترك جله ونظائرها من الوحي - إسلام ويب - مركز الفتوى
13
· وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله بعد أن أورد الآيات والأحاديث والآثار في توبيخ الآمرين الناهين المقصرين في العمل: (ومع هذا كله فلابد للإنسان من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والوعظ والتذكير، ولو لم يعظ إلا معصوم من الزلل لم يعظ الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد، لأنه لا عصمة لأحد بعده). 14
· وقال ابن عاشور في "تفسير التحرير والتنوير" 15 في تفسير آية البقرة: (وبهذا يعلم أنه لا يتوهم قصد النهي عن مضمون كلا الجملتين، إذ القصد هو التوبيخ على اتصاف بحالة فظيعة ليست من شيم الناصحين، لا قصد التحريم، فلا تقع في حيرة من تحير في وجه النهي عن ذلك، ولا في وهم من وهم فقال: إن الآية دالة على أن العاصي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر كما نقل عنهم الفخر – الرازي – في التفسير، فإنه ليس المقصود نهي ولا تحريم، وإنما المقصود تفظيع الحالة، ويدل لذلك أنه قال في تذييلها: "أَفَلاَ تَعْقِلُونَ"، ولم يقل "أفلا تقون" أونحوه). لا شك أن الأكمل والأولى للآمر الناهي أن يأتمر بما يأمر وينتهي عما عنه نهى وزجر، وأن هؤلاء أثرهم في الأمر والنهي لا شك أجدى وأنفع، ولكن لا يعني ذلك أن يتقاعس المقصرون عن ذلك ويحرموا أنفسهم من الأمر والنهي، فكل ميسر لما خلق له، ورب مبلغ أوعى من سامع.
· قال الحافظ ابن كثير في تأويل آية البقرة السابقة: "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ.. مالا يدرك كله لا يترك جله كلمة جله تعني. ": (الغرض أن الله تعالى ذمهم على هذا الصنيع، ونبههم على خطئهم في حق أنفسهم، حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه، وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له، بل على تركهم له، فإن الأمر بالمعروف معروف، وهو واجب على العالم، ولكن الواجب والأولى بالعالم أن يفعله مع من أمرهم به، ولا يتخلف عنهم.. فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب، ولا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح قولي العلماء من السلف والخلف، وذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها، وهذا ضعيف، وأضعف منه تمسكهم بهذه الآية، فإنه لا حجة لهما فيها. والصحيح: أن العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه، ولكنه والحالة هذه مذموم على ترك الطاعة، وفعله المعصية لعلمه بها ومخالفته على بصيرة، فإنه ليس من يعلم كمن لا يعلم، ولهذا جاءت الأحاديث في الوعيد على ذلك). 12
· وقال الإمام القرطبي رحمه الله في تأويلها كذلك: (اعلم وفقك الله تعالى أن التوبيخ في الآية بسبب ترك فعل البر، لا بسبب الأمر بالبر، ولهذا ذم الله تعالى في كتابه قوماً كانوا يأمرون بأعمال البر ولا يعملون بها، وبخهم به توبيخاً يتلى على طول الدهر إلى يوم القيامة).