والإبداع هو مرآة الشعوب التي به تعكس فنونها وآدابها 0والعربية هي لغة عالمية وهي التي يمكن أن تعكس ما لدينا 0 فمن أراد أن يعرف عن إرتريا ، حتما لن يستطيع أن يقرأ لنا سوى بهذه اللغة أو بلغات عالمية أخري". المراجع:
(1) المرثيتان اوردهما المناضل الراحل محمد سعيد ناود في كتابه "عمق العلاقات العربية الأرترية " الشاعر عبد القادر إبراهيم درس في مصر وبعد تخرجه عمل مدرساً في مدرسة الجالية العربية بأسمرا ، توفى وهو شاباً في مقتبل العمر. (2) القصيدتان من ديوان ترانيم ثورية:/ إصدار جمعية المعلمين الإرتريين – الميدان 1984 م
(3) قصائد أحمد عمر شيخ من أنطولوجيا " مرايا الصوت " مختارات من الأدب الإرتري صدرت عام 2009 م – الجزائر- وزارة الثقافة الجزائريىة– جمع وإعداد الاستاذ محمود أبوبكر آدم…
الشعر الفصيح - مكتبة نور
عرض المواضيع من...
استخدام هذا التحكم للحد من عرض هذه المواضيع على أحدث اطار زمني محدد. ترتيب المواضيع حسب:
السماح لك بإختيار البيانات بواسطة قائمة الموضوع التي ستحفظ. ترتيب المواضيع...
تصاعدي
تنازلي
ملاحظة: عندما يكون الترتيب بواسطة التاريخ، "ترتيب تنازلي" سيتم عرض الأحداث الجديدة أولا.
الاثنين 10 من ذي القعدة 1426هـ - 12 ديسمبر 2005م - العدد 13685
أرى خَلَل الرماد وميضَ نار
من الناحية الجمالية هناك ثلاثة أبيات للفرزدق، ذلك الشاعر العربي الفحل، تعتبر روعة في الفن والجمال، وفيها يصف ركباً سيارين بليل، تعوي حولهم الريح الشديدة كالعاصفة، والباردة كالثلج، في ليل داج بهيم، يلف صحراء العرب التي سموها (مفازة) من باب التفاؤل وتسمية الضد بالضد. لأنهم يعرفون أنها (المهلكة) بقفرها وكُبْرها، ببردها وحرها، برمالها وجبالها، بانعدام الحياة في الكثير من فيافيها التي لا تعيش فيها غير الرياح، وحتى الرياح تلوب وتكاد تذوب في أنحائها:
تجري بها الرياح حسرى مولهة
حيرى تلوذُ بأطراف الجلاميد
صحراء العرب في معظمها لا بشر.. ولا شجر.. ولا ماء.. مَوَاتٌ وجلاميد.. قيمة الغزل العفيف في الشعر العربي الفصيح. فراغ موحش على مد النظر.. وسراب قد يلوح.. وغول قد تتهيأ للساري الخائف كما تهيأت لتأبط شراً. يقول الفرزدق في أبياته النادرة فناً ووصفاً مبدعاً:
وركب كأنَّ الريحُ تطلبُ عندهم
لها ترة من جذْبها بالعصائب
سروا يخبطون الليل وهي تلفُّهم
إلى شُعب الأكوار من كُلِّ جانب
إذا آنسوا ناراً يقولون ليتها
وقد خَصرَتْ أيديهم - نارُ غالب
فهؤلاء الركب «يخبطون الليل» في صحراء جرداء رياحها تقلع الحصا وتُجَمِّد الماء، فهي تخبط هؤلاء الركب وتجعلهم يلتفون حول شداد المطايا ويضطربون فيها مهما تمسكوا وتماسكوا، وأيديهم قد (خَصرَتْ) تجمدت من البرد، فإذا رأوا ناراً في ظلمة الليل البارد ووحشة الصحراء الجائعة، والنار بالنسبة لهم هي الحياة، يقولون:
«ليتها نارُ غالب»!