ذكر شدة اتباعها رضي الله عنها لأمره صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع: « هذه ثُمَّ ظهورُ الحُصر »، قال: فكان كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة فكانتا تقولان: لا تحركنا دابةٌ بعد أن سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد. سودة بنت زمعة رضي الله عنها. ذكر وفاتها:
توفيت سودة رضي الله عنها في آخر زمن عمر بن الخطاب، وقيل: توفيت بالمدينة سنة 54هـ في شوال. رضي الله عنها وأرضاها.
- هن قدوتي (3): أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها
- سودة بنت زمعة رضي الله عنها
- السيدة سودة بنت زمعة - أمهات المؤمنين - آل بيت النبي| قصة الإسلام
هن قدوتي (3): أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها
ومن مزاياها أنها كانت معطاءة تكثر من الصدقة، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث إليها بغِرارة –وعاء تُوضع فيه الأطعمة- من دراهم، فقالت: ما هذه؟، قالوا: دراهم، قالت: في غرارة مثل التمر؟ ففرقتها بين المساكين. وهي التي وهبت يومها ل عائشة، رعايةً لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. السيدة سودة بنت زمعة - أمهات المؤمنين - آل بيت النبي| قصة الإسلام. ففي صحيح البخاري: (أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها ل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم). وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها -أي جلدها- من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة)، -ومعناه تَمنَّت أن تكونَ في مثل هدْيها وطريقتها، ولم ترد عائشة عيب سودة بذلك بل وصفتها بقوة النفس وجودة القريحة وهي الحدة-
قالت: (فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لي)، قالت يا رسول الله: (قد جعلت يومي منك لعائشة). فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ل عائشة يومين يومها ويوم سودة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "خشِيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يارسول الله، لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة، ففعل"، ونزلت هذه الآية: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير} [النساء: 128].
سودة بنت زمعة رضي الله عنها
وقال هشام: الحجر تنفي عن نفسها ذاك. ثمّ رأت في المنام ليلةً أُخرى أنّ قَمَرًا انقضّ عليها من السماء وهي مُضطجعة، فأخبرت زوجها فقال: (وأبيك لئن صَدَقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي) ، فالسكران اشتكي من هذا اليوم فما لبث إلا قليل حتى مات. زواج سودة بنت زمعة من النبي صل الله عليه وسلم
انه وبعد وفاة السيدة خديجة ، ذهبت خولة بنت حكيم للنبي محمد تطلب أن يتزوج، وقالت له: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَاكَ قَدْ دَخَلَتْكَ خَلَّةٌ لِفَقْدِ خَدِيجَةَ»، قال: «أَجَلْ أُمُّ الْعِيَالِ، وَرَبَّةُ الْبَيْتِ»، فقالت: «أَلا أَخْطُبُ عَلَيْكَ؟»، قال: «بَلَى أَمَا إِنَّكُنَّ مَعْشَرَ النِّسَاءِ أَرْفَقُ بِذَلِكَ. هن قدوتي (3): أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها. »، فسألها: «وَمَن؟»، قالت: «إِنْ شِئْتَ بِكْرًا، وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا»، فقال: «وَمَنِ البِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّب؟» فذكرت له البكر عائشة بنت أبي بكر والثيب سودة بنت زمعة، فقال: «فَاذْكُرِيْهِمَا عَلَيّ. ». فلمَّا انتهت عدة سودة فتزوجها وكانت سودة أول من تزوجها النبي بعد خديجة. وكان هذا الزواج في السنة عشرة من البعثة النبوية في شهر رمضان، وبنى النبي صل الله عليه وسلم بسودة بمكة.
السيدة سودة بنت زمعة - أمهات المؤمنين - آل بيت النبي| قصة الإسلام
أحبتها السيدة عائشة رضي الله عنها حبًا كثيرًا ، فكانت تثني عليها في حياتها وحتى مماتها ، حيث توفت في سنة 54 من الهجرة بالمدينة المنورة في زمن خلافة معاوية. تصفّح المقالات
وعندما ضاق المؤمنون القلائل ذرعاً بأذى قريش وتعرضها الدائم لهم بالإكراه والتعذيب والفتنة، أذن النبي (صلى الله عليه وسلم) لمن أراد منهم الهجرة إلى الحبشة. هجرتها
هاجرت سودة مع زوجها السكران بن عمرو إلى الحبشة في جملة من هاجروا وهناك أقاموا مدة من الزمن بعيداً عن الأهل والوطن، في شوق دائم وحنين لا ينقطع، خصوصاً إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم). العودة من الحبشة
وبإسلام عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنهما) تشجع بعض المهاجرين إلى الحبشة بالعودة إلى مكة وآثر الآخرون البقاء. وكانت سودة (رضي الله عنها) مع زوجها ممن أسرعوا بالعودة..! وتعود أسباب سرعتها في العودة إلى ما كان قد أصاب زوجها من أمراض وعلل في غربته الموحشة، وبعده عن الأهل والوطن، والأحباب والأصحاب، وتغير المناخ. الأيم
ومع وصول الزوجين إلى مكة فوجئا بأن قريش ماتزال على موقفها من العداء الشديد للإسلام والمسلمين، بل زادت من حدة الصراع، ولم ترعوِ عن غيها وكفرها وعنادها. ولازم الزوج السكران بن عمرو الفراش بسبب العلة، والضعف المتناهي، وقامت سودة على تمريضه ومداواته ومساعدته. ولكن لم تمضِ أيام على وصوله حتى اشتد به المرض ومنعه من الكلام والحركة، ولم يلبث أن فارق الحياة.
قال ابن عباس: فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز. رواه البيهقي في "سننه". ولما حجّت نساء النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عمر لم تحجّ معهم ، وقالت: قد حججت واعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنا أقعد في بيتي كما أمرني الله ، وظلّت كذلك حتى توفيت في شوال سنة أربع وخمسين بالمدينة ، في خلافة معاوية بن أبي سفيان بعد أن أوصت ببيتها لعائشة ، أسكنهنّ الله فسيح جنّاته.