القاعدة أن من صرف العبادة أو بعضها لغير الله من أصنام أو أوثان أو أموات أو غيرهم من الغائبين فإنه مشرك شركًا أكبر، وكذلك الحكم فيمن جحد ما أوجب الله، أو ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة مما أجمع عليه المسلمون، فهذا يكون كافرًا ومشركًا شركًا أكبر. وكل من أتى ناقضًا من نواقض الإسلام يكون مشركًا شركًا أكبر كما قلنا. أما الشرك الأصغر فهو أنواع أيضًا: مثل الحلف بغير الله، والحلف بالنبي ﷺ وبالأمانة، وبرأس فلان، وما أشبه ذلك، فهذا شرك أصغر؛ لقوله ﷺ: من حلف بشيء دون الله فقد أشرك [1] وهكذا الرياء، يقرأ للرياء أو يتصدق للرياء، فهذا شرك أصغر؛ لقوله ﷺ: أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر فسئل عنه فقال: الرياء [2] ، وهكذا لو قال: ما شاء الله وشاء فلان -بالواو- أو: لولا الله وفلان، أو: هذا من الله وفلان؛ لقوله ﷺ: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله وحده ثم شاء فلان [3] ، ولما قال رجل: يا رسول الله ما شاء الله وشئت، قال: أجعلتني لله ندًا؟ ما شاء الله وحده [4]. لا يخرج صاحبه من الملة - موقع الامجاد. وقد يكون الشرك الأصغر شركًا أكبر إذا اعتقد صاحبه أن من حلف بغير الله أو قال: ما شاء الله وشاء فلان، فإن له التصرف في الكون، أو أن له إرادة تخرج عن إرادة الله وعن مشيئته سبحانه، أو أن له قدرة يضر وينفع من دون الله، أو اعتقد أنه يصلح أن يعبد من دون الله وأن يستغاث به، فإنه يكون بذلك مشركًا شركًا أكبر بهذا الاعتقاد.
لا يخرج صاحبه من الملة - موقع الامجاد
الثاني:
من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ، ويسألهم الشفاعة ، ويتوكل عليهم ، فقد كفر إجماعاً. الثالث:
من لم يُكَفِّر المشركين ، أو شَكَّ في كفرهم ، أو صحّح مذهبهم كفر. الرابع:
من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه ، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه ، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر. الخامس:
من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر ، لقوله تعالى: ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) محمد / 9. السادس:
من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه ، أو عقابه كفر، والدليل قوله تعالى: ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) التوبة / 65 و 66. السابع:
السحر ومنه الصرف والعطف ، فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى: ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) البقرة / 102. الثامن:
مظاهـرة المشـركين ومعاونتهـم على المسـلمين، والدليـل قولـه تعالى: ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة / 51. حكم سب الصحابة واهم اقوال العلماء في ذلك - موقع محتويات. التاسع:
من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر ؛ لقوله تعالى: ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران / 85
العاشر:
الإعراض عن دين الله، لا يتعلمـه ولا يعمـل به ؛ والدليل قوله تعالى: ( ومن أظلم ممن ذٌكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون) السجدة / 22.
الكفر الأصغر يخرج صاحبه من المله صح خطأ - الداعم الناجح
كفر الإعراض والإستكبار
وهو بأن يكون عالما بصدق الرسول، وأنه جاء بالحق من عند الله ، لكن لا ينقاد لحكمه ولا يذعن لأمره، استكبارا وعنادا، وترك الحق، لا يتعلمه ولا يعمل به سواء كان قولا أو عملا أو اعتقادا، فمن أعرض عما جاء به الرسول بالقول كمن قال لا أتبعه، أو بالفعل كمن أعرض وهرب من سماع الحق الذي جاء به، أو وضع أصبعيه في أذنيه حتى لا يسمع ، أو سمعه لكنه أعرض بقلبه عن الإيمان به، وبجوارحه عن العمل فقد كفرَ كُفْر إعراض، ككفر إبليس إذ يقول الله تعالى فيه: (إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ). [7]
كفر النفاق
وهو ما كان بعدم تصديق القلب وعمله، مع الانقياد ظاهرا رئاء الناس ككفر ابن سلول وسائر المنافقين الذين قال الله تعالى عنهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ *يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ). [8]
كفر الشك والريبة
وهو التردد في اتباع الحق أو التردد في كونه حقاً، لأن المطلوب هو اليقين بأن ما جاء به الرسول حق لا مرية فيه ، فمن جوَّز أن يكون ما جاء به ليس حقًا فقد كفر؛ كفر الشك أو الظن كما قال تعالى: (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً).
لا يخرج صاحبه من الملة - عربي نت
ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه ، وأن يهدينا وجميع المسلمين صراطه المستقيم إنه سميع قريب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
حكم سب الصحابة واهم اقوال العلماء في ذلك - موقع محتويات
تاريخ النشر: الأحد 27 محرم 1432 هـ - 2-1-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 146189
15312
0
271
السؤال
إذا شك المسلم أنه كفر لكثرة ذنوبه ومعاصيه ولا يعلم هل هي من الكبائر أم لا؟ فماذا يفعل؟ أرجو التفصيل.
وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أنه على المسلم أن يفكر في كل شيء، وأن يحاسب نفسه، موضحة أن الصحابي سفيان بن عيينة رضى الله عنه كان يقول: «إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة، وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا». وقالت دار الإفتاء المصرية إن المسلم عليه أن يجعل لقراءة القرآن وذكر الله وقتا لا يتخلف عنه، وذلك لينير طريقك ويشفع لك يوم القيامة، وعلى المسلم أيضا أن يحافظ على صلاته، حيث أنها صلته بربه، وطمأنينة لقلبه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتد عليه امر قام إلى الصلاة. وأوضحت دار الإفتاء أن المسلم عليه أن يستعين بالله، ويتيقن أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ورسول الله يقول في وصاياه: «وإذا استعنت فاستعن بالله»، وعلى المسلم أيضا أن يجعل للناس حظًا من الشكر، وذلك لوالديه إذا أنعما عليه بشيء، ويشد عضده بإخوته، ويشكر أصدقاءه وأحبابه إذا أعانوه على فعل شيء. وأضافت دار الإفتاء، أن المسلم عليه أن يتعلم كل يوم كلمه، حيث أن العلم يكسب الإنسان المعرفة ، والتي بها يستطيع الإنسان القيام بحق دينه ووطنه، وعلى المسلم أيضا أن يحدد أهدافه التي يعيش من أجلها، وأن يضع خطة يسير عليها، وذلك حتى لا يخطئ هدفه.
شاهد أيضًا: هل الكفر الاصغر يخرج من الملة
إنَّ صحابة رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- هم خيرة أمّة أُنزلت على الأرض، فضّلهم الله ومنَّ عليهم بصحبة رسوله الكريم، وإنَّ سبهم والتعرّض لهم يوصل صاحبه للكفر، وفي مقالنا هذا تعرّفنا على من هم الصّحابة، وماهو حكم سبّ الصّحابة، ومكانة الصحابة في الإسلام وأقوال العلماء في حكم من سبّ الصحابة، ومتى يكون سبّ الصحابة كفرًا. المراجع
^, الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان - تعـريف الصحابي لغة واصطلاحًا, 14-1-2021
^
صحيح مسلم, أبو هريرة، مسلم، 2540، صحيح. ^, سب الصحابة رضي الله عنهم, 14-1-2021
سورة التوبة, الآية 100. مجموع الفتاوى, العرباص بن سارية، ابن تيمية،309/20، صحيح. ^, أقوال العلماء في حكم من سب الصحابة., 14-1-2021
^, سب ولعن الصحابة بين الكفر والفسق., 14-1-2021