واستعيني على ذلك بالحرص والسعي الجاد لسداد الدين ، وبالتوكل على الله تعالى ،
وبدعائه سبحانه أن ييسر لك ما تقضين به دينك.
- دعاء قضاء الدين وجلب الرزق
دعاء قضاء الدين وجلب الرزق
ثم أيضاً قد يفهم من الحديث، أو يظهر من الحديث أن حق الله عز وجل، وأن الدين الذي لله عز وجل يكون حق بالوفاء، فقد يفهم منه أنه أولى، أي: الديون التي لله أولى من الديون التي للآدميين، فإذا كان المال متسعاً لأن يؤدى عليه ديون الله وديون الآدميين، فالأمر في ذلك واضح، لكن لو ضاق المال عن أداء الدينين دين الله، ودين الآدميين، فإن بعض أهل العلم قال: يقدم دين الآدميين على دين الله عز وجل؛ لأن حقوق الآدميين مبنية على المشاحة، وكون بعضهم يطالب بعضاً، والشح يكون بينهم، وأما حقوق الله عز وجل فهي مبنية على المسامحة والله تعالى يعفو ويتجاوز ويصفح. والحاصل: أن الحديث قد يفهم منه الإشارة إلى تقديم حق الله عز وجل على حقوق الناس، لكن بعض أهل العلم يقول: إن حقوق الناس وتأديتها مقدم على تقديم حق الله عز وجل؛ لأن حقوق الآدميين مبنية على المشاحة، وفيها مطالبة إذا ما حصلت في الدنيا تكون في الآخرة كما جاء في الحديث: ( المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وحج، ويأتي وقد شتم هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا، وأخذ مال هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من سيئاتهم فطرح عليه، ثم طرح في النار).
قَالَ:
( قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ
بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ
وَقَهْرِ الرِّجَالِ)
قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي ، وَقَضَى
عَنِّي دَيْنِي. رواه أبو داود (1555) وفيه غسان بن عوف قال
الذهبي: غير حجة. لذلك ضعف الشيخ الألباني الحديث في ضعيف أبي داود. ولكن الدعاء المذكور ، وهو قوله: اللهم
إني أعوذ بك من الهم والحزن.. دعاء قضاء الدين حديث صحيح. ثابت في الصحيحين من غير قصة أبي أمامة هذه ، والله
أعلم. والله أعلم.