والرواية الثانية: أن الإيمان هو تصديق القلب فقط، وأما قول اللسان فهو ركن زائد خارج عن مسمى الإيمان، وعلى هذه الرواية يوافق قول الماتريدية أن الإيمان هو تصديق القلب فقط. - ولكن الأعمال مطلوبة عندهم كالصلاة والزكاة والصوم والحج فالواجبات واجبات والمحرمات محرمات، ومن فعل الواجب فإنه يستحق الثواب والمدح ومن فعل الكبائر فإنه يستحق العقوبة ويقام عليه الحد، ولكن لا يسمونه إيماناً، يقولون: الإنسان عليه واجبان: واجب الإيمان، وواجب العمل، ولا يدخل أحدهما في مسمى الآخر. - بينما جمهور أهل السنة يقولون: العمل من الإيمان وهو جزء منه فالأعمال واجبة وهي من الإيمان، ومرجئة الفقهاء يقولون: الأعمال واجبة وليست من الإيمان، ولهذا قال من قال بأن الخلاف بينهم وبين جمهور أهل السنة خلاف لفظي، وقال بهذا شارح الطحاوية والصواب أنه ليس لفظياً. من هم المرجئة؟؟. وأبرز معتقداتهم أولاً: فالمرجئ هو من يؤخر العمل والطاعة عن الإيمان. ثانياً: أن الشرائع السماوية ليست من الإيمان- فالإيمان هو التصديق بالقول فقط دون العمل المُصدّق بوجوبه. ثالثاً: أن الإيمان ثابت لا يزيد ولا ينقص لأن التصديق بالشيء والجزم به لا يدخله زيادة ولا نقصان عندهم. رابعاً: أن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان، حتى لو ترك الشخص العمل بالكلية فلا يؤثر على إيمانه.
من هم المرجئة؟؟
ويتضح من ذلك أن ارتباط الأفعال بالنتائج في السلوك الإنساني كارتباط الأسباب بالمسببات في العالم الطبيعي بحكم العقل والتجربة، فإن الزرع ينبت ببذر البذور والسقاية بالماء، والشبع يتحقق بالأكل، والري بالشرب والموت يكون بالقتل.. الخ. لذلك حث الرسول - صلى الله عليه وسلم - على العمل وحض عليه وكان الأسوة الحسنة في عمل كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه وأمرنا بذلك، ففي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، كان لو تفتح عمل الشيطان". فأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيئين: أن نحرص على ما ينفعنا وهو امتثال الأمر وهو العبادة وهو طاعة الله ورسوله وأن نستعين بالله وهو يتضمن الإيمان بالقدر فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. أما من ظن أنه يطيع الله بلا معونته - كما يزعم القدرية - قد جحد قدرة الله التامة ومشيئته النافذة، وخلقه لكل شيء. ومن ظن في الطرف الآخر المقابل أنه إذا أعن على ما يريد كان محمودًا سواء وافق الأمر الشرعي الديني أو خالفه فقد جحد دين الله وكذب بكتبه ورسله ووعده ووعيده واستحق من غضبه وعقابه أعظم ما يستحق الأول.
ومنهم من يقول الإيمان هو الإقرار باللسان ولو لم يعتقد بقلبه -قول الكرّامية-، وهذا قول باطل؛ لأن المنافقين يقولون بألسنتهم، والله حكم أنهم في الدرك الأسفل من النار، معنى هذا أنهم مؤمنون. وأخفّهم الذي يقول: إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان، هذا أخفّ أنواع المرجئة، لكنهم يشتركون كلهم بعدم الاهتمام بالعمل، لكن بعضهم أخفّ من بعض »
انتهى من موقع الشيخ. ذم السلف للإرجاء وأهله:
تواتر عن السلف ذم الإرجاء وأهله، وعد هذه الطائفة من أصحاب الأهواء والبدع:
فقال الْأَوْزَاعِيُّ: » كَانَ يَحْيَى وَقَتَادَةُ يَقُولَانِ: » لَيْسَ مِنَ الْأَهْوَاءِ شَيْءٌ أَخْوَفُ عِنْدَهُمْ عَلَى الْأُمَّةِ مِنَ الْإِرْجَاءِ « انتهى من « السنة » (1/ 318). وعَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، قَالَ: » اجْتَمَعْنَا فِي الْجَمَاجِمِ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَمَيْسَرَةُ وَأَبُو صَالِحٍ وَضَحَّاكٌ الْمِشْرَقِيُّ وَبُكَيْرٌ الطَّائِيُّ، فَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْإِرْجَاءَ بِدْعَةٌ ». انتهى من السنة » (1/ 327). وقال الْفُضَيْل بْن عِيَاضٍ: » إِنَّ أَهْلَ الْإِرْجَاءِ يَقُولُونَ: إِنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ بِلَا عَمِلٍ ، وَيَقُولُ الْجَهْمِيَّةُ: الْإِيمَانُ الْمَعْرِفَةُ بِلَا قَوْلٍ لَا وَعَمَلٍ ، وَيَقُولُ أَهْلُ السُّنَّةِ: الْإِيمَانُ الْمَعْرِفَةُ وَالْقَوْلُ وَالْعَمَلُ » انتهى من « السنة » لعبد الله بن أحمد (1/ 305).
الشيخ حبيب الصعيليك - فتح مكة - مرض الإمام علي - الجزء 1 - YouTube
رحم الله شيخ حبيب الصعيليك
رحم الله شيخ حبيب الصعيليك.
الشيخ حبيب الصعيليك - ذكرى وفاة السيدة سكينة ع 1438 هـ - Youtube
العفوية والبساطة بالحياة عاملان ينبعان من الزهد والتواضع وهما مؤشران على الرضا النفسي، من يرضى بذاته دلالة على قبول ما قسمه الله له، هذا الرضا جعله مستقر النفس، أدى إلى الثقة بالنفس التي دفعه لخدمة المنبر الحسيني والمؤمنين والمجتمع باطمئنان وقناعة، من علامات الرضا والتصالح مع الذات لدى الشيخ الراحل رحمه الله تخليه عن شركة يمكن تجعله من طبقة الميسورين اقتصاديا بل مرفها بمقايس المعيشة الاجتماعية المحلية.
للفراق آثار تجفف الفؤاد، يُخفف وجعه بدموع العيون، تكتسي الوجوه الفزع والروعة ونتلحف بالصمت، نستسلم لشهقة القلب، نخففها بزفير الحزن العاشورائي هذه الحياة تمتلأ بلوحات الابتسامات والضحكات وبالنهاية يطغى منظر الوجع والحزن. كان زميلا مميزا يجلس على طاولة بالصف الامامي قرب الباب ،كان طالب متفوقا ومعروف باجتهاده وذكائه وحبه للدراسة وللغة العربية، كان يتفاعل ويتجاوب مع مدرس الرياضيات الفلسطيني وبمقرارات تلك الفترة الجبر والهندسة والحساب، بدأنا الدراسة من أولى متوسط حتى الثالثة وتفرقنا بين الثانوية وبين من ذهب ارامكو وطلاب التحقوا بالمعاهد وآخرون فضلوا العمل مباشرة. كانت الزمالة على مقاعد الدراسة اقرب للتعارف القوي العميق والصحبة التعليمية التي تتيح للطلاب الحديث الشخصي والتعرف على جوانب شخصية الطالب زميل الدراسة التي تعتبر من اجمل الأيام في حياة المرء، مدة الدراسة ليست قصيرة ثلاث سنوات نشعر بساعاتها وأيامها مع من نصحبه ونزامله بزمن لا ينشغل الطالب بأجهزة ذكية ولا بألعاب الكترونية ولا بهموم المسئولية، كانت احاديث شخصية بسيطة بالفسحة وداخل الفصول تتقوى العلاقة بين الطلاب وترتقي إلى مستوى الصداقة وترسخ الذكريات الجميلة في ذاكرة خالية من الأوجاع.