ت- صدق الإنسان في عمله:
يظهر صدق الإنسان في عمله من خلال عدة مظاهر وعلامات أبرزها: (أن يتطابق ظاهر العمل مع باطنه، إن المؤمن يسعى ليتقن عمله ويقدمه بأفضل شكل ممكن، يكون عمل المؤمن متبعاً لأوامر الله تعالى ونواهيه، مع الاقتداء بالسنة النبوية الشريفة). ث- الصدق في النيات:
إن النية هي الباعث الأساسي لأي قول او فعل يقوم به الانسان، والمؤمن الصالح هو الذي يعبّر بفعله وقوله عن باطنه، فيكون الإخلاص والصدق أساس عمله، وهذا يتضح من خلال قوله تعالى: "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ" البينة آية 5
ج- الصدق في العزم:
ويقصد بهذا النوع من الصدق هو أن يكون المؤمن عازماً وجزماً على أن يقول الصدق ويعمل الخير بشكل دائم، أما مصداق هذا النوع من الصدق فنجده في الآية الكريمة: "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه" الأحزاب آية 23. وبعد كل ما ذكرناه نكتشف أن الصدق منجاة المؤمن، وبأنه من السمات الأساسية للمؤمنين الراضيين المرضيين.
جريدة الرياض | بين الصدق والكذب..!
فالصدق واجباً وفرضاً على المسلمين، فإن عملت به
أوجرت عليه وإن لم تعمل به (تكذب) تأثم. فكن على
يقين أن الله سبحانه وتعالى لن يخذلك أبداً إذا أحسنت الظن به وأنه هو الذي سينهي
الموقف لك بالخير والستر، فقد جاء في الحديث القدسي أن الله سبحانه وتعالى
يقول: ( أنا عند ظن عبدي بي..... ) فلهذا أحسن الظن بالله وأجعل الله
أمامك في كل أفعالك وأقوالك وأنه يراك ويسمع ماتقوله، وأنه سيجازيك عن جهادك لنفسك
وتفضيلك لما يرضيه عنك عما يرضي نفسك أو الناس، أنه سيجازيك عن هذا خيراً ويرفعك
درجات. وهذا سيساعدك ويقوم بتعويدك على أنك تفكر في الشئ جيداً قبله فعله حتى لا
تفكر في أن تلجأ للكذب. وفي هذا
المقال سوف نوضح بإيجاز معنى الصدق ومعنى الكذب ونعرض الآثار التي تعود على الفرد
حين يصدق أو حين يكذب، كما نقدم لكم نماذج وقصص توضح أثر الصدق والكذب على صاحبه. ·
معنى الصدق والكذب:-
o معنى الصدق:
الصدق لغةً
هو "ضدّ الكذب" وهو القول المطابق للواقع والحقيقة، وصدّقه تعني قَبِلَ
قَوله. الصدق منجاه والكذب وصله لعبة. والصدق اصطلاحاً يعني مطابقة الشيء المنقول، أو الوصف، أو الحدث
المعيّن لواقع الحال. o معنى الكذب:
الكذب
لغةً هو "نقيض الصدق". والكذب اصطلاحاً هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه وهو يعلم ويتعمد، وهو كبيرة من الكبائر تجر صاحبها إلى النار.
تحري الصدق من الدين والعقل المكين
كما أن النبي
صلى الله عليه وسلم حذر أمته من النفاق والمنافقين، حيث قال: « إن أخوف ما أخاف
عليكم بعدي منافق عليم اللسان ». 3)
محق البركة في البيع والشراء:
الشيطان
للبائع والمشتري أنه بالتحايل والكذب يحقق له رباً كثيراً، فقد يصور الشيطان للبائع
الذي لا يخشى الله أنه إذا أخفى عن المشتري عيوب السلعة فلا يمتنع عن الشراء أما
إذا أبدى له حقيقة عيوب السلعة فربما يمتنع المشتري عن الشراء، وأيضاً قد يصور
الشيطان للمشتري أنه حين يدعي أنه وجد مثل السلعة أو أفضل منها في مكانٍ آخر فيصدقه
البائع ويبيع له السلعة بسعرٍ أقل ،وهكذا. الصدق منجاة والكذب مهواة. وهذا كله
كذب وخداع وعدم مصداقية، ومخالفة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام حيث
قال: " البيِّعانِ بالخيار ما لم يتفرَّقا، فإن صدقا وبيَّنا بورك لهما
في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما "؛ متفق عليه. · قصص وعبر عن الصدق
والكذب:-
- روى أن
رجلاً كان يعصي الله وكان فيه كثير من العيوب، فحاول أن يصلحها فلم يستطع، فذهب إلى
شخصٍ حكيم وطلب منه النصيحة كي يتخلص من تلك العيوب، فنصحه الحكيم بالبدء بمعالجة
وإصلاح عيباً واحداً وهو الكذب، وأوصاه بالصدق دائماً، وأخذ من الرجل عهداً على ذلك.
ويؤكد جمهور الفقهاء من المسلمين بأن الكذب هو من أقصر الطرق للوصول إلي النار لأنه يؤدي إلي الفجور وارتكاب الكبائر. كما يؤكد الإسلام علي أن الإنسان لابد أن يبدأ بالصدق مع نفسه أولا. ما هو حكم الكذب في الإسلام
الكذب هو من ضمن الأمور التي قد نهي عنها الإسلام فهو غير جائز في كافة الأحوال. يعتبر من الكبائر إذا اعتاد الفرد عليه، والكذب أنواع منها الفتي في شرع الله بغير علم أو الافتراء علي الله والجهر بالقول الكذب. شهادة الزور أيضا من ضمن أنواع الكذب التي قد نهي عنها الله، وتقع ضمن نطاق الكبائر. لقد وصف الله من يعتادون الكذب بالمنافقين ومصيرهم هو الدرك الأسفل من النار. لا يجوز الكذب إلا في حال إصلاح الأمور ما بين الناس أو في حالة الحرب. علاج الكذب في الإسلام
ينبغي أولا التعرف علي الأسباب التي يكذب الفرد بشأنها لمعالجتها، إذ أن هناك بعض الناس الذين يلجأون إلي الكذب لكي يتجنبون العواقب التي يعتقدونها واستصعابهم قول الحقيقة. الحاجة إلي الشعور بالمثالية وبأنهم لا يخطئون ولا يوجد بهم أية عواقب أو سلبيات. تحري الصدق من الدين والعقل المكين. محاولة الحصول علي كل شئ أو التحكم به، أو حاجتهم إلي الانتقام. وإلي هنا نكون قد وصلنا إلي ختام جولتنا التي قد تعرفنا فيها إلي من المواضيع التي يباح فيها الكذب وتعرفنا إلي المواضع الثلاث الخاصة بذلك، كما تعرفنا أيضا إلي المواضيع الثلاث التي من الممكن الكذب فيها كما تطرقنا أيضا إلي حكم الكذب في الإسلام.
قال العلامة السندي (توفّي 1138 هـ) في حاشيته على مسند أحمد (ج 4-297) (يَرْحَمْكُمْ) بالجزم على جواب الأمر، ويمكن الرفع على الاستئناف بمنـزلة التعليل على معنى يرحمكم إن رحمتم، (أَهْلُ السّمَاءِ) أي سكان السماء من الملائكة الكرام، ورحمتهم بالاستغفار لهم وللدعاء، وتفسيره بالله بعيد). اهـ
قلنا كما في قوله تعالى (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) (مريم 93). وقال الإمام النووي (توفّي 676) قال القاضي عياض المالكي (توفّي 544) لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ) [الملك 16] ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم. اهـ ذكره في كتابه شرح صحيح مسلم، الجزء الخامس في الصحيفة 22. قال الإمام القرطبي ( توفّي 671) في تفسيره في قول الله تعالى (أأمنتم من في السماء) وقيل هو إشارة إلى الملائكة، وقيل إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب، قلت ويحتمل أن يكون المعنى أأمنتم خالق من في السماء أن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون.
أأمنتم من في السماء موقع الاحمد
قلنا: نعم ظاهرها الظرفية، وهذا ما يفيده ظاهر حرف "في" في العربية وهي الظرفية، وهذا قرره ابن عثيمين مفصّلا كما سبق للتو، فهيا أنكروا عليه إن كنتم رجالا. وأنا أتحدى الأخ عثمان المكي الذي تنمر على الإمام القرطبي قائلا"وزعمه ان نبينا صلى الله عليه و سلم ترك الجارية جاهلة بأصول دينها إلى حينأن يستقر الإيمان في قلبها " أتحداه أن ينبس ببنت شفة ضد ابن عثيمين هنا لنفس السبب وهو أنه ترك الجارية جاهلة بأصول دينها فلم يقل لها إن ظاهر قولها باطل ثم يصححه لها كما فعل ابن عثيمين حيث ذكر للآية تأويلين، فهل ابن عثيمين أحرص من رسول الله على البيان والبلاغ حاشاه عليه الصلاة والسلام ؟!! وهذا الذي قرره القاضي عياض وتبعه عليه كثيرون كما سبق، قال نحوه أبو عبد الله القرطبي المفسر ـ وهو تلميذ أبي العباس القرطبي ـ حيث قال في كتابه (التذكار في أفضل الأذكار) صـ 22: (وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية "أين الله" قالت: "في السماء" ولم ينكر عليها، وما كان مثله ليس على ظاهره، بل هو مؤول تأويلات صحيحة، قد أبداها كثير من أهل العلم في كتبهم، وقد بسطنا القول في هذا بكتاب "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى" عند قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]).
أأمنتم من في السماء اليوم
والجواب عنه أنّ هذه الاية لا يمكن إجراؤها على ظاهرها باتفاق المسلمين لان كونه في السماء يقتضي كونَ السماء محيطاً به من جميع الجوانب فيكون أصغر من السماء والسماء أصغر من العرش بكثير, فيلزم أن يكون الله شيئاً حقيرا بالنسبة للعرش وذلك باتفاق علماءالاسلام محال, لانه تعالى قال:" قل لمن ما في السماوات والارض قل لله". فلو كان اللهُ في السماء لوجب ان يكون مالكاً لنفسه وهذا محال, فعلمنا أنّ هذه الاية يجب صرفها عن ظاهرها الى التأويل. كتاب التفسير الكبير ( ج15 جزء30 ص61). والله أعلم وأحكم
Tafseer aamintum man fissama'
[11] الجامع لأحكام القرآن ط/ الرسالة (9/ 239) [12] «شرح العقيدة الواسطية للعثيمين» (1/ 315)