فلما علمت عائشة رضي الله عنها بذلك خرجت وابتعدت عن الجيش لقضاء بعض شأنها، فلما انتهت من قضاء حاجتها، عادت إلى مكانها، ثم تبين لها أنها قد أضاعت عقدًا كان في صدرها، فرجعت تلتمسه فأخرها البحث عنه، وكان الوقت ليلاً. فلما وجدته رجعت إلى حيث كانت فلم تجد أحدًا، فاضطجعت في مكانها رجاء أن يفتقدوها فيرجعوا إليها، فنامت. تأملات في آيات الإفك (1) - موقع الشيخ علي آل محسن. وكان صفوان بن المعطِّل قد أوكل إليه النبي صلى الله عليه وسلم حراسة مؤخِّرة الجيش، فلما علم بابتعاد الجيش، وأمن عليه من غدر العدو، ركب راحلته ليلتحق بالجيش، فلما بلغ الموضع الذي كان به الجيش أبصر سواد إنسان، فإذا هي عائشة ، وكان قد رآها قبل الحجاب فاسترجع ( قال: إنا لله وإن إليه راجعون) واستيقظت عائشة رضي الله عنها على صوت استرجاعه، ونزل عن ناقته وأدناها منها، فركبتها عائشة وأخذ يقودها حتى لحق بالجيش. وكان عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين في الجيش، فقال: والله ما نجت منه ولا نجا منها، فصدق قوله حسان بن ثابت ، و مِسطَح بن أُثاثة ، و حمنة بنت جحش أخت زينب أم المؤمنين، وأشاع الخبر طائفة من المنافقين أصحاب عبد الله بن أبي. فهذه قصة الإفك باختصار، وقد ذُكرت في كتب الصحاح بشكل مفصل، وكانت هذه الحادثة السبب الذي نزل لأجله قوله تعالى: { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} وما تلاها من آيات.
- ما هي حادثة الافك - موضوع
- تأملات في آيات الإفك (1) - موقع الشيخ علي آل محسن
- {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..}
- تفسير: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم)
- النجاح في العمل
ما هي حادثة الافك - موضوع
وهذا مبدأٌ عامٌّ، فكلُّ قَدَرٍ إلهيٍّ كونيٍّ، أَلَمَّ بالمؤمن؛ فليتذكّر عنده قول الله تعالى: { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} ونحو هذا، وقوله سبحانه: { فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [ النساء من الآية:19]، وليعتقد بخيريّة البلاء الّذي وقع به، متفائلًا بما سوف يعقُبُه بإذن الله من الخير العميم، إذا أخذ بالأسباب المؤدية إلى ذلك. {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..}. وكما استُثنيَ المنافقون من هذه الخيريّة، في سياق الآية الكريمة، كذلك يُشترطُ للاعتقاد بخيريّة البلاء، والتّفاؤل بناءً عليه: أنْ لا يكون مقرونًا بوقوع معصيةٍ من المرء، بل إنّ مَنْ وقع في المعصية، فلا ينبغي أن يتفاءل بها خيرًا، ما لم يتُب منها توبةً صادقةً؛ كما بَيَّنَ شيخُ الإسلام. نعم؛ على الإنسان أنْ يرضى بالقَدَر الإلهيّ الكونيّ، ويتفاءل موقنًا بأنّه -لا شكّ- خيرٌ له. ومِنْ مقتضى صدق يقينه وصحّة تفاؤله: أنْ يجتهد في سياق الحَدَثِ نفسه على الالتزام بمقتضَى ما ورد في القَدَر الإلهيّ الشَّرعيّ، من الأمر والنّهي ومدافعة آثار هذا القَدَر. ومن أعظم ما يُعِينُ المرءَ على تحقيق هذه المعاني القدريّة، ويُهوِّنُ عليه المصائب: تعظيمُ الله عز وجلّ في قلب المؤمن، فإنّه يُيسّرُ له حسن التّعامل مع أقدار الله الكونيّة، والاستعانةِ عليها بأقداره الشرعيّة، الأمر الّذي يوفِّق صاحبَه بإذن الله إلى الحِكْمة والصواب، وقَطْع دابر كلّ الوساوس.
تأملات في آيات الإفك (1) - موقع الشيخ علي آل محسن
وخرج الجميع منها مؤيدًا بنصر الله؛ إذ هذه سُنَّة الله في نصرة الحق وأهله { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [يوسف:21]. 1
0
1, 541
{إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..}
إنّ هذه الآية الكريمة، تُعتبر من أعظم الأدلة على خُلُق التّفاؤل، الّذي يرسمُ منهجًا إسلاميًّا في تفسير الأحداث، وكيفيّة التّعامل معها، منهجًا يستند إلى الإيمان بالله تعالى وإلى الإيمان بالقدر. إنّ خلُق التّفاؤل، ليس من وظيفته أن يعود بالإنسان إلى الماضي، ليُبدّل مسار الأحداث الواقعة التي أَلَـمَّت به فعلًا، بلى إنه يعود إليها، ليمسح الآثار السّيّئة التي ترسّبت عنها في نفسه، ويُعيد بناءَ وعيه وتفكيره، ليُوجّهه إلى أفقٍ جديد! تفسير: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم). إذن، ففي هذا المنهج التّفاؤليّ؛ ينبغي أن نُميّز في الأحداث بين ما قد وقع فعلًا، وما لم يقع بعدُ. والقاعدة الكبرى التي يقوم عليها هذا المنهجُ، هي قاعدة التَّمييز بين القَدَر الكونيّ والقَدَر الشّرعيّ، فالقَدَر الكونيّ هو ما قدّر الله وُقوعَه، سواءٌ كان مُرادًا يُحبّه، أو مُبْغَضًا ولا يُريده، أمّا القَدَر الشّرعيُّ فهو ما يُريده الله ويُحبّه، سواءٌ كان قد وقع أو لم يقع. فحادث الإفك قَدَرٌ كونيٌّ، وليس قَدَرًا شرعيًّا، أي: أنّ الله عزّ وجلّ لا يُحبّ وُقوعه، فلماذا قدّره؟ لا شكّ أنّ الله عزّ وجلّ إنّما قدّره لحِكَمٍ جليلة، فلذا جاء تنبيهُه لعباده المؤمنين، بأنّه -أي: هذا الحَدَث المزلزلُ- في الحقيقة خيرٌ لهم!
تفسير: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم)
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ}: أي الكذب والبهت والافتراء {عُصْبَةٌ}: أي جماعة منكم {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ}: أي يا آل أبي بكر {بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}: أي في الدنيا والآخرة، لسان صدق في الدنيا ورفعة منازل في الآخرة، وإظهار شرف لهم باعتناء الله تعالى بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، حيث أنزل الله براءتها في القرآن العظيم، ولهذا لما دخل عليها ابن عباس رضي الله عنه وعنها وهي في سياق الموت، قال لها أبشري فإنك زوجة رسول الله صل الله عليه وسلم، وكان يحبك ولم يتزوج بكراً غيرك، ونزلت براءتك من السماء. وقوله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ}: أي لكل من تكلم في هذه القضية، ورمى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بشيء من الفاحشة نصيب عظيم من العذاب، {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ}: قيل: ابتدأ به، وقيل: الذي كان يجمعه ويذيعه ويشيعه {لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: أي على ذلك، ثم الأكثرون على أن المراد بذلك إنما هو عبد الله بن أبي بن سلول قبحه الله تعالى ولعنه، وهو الذي تقدم النص عليه في الحديث.
بتصرّف. ↑ أبو لبابة بن الطاهر حسين ، السنة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم ، المدينة المنورة:مطبعة الملك فهد، صفحة 30. بتصرّف. ^ أ ب صالح المغامسي ، شرح المدائح النبوية ، صفحة 4، جزء 11. بتصرّف. ↑ سورة يوسف ، آية:18
↑ سورة النور ، آية:21
↑ أحمد غلوش (2004)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الرسالة ، صفحة 164-165. بتصرّف. ↑ أحمد غلوش (2004)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 168. بتصرّف. ↑ سورة النور ، آية:4
↑ محمد كفافي، عبد الله الشريف ، في علوم القرآن دراسات ومحاضرات ، بيروت:دار النهضة العربيه، صفحة 69. بتصرّف. ↑ محمد أبو شهبة (1427)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة 8)، دمشق:دار القلم ، صفحة 265-266، جزء 2. بتصرّف.
وهذا تعارض ، ويمكن الجمع بأن يقال: إن حسان لم يقل ذلك نصا وتصريحا ، ويكون عرض بذلك وأومأ إليه فنسب ذلك إليه ؛ والله أعلم. وقد اختلف الناس فيه هل خاض في الإفك أم لا ؟ وهل جلد الحد أم لا ؟ فالله أعلم أي ذلك كان ، وهي مسألة: السادسة: فروى محمد بن إسحاق وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلد في الإفك رجلين وامرأة: مسطحا ، وحسان ، وحمنة ، وذكره الترمذي. وذكر القشيري عن ابن عباس قال: جلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن أبي ثمانين جلدة ، وله في الآخرة عذاب النار. قال القشيري: والذي ثبت في الأخبار أنه ضرب ابن أبي ، وضرب حسان ، وحمنة ، وأما مسطح فلم يثبت عنه قذف صريح ، ولكنه كان يسمع ويشيع من غير تصريح. قال الماوردي وغيره: اختلفوا هل حد النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحاب الإفك ؟ على قولين: أحدهما أنه لم يحد أحدا من أصحاب الإفك لأن الحدود إنما تقام بإقرار ، أو ببينة ، ولم يتعبده الله أن يقيمها بإخباره عنها ؛ كما لم يتعبده بقتل المنافقين ، وقد أخبره بكفرهم. قلت: وهذا فاسد مخالف لنص القرآن ؛ فإن الله - عز وجل - يقول: والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء أي على صدق قولهم: فاجلدوهم ثمانين جلدة.
طريقة التفكير هي إحدى خيارات الحياة إن الشخص السعيد ليس هو من يحالفه الحظ والظروف دائماً ولكنه من يملك مجموعة معينة من طرق التفكير.
النجاح في العمل
- يجب أن تواكب المكافأة حاجات الفرد. - يجب أن تكون قابلة للتسلم. - يجب أن تكون الحصول عليها عاجلاً. - يجب أن تتناسب مع خبرات الموظف السابقة. أمثلة للمكافأة غير المادية:
- العمل المميز: يُعد الشعور بالإنجاز لكثير من الأفراد مكافأة بحد ذاتها. - الصيت أو السمعة: بعض الأفراد يشعرون بالمكافأة إذا عرفت المجموعة جهودهم، ويعدون الشهرة أفضل مكافأة. - القيادة: إن إعطاء فرصة للموظفين للقيام بأدوار قيادية والتعبير عن أنفسم بوصفهم موظفين ذوي قدرات ناضجة يتيح لم استخدام قدراتهم في تحسين الإنتاجية، وتمثل في الوقت نفسه مكافأة لهم. وهناك بعض المبادئ الأساسية التي تساعد على تقوية نظام التحفير والمكافأة في المؤسسات، منها:-
لا تعامل جميع الموظفين بأسلوب واحد، ولا تكافئهم المكافأة ذاتها، عليك مراعاة الفروق بين الموظفين. - تشجيع الاستقلالية بعد توضيح التعليمات والمطلوب عمله، أي أن يترك الموظف حراً في تقرير خيارته فله حرية الأداء ضمن التعليمات. - تقديم وتوضيح السلوك المطلوب والصحيح وتوضيحه عند حدوث الخطأ مباشرة (حل المشكلات بسرعة). - المديح اللائق والمناسب. مفاتيح النجاح في العمل. (تعزيز لفظي مناسب). وعلى المدير قبل تقديم الحوافز أن يعرف ما يلي:
- كيف ينطر الشخص إلى نفسه.
ثابري على التعلم ما دمت قادرة على ذلك، خصوصا تعلم الاشياء التي تقدرين عليها او تعزيز معرفتك فيها.