الحمد لله. أولاً:
إذا
كان الأمر كما ذكرت ، وتعذر البقاء مع زوجتك ، فلا حرج في طلاقها ، ولعل في ذلك سعة
لك ولها ، كما قال تعالى: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ
سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) النساء/130 ، والطلاق خير من إمساك
الزوجة مع عدم إعطائها حقها. زوجتي لا تهتم بي ابدا بعد زواجي عليها - حلوها. ولا
يلزم طاعة الوالدين إذا أمرا بعدم الطلاق ، وليس لهما أن يدعوا على ابنهما إذا لم
يطعهما في ذلك ، والدعاء إذا كان بغير حق لا يقبل ؛ لما روى مسلم (2735) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَالَ: (لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ
أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ). فالدعاء إذا كان متضمناً للإثم فإنه لا يستجاب ، ولا شك أن الاعتداء بالدعاء على
الولد بغير حق من الإثم. ثانياً:
يجوز للرجل أن يتزوج من ثانية وثالثة ورابعة ، ولو كانت الأولى سيدة النساء خلقا
ودينا ؛ لأن الله تعالى أباح ذلك بشرط واحد فقط ، وهو العدل بين الزوجات ، قال الله
تعالى: (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ
فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) النساء/3 ، وقد تزوج النبي صلى
الله عليه وسلم على عائشة وهي أحب النساء إليه وأكملهن علماً وفضلاً.
طلقت زوجتي بعد زواجي عليها عودت
وآخر مرة هددتها بالطلاق قالت لي بوقاحة والله لو طلقتني و اعطيتني ابنائي سأدعو لك في ظهر الغيب!! علما أن لدينا ثلاث توائم ولدين وبنت بعمر 3سنوات وهي في 31 من عمرها وعلاقتها بالطبيب الذي تعمل معه بنفس العيادة لاتعجبني بق وتقدم لها قبل زواجنا ووالدها رفضه لأنه ارمل ولديه اولاد ربما وعدها بشيء لا اعرف ولكنها اصبحت في الفترة الاخيرة اكثر اصرارا على الانفصال وآخر مرة لمحت لي بأن القانون يقف الى جانبها وسيمنحها حضانة اولادها حتى في حال زواجها لأنهم صغار!! إجابات السؤال
6- لا تغفُل عن الدُّعاء لأهلك؛ فقد ورَد مِن صِفات عباد الرحمن الصالحين: {﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وبالدُّعاء لها في صلاتِك يصلح حالها، وترجِع إلى صوابها، والله - تعالى - لا يعجزه شيءٌ في الأرْض ولا السماء. أخيرًا:
يُذكر أنَّ أحدَ الصالحين كانتْ له امرأةٌ سليطة اللسان، بذيئة الكلام، سيِّئة الأخلاق، وكان يَصبر عليها ويتحمَّل أذاها، فكان يخرج ليحتطبَ كل يوم، وفي يوم أتى أحدُ أصدقائه لزيارته، فردَّت عليه المرأة بكلامٍ سيِّئ ذكرتْه عن زوجها، فعاد الزوج يحمِل الحطبَ على ظهرِ أسد! طلقت زوجتي بعد زواجي عليها سحبه. وأتاه صاحبُه مِن العام القادم، فلمَّا دقَّ الباب ردَّت عليه امرأة صالِحة تدعو لزوجِها بالخير، حتى أتى الرجل وهو يحمِل الحطب بنفسِه، فسألَه صاحبُه عن حاله؟
فقال له: كانت لي زوجٌ سيِّئة الخُلُق رَديئة الطباع وكنت أصبِر عليها، فيسخِّر الله لي مَن يحمل عنِّي الحطب مِن الهوام والسِّباع، فلما تُوفيت أبدلَني الله امرأةً صالحة حسنة الخُلق، فلم يعدْ بي حاجةٌ لمن يحمِل عني! حقيقة لم أقِف على صحَّة القصة، ولا أذكُر أين سمعتها، لكن معناها موجودٌ في الواقع ونلمسه حولنا بصورٍ مختلفة.
لما حضرت معاوية t الوفاةُ؛ قال:أقعدوني؛ فأُقعد؛ فجعل يسبح الله تعالى ويذكره، ثم بكى وقال: تذكر ربَّك يا معاوية بعد الهرم والانحطاطِ؟
ألا كان هذا وغض الشباب نَضِرٌ ريان؟وبكى حتى علا بكاؤه؛ وقال:يا رب ارحم الشيخ العاصي؛ ذا القلب القاسي، اللهم أَقِلْ العثرةَ؛ واغفر الزلة؛ وجد بحلمك على من لا يرجو غيرَك؛ ولا يثق بأحد سواك. وقال عبد الملك بن مروان في مرض موته: ارفعوني؛ فرفعوه حتى شم الهواء وقال: يا دنيا ما أطيبك؛ إن طويلك لقصير؛ وإن كثيرك لحقير، وإنْ كنا بك لفي غرور؛ قيل له: كيف تجدك؟ قال: أجدني كما قال الله تعالى:( ولقد جئتمونا فُرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم). كفى بالموت واعظا (1). وقال بعضهم: دخلنا على عطاء السلمي نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقلنا له: كيف ترى حالك؟. فقال:" الموت في عنقي؛والقبرُ بين يدي، والقيامة موقفي؛ وجسر جهنم طريقي، ولا أدري ما يفعل بي؛ ثم بكى بكاءً شديداً حتى غُشِيَ عليه، فلما أفاق قال: اللهم ارحمني؛ وارحم وحشتي في القبر، ومصرعي عند الموت، وارحم مقامي بين يديك يا أرحم الراحمين". فيا عبد الله: إنْ كان هذا هو حال الأتقياء البررة؛ فكيف بحال المسرفين على أنفسهم أمثالنا؛ وقد كثرت ذنوبنا؛ وقل زادنا مع بعد السفر.
كفى بالموت واعظاً..!!
حفظكم الله وأحسن خواتيمكم ورزقكم قوة الإيمان. رحم الله متاكم وموتى المسلمين. وصل اللهم على نبينا محمد ومن والاهم.
كفى بالموت واعظا (1)
جاءت امرأة إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تشتكي إليها قسوة قلبها فأخبرتها بأن تكثر من ذكر الموت، فمن أكثر من ذكر الموت استعد له، ومن أحب لقاء الله تعالى أحب الله لقاءه. نعم الموت مكتوب على كل حي، مكتوب بين أعيننا إن لم يكن اليوم فغداً، وإن لم يكن غداً فبعد غدٍ، وإن لم يكن عاجلاً فآجلاً، الموت ألصق بنا من الجلد، وألزم لنا من الظل، وأقرب إلينا من شراك النعل، فالآجال تطوى، والأعمار تفنى، والأجساد في الثرى تبلى. كفى بالموت واعظا يا عمر. الموت حقيقة لا مهرب منها، وأمر لا مفر منه، الموت قضية مسلم بها، قضية حتمية لا يختلف اثنان في وقوعها، حتى الذين لا يؤمنون بوجود الله تعالى فهم يؤمنون بالموت، لقد رأوا من يموتون ويفارقون الحياة من الأقارب والأباعد، فكيف لا يصدقون بالموت؟! ، وكيف لا يؤمنون به؟؟!. نعم الناس يختلفون فيما بعد الموت، هناك من يرى أن الموت هو نهاية المطاف للإنسان، وهو مصيره النهائي فلا حياة بعده ولا رجوع، ولا بعث ولا نشور، ولا حساب ولا جزاء، وهؤلاء هم الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، أما من يؤمن بالله واليوم الآخر فيرى أن الموت ما هو إلا نقلة من الحياة الدنيا حياة العمل إلى الحياة الأخروية حياة الجزاء وأن الإنسان سيجد بعد الموت جزاء عمله، يقول تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنَ اَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبـُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ﴾ فصلت: 46.
نسأل الله تعالى أن يجعل متاعنا فيها حسناً، ويرجعنا إليه مرجعا حسناً. كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي. لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.