تفسير القرآن الكريم
تفسير الآية ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - إسلام ويب - مركز الفتوى
وهناك اتجاهان آخران في فهم قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، اتجاه يفهم من خلال النص المجرد، واتجاه من خلال السياق القريب. الاتجاه الأول: تفسير الهلاك بالهلاك الأخروي، وذلك بالذنب والاستمرار عليه، وهو تفسير النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: إنها في الرجل يُذنب الذنب فيعتقد أنه لا يغفر له، فيلقي بيده إلى التهلُكة؛ أي: يستكثر من الذنوب فيَهلِك، وكذلك فسرها البراء، قال: ولكن التهلُكة أن يذنب الرجل الذنب فيلقي بيده إلى التهلُكة ولا يتوب. والاتجاه الثاني: ذكره النسفي من جملة الأقوال في تفسير النهي في الآية، فقال: والمعنى: النهي… عن الإسراف في النفقه حتى يُفقِر نفسَه ويضيع عياله، وكأنه أخذه من السياق، ﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، والإحسان فسَّره رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أن تعبُدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))، والإحسان فعل الحسن والأحسن، فالأمر بالإحسان هنا يقتضي أن ننفق، وأن نجاهدَ، وأن يكون ذلك بإتقان وإحسان مع الإخلاص لله والمراقبة [9].
ولا ترموا بانفسكم الى التهلكة , حافظ علي نفسك واحميها من الدمار - صور دينيه اسلامية
الصحة درع واقٍ
تعتبر الصحة كالدرع الواقي أمام تقلبات الزمان وتوالي الأحداث، فالمرء الذي يتمتع بصحة جيدة يعلم تمام المعرفة أنه ليس بحاجة لأحد وإنما هو قادرٌ على صنع ما يريد والقيام بما يرغب، دون طلب المساعدة من أحد ليش كمن لا يستطيع فعل أي شيء. يتوجب على كل إنسان شكر الله أولا على صحته التي وهبه إياها، وقد أبعد عن جسمه الأوجاع والأمراض التي قد تقعده عن السعي في طلب رزقه ورزق أبنائه، فتخيل لو أن المرض فتك في جسم من يعول البيت ولم يعد قادرا على دفع كافة التكاليف وإحضار مستلزمات المنزل فأي عذاب سيعاني. فيديو عن طرق المحافظة على الصّحة
للتعرف على المزيد عن طرق المحافظة على الصحة شاهد الفيديو التالي:
سبب نزول قول الله: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) - أسباب النزول - عبد الحي يوسف - طريق الإسلام
((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/80). وحسن خلقه)) [29] رواه أحمد (2/177) (6648)، والطبراني في ((الكبير)) (13/58). قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4009): رواه أحمد والطبراني في الكبير ورواة أحمد ثقات إلا ابن لهيعة. وقال الهيثمي في ((المجمع)) (8/25): رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. 6- الأخلاق الحسنة من خير أعمال العباد: قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذرٍّ، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فو الذي نفس محمد بيده، ما عمل الخلائق بمثلهما)) [30] رواه البزار (13/359)، وأبو يعلى (6/53)، والطبراني في ((الأوسط)) (7/140). تفسير الآية ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - إسلام ويب - مركز الفتوى. وجوَّد إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/274)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) (8/22): رجاله ثقات. وقال البوصيري في ((إتحاف الخيرة)) (6/18): هذا إسناد رجاله ثقات. 7- الأخلاق الحسنة تزيد في الأعمار وتُعَمِّر الديار: قال صلى الله عليه وسلم: ((حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)) [31] رواه أحمد (6/159) (25298)، وصحح إسناده الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (519).
[152] قوله تعالى: {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} الآية:195 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
ومن أسباب الهلكة: الإنشغال بالدنيا والغفلة ونسيان الآخرة ففي سنن الترمذي (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَدِمَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ وَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِى عُبَيْدَةَ فَوَافَوْا صَلاَةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ فَتَعَرَّضُوا لَهُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ ثُمَّ قَالَ « أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَىْءٍ ». قَالُوا أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
وذكر القرطبي ما رواه مسلم في دفاع رجل من الأنصار عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم أحد فقاتل العدو حتى قُتل، وفعل مثله العدد القليل الذين أحاطوا بالرسول، وهذا دليل على أن المخاطرة التي فيها منفعة للمسلمين لا بأس بها ولا تُعدُّ مِن الإلقاء باليد إلى التهلكة، كما ذكر القرطبي عن محمد بن الحسن أن المخاطرة بالنفس إذا كان فيها طمع في النجاة أو النِّكاية في العدو لا بأس بها، وإلا كانت مكروهة؛ لأنه عرَّض نفسه للتَّلَف في غير مَنْعَة للمسلمين إلا إذا قصد تشجيع المسلمين أن يصنعوا مثله فلا بأس بها؛ لأنَّ فيها منفعة لهم على بعض الوجوه. ثُمَّ تتطرَّقَ القرطبي من حُكم المُخاطرة في الجهاد إلى المُخاطرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: إنه متى رجَا نفْعًا في الدِّين فبذَل نفسه حتى قُتل كان في أعْلى درجات الشهداء قال تعالى: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (سورة لقمان:17). وفي حديث النسائي وابن ماجة بسند صحيح " أفْضل الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطان جائر"، وجاء مثل ذلك في أحكام القرآن لابن العربي.
الرد على من قال لا تجب الزكاة في المال إلا مرة واحدة
وسميت زكاة لأنها تزكي إيمان العبد وماله فلا ينقصان بل يزيدان، ولأنها تُنقي قلب مُخرِجها من حب الدنيا ومتاعها، وتطهر قلب مُستحِقها من البغض والحسد. 12
فصل: مشروعية الزكاة فيهما:|نداء الإيمان
وقد فرضت هذه الزكاة على الأرجح في التاسع والعشرين من شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة في المدينة المنورة.. ودليل وجوبها الحديث الصحيح عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان، صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين". وهناك فروق جوهرية بين زكاة الفطر وزكاة المال، فالأولى تصرف للفقراء والمساكين فقط وهم من لا يملكون كفايتهم في يوم العيد، على عكس مصارف زكاة المال الثمانية، كما أن زكاة المال تتعلق، بالأموال المدّخرة. أما زكاة الفطر فتتعلق بالأبدان أي الأشخاص الذين ينفق عليهم الإنسان، إضافة إلى أن زكاة المال لا تجب إلا عند بلوغ النصاب وهو المبلغ المحدد شرعا، أما زكاة الفطر فتجب على من يملك قوت يوم العيد وليلته له ولمن تلزمه نفقته، وبذلك لا يُشترط فيها نصاب معيّن. وكذلك فإن زكاة المال ليس لها وقت معين تخرج فيه بل هي مرتبطة بمضي حول كامل على النصاب، أما زكاة الفطر فلا تكون إلا في شهر رمضان، ومن جهة أخرى فإن مقدار زكاة المال هو ربع العشر (أي 2. 5 بالمئة)، أما زكاة الفطر فمقدارها صاع مما يقتاتُه الناس.
إذا أخرج زكاة ماله لمرة واحدة ثم حفظ المال للنفقات . . فيه تجب فيه الزكاة ؟
تاريخ النشر: الأحد 21 رجب 1425 هـ - 5-9-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 52910
8333
0
270
السؤال
هل زكاة الذهب المخصص للنساء مرة واحدة أو كل عام. وإذا تم بيع جزء منه للتقادم يتم إخراج الزكاة على هذا المال. وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف العلماء في زكاة حلي المرأة، فذهب الجمهور أنه لا زكاة فيه، وهو قول مالك وأحمد والشافعي في الصحيح عنه، وذهب آخرون إلى زكاته منهم الأحناف، وعلى هذا القول فإن الزكاة تخرج عن كل سنة، وليس مرة واحدة، وهناك قول بوجوبها مرة واحدة في العمر، رواه البيهقي عن أنس، والقولان الأول والثاني هما المشهوران عند أهل العلم وإخراج زكاة الحلي المستعمل هو الأحوط، ومن لم يزك فلا شيء عليه ولا تجب عليك الزكاة عند بيعه، لكن المال الذي باعه به يزكيه إذا حال عليه الحول وكان بالغا نصابا بنفسه أو بما ينضم إليه من جنسه. والله أعلم.
والدَّليل على اشتراط الحول بالنسبة للأنعام والنقود والتِّجارة، هو فِعل الخلفاء الأربعة، وانتشار ذلك بين الصحابة، وحديث ابن عُمر المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا زَكَاةَ في مالٍ حتى يَحول عَليه الحَوْل"، رواه الدارقطني والبيهقي. والله أعلم. إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء