يوم يفر المجرم ذكر هذا القول في سورة عبس وتدل على وقت حدوث فرار المجرمين وليس وقت حدوث العذاب، حيث يفر المجرم بنفسه بعيد عن كل الناس، وقد بدأ بقول الفرار من الأخ وذلك لانشغال كل أخ بحياته اليومية، ومن ثم تدرج إلى والأب لأنه أقوى من الأم، وقد ذكر هذا القول في سورة المعارج ولكن يكون وقت حدوث العذاب ولا يستطيع الإنسان أن يهرب منه أو أن يساوم على تقليل العذاب، وقد ذكر أنه من الممكن يفتدي بأبناؤه أو أخيه، ولكن لم يذكر أنه يفتدي بوالديه، وذلك بسبب المكانة التي خصهم الله سبحانه وتعالى بها. جاء القران الكريم هادي وشفيع للناس إلى يوم القيامة، وقد تتعدد القصص الموجودة فيه، ويجب على الإنسان المسلم أن يتعظ منها ويتعلم ولا يقع في الخطأ نفسه، لكي يلقى جزاء العمل في الآخرة ويكون من الأشخاص الذي سوف يدخلون جنات النعيم، وينجنوا من عذاب جهنم وبئس المصير، وقد وُجد معنى خاص لقول يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه لم يُذكر الأم والأب؟ لماذا.
- يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- لمَاذا لم يُذكَرْ الأبُ والأمُّ عندَ الإفتِدَاءِ في سُورَةِ المَعارِجِ؟!!
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المعارج - الآية 11
- شعر عن الهم – محتوى عربي
يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
وقيل: " يبصرونهم " يعرفونهم ، أي: يعرف الحميم حميمه حتى يعرفه ومع ذلك لا يسأله عن شأنه لشغله بنفسه. وقال السدي: يعرفونهم أما المؤمن فببياض وجهه وأما الكافر فبسواد وجهه ( يود المجرم) يتمنى المشرك ( لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه)
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وضمير الجمع في قوله- سبحانه- يُبَصَّرُونَهُمْ يعود إلى الحميمين، نظرا لعمومهما، لأنه ليس المقصود صديقين مخصوصين، وإنما المقصود كل صديق مع صديقه. والجملة مستأنفة استئنافا بيانيا، إجابة عن سؤال تقديره: ولماذا لا يسأل الصديق صديقه في هذا اليوم؟ ألأنه لا يراه؟ فكان الجواب: لا، إنه يراه ويشاهده، ويعرف كل قريب قريبه، وكل صديق صديقه في هذا اليوم.. ولكن كل واحد منهم مشغول بهمومه. لمَاذا لم يُذكَرْ الأبُ والأمُّ عندَ الإفتِدَاءِ في سُورَةِ المَعارِجِ؟!!. قال صاحب الكشاف: يُبَصَّرُونَهُمْ أى: يبصر الأحماء الأحماء، فلا يخفون عليهم، فلا يمنعهم من المساءلة أن بعضهم لا يبصر بعضا، وإنما يمنعهم التشاغل. فإن قلت: ما موقع يبصرونهم؟ قلت: هو كلام مستأنف، كأنه لمّا قال: وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً قيل: لعله لا يبصره، فقيل في الجواب: يبصرونهم، ولكنهم لتشاغلهم لم يتمكنوا من تساؤلهم. فإن قلت: لم جمع الضميرين في يُبَصَّرُونَهُمْ وهي للحميمين؟ قلت: المعنى على العموم لكل حميمين، لا لحميمين اثنين.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه) الأحب فالأحب ، والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته؛ لشدائد ذلك اليوم. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: ( وفصيلته التي تؤويه) قال: قبيلته. يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( وصاحبته) قال: الصاحبة الزوجة ، ( وفصيلته التي تؤويه) قال: فصيلته: عشيرته.
لمَاذا لم يُذكَرْ الأبُ والأمُّ عندَ الإفتِدَاءِ في سُورَةِ المَعارِجِ؟!!
أولاً ربنا قال مجرم والمجرم يود النجاة بكل سبيل ويضحي ببنيه لأنه يصنع أيّ شيء. ذكر القرابات (وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10)) فبدأ بأقرب القرابة ثم ربنا قال (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20)) فبدأ بالأقرب. لكن الملاحظ أنه ذكر الأخ والأبناء والصاحبة ولم يذكر الأب والأم في الفداء لعظيم منزلتهما عند الله لا يجرؤ أن يفتدي بهما لأنه عندما يفتدي الشخص يفتدي بمن يحبه الشخص المقابل صاحب الشأن. لو أراد شخصاً أن يفدي نفسه عند حاكم يفتدي بما يريده الحاكم لا بما يرضيه هو فلو افتدى بهما يقال له: هذا ما وصيتك به؟! القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المعارج - الآية 11. تفتدي بهما وأنا أوصيتك بالإحسان إليهما وأنت تضعهما في النار؟! ، لا يجرؤ مع أنه مجرم أن يفتدي بأبيه وأمه لعظيم منزلتهما عند الله لا يستطيع أن يقول أنا أفتدي بأمي وأبي، يقال له تعصي أمري الآن؟
*د. فاضل السامرائى:
ربنا لما ذكر (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) المعارج) لم يذكر الأب والأم بينما في سورة عبس ذكر في الفرار الأم والأب.
إعراب الآية 11 من سورة المعارج - إعراب القرآن الكريم - سورة المعارج: عدد الآيات 44 - - الصفحة 569 - الجزء 29. (يُبَصَّرُونَهُمْ) مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والهاء مفعول به ثان والجملة صفة حميما (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ) مضارع وفاعله والجملة حال (لَوْ يَفْتَدِي) لو مصدرية ومضارع فاعله مستتر والمصدر المؤول من لو والفعل مفعول يود (مِنْ عَذابِ) متعلقان بالفعل (يَوْمِئِذٍ) يوم ظرف زمان مضاف إلى مثله (بِبَنِيهِ) متعلقان بيفتدي. يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه. يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وموقع { يبصّرونهم} الاستئناف البياني لدفع احتمال أن يقع في نفس السامع أن الأحِمَّاء لا يرى بعضهم بعضاً يومئذٍ لأن كل أحد في شاغل ، فأجيب بأنهم يكشف لهم عنهم ليروا ما هم فيه من العذاب فيزدادوا عذاباً فوق العذاب. ويجوز أن تكون جملة { يبصرونهم} في موضع الحال ، أي لا يسأل حميم حميماً في حال أن كل حميم يبصر حميمه يقال له: انظر مَاذا يقاسي فلان. و { يبصرونهم} مضارع بَصَّره بالأمر إذا جعله مبصراً له ، أي ناظراً فأصله: يبصَّرون بهم فوقع فيه حذف الجار وتعدية الفعل. والضميران راجعان إلى { حميم} المرفوع وإلى { حميماً} المنصوب ، أي يبصر كل حميم حميمه فجمع الضميران نظراً إلى عموم { حمِيمٌ} و { حميماً} في سياق النفي.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المعارج - الآية 11
نحن نكاد نكون قد أجبنا نصف الجواب الآن لما قلنا هناك على الفدية وهنا على الفرار. لو تخيلنا الأمر على شكل دوائر محيطة بالإنسان: الدائرة الضيقة أقرب دائرة له هو الإبن الذي هو مظنّة أن يطيع أباه، الدائرة التي بعدها الزوجة المرتبطة بالأولاد، ثم الدائرة الأخرى دائرة الفصيل. والفصيلة هي العشيرة أو الأقارب الأدنون من القبيلة. الإنسان لما يكون من قبيلة يكون عنده أقارب أدنون يعني أبناء العمومة وأبناء الخال التي ينتسب إليها في كثير من الأحيان. مثلاً عندنا نحن في العشائر أحياناً تكون العشيرة كبيرة مثل (شمّر) عشيرة كبيرة في العراق، زوبع جزء من شمر، النعيم يقولون باللهجة العامية هؤلاء البوبندر من النعيم أي آل بندر، أي فصيلة بندر، أبناء بندر. كما قال هو من تميم "أنف الناقة"، تميمي تزوج كما تزوج من قبله قبل الإسلام في مدة قصيرة وأنف الناقة طفل صغير أبوه ذبح الناقة ركض إخوته نحو الناقة يأخذون اللحم فوجد رأس الناقة كبيراً فوضع يده في أنف الناقة وبدأ يجرها فصار أنف الناقة يسخرون منه، صار كبيراً، تزوج وصار له ذرية وله أكثر من عشر زوجات في الجاهلية فصاروا بنو أنف الناقة ما كانوا يقولون التميمي وإنما يقولون بنو أنف الناقة.
فلما نتخيل هذه الصورة ونرى الفارق في الفداء وفي الفرار عند ذلك تتضح لماذا إختلف الترتيب. (وصاحبته) هي زوجته والزوجة الإنسان ينام في حجرته معه زوجة وأولاده في السابق فهم أقرب إليه من غيرهم، فقد لا يكون في بيته الأم والأب. الترتيب اختلف لأن الصورة اختلفت: هناك صورة فداء من يعطي وينجو بنفسه فيبدأ بأقرب شيء إليه، بينما الهارب كأنها سلسلة تتساقط يسقط البعيد منها ثم الذي يليه ثم الذي يليه ثم آخر شيء اللاصق به. هذه الآية في سورة في مكان وهذه الآية في سورة في مكان ومحمد كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب ولا يرتب هذه الأمور، ألا يكفي هذا في الدلالة على نبوة محمد ؟ ألا يفكر الإنسان أن هذا الرجل الأمي لا يصدر منه مثل هذا التنظيم في مكانين مختلفين تنظر هنا تجد شيئاً وتنظر هنا تجد شيئاً والذي قال الشيئين كان مدركاً لما يقول هنا ولما يقول هنا في آن والمدة متباعدة بين نزول هذه السورة ونزول هذه السورة، هذا كلام ربنا سبحانه وتعالى
دأبنا أن نذكر قراءة نافع لإخواننا في المغرب العربي: (لو يفتدي من عذاب يومِئذٍ) عذاب مضاف ويومِ مضاف إليه، نافع قرأ (من عذاب يومَئذٍ) بالفتح. توجيه علماء العربية لذلك أن (يوم) ظرف والمفروض أن يكون مُعرباً لكن أضيف إلى مبني وهو (إذ) فإذا أضيف إلى مبني كثير من قبائل العرب تبنيه بسبب إضافته إلى المبني فيبنى على الفتح يقال (مبني على الفتح في محل جرّ)، تبنيه على الفتح (يومَئذ).
ربما خاب رجاء وأتى ما ليس يرجى. ١٠٣٤ ١٨ مايو ٢٠٢٠ ذات صلة. أبيات شعر عن الصبر ابن الرومي.
شعر عن الهم – محتوى عربي
أضيف بواسطة نجم رضوان في مواضيع متجددة, شعراء وقصائد
عَلَىَ "شَوْقِي" مِنَ الرَّحَمَاتِ دَفْقُ = فإنا "كُلُّنَا فِي الْهَمِّ شَرْقُ"
لَقَدْ زَادَتْ هُمُومُ الشَّرْقِ حَتَّى= تَكَدَّرَ لَيْلُنَا كالصُّبْحِ طَبْقُ
تَلَبَّسَتِ الْخَفَافِشُ كُلَّ حَيٍّ = وَزَادَ فَحِيحُ أَضْعَفِهَمْ وَنَقُّ!! وَعِشْنَا فِي نِظَامٍ لا يُبَارَى= وَسِيمَا الظُّلْمِ عُنْوَانٌ وَعِشْقُ
تَجَمَّعَ فِي الزَّمَانِ طُغَاةُ إنْسٍ = أَشَاعُوا الذُّعْرَ، مَا لِلْقَهْرِ نُطْقُ!
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير. رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها.