ويتحصل من هذا أن الله أقسم بجنسين من مخلوقاته العظيمة مثل قوله ( والسماء ذات البروج واليوم الموعود) ، ومثله تكرر في القرآن. ويتجه في توزيعها أن الصفات التي عطفت بالفاء تابعة لجنس ما عطفت هي عليه ، والتي عطفت بالواو يترجح أنها صفات جنس آخر. فالأرجح أن المرسلات والعاصفات صفتان للرياح ، وأن ما بعدها صفات للملائكة ، والواو الثانية للعطف وليست حرف قسم. ومناسبة الجمع بين هذين الجنسين في القسم أن كليهما من الموجودات العلوية لأن الأصل في العطف بالواو أن يكون المعطوف بها ذاتا غير المعطوف عليه. تفسير سورة المرسلات تفسير الطبري - القران للجميع. وما جاء بخلاف ذلك فهو خلاف الأصل مثل قول الشاعر أنشده الفراء. إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم أراد صفات ممدوح واحد. ولنتكلم على هذه الصفات:
فأما المرسلات فإذا جعل وصفا للملائكة كان المعني بهم المرسلين إلى الرسل [ ص: 421] والأنبياء مثل جبريل في إرساله بالوحي وغيره من الملائكة الذين يبعثهم الله إلى بعض أنبيائه بتعليم أو خبر أو نصر كما في قوله تعالى عن زكرياء ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب) الآية ، أو المرسلات بتنفيذ أمر الله في العذاب مثل المرسلين إلى قوم لوط ، و ( عرفا) حال مفيدة معنى التشبيه البليغ ، أي مثل عرف الفرس في تتابع الشعر بعضه ببعض ، يقال: هم كعرف الضبع ، إذا تألبوا ، ويقال: جاءوا عرفا واحدا.
القران الكريم |بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا
⁕ قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن خالد بن عُرْعرة، عن عليّ رضي الله عنه ﴿فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا﴾ قال: الريح. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا﴾ قال: الرياح. وقوله: ﴿وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا﴾
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: عُني بالناشرات نَشْرًا: الريح. معنى المرسلات عرفا. ⁕ حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا المحاربي، عن المسعودي، عن سَلَمة بن كهيل، عن أبي العُبيدين أنه سأل ابن مسعود عن ﴿النَّاشِرَاتِ نَشْرًا﴾ قال: الريح. ⁕ حدثنا خلاد بن أسلم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا المسعودي، عن سَلَمة بن كهيل، عن أبي العُبيدين، عن ابن مسعود، مثله. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم، عن أبي العُبيدين، قال: سألت عبد الله بن مسعود، فذكر مثله. ⁕ حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن سَلَمة بن كهيل، عن مسلم البطين، عن أبي العُبيدين، قال: سألت عبد الله، فذكر مثله. ⁕ قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا﴾ قال: الريح. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
تفسير سورة المرسلات تفسير الطبري - القران للجميع
وقال بعضهم: عُني بقوله ( عُرْفا): متتابعا كعرف الفرس، كما قالت العرب: الناس إلى فلان عرف واحد، إذا توجهوا إليه فأكثروا. * ذكر من قال ذلك: حدثت عن داود بن الزبرقان، عن صالح بن بريدة، في قوله: ( عُرْفا) قال: يتبع بعضها بعضا. والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالمرسلات عرفا، وقد ترسل عُرْفا الملائكة، وترسل كذلك الرياح، ولا دلالة تدلّ على أن المعنيّ بذلك أحد الحِزْبين دون الآخر، وقد عمّ جلّ ثناؤه بإقسامه بكل ما كانت صفته ما وصف، فكلّ من كان صفته كذلك، فداخل في قسمه ذلك مَلَكا أو ريحا أو رسولا من بني آدم مرسلا.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المرسلات
قالوا: فتأويل الكلام والملائكة التي أرسلت بأمر الله ونهيه ، وذلك هو العرف. وقال بعضهم: عُني بقوله عُرْفا: متتابعا كعرف الفرس ، كما قالت العرب: الناس إلى فلان عرف واحد ، إذا توجهوا إليه فأكثروا. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المرسلات. ذكر من قال ذلك: حُدثت عن داود بن الزبرقان ، عن صالح بن بريدة ، في قوله: عُرْفا قال: يتبع بعضها بعضا. والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالمرسلات عرفا ، وقد ترسل عُرْفا الملائكة ، وترسل كذلك الرياح ، ولا دلالة تدلّ على أن المعنيّ بذلك أحد الحِزْبين دون الاَخر وقد عمّ جلّ ثناؤه بإقسامه بكل ما كانت صفته ما وصف ، فكلّ من كان صفته كذلك ، فداخل في قسمه ذلك مَلَكا أو ريحا أو رسولاً من بني آدم مرسلاً.
وهو صالح لوصف الملائكة ولوصف الريح. وفسر عرفا بأنه اسم ، أي الشعر الذي على رقبة الفرس ونصبه على الحال على طريقة التشبيه البليغ أي كالعرف في تتابع البعض لبعض وفسر بأنه مصدر بمعنى المفعول ، أي معروف ( ضد المنكر) ، وأن نصبه على المفعول لأجله ، أي لأجل الإرشاد والصلاح. ( فالعاصفات) تفريع على المرسلات ، أي ترسل فتعصف ، والعصف يطلق على قوة هبوب الريح فإن أريد بالمرسلات وصف الرياح فالعصف حقيقة وإن أريد بالمرسلات وصف الملائكة فالعصف تشبيه لنزولهم في السرعة بشدة الريح وذلك في المبادرة في سرعة الوصول بتنفيذ ما أمروا به. و ( عصفا) مؤكد للوصف تأكيدا لتحقيق الوصف ، إذ لا داعي لإرادة رفع احتمال المجاز. والنشر: حقيقته ضد الطي ويكثر استعماله مجازا في الإظهار والإيضاح وفي الإخراج. فالناشرات إذا جعل وصفا للملائكة جاز أن يكون نشرهم الوحي أي تكرير نزولهم لذلك ، وأن يكون النشر كناية عن الوضوح ، أي بالشرائع البينة. وإذ جعل وصفا للرياح فهو نشر السحاب في الأجواء فيكون عطفه بالواو دون الفاء للتنبيه على أنه معطوف على المرسلات لا على العاصفات لأن العصف حالة مضرة والنشر حالة نفع. والقول في تأكيد " نشرا " وتنوينه كالقول في عصفا.
وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) تفسير سورة المرسلات وهي مكية. قال البخاري: حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، [ حدثنا أبي] ، حدثنا الأعمش ، حدثني إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم ، في غار بمنى ، إذ نزلت عليه: " والمرسلات " فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه ، وإن فاه لرطب بها ، إذ وثبت علينا حية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اقتلوها " ، فابتدرناها فذهبت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وقيت شركم كما وقيتم شرها ". وأخرجه مسلم أيضا ، من طريق الأعمش. وقال الإمام أحمد: حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس ، عن أمه: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا. وفي رواية مالك ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس: أن أم الفضل سمعته يقرأ: " والمرسلات عرفا " ، فقالت: يا بني ، ذكرتني بقراءتك هذه السورة ، أنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب. أخرجاه في الصحيحين ، من طريق مالك ، به. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا زكريا بن سهل المروزي ، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، أخبرنا الحسين بن واقد ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة: ( والمرسلات عرفا) قال: الملائكة.
قصة الغراب والماء:
اشتدت حرارة الشمس ، وشعر الغراب الصغير بالعطش الشديد ، فظل يطير يبحث عن ماء يروي به عطشه ، وبينما الغراب الصغير يطير يبحث عن الماء خفض رأسه ، فرأى على الأرض إناء به ماء. فأقترب منه الغراب الصغير ، وفرح لأنه وجد الماء وسيروي عطشه ، ثم وقف الغراب على حافة الإناء ، ومد منقاره داخل الإناء ليشرب الماء ، لكن منقاره الصغير لم يمكنه من ملامسة الماء العميق داخل الإناء. فحزن الغراب ، ولكنه لم ييأس وظل يفكر في وسيلة تجعله يستطيع الوصول لذلك الماء ، وبعد تفكير طويل لمعت في عقله فكرة ذكية ، حيث تطلع الغراب من حوله ، ورأى بعض الحجارة. قصص ماقبل النوم قصيره تويتر. فقرر الغراب الصغير أن يلتقط الحجارة واحدة بعد الأخرى ويسقطها داخل الإناء ، وكلما وضع الغراب الصغير حجر داخل الماء كلما أرتفع مستوى الماء أكثر فأكثر ، حتى تمكن الغراب من شرب الماء ، وشعر الغراب الصغير بالسعادة لأنه استطاع بذكائه أن يشرب الماء. ندى الكسولة:
ندي بنت كسولة تحب الأكل والنوم كثيرًا ، وكانت ندى تكثر من تناول الحلويات والشكولاتة ، بل وكانت تأكل القليل من الفاكهة والخضروات ، وكانت لا تشرب الحليب ولا تشرب العصائر الطبيعية. فأصبحت ندى فتاة بدينة لا تقوى على السير بنشاط مثل صديقاتها ، لأنها كانت لا تمارس التمارين الرياضية ولا تحب الحركة ، وفي يوم من الأيام نصحتها والدتها بأن تحافظ على صحتها ، وأن تنتبه لدروسها لأنها أصبحت كسولة في مذاكرة دروسها.
قصص ماقبل النوم قصيره عن
فوجد مجموعة من الدلافين تقفز في خفة ورشاقة ، وعندما ترى الأسماك تمد فمها المدبب بسرعة فائقة في الماء وتمسك بالأسماك ، لكن لم يكن لعجل البحر فم مدبب مثل الدلافين ، فحزن ويأس لكن شجعته أمه أن يثق في نفسه ، ويستغل مهاراته فقفز عجل البحر الصغير في الماء ، وتمكن من السباحة بسهولة ، بل استطاع أن يمسك الأسماك بفمه ، وشجعته أمه لأنه صياد ماهر ، يثق في ما حباه به الله من قدرات تميزه عن باقي المخلوقات. تصفّح المقالات
ولكن لم تهتم ندى بكلام والدتها ، وفي نهاية العام الدراسي أعطت المعلمة الشهادات لكل الطالبات ، وكانت نتيجة اختبارات ندى سيئة وغير مرضية ، فعلمت ندى نتيجة خطأها ، وقررت أن تهتم بصحتها ، وتكثر من الفاكهة والخضروات ، وأن تمارس التمارين الرياضية في كل صباح ، في العطلة الصيفية. فعادت ندى لنشاطها وخفة وزنها ، وكانت تنام في الوقت المحدد لها ، وتستيقظ باكرًا وتقضي أوقاتها في القراءة واللعب مع صديقاتها في الحي ، ومرت العطلة الصيفية وعادت ندى بكل حماس للمدرسة. قصص ماقبل النوم قصيره مفيده. وفي البداية لم تتعرف صديقاتها عليها ، بعد أن أصبحت رشيقة ، وأخبرتهم عن سر رشاقتها وهو الحفاظ على طعام صحي والبعد عن الحلويات والشكولاتة ، وكانت ندى متفوقة في الدراسة ، وتذاكر دروسها أول بأول ، فأهدت لها المعلمة جائزة الطالبة النشيطة ، لأنها استفادت من العطلة الصيفية ، وغيرت عاداتها نحو الأفضل. قصة صياد ماهر:
ذات يوم رأت عجل البحر الأم أنه آن الأوان لصغيرها أن يتعلم كيف يصطاد الأسماك ليحصل على طعامه بنفسه ، فأخبرت عجل البحر الصغير أن يتجول ليرى كيف تصطاد الحيوانات البحرية الأسماك ويتعلم منها ، فراقب عجل البحر الصغير كل من حوله. فوجد دب قطبي ضخم يقف على كتلة ثلجية ويتطلع إلى الماء ، وعندما يرى سمكة يمد يده بقوة ويمسك بها ، لكن قال عجل البحر الصغير في نفسه إنه لا يملك كف قوي مثل ذلك الدب حتى يمسك بالأسماك مثله ، فعبر الدب وأكمل جولته.