• فقد ذمَّهم الله تعالى؛ حيث جعلوا الشرك كائنًا منهم بمشيئة الله، وكذلك ذمَّ إبليس؛ حيث أضاف الإغواء إلى الله تعالى؛ إذ قال: ﴿ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الحجر: 39]. قيل: قد أجيب على هذا بأجوبة، من أحسنها:
أنه أنكر عليهم ذلك؛ لأنهم احتجوا بمشيئته على رضاه ومحبته، وقالوا: لو كرِه ذلك وسخِطه لَما شاءه، فجعلوا مشيئته دليلَ رضاه، فردَّ الله عليهم ذلك. أو أنه أنكر عليهم اعتقادهم أن مشيئة الله دليلٌ على أمره به. هل هناك فرق بين قولك " إن شاء الله "، وقولك " بإذن الله " ؟ - الإسلام سؤال وجواب. أو أنه أنكر عليهم معارضةَ شرعِه وأمره الذي أرسل به رسلَه، وأنزل به كتبه بقضائه وقدره، فجعلوا المشيئة العامَّة دافعةً للأمر، فلم يذكروا المشيئة على جهة التوحيد، وإنما ذكروها معارضين بها لأمره، دافعين بها لشرعه، كفعل الزنادقة والجهال إذا أُمِروا أو نُهُوا احتجوا بالقدر - وقد احتجَّ سارق على عمر رضي الله عنه بالقدر، فقال: وأنا أقطع يدك بقضاء الله وقدره - يشهد لذلك قولُه تعالى في الآية: ﴿ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾، فعلم أن مرادهم التكذيب، فهو من قبلِ الفعل من أين له أن الله لم يُقدِّره؟ أطَّلع الغيب؟!
ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن
وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يقول: ((اللهم رب جبريل وإسرافيل وميكائيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدِني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)). ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وقد روى الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، وصححه، والنسائي، من حديث يعلى بن عطاء: سمعت عمرو بن عاصم، سمعت: أبا هريرة قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله، علِّمني شيئًا أقوله إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ وإذا أخذتُ مضجعي، قال: ((قل: اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه)). قال ابن كثير:
"كقوله: ﴿ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا ﴾ [النساء: 133]، وكقوله: ﴿ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [إبراهيم: 19، 20]، و[فاطر 16، 17]. ثم قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ ﴾ يعنى: هذه السورة ﴿ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ﴾؛ أي: طريقًا ومسلكًا؛ أي: من شاء اهتدى بالقرآن، كقوله: ﴿ وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 39].
جريدة الرياض | قدّر الله وما شاء فعل
ونصر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه في غزوة الخندق بالريح التي اقتلعت خيام عدوهم من الأحزاب، وأعمت أعينهم، وردتهم على أعقابهم خاسرين، وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قويا عزيزا. وهذا في حال النظر إلى الحادث من زاوية المصابين والذين قضوا نحبهم، والله نرجو أن يتقبلهم في الشهداء، وأن يجمعهم بالصالحين. وإن الزاوية الأخرى التي ينبغي النظر منها هي زاوية التقصير، والمسؤولية البشرية في الحادث، وهذا ما وجهت به القيادة الحكيمة، وسمعنا قراراتها الرائعة، ونتائج التحقيقات الأولية التي أعلنت، وفي انتظار ما تنتهي إليه، حين يقول القضاء قوله، ويحكم بما يرشده الله إليه. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - الآية 148. ومهما يكن فالأمر قدر الله على أولئك الذين فاضت أرواحهم وهم في أطهر البقاع على أزكى هيئاتهم، وفي منتهى درجات الأمن التي كانوا يعيشونها، ويستمتعون بها! فلو كان موتهم على تلك الحال دون أي سبب لكان اصطفاء من الله لهم، كيف وقد بُشّر الميتُ بالهدم بالشهادة في غير ما حديث، فتبقى الحادثة عارضا من عوارض القدر التي لم يكن يتوقعها أحد، وإن كان من تقصير على فرضيته فلا يتعدى أشخاصًا، إما أنهم لم يقدروا المسؤولية، أو أنهم عانوا من القصور البشري الذي لا مناص منه.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - الآية 148
وكذلك جاء الحديث عن هذه الذّريعة في سورة النّحل إذ يقول ربّنا تبارك وتعالى: "وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ". وفي سورة الزّخرف أيضًا ينقل البيان الإلهي تذرّع المشركين بهذه الذّريعة فيقول تعالى: "وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ * وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَٰنُ مَا عَبَدْنَاهُم ۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ". ونلحظ في تعامل المنهج القرآنيّ مع هذه الذّريعة في الآيات التي ساقت تذرّع المشركين بالقدر على انغماسهم بالشّرك، أنّه قام على ثلاث ركائز رئيسة:
الرّكيزة الأولى: الحوار منهجًا
إنّ القرآن الكريم يردّ على المشركين الذين يحاولون أن يسوّغوا شركهم ويتذرّعوا له بذرائع يعلمون هم عدم صدقهم فيها، ويفعلون ذلكَ عنادًا وسخرية؛ فيصفهم بممارسة الكذب والتخريص، وهنا لا بدّ من التفريق بين الشباب الحائر الذي تقفز إلى أذهانه هذه الأسئلة فعلًا فهؤلاء تجب محاورتهم بتلطّف وسعة صدر، وبين من يستخدمون هذه الذّرائع عنادًا واستنكارًا واستخفافًا.
هل هناك فرق بين قولك &Quot; إن شاء الله &Quot;، وقولك &Quot; بإذن الله &Quot; ؟ - الإسلام سؤال وجواب
عالم متجدد
16 سبتمبر 2016
03:49 صباحا
د. عارف الشيخ
هناك من يسرف في استخدام جملة إن شاء الله تعالى، لدرجة أنه يقول إن شاء الله تعالى كلما تكلم بكلام، ولا يفرق بين الفعل الماضي والفعل المضارع الذي يفيد المستقبل. وهناك من لا يؤمن بجملة إن شاء الله تعالى نهائياً، فيثق بنفسه وقراراته، لدرجة أنه لا يذكر إن شاء الله تعالى أبداً، ويعد ذكرها من التخلف والرجعي. وقبل أن أتناول «إن شاء الله تعالى» من منظور ديني، أذكر هذه الطرفة التي ذكرها المؤلفون في باب نوادر جحا فقالوا: كان جحا ذاهباً إلى السوق يوماً، فقيل له: إلى أين يا جحا؟ قال: أريد أن أشتري حماراً، قيل له: قل إذن سأذهب إلى السوق لأشتري حماراً إن شاء الله. قال جحا: ولماذا أقول إن شاء الله، طالما أن الحمار في السوق موجود، والدراهم في جيبي؟ فذهب جحا إلى السوق، وقبل أن يشتري الحمار سُرقت دراهمه، فقفل راجعاً إلى منزله، فالتقى بمن مر به أولاً، فقال له: هل اشتريت الحمار؟ قال جحا: سرقت دراهمي إن شاء الله، فضحك الرجل وقال: كان الواجب أن تقول إن شاء الله وأنت ذاهب لتشتري. جريدة الرياض | قدّر الله وما شاء فعل. أقول هذه النادرة، فحتى لو لم تكن واقعية، إلا أن المعنى صحيح، لأن المؤمن لا يتحرك إلا بأمر الله تعالى، ولا يفعل شيئاً إلا بإرادة الله تعالى، ولا يتحقق في هذا الكون شيء إلا بإذن الله تعالى.
كما نلاحظ أنّه على الرّغم من وصف القرآن أقوال المشركين المعاندين والمستهزئين الذين يستخدمون هذه الذريعة بالكذب فإنّه ردّ عليها ضمن حوارٍ منطقيّ، وفي هذا رسالةٌ بضرورة أن يكون الحوار وتفكيك الخطاب هو السبيل إلى التّعامل مع هذه الذّريعة ولو كان باعثها العناد فمن باب أولى أن يكون الحوار هو النّهج حين يكون الباعث هو الحيرة والقلق المعرفي. الرّكيزة الثّانية: مشيئة الله تعالى غيب
يؤكّد البيان الإلهيّ أنّ ادّعاء المشركين أنّ الله تعالى هو الذي شاء لهم أن يشركوا ما هو إلّا محض ادّعاء لا قيمة له ولا دليل عليه. ويؤكّدُ أنّ مشيئة الله تعالى غيبٌ لم يطّلع عليه أحدٌ لا المشركون ولا غيرهم فكيفَ يدّعون أنّ الله تعالى شاء لهم أن يشركوا، فإن كانوا صادقين وعندهم بذلك بيّنةٌ يقينيّة فليظهروها "قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ" وكذلك "مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ". فادّعاء المشركين وكذلك ادّعاء العصاة أنّ الله هو الذي شاء لهم أن يرتكبوا هذه المعاصي هو نوعٌ من الادّعاء المفتقر إلى أدنى أنواع الصّحة، فما الذي أدراهم أنّ الله تعالى شاء لهم هذا ولم يشأ لهم غيره، فهذا الادّعاء هو نوعٌ من الهروب من المسؤوليّة بإلقائها على مشيئة الله تعالى دون أدنى دليل أو علمٍ أو قدرةٍ على الإثبات.
• وأما قول إبليس: ﴿ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي ﴾ [الحجر: 39]، فإنما ذمَّ على احتجاجه بالقدر، لا على اعترافه بالمقدر وإثباته له، ألم تسمع قول نوح عليه السلام: ﴿ وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [هود: 34]؟
ولقد أحسن القائل:
ما شئتَ كان وإن لم أشأ
وما شئتُ إن لم تشأْ لم يكن
مسألة الهدى والضلال:
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: "يهدي مَن يشاء، ويعصم ويعافي فضلاً، ويضل من يشاء، ويخذل ويبتلي عدلاً". هذا ردٌّ على المعتزلة في قولهم بوجوب فعل الأصلح للعبد على الله، وهي مسألة الهدى والضلال. قالت المعتزلة: الهدى من الله بيان طريق الصواب، والإضلال: تسمية العبد ضالاًّ، أو حكمه تعالى على العبد بالضلال عند خلق العبد الضلال في نفسه. وهذا مبني على أصلهم الفاسد: أن أفعال العباد مخلوقة لهم. والدليل على ما قلناه قوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56]، ولو كان الهدى بيانَ الطريق، لَما صح هذا النفي عن نبيه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بيَّن الطريق لمن أحب وأبغض.
5- عنْ سَعْدِ بْن أَبي وقَّاصٍ رضِيَ اللَّه عنْهُ عَن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَال حِينَ يسْمعُ المُؤذِّنَ: أَشْهَد أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وحْدهُ لا شَريك لهُ، وَأَنَّ مُحمَّداً عبْدُهُ وَرسُولُهُ، رضِيتُ بِاللَّهِ ربًّا، وبمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وبالإِسْلامِ دِينًا، غُفِر لَهُ ذَنْبُهُ " (رواه مسلم). ما يقال بعد الأذان - و اذكر ربك - YouTube. اختلف العلماء في الموضع الذي يقال فيه هذا الذكر، فمنهم من رجح أنه يقال بعد فراغ المؤذن من الأذان وقال بذلك العلامة علي القاري في كتابه مرقاة المفاتيح، ومنهم من رجح أنه يقال عند تشهد المؤذن، أي قبل قوله: (حي على الصلاة)، وقال بذلك الإمام النووي في شرحه صحيح مسلم، وأخذ بهذا القول الإمام الألباني والعلامة ابن عثيمين وغيرهم. ملاحظات:
1- من أوقات الدعاء المستجاب:
أ- الدعاء عند النداء (الأذان): عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الساعدي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ثنتانِ ما تُرَدَّانِ: الدعاءُ عند النداءِ، وتحتَ المطرِ " (رواه الحاكم وحسنه السيوطي والألباني). وعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث " (أخرجه الشافعي في الأم وحسنه الألباني).
الذكر بعد الاذان سكاكا
فإذا قال قائل: أليس قول: (الصلاة خير من النوم) صدقاً؟
قلنا: بلى، وقول: (الله أكبر) صدق، وقول: (لا إله إلا الله) صدق، فهل تقول إذا قال: (الله أكبر): (صدقت وبررت)؟ ما تقول هذا، إذاً إذا قال: (الصلاة خير من النوم)، فقل كما يقول، هكذا عموم أمر النبي صلى الله عليه وسلم ".
الذكر بعد الاذان الرياض
فأرجو أن هذا يكفي ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته. هكذا رواه البخاري في الصحيح زاد البيهقي: إنك لا تخلف الميعاد. هذا الذكر الشرعي بعد الأذان، يقول مثل قول المؤذن إلا في الحيعلة يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. وبعد الفراغ يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة - يعني نبينا - والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. ويقول عند الشهادتين: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا عند قول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله. يأتي بالشهادتين ويقول معها: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولا. لأنه ورد في الصحيح من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أن النبي عليه السلام قال «من قال حين يجيب المؤذن عند الشهادة: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا غفر له ذنبه». الذكر بعد الاذان الرياض. يعني عند الشهادتين عند قول: أشهد أن لا إله إلا الله. المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(6/ 373- 375)
الذكر بعد الاذان جده
الدَّليلُ مِن السُّنَّة:
عن ثوبانَ رضيَ اللهُ عنه مولَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا انصرَفَ مِن صلاتِه، استغفَرَ ثلاثًا، وقال: اللهمَّ أنتَ السَّلامُ، ومنك السَّلامُ، تبارَكْتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ)) (1). ثانيًا:
لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللهمَّ لا مانعَ لِما أعطَيْتَ، ولا مُعطِيَ لِما منَعْتَ، ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ. الشيخ الألباني بيان الذكر المشروع بعد الأذان وحكم زيادة فيه - YouTube. الدَّليلُ مِن السنَّةِ:
عن المُغيرةِ بنِ شُعبةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((إنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللهمَّ لا مانعَ لِما أعطَيْتَ، ولا مُعْطيَ لِما منَعْتَ، ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ)) (2). ثالثًا:
لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، ولا نعبُدُ إلَّا إيَّاهُ، له النِّعمةُ وله الفضلُ، وله الثَّناءُ الحَسَنُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصينَ له الدِّينَ ولو كرِهَ الكافرونَ.
الذكر بعد الاذان والاقامة
المقدم: المرسل هنا، الذي هو عصام سهل آل حامد، يقول: (وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته في الجنة)؟
الشيخ: (الجنة) مالها أصل، زيادة (في الجنة) ما لها محل، نعم، الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد انتهى، نعم. عند ذكر إجابة المؤذن يناسب أن نذكر أنه يستحب أيضًا عند الشهادتين أن يقول: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا إذا قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، يقول مثله -المستمع- ثم يقول عند ذلك: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنه ورد في الحديث الصحيح، حديث سعد بن أبي وقاص، في صحيح مسلم: أن من قال ذلك غفر له ذنبه فيستحب أن يقال هذا عند الشهادتين، رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا -عليه الصلاة والسلام-. كذلك يستحب أن يقول بعد الإقامة مثلما يقول بعد الأذان؛ لأنها أذان، كما في الحديث: بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة فالأذانان هما: الأذان، والإقامة، فالإقامة أذان ثاني، والأذان أذان أول، فيستحب أن يقول بعد الإقامة، وعند الشهادتين في الإقامة، مثلما يقول في الأذان.
ب- الدعاء بين الأذان والإقامة: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ " (رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني). وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ " (رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني). الذكر بعد الاذان سكاكا. 2- عَلِمنا أن المصلي يردد وراء المؤذن في الأذان كما جاء في حديث عمر بن الخطاب الذي رواه الإمام مسلم، فهل يردد وراء المؤذن في الإقامة؟
الجواب: يُشرع لمن سمع الإقامة أن يقول مثلما يقول المؤذن على قول جمهور العلماء، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم النداء، فقولوا مثلما يقول المؤذن" (متفق عليه)، والإقامة نداء وأذان، كما قال صلى الله عليه وسلم: "بين كل أذانين صلاة" (متفقٌ عَلَيهِ) - يعني: الأذان والإقامة. وإذا ردد المصلي خلف المؤذن الذي يقيم الصلاة، فإنه يقول مثلما يقول المؤذنإلَّا عند (حي على الصلاة) و(حي على الفلاح) فيقول: لا حولَ ولا قُوَّة إلَّا بالله.