وسبيل الحق والرشاد. البغوى: ( لقد أنزلنا) إليك ، ( آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) ابن كثير: يقرر تعالى أنه أنزل في هذا القرآن من الحكم والأمثال البينة المحكمة ، كثيرا جدا ، وأنه يرشد إلى تفهمها وتعقلها أولي الألباب والبصائر والنهى; ولهذا قال: ( والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) القرطبى: لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم تقدم بيانه في غير موضع. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - الآية 56. الطبرى: يقول تعالى ذكره: لقد أنـزلنا أيها الناس علامات واضحات دالات على طريق الحقّ وسبيل الرشاد ( وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول: والله يرشد من يشاء من خلقه بتوفيقه، فيهديه إلى دين الإسلام، وهو الصراط المستقيم والطريق القاصد الذي لا اعوجاج فيه. ابن عاشور: لَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46) تذييل للدلائل والعبر السالفة وهو نتيجة الاستدلال ولذلك ختم بقوله: { والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} ، أي إن لم يهتد بتلك الآيات أهل الضلالة فذلك لأن الله لم يهدهم لأنه يهدي من يشاء. والمراد بالآيات هنا آيات القرآن كما يقتضيه فعل { أنزلنا} ولذلك لم تعطف هذه الجملة على ما قبلها بعكس قوله السابق { ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات} [ النور: 34].
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - الآية 56
ما تحتاجه الدعوة إِلَى الله 2 نوفمبر 2016 حديث (مَا نَقَصَ مَالُ عَبدٍ مِن صَدَقَةٍ…. ) 2 نوفمبر 2016
الله تعالى يهدي من يشاء
كان كفارُ مكة طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلّم طلب منه مشركو مكة أن يريَهم انشقاق القمر فأراهم الله تعالى بقدرته شقّ القمر فكان جزءٌ من القمر فوق جبل أبِي قُبَيس وجزءٌ منه دون الجبل فشاهدَ المشركون بأعينهم القمرَ قد انشقّ شاهدوا بأعينهم، فمن كان أسلم قبل ذلك ازداد ايماناً وتصديقاً برسول الله حيث إنه حقّق لهم بقدرة الله بإذن الله ما اقترحوا عليه، انشق القمر ازدادوا إيماناً من كان مؤمناً قبل ذلك ازداد إيماناً. وأما المشركون الذين لم يشأ الله تعالى أن يهتدوا مع أنهم شاهدوا بأعينهم القمر قد انشق، لم يُسلموا بل قالوا سحر قالوا سَحَرَنا محمد بدل أن يقولوا أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمداً رسول الله، بدل أن يقولوا ذلك، قالوا سَحَرَنا محمّد مع أنهم حتى يتأكدوا قالوا فيما بينهم نسأل الكفار أي الذين كانوا خارجَ مكة تلك الساعة نسألهم إن كانوا رأوا كما رأينا أم لا فصاروا يسألون السُّفَّار. معنى قوله تعالى يضل من يشاء - إسلام ويب - مركز الفتوى. الناس المسافرين القادمين إلى جهة مكة، صاروا يسألونهم هل رأيتم انشقاق القمر؟ قالوا نعم رأينا، مع هذا بما أن الله تعالى ما شاء لهم السعادة ما ءامنوا، وهكذا الناس الآخرون كثير منهم لم يهتدوا بالمعجزات لأن الله تعالى ما شاء لكلِّ من رأى المعجزة أن يهتدي إنما شاء لقسم منهم أن يهتدوا بهذه المعجزة ولم يشأ لآخرين أن يهتدوا مع أنهم رأوا المعجزة كما رءاها الذين اهتدَوا بسببها، هؤلاء رأوا وهؤلاء رأوا لكنّ هؤلاء اهتدوا بسبب هذه المعجزة ءامنوا بالله ورسوله وهؤلاء لم يهتدوا بل ثبتوا على شركهم وكُفرهم.
معنى قوله تعالى يضل من يشاء - إسلام ويب - مركز الفتوى
والنوع الثاني من الهداية المتعلقة بالمكلف: هداية الدلالة والإرشاد،
وهذه ثابتة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بخصوصه،
ولكل داعٍ إلى الله،
ولكل نبيٍ ورسول،
قال جل وعلا: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}. وقال -جل وعلا- في نبيه عليه الصلاة والسلام: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله}
{لتهدي} يعني: لتدل وترشد إلى صراط مستقيم، بأبلغ أنواع الدلالة، وأبلغ أنواع الإرشاد؛ الدلالة والإرشاد المؤيدان بالمعجزات والبراهين، والآيات الدالة على صدق ذلك الهادي، وصدق ذلك المرشد. فإذاً:
الهداية المنتفية: هي هداية التوفيق،
وهذا يعني:
أن النفع وطلب النفع في هذه المطالب المهمة يجب أن يكون من الله جل وعلا؛
وأن محمداً عليه الصلاة والسلام؛ مع عِظَمِ شأنه عند ربه، وعظم مقامه عند ربه، وأنه سيد ولد آدم؛ وأنه أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام، وأشرف الأنبياء والمرسلين،
إلا أنه لا يملك من الأمر شيئاً عليه الصلاة والسلام،
فبطل إذاً: تعلق القلوب في المطالب المهمة؛ في الهداية، وفي المغفرة، وفي الرضوان، وفي البعد - بعد الشرور- وفي جلب الخيرات إلا بالله جل وعلا، فإنه هو الذي تتعلق القلوب به -جل وعلا- خضوعاً، وإنابةً، ورغباً، ورهباً، وإقبالاً عليه، وإعراضاً عما سواه؛ سبحانه وتعالى.
انتهى. فإذا فهمت هذا القدر؛ تبين لك معنى إضلال الله للعبد، وكيفية حصوله، وأنه لا مانع من نسبة الإضلال إلى الله، والإخبار بأنه هو الذي جعل فلانًا يفعل كذا، لكن مع اعتقاد أن هذا العبد مسؤول عن فعله بما خلق الله له من الإرادة والمشيئة والاختيار، وأن فعل الله لهذا الإضلال خير محض، وإنما ينسب الشر إلى العبد، وأن لله تعالى حكمته البالغة في هدايته من هداه وإضلاله من أضله، وهذه الجملة تحتمل بسطًا كثيرًا لا يتسع له هذا المقام، ففي هذه الجملة كفاية -إن شاء الله-. والله أعلم.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها في الحثِّ على الرغبة في الآخرة، والزهد في الدنيا، وعدم التَّعلق بها وإيثارها على الآخرة؛ لأنَّ هذه الدار دارُ العمل، ودار الامتحان والفتنة والاختبار، والآخرة دار القرار، ودار الجزاء. فجديرٌ بالمؤمن أن يعدَّ العدة في هذه الدار، التي هي دار العمل ودار الإعداد للآخرة، قال تعالى: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران:185]، فهذه الدار هي دارٌ فيها المحن والبلايا، فيجب على المؤمن أن يحذرها، وأن يعد العدةَ للآخرة: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة:197]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ [الحج:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [الحشر:18] إلى غير ذلك. فالنبي ﷺ أوصى بالتَّقلل من الدنيا، وعدم الركون إليها؛ لأنَّك إذا ركنتَ إليها قد تُبْتَلَى بمحنٍ كثيرةٍ: من ترك الواجبات، وركوب المحرَّمات، وقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث سهل بن سعدٍ: ازهد في الدنيا يُحِبَّك الله، وازهد فيما عند الناس يُحِبَّك الناس ، فإذا تعلَّقْتَ بما في أيدي الناس أبغضوك، وإذا زهدتَ فيه وأعرضتَ عنه ولم تسألهم أحبُّوك؛ فإنَّ الناس يكرهون مَن يسألهم ويطلب من أموالهم، فإذا استغنيتَ عنهم بما يسَّر الله لك أحبُّوك، فاطلب الرزق كما قال ﷺ: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن.
حديث كن في الدنيا كأنك غريب - موقع مقالات إسلام ويب
نص الحديث شرح الحديث ترجمة الراوي فيديو الحديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِمنْكبيَّ فَقَالَ: (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ) وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُوْلُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ. وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لمَوْتِكَ.. رواه البخاري. قوله: (أَخَذَ بِمنْكَبَيَّ) أي أمسك بكفتي من الأمام. وذلك من أجل أن يستحضر مايقوله النبي ﷺ وقال: (كُنْ فِي الدُّنِيا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيْلٍ) فالغريب لم يتخذها سكناً وقراراً، وعابر السبيل: لم يستقر فيها أبداً، بل هو ماشٍ. شرح حديث: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. وعابر السبيل أكمل زهداً من الغريب، لأن عابر السبيل ليس بجالس، والغريب يجلس لكنه غريب. (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ أَوْ عَابرُ سَبِيْلٍ) وهذا يعني الزهد في الدنيا، وعدم الركون إليها، لأنه مهما طال بك العمر فإن مآلك إلى مفارقتها. وَكَانُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُوْلُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.
شرح حديث: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
[2] مسلم شرح النووي (3/ 85 ح 223). [3] فتح المبين (169). [4] رواه البخاري (4/ 419ح7563). [5] شرح مسلم للنووي (3/ 86 ح 223) مدارج السالكين (2/ 168).
((والصلاة نورٌ))؛ لأنها تمنع عن المعاصي، و تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يستضاء به، وهي كذلك نور يوم القيامة؛ كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ﴾ [الحديد: 12]. ((والصدقة برهانٌ))؛ أي: دليل على صحة إيمان صاحبها، وسميت صدقة؛ لأنها دليل على صدق إيمانه، وبرهان على قوة يقينه. ((والصبر ضياءٌ)) فمعناه: الصبر المحبوب في الشرع، وهو الصبر على طاعة الله تعالى، والصبر عن معصيته، والصبر أيضًا على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا، والمراد أن الصبر محمود لا يزال صاحبه مستضيئًا مستهديًا مستمرًّا على الصواب. قال ابن عطاء: الصبر: الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، وقال أبو علي الدقاق: حقيقة الصبر ألا يعترض على المقدور، فأما إظهار البلاء لا على وجه الشكوى، فلا ينافي الصبر؛ قال الله تعالى في أيوب عليه السلام: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 44]، مع أنه قال: ﴿ مَسَّنِيَ الضُّرُّ ﴾ [الأنبياء: 83]؛ قاله النووي [5] ، والله أعلم. ((والقرآن حجةٌ لك أو عليك)) والقرآن حجة لك أي عند الله عز وجل، أو حجة عليك، فإن عملت به كان لك، وإن أعرضت عنه كان حجة عليك.