ويكفى فى هذا قوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [الأنفال: 24]!! فأى قرار لمن هذه حاله؟ ومن أحق بالخوف منه؟ بل خوفه لازم له في كل حال ، وإن توارى عنه بغلبة حالة أُخرى عليه؛ فالخوف حشو قلبه، لكن توارى عنه بغلبة غيره، فوجود الشيء غير العلم به. فالخوف الأول ثمرة العلم بالوعد والوعيد، وهذا الخوف ثمرة العلم بقدرة الله وعزته وجلاله، وأنه الفعال لما يريد، وأنه المحرك للقلب ، المصرف له ، المقلب له كيف يشاءُ لا إِلَهَ إلا هو. " انتهى، من "طريق الهجرتين" (283-284). معنى حديث «القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن...». قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: " الحديث واضح، يقول ﷺ: إن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء. فالمعنى: أن الله جل وعلا هو الذي بيده تثبيت الأمور، فالمؤمن يسأل ربه الثبات على الإيمان والثبات على الحق. فالقلوب تتقلب وهي بين إصبعين من أصابع الله؛ هذا يجرى على ظاهره، يثبت لله الأصابع على الوجه اللائق بالله، وأن الله جل وعلا بيده تصريف الأمور، وتقليب القلوب كيف يشاء، هذا يقلب فيرتد عن دينه، وهذا يقلب فيسلم، وهذا يقلب قلبه فيقع في المعاصي، فالقلوب بيد الله جل وعلا، هو الذي يصرفها كيف يشاء، والمؤمن يسأل ربه يقول: اللهم ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك، يسأل ربه الثبات.
معنى حديث «القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن...»
ولا يلزم من كون قلوب بني آدم بين إصبعين منها: أن تكون مماسة لها، حتى يقال: إن الحديث موهم للحلول فيجب صرفه عن ظاهره؛ فهذا السحاب مسخر بين السماء والأرض وهو لا يمس السماء ولا الأرض. "القلوب بين أصبعين". ويقال: بدر بين مكة والمدينة، مع تباعد ما بينها وبينهما. فقلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن حقيقة، ولا يلزم من ذلك مماسة ولا حلول" انتهى من القواعد المثلى، ص51
والذي ينبغي على العبد الناصح لنفسه، الحريص على صلاحه: أن تكون عنايته في هذا الحديث ونحوه بما يصلح قلبه، ويزيده عمله بما في من المعاني ؛ فيرغب إلى ربه في تثبيت قلبه على الدين والهدى، ويخشى على نفسه الزيغ، ويستعيذ بالله منه ، ويظل هكذا خائفا، وجلا، متعلقا بفضل الله ، عظيم الرجاء فيه ، حسن الظن به ، سبحانه. قال ابن القيم رحمه الله:
" فمن استقر فى قلبه ذكر الدار الآخرة وجزائها، وذكر المعصية والتوعد عليها، وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح: هاج في قلبه من الخوف ما لا يملكه ، ولا يفارقه ، حتى ينجو. وأما إن كان مستقيماً مع الله فخوفه يكون مع جريان الأنفاس، لعلمه بأن الله مقلب القلوب، وما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عَزَّ وجَلَّ، فإن شاءَ أن يقيمه أقامه، وإِن شاءَ أن يزيغه أزاغه، كما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم، وكانت أكثر يمينه: "لا ومقلب القلوب، لا ومقلب القلوب"، وقال بعض السلف: القلب أشد تقلباً من القِدْر إذا استجمعت غلياناً.
&Quot;القلوب بين أصبعين&Quot;
ثم قال عليه السلام زيادةً في البيانِ وتَفويضًا للأمورِ إلى اللهِ تعالى (اللّهُمّ مُصرِّفَ القُلوبِ صَرِّفْ قلُوبَنا على طَاعتِكَ) معناهُ يا الله أنتَ الذي تُصَرِّفُ القُلوبَ، أنتَ تُوجِّهُها كما تشَاءُ، إنْ شِئتَ تُوجِّهُها إلى الخَير وإنْ شِئتَ تُصَرِّفُها إلى الضّلالِ، قوله (صَرِّف قلُوبَنا على طاعتِك) وجِّه قلُوبَنا إلى طاعَتِكَ، أي أنتَ مَالِكُ الأمرِ كُلِه، فَوَجِّه قلُوبَنا إلى طاعتِك، هذا مِن أَصرَحِ الدّليل على أنّ اللهَ تعالى هوَ خَالقُ أَفعالِ العِباد حتى القَلبِيّة. معنى الحديثِ أنّ الإنسانَ لا يَملِكُ مِن دونِ اللهِ تعالى قلبَه، كيفَ يَملِكُ جَوارِحَه؟ عَينَه ويدَه ورجْلَه ولِسانَه وسمعَه؟ العبدُ لا يملكُ شَيئًا مِن دُونِ اللهِ تَعالى، اللهُ تَعالى هو متمَلِّكٌ عليهِ قَلبَه وسمعَه وبصرَه ويدَه ولسَانَه وسائرَ ما فيه منَ الأجزاء، كلُّ أجزاءِ العبدِ هيَ مِلكٌ لله تعالى لأنه هو أنشَأها من العدم. ثم كلُّ ما يحدُث فيه من المعاني مِن نَظرٍ ومِن سمعٍ ومِنَ المشيِ ومن البَطشِ كلُّ ذلكَ الله تعالى مُتملِّكُه لا يخرُج من مِلكِ الله تعالى. قال اللهُ تعالى (ليس كمثله شىء وهو السّميع البصير) هذه الآية من المحكمات التي ترد إليها المتشابهات، فمعنى قوله تعالى (ليس كمثله شىء) سورة الشورى 11، أنّ الله لا يشبه شيئًا من اللطائف والكثائف والعلويات والسّفليات.
وكما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا استيقظ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء ، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه). وفي الصحيحين أيضًا عنه أنه قال: ( إن الشيطان يعقد على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد ، يضرب مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد) ؛ مع أنا لا نشهد هذا المس لجسم المولود ، ولا هذا المبيت على الخياشيم ، ولا العقد ، ولا نحو ذلك. وظهر أن هذا الحديث: لو كان ما ادعاه ، لم يكن ذلك معلوم الانتفاء بما ادعاه من الضرورة الوجه الثالث: أنا سنبين فساد ما ذكروه من التأويل في ذلك ، وإبطال السلف له". انتهى، من "بيان تلبيس الجهمية" (6/244-248). وينظر: "مجموع الفتاوى" (5/5) وما بعدها. وقال ابن القيم رحمه الله:
" وفي صحيح مسلم ، يحكى عن ربه بهذا اللفظ ، وقال: " ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه ". ولفظة " بين " لا تقتضي المخالطة ولا المماسة والملاصقة ، لغة ولا عقلا ولا عرفا، قال تعالى: والسحاب المسخر بين السماء والأرض [البقرة: 164] ؛ وهو لا يلاصق السماء ولا الأرض". انتهى، من "مختصر الصواعق المرسلة" (395). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وقد أخذ السلف أهل السنة بظاهر الحديث، وقالوا: إن لله تعالى أصابع حقيقة، نثبتها له كما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم.
هكذا أود أن أموتَ في العشق الذي أكنّه لك، كقطع سحب تذوب في ضوء الشمس. كم يفرّ المرءُ من بلاء ليقع في آخر، من ثعبانٍ فيلقى تنينًا، طالما احتال الإنسان، كانت حيلُه شركًا وقع فيه، وكان موته فيما حسبه حياةً له. لا تدع حلقك يضيق بالخوف كلَّ نهار وكلَّ ليلةٍ، خذْ رشفات أنفاس قبل أن يغلقَ الموت فمك. ماذا تعرف عن مؤلّفات الرّومي؟ للاطّلاع ننصحك بقراءة هذا المقال: أفضل مؤلفات جلال الدين الرومي. المراجع [+] ↑ "جلال الدين الرومي" ، أبجد ، اطّلع عليه بتاريخ 04/02/2021م. ^ أ ب ت ث "918 مقولة عن جلال الدين الرومي أقتباسات وأقوال " ، حكم ، اطّلع عليه بتاريخ 04/02/2021م. بتصرّف. ↑ جلال الدين الرومي، المثنوي ، صفحة 82. ↑ جلال الدين الرومي، المثنوي ، صفحة 224. ↑ جلال الدين الرومي، المثنوي ، صفحة 232. ↑ "أقوال جلال الدين الرومي" ، حكم نت ، اطّلع عليه بتاريخ 04/02/2021م. اقتباس جلال الدين الرومي عن الحب. بتصرّف.
اقتباس جلال الدين الرومي و شمس الدين التبريزي
983 مقولة عن جلال الدين الرومي اقتباس:
أقوال جلال الدين الرومي في الحب
إنّ المأثور عن جلال الدين الرومي في الحب كثير، ومن أبرز ما قاله: [١]
لقد فتحتَ باب قلبي وملأتَه بألم الحب، ركضتُ مرتعدًا أبحث عن العزاء عند الآخرين لكنهم لم يستجيبوا لنُواحي، وحيدًا يائسًا أتضرع إليك، لا تهملني الآن. قال قلبي: أطمع في قُبلة منكِ، أجابت: نعم، لكنَّ الثمن هو حياتك، قفز قلبي فرِحًا، وقال: من يُبالي بالثمن؟
عندما ترى العشاق لا تمرَّ بهم مرور الكرام، جالسهم، نار الحب تُدفئ العالم، لكن حتى النار تموت برفقة الرماد. البارحة كان محبوبي رائع الحسن، كما القمر بل أشد إشراقًا من الشمس ، حظوته بعيدة عن متناول يديَّ، الباقي صمت. أتدري ما هو الحب؟ هو ليس إلا العطف والسخاء، يحل النفور إذا خلطتَ بين الشهوة والحب على ما بينهما من بُعد لا متناهٍ. أنا الليلة سعيد متَّحدٌ مع الرفيق، أدور وأرقص مع المحبوب خاليًا من ألم الفراق، أقول لقلبي: لا تقلق فقد ضيَّعت مفتاح الصباح. اقتباسات جلال الدين الرومي - الجرح - عالم الأدب. هذا الحب ملك لكن رايته محجوبة، ينطق القرآن بالحق لكن معجزته مستترة. من ضوء الشمعة يبني العثُّ بيتًا، هكذا يحيا القلب والروح معًا، أحدُهما صياد أُسُود، الآخرُ سكّير، أحدُهما صاحٍ وصافٍ، الآخرُ مجنونٌ ووحيدٌ.