19-08-2005, 05:18 AM
#1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه الطاهرين، وبعد:
يقول الإمام الشافعي:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاءُ
سهام الليل لا تخطي ولكن *** له أمدٌ وللأمد انقضاء
فالدعاء طريق النجاة، وسلم الوصول، ومطلب العارفين، ومطية الصالحين، ومفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، به تُستجلب النعم، وبمثله تُستدفع النقم. ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال. والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه. أتهزأ بالدعاء وتزدريه | Pc Life Group. ويكفي أنه نوع من أنواع العبادة،
بل هو العبادة كلها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: { الدعاء هو العبادة} [رواه الترمذي وصححه الألباني]. وترك الدعاء استكبار عن عبادة الله كما قال تعالى: " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " [غافر:60]،
وهو دليل على التوكل على الله، وذلك لأن الداعي حال دعائه مستعين بالله، مفوض أمره إليه وحده دون سواه.
أتهزأ بالدعاء وتزدريه | Pc Life Group
لا تطلبنَّ بني آدم حاجـــة *** وسل الذي أبوابه لا تحـــجب الله يغضب إن تركـت سؤاله *** وبني آدم حـين يُسأل يغضــب وكيف لا تسأله وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى: (( يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني, فأعطيت كلَّ إنسان مسألته, ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقُص المخيط إذا أُدخل البحر)) (رواه مسلم).. قبل الموعد المتوقع للولادة بحوالي أسبوعين حضرت خديجة لزيارتي، ودخل وقت صلاة الظهر فصلينا وقبل أن نقوم من جلستنا امتدت يد خديجة إلي وأمسكت بذراعي وأخبرتني أنها تحس بإحساس غريب. سألتها إن كانت تحس بأي ألم فأجابت بالنفي ولكن للزيادة في الاطمئنان قررنا الاتصال بالطبيبة فطلبت منا مقابلتها في المستشفى. حاولنا الاتصال بزوج خديجة لكن بدون جدوى؛ فهو في صلاة الجمعة. فتوكلنا على الله وذهبنا إلى المستشفى وتعجبنا أنهم أخبرونا أنها في حالة ولادة!! أتهزأ بالدعاء وتزدريه - الطير الأبابيل. فجلست بجانبها أشد من أزرها وأربت على كتفها... وكانت والحمد لله كثيرة الدعاء، وبالرغم من الآلام إلا إنها كانت تسأل الله أن يرزقها ابنة بصحة جيدة وكليتين ، وولدت فاطمة.. صغيرة الحجم.. دقيقة الملامح.. وجهها يميل إلى الزرقة، وفي ظهرها نقرة (نقزة) صغيرة قرب موقع الكلية، كأن جسدها الصغير امتص فراغ الكلية الناقصة.. بكيت وبكت خديجة ووسط دموعها كانت تتسأل عن حالة ابنتها.. بماذا أرد؟!
أتهزأ بالدعاء وتزدريه - الطير الأبابيل
كما أنه طاعة لله عز وجل واستجابة لأمره، قال تعالى: " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " [غافر:60]. والدعاء سبب لتفريج الهموم وزوال الغموم، وإنشراح الصدور، وتيسير الأمور، وفيه يناجي العبدُ ربّه، ويعترف بعجزه وضعفه، وحاجته إلى خالقه ومولاه، وهو سبب لدفع غضب الله تعالى لقول النبي: { من لم يسأل الله يغضب عليه} [رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني].
شعراء العصر الأيوبي (1174 ~ 1250 ميلادية) هو من عصور الدول المتتابعة اللغة العربية ظلت لغة رسمية للزنكيين والأيوبيين أما الإطار المكاني، فهو موطن حكم هذه الدول، وهو بلاد الشام ومصر، في المقام الأول. شعراء العصر المملوكي (1250 ~ 1517 ميلادية) من عصور الدول المتتابعة أيضا ارتبطت المناسبات التاريخية وآثار مصر في العصر المملوكي ارتباطاً وثيقاً بالشعر كما ازدهر الشعر المترجم في تلك الحقبة. شعراء العصر الأندلسي (756 ~ 1031 ميلادية) كونت صقلية مع بلاد المغرب وشمالي إفريقية والأندلس وحدة ثقافية ذات طابع خاص جوهره التراث الثقافي العربي الإسلامي، وساعد في حفظه كثرة الانتقال والاتصال. شعراء العصر العثماني (1923 ~ 1299 ميلادية) هو عصر الانحطاط الشعري للغة العربية فقد غدت التركية لغة الدولة الرسمية، تأثر بسببها الأدب العربي بعدة عوامل بالرغم من ذلك بزغ فيها شعراء وكتاب حافظوا على اللغة.
القول في تأويل قوله تعالى: ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون ( 14))
وهذا وعيد من الله - تعالى ذكره - هؤلاء المشركين من قريش ، القائلين للذين آمنوا: اتبعوا سبيلنا ، ولنحمل خطاياكم. لماذا قال فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما - إسألنا. يقول لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: لا يحزننك يا محمد ما تلقى من هؤلاء المشركين أنت وأصحابك من الأذى ، فإني وإن أمليت لهم فأطلت إملاءهم ، فإن مصير أمرهم إلى البوار ، ومصير أمرك وأمر أصحابك إلى العلو والظفر بهم ، والنجاة مما يحل بهم من العقاب ، كفعلنا ذلك بنوح ، إذ أرسلناه إلى قومه ، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى التوحيد ، وفراق الآلهة والأوثان ، فلم يزدهم ذلك - من دعائه إياهم إلى الله من الإقبال إليه ، وقبول ما أتاهم به من النصيحة من عند الله إلا - فرارا. [ ص: 17]
وذكر أنه أرسل إلى قومه وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة. كما حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: ثنا نوح بن قيس قال: ثنا عون بن أبي شداد قال: إن الله أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة سنة ، فأخذهم الطوفان ، يقول - تعالى ذكره -: فأهلكهم الماء الكثير ، وكل ماء كثير فاش طام فهو عند العرب طوفان ، سيلا كان أو غيره ، وكذلك الموت إذا كان فاشيا كثيرا ، فهو أيضا عندهم طوفان ؛ ومنه قول الراجز: أفناهم طوفان موت جارف
وبنحو قولنا في ذلك قال أهل التأويل.
السنة والعام.. تباين العذاب والرخاء
قال: "أفناهم الطوفان... " البيت. ونقله المؤلف بحروفه. وفي (اللسان: طوف): والطوفان الماء الذي يغشى كل مكان. وقيل: الطوفان من كل شيء: ما كان كثيرًا محيطًا مطيفًا بالجماعة كلها، كالغرق الذي يشتمل على المدن الكثيرة؛ والقتل الذريع والموت الجارف، يقال له: طوفان. وبذك كله فسر قوله تعالى: (فأخذهم الطوفان وهم ظالمون)
لماذا قال فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما - إسألنا
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ ()}. (وَلَقَدْ) الواو حرف قسم وجر واللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق (أَرْسَلْنا) ماض وفاعله (نُوحاً) مفعوله والجملة جواب القسم لا محل لها (إِلى قَوْمِهِ) متعلقان بالفعل (فَلَبِثَ) الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر (فِيهِمْ) متعلقان بالفعل (أَلْفَ سَنَةٍ) ظرف زمان مضاف إلى سنة. السنة والعام.. تباين العذاب والرخاء. والجملة معطوفة على ما قبلها (إِلَّا) حرف استثناء (خَمْسِينَ) مستثنى بإلا منصوب (عاماً) تمييز (فَأَخَذَهُمُ) ماض ومفعوله (الطُّوفانُ) فاعل مؤخر والجملة معطوفة على ما قبلها (وَهُمْ ظالِمُونَ) مبتدأ وخبره والجملة حال. {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (4)}. (فَمَنْ) اسم شرط مبتدأ (لَمْ يَجِدْ) مضارع مجزوم بلم فاعله مستتر (فَصِيامُ) الفاء رابطة وصيام مبتدأ خبره محذوف (شَهْرَيْنِ) مضاف إليه (مُتَتابِعَيْنِ) صفة شهرين والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط وجوابه خبر من (مِنْ قَبْلِ) متعلقان بصيام (أَنْ يَتَمَاسَّا) مضارع منصوب بأن والألف فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بالإضافة.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة العنكبوت - القول في تأويل قوله تعالى " ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما "- الجزء رقم20
فقال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا [العنكبوت:14] يخبر تعالى أنه أرسل عبده ورسوله نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ [العنكبوت:14]. نوح.. من نوح؟ نوح قيل اسمه يشكر، ويسمى سكن، ولما ناح وطال نوحه عشرات السنين بل مئات السنين نودي بيا نوح. أي: كثير النياحة. مكث ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعو إلى الله، وقومه يعاندون ويكابرون، ويقولون الباطل ويهجرون ويفعلون، وهو في صبر شديد. هذا نوح عليه السلام اعلموا أنه أول رسل الله صلى الله عليه وسلم، وجده إدريس عليه السلام، وبينه وبين آدم ألف سنة فقط. ما بين ولادة نوح ووجود آدم ألف سنة، وهو أول الرسل، وإدريس كان قبله نبياً، لكنه لم يرسل كما أرسل نوح، والرسل كما ينبغي أن نعلم أنهم ثلاثمائة وأربعة عشر رسولاً أولهم نوح عليه السلام، وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم. والثلاثمائة وأربعة عشر منهم إبراهيم، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، داود، سليمان، يحيى، عيسى، زكريا.. ثلاثمائة وأربعة عشر رسولاً. أرسله الله إلى من؟ إلى البشرية كلها يومئذ، ما كان قبله رسول وما كانت البشرية إلا محدودة العدد والكمية في الشرق الأوسط، هذه هي البشرية، أرسل إليهم نوح عليه السلام. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة العنكبوت - القول في تأويل قوله تعالى " ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما "- الجزء رقم20. لم أرسل إليهم؟ لأنهم أشركوا بالله عز وجل فعبدوا غيره، واتخذوا أصناماً فعبدوها، وألهوها، ودعوها، واستغاثوا بها، وتقربوا إليها.. ونسوا الله خالقهم وخالق كل شيء.
كما وردت هذه الكلمة في حق فرعون وملئه، وذلك في قوله تعالى: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذَّكرون) (الأعراف 130)، وجاءت أيضاً في محنة يوسف عليه الصلاة السلام في السجن، قال تعالى:
(فلبث في السجن بضع سنين) (يوسف 42)، وكذلك قال جلَّ شأنه في المدة التي مكث فيها الفتية في الكهف: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً) (الكهف 11)، وقال أيضاً: (ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا) (الكهف 25)، كما أن لفظ السنة ورد في سياق مدة العذاب الأخروي، قال تعالى: (ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون) (الحج 47). أضف إلى ذلك كله أنَّ النبي الكريم عليه الصلاة والسلام استخدم لفظ السنين في موضع الشدة، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: (اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف) (رواه البخاري)، ولم يقل عليه الصلاة والسلام أعواماً كأعوام يوسف لأن السنين تدل على الشدة كما قدمنا. أما لفظ (العام) فقد ورد في الخير والرخاء ومنه قوله تعالى: (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) (يوسف 49)، وقد ذُكرت هذه الآية بعد سنين الشدة السبع المذكورة آنفاً.