يقول النووي رحمه الله:
" إن كان عالما بالحدث وتحريم الصلاة مع الحدث فقد ارتكب معصيةً عظيمةً ، ولا يكفر عندنا بذلك ، إلا أن يستحله ، وقال أبو حنيفة: يكفر لاستهزائه. دليلنا: أنه معصية فأشبهت الزنا وأشباهه " انتهى. "المجموع" (2/84) ، وبنحوه في "روضة الطالبين" (10/67). وانظر مذهب الأحناف في: "البحر الرائق" (1/151،302) ، (5/132) ، "حاشية ابن عابدين" (3/719). صلاة المريض بدون وضوء أو تيمم - YouTube. فالواجب على من صلى بغير طهارة التوبة والاستغفار ، والعزم على عدم العود إلى مثل ذلك ، ثم يعيد الصلاة التي صلاها بغير طهارة ، والله تعالى يتوب على من تاب ، ولا يجب عليه تجديد إسلامه. والله أعلم. انظر سؤال رقم ( 27091).
صلاة المريض بدون وضوء أو تيمم - Youtube
تاريخ النشر: الخميس 18 ذو القعدة 1430 هـ - 5-11-2009 م
التقييم:
رقم الفتوى: 128707
51905
0
356
السؤال
ما حكم من يصلي بلا وضوء؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن تعمد الصلاة بغير وضوء مع وجود الماء والقدرة على استعماله فقد ارتكب كبيرة من أكبر الكبائر ـ نسأل الله العافية ـ بل ذهب بعض أهل العلم ـ وهم الحنفية ـ إلى تكفير من تعمد هذا الفعل، لدلالة هذا الفعل على استهزائه واستخفافه بالشرع، قال النووي في شرح المهذب: إن كان عالما بالحدث وتحريم الصلاة مع الحدث فقد ارتكب معصيةً عظيمةً، ولا يكفر عندنا بذلك، إلا أن يستحله. وقال أبو حنيفة: يكفر لاستهزائه. هل يجوز الصلاة بعد الاستحمام بدون وضوء. دليلنا: أنه معصية فأشبهت الزنا وأشباهه. انتهى. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: فالمسلم لا يصلي إلى غير القبلة أو بغير وضوء أو ركوع أو سجود، ومن فعل ذلك كان مستحقا للذم والعقاب. انتهى. ودلت بعض نصوص السنة الشريفة على الوعيد الشديد الذي يستحقه من أقدم على هذا الفعل المذموم، فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أُمِرَ بعبد من عباد الله أن يُضرَب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدةً واحدةً، فجُلد جلدةً واحدةً، فامتلأ قبره عليه نارًا، فلما ارتفع عنه أفاق قال: علام جلدتموني؟ فقيل له: إنك صليت صلاةً واحدةً بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره.
حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة. وأما من عدم الماء أو عجز عن استعماله فإنه يؤمر ببديل الوضوء وهو التيمم، لقوله تعالى: وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ {المائدة:6}. والله أعلم.
قال النبي صلّى الله عليه وسلم:
" يدخلُ الجنَّةَ أقوامٌ أفئدتُهم مثلُ أفئدةِ الطيرِ" من شدّةِ رِقَّتها وطِيبتها ، تبكي مِن أقلِّ شيءٍ ، تضحكُ من أقلِّ شيءٍ ، تسامحُ من أقلِّ شيءٍ "
بقلم: نور زهير عبد العال / طالبة في كلية الطب البشري
انظر أيضا..
سنكون على ما يرام / نور زهير عبد العال
الإنسان يشبه ما يحب / نور زهير عبد العال
نهاية مطاف العالم البائس / نور زهير عبد العال
تامور قلبي من فولاذ / نور زهير عبد العال
افئدتهم كافئدة الطير
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ لله، نحمَدُه ونستَعِينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونَعُوذ بالله من شُرُور أنفُسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يَهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا. أما بعد: فقد تحدّثنا وإياكم في الخطبة الماضية عن طُرُقٍ للجنة، ومُدخلاتٍ لدار السلام، وسُبُلٍ لنيل النعيم الأبدي والخلود السرمدي، وبعضها يسيرٌ جداً ولكنّ فضلَه وأجرَه وجائزتَه عظيمٌ عند رب العالمين، وهو سببٌ لدخولك الجنة. عباد الله: أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صِنْفٍ من الناس يدخلون الجنة، وهذه الفئة قد نالت رضوان الله بما وقَرَ في قلبها وظهرَ إيمانُها على جوارحها..
أتريدون أن تعرفون مَنْ هم؟! روى الإمام مسلمٌ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ ". شُعاعٌ من نور الوحي، وضياءٌ من مشكاة النبوة، يُبشرنا فيه الصادقُ المصدوقُ بالجنة حينما تكون قلوبنا كأفئدة الطير: " في رقتها وعذوبتها، في تأثرها وتواضعها، في تقواها وإنابتها، في خشوعها وخضوعها، في توكلها على ربها... في كل شيء.. قلوبهم كأفئدة الطير! "
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).. أَمَّا بَعْدُ:
هل تعلمونَ ما هو أجملُ شيءٍ في الطُّيورِ؟.. هل هو شكلُها البديعُ وألوانُها الخلَّابةُ؟، أم صوتُها العذبُ وتغريداتُها الجذَّابةُ، أم خفةُ حركتِها زرفرفتُها السَّاحرةُ؟، أم نشاطُها في ساعاتِ الفجرِ الباكرةِ؟. هل تأملتُم يوماً طيرانَها الجميلَ عندما تسبحُ شامخةً في الفضاءِ؟، قد صفَّتْ جناحيها لا يُمسكُها إلا ربًّ السماءِ، (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ). كثيرةٌ هي مواطنُ الجمالِ في الطَّيرِ، ولكن أينَ موطنُ الجمالِ الكبيرُ؟، اسمعوا إلى هذا الحديثِ، يقولُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: (يَدْخُلُ الجَنَّةَ أقْوامٌ، أفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أفْئِدَةِ الطَّيْرِ)، سبحانَ اللهِ.. ما هو السِّرُّ العجيبُ في أفئدةِ هذهِ المخلوقاتِ النَّحيلةِ، حتى أوصلتْ أقواماً إلى جنَّةِ اللهِ الغاليةِ الجليلةِ.