وفي أماليه يرفعه إلى ابن عباس في خبر طويل فيه فضائل شتّى أخذنا منه بعضها، قال: انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن عليه السلام، فلمّا رآه بكى ثمّ قال: إليّ إليّ يا بني، فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليمنى، ثمّ أقبل الحسين عليه السلام، فلمّا رآه بكى ثمّ قال: إليّ إليّ يا بني، فما زال يدنيه حتّى أجلسه على فخذه اليسرى.
أحاديث في فضائل أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم - منتدى الكفيل
عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: معاشر المسلمين اعلموا انّ لله تعالى باباً مَن دخلها أمن من النار ومن الفزع الأكبر، فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله إهدنا إلى هذا الباب حتّى نعرفه. قال: هو عليّ بن أبي طالب سيّد الوصيّين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول ربّ ____________ 1- مريم: 85. 2- المحاسن 1: 286 ح565; عنه البحار 7: 185 ح37. 3- في "ب" و "ج": من قبوركم ووجوهكم. 4- فضائل الشيعة: 32 ح27; عنه البحار 7: 180 ح20; ونحوه بصائر الدرجات: 104 ح5 باب 14. 5- مائة منقبة: 100 ح45; عنه البحار 27: 9 ح21; مدينة المعاجز 2: 406 ح631. من فضائل اهل البيتمطلوب الإجابة. خيار واحد. لعالمين، وخليفته على الخلق أجمعين، معاشر الناس من أحبّ أن يستمسك (1) بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليستمسك بولاية عليّ بن أبي طالب، فإنّ ولايته ولايتي، وطاعته طاعتي، معاشر الناس من أحبّ أن يعرف الحجّة بعدي فليعرف عليّ بن أبي طالب عليه السلام، معاشر الناس من سرّه أن يتوالى بولاية الله فليتقلّد (2) بعليّ بن أبي طالب عليه السلام فإنّه خزانة علمي، [معاشر الناس من أحبّ أن يلقى الله وهو عنه راض فليوال عدّة الأئمة] (3). فقام جابر بن عبد الله فقال: وما عدّة الأئمة؟ فقال: يا جابر سألتني ـ يرحمك الله ـ عن الإسلام بأجمعه، عدّتهم عدّة الشهور وهي عند الله اثني عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، وعدّتهم عدّة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران عليه السلام حين ضرب بعصاه البحر (4) فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، وعدّتهم عدّة نقباء بني اسرائيل.
2- في "ج": ظهر. 3- روى الشيخ الصدوق في معاني الأخبار ص205، عن علي عليه السلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: يا عليّ انّ لك كنزاً في الجنّة وأنت ذو قرنيها... ، ثمّ قال الشيخ الصدوق رحمه الله: وقد سمعت بعض المشايخ يذكر انّ هذا الكنز هو ولده محسن عليه السلام، وهو السقط الذي ألقته فاطمة لما ضُغطت بين البابين.... أحاديث في فضائل أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم - منتدى الكفيل. 4- في "ج": بعد أخيه. فأضمّه في منامه إلى صدري، وآمره بالرحلة عن دار هجرتي، واُبشّره بالشهادة. فيرتحل عنها إلى أرض مقتله، وموضع مصرعه، أرض كرب وبلاء، تنصره عصابة من المسلمين، اُولئك سادة شهداء اُمّتي يوم القيامة، ثمّ بكى رسول الله صلّى الله عليه وآله وبكى من حوله، وارتفعت أصواتهم بالضجيج، ثمّ قام عليه السلام وهو يقول: اللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي، ودخل منزله(1). المصدر إرشاد القلوب المنجي من عمل به من أليم العقاب
(المجلد الثاني)
تأليف
الحسن بن أبي الحسن محمد الدّيلمي
من أعلام القرن الثّامن
تحقيق
السّيّد هاشم الميلاني
التعديل الأخير تم بواسطة عاشق قنبر و مؤمن الطاق; الساعة 04-11-2013, 12:37 AM.
عبد الله بن سلام بن الحارث كان حَبْرا من علماء يهود بني قَيْنُقَاع، ثم أسلم مَقْدَمَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة، قال عنه الذهبي في السير: " الإمام الحَبْر، المشهود له بالجنة، حليف الأنصار، من خواصِّ أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ". وقال عنه النوويّ: " وهو من ولد يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكان اسمه في الجاهلية حصينا، فسماه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: عبد الله، أسلم أول قدوم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ". بعد وصول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة مهاجرا من مكة، كان الأنصار يتطلعون إلى استضافته، وكلما مر على أحدهم دعاه للنزول عنده، فكان - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم: دعوا الناقة فإنها مأمورة، فبركت على باب أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -، في مكان المسجد النبوي الذي هو فيه الآن.. ثم أخذت الوفود تتوافد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دار أبي أيوب، وقد تنادى الناس فيما بينهم: قدْ قدِم رسول الله، قد قدم رسول الله. جاء عبد الله بن سلام مع الناس ليرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ( أول ما قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة انجفل ( أسرع) الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلمّا تأملت وجهه، واستثبته علمت أنّ وجهه ليس بوجه كذاب!
عبد الله بن سلام الجزء الثالث
وهو ممن يؤتون أجورهم مرتين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيِّه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدَّى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أَمَةٌ يطؤها، فأدَّبـها فأحسن تأديبها، وعلَّمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها؛ فله أجران " (7). ومن مناقبه رضي الله عنه أنه نصر عثمان يوم الدار. وفاة عبد الله بن سلام تُوُفِّي رضي الله عنه بالمدينة سنة ثلاث وأربعين (8) من الهجرة. [1] موقع صيد الفوائد. [2]أخرجه البخاري 7/ 195 و 198 في الهجرة، من طريق محمد بن سلام، عن عبد الصمد بن عبد الوارث بهذا الإسناد. [3]أخرجه الطبري في تفسيره (7644) و (7645) من طريقين. [4] أخرجه مالك في الموطأ، ورواه البخاري 7/ 97 في المناقب، باب مناقب عبد الله بن سلام. ومسلم (2483) في الفضائل. [5]إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وهو في المسند 1/ 169 و 183، وصححه الحاكم 3/ 416، ووافقه الذهبي. [6]تفسير مجاهد 1/ 331. [7]البخاري ومسلم. [8] صيد الفوائد، الرابط:
نكران اليهود لمقام عبد الله فيهم
وعن الضحاك في قوله: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ} [الأحقاف: 10] قال: جاء عبد الله بن سلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن اليهود أعظم قوم عَضِيهةَ فسلهم عني، وخذ عليهم ميثاقاً أني إن اتبعتك وآمنت بكتابك أن يؤمنوا بك وبكتابك الذي أنزل عليك، واخبئني يا رسول الله قبل أن يدخلوا عليك.
عبد الله بن سلام
فضله
عن ابن عباس:
أن هذه الآية نزلت في ابن سلام، وثعلبة بن سعية ، وأسد بن عبيد: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} الآيتين [آل عمران: 113، 114][3]. وعن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: ما سمعت رسول الله يقول لأحد: إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام، وفيه نزلت: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [الأحقاف: 10][4]0
وعن مصعب بن سعد ، عن أبيه، أن رسول الله قال: "يدخل من هذا الفَجِّ رجلٌ من أهل الجنة"، فجاء ابن سلام[5]. والآية {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}، قال مجاهد: هو عبد الله بن سلام[6]. وهو ممن يؤتون أجورهم مرتين؛ لقوله: "ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيِّه وآمن بمحمد ، والعبد المملوك إذا أدَّى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أَمَةٌ يطؤها، فأدَّبـها فأحسن تأديبها، وعلَّمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها؛ فله أجران"[7]. بشَّر النبي محمد عبد الله بن سلام بالجنة ، فعن معاذ بن جبل قال: ( التمِسوا العلم عند أربعة، عند: عويمرٍ أبي الدَّرداءِ ، وعند: سلمان الفارسيِّ ، وعند: عبد الله بن مسعود ، وعند: عبد الله بن سلامٍ الذي كانَ يهوديًّا فأسلم، فإنِّي سمعتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: إنه عاشِرُ عشرةٍ في الجنة) رواه الترمذي [1]
ومن مناقبه أنه نصر عثمان يوم الدار.
- من أهل هراة. ولد وتعلم بها. وكان مؤدبا. ورحل إلى بغداد فولي القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة. ورحل إلى مصر سنة ٢١٣ وإلى بغداد، فسمع الناس من كتبه. وحج، فتوفي بمكة. - وكان منقطعا للأمير عبد الله بن طاهر، كلما ألف كتابا أهداه إليه، وأجرى له عشرة آلاف درهم. من كتبه: • «الغريب المصنف - ط» مجلدان، في غريب الحديث، ألفه في نحو أربعين سنة، وهو أول من صنف في هذا الفن • «الطهور - خ» في الحديث [طُبع] • «الأجناس من كلام العرب - خ» • «أدب القاضي» • «فضائل القرآن - خ» [طُبع] • «الأمثال - ط» [طُبع] • «المذكر والمؤنث» • «المقصور والممدود» في القراآت • «الأموال - ط» • «الأحداث» • «النسب» • «الايمان ومعالمه وسننه واستكماله ودرجاته - خ» في الظاهرية، بدمشق، سماه لي عبيد [طُبع] - قال عبد الله بن طاهر: علماء الإسلام أربعة: عبد الله بن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والقاسم بن معن في زمانه، والقاسم بن سلّام في زمانه. - وقال الجاحظ: «لم يكتب الناس أصح من كتبه، ولا أكثر فائدة». - وقال أبو الطيب اللغوي: أبو عبيد مصنف حسن التأليف إلا أنه قليل الرواية، أما كتابه «الغريب المصنف» فانه اعتمد فيه على كتاب معمر بن المثنى، وكذلك كتابه في «غريب القرآن» منتزع من كتاب معمر (١).
عبد الله بن سلام اليهودي
فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَفرأَيْتم -أخْبروني- إنْ أسلَمَ عَبدُ اللهِ؛ فهل تُسلِمونَ؟ قالوا: أعاذَهُ اللهُ مِن ذلك، فخرَجَ عبدُ اللهِ مِنَ البيتِ إليهم، فقال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا رَسولُ اللهِ! وعلى الفورِ غَيَّروا كَلامَهم فيه وبدَّلوا رَأْيَهم إلى عكْسِ ما ذَكَروا! فقالوا ذامِّين: هو شَرُّنا وابنُ شرِّنا ووَقَعوا فيه بأنْ قالوا فيه ما لَيسَ مِن صِفاتِه كَذِبًا وزُورًا، ألَا قاتَلَ اللهُ اليهودَ! وفي الحَديثِ: مِن عَلاماتِ نُبوَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إخبارُه عَن بَعضِ الأُمورِ الغَيبيَّةِ. وفيه: فَضيلةٌ ومَنقَبةٌ لعبْدِ اللهِ بنِ سلَامِ رَضيَ اللهُ عنه. وفيه: أنَّ اليهودَ أهلُ كَذِبٍ وفُجورٍ، يَقولونَ ويفتَروَن على غيرِهم ما ليسَ فيه.
ومعنى "يُنسأ له في أثره": أي يؤخر له في أجله وعمره، وهذه كناية عن البركة في العمر، وقيل: إن الزيادة على حقيقتها بالنسبة إلى علم المَلَكِ المُوكّلِ بالعمر -كما قاله ابن حجر، رحمه الله-. ومما يدل على أهمية صلة الرحم، وعدمِ قطعها، ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله "(رواه مسلم)، وفي حديث جبير بن مطعم -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " لا يدخل الجنة قاطع "(متفق عليه). ومن خصال هذا الحديث الصلاة بالليل: وقد وصف الله عباده أهل الإيمان بأنهم ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[السَّجدَة: 16]، وكان جزاؤهم ( فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)[السَّجدَة: 17]. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، ورغَّب في صلاة الليل فقال: " أفضل الصلاة بعد الفريضة "(أخرجه مسلم)، وفي حديث جابر قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كلُّ ليلة "(رواه مسلم).