ثالثها: أن من { لم يحكم بما أنزل الله} إنكاراً له، فهو كافر. { ومن لم يحكم} بالحق مع اعتقاده حقاً، وحكم بضده، فهو ظالم. { ومن لم يحكم} بالحق جهلاً، وحكم بضده، فهو فاسق. رابعها: أن من { لم يحكم بما أنزل الله} فهو كافر بنعمة الله، ظالم في حكمه، فاسق في فعله. رابعاً: جواب الآلوسي: أرجع الآلوسي اختلاف ختام الآيات إلى اختلاف السياق؛ فقد وصف سبحانه أهل الكتاب سبحانه بالأوصاف الثلاثة باعتبارات مختلفة؛ فلإنكارهم ذلك وُصِفوا بـ (الكافرين) ولوضعهم الحكم في غير موضعه وصفوا بـ (الظالمين)، ولخروجهم عن الحق وصفوا بـ (الفاسقين)، وهو يرى أن الخطاب يشمل اليهود وغيرهم، حيث قال: "والوجه أن هذا عام لليهود وغيرهم، وهو مُخَرَّج مَخْرَج التغليظ ذاك، ولم يحسن فيه غيره هناك". خامساً: جواب ابن عاشور: أن المراد بـ (الظالمين) { الكافرون} لأن (الظلم) يطلق على (الكفر) فيكون هذا مؤكداً للذي في الآية السابقة. ويحتمل أن المراد به الجور، فيكون إثبات وصف الظلم لزيادة التشنيع عليهم في كفرهم؛ لأنهم كافرون ظالمون. والمراد بـ (الفاسقين) { الكافرون} إذ (الفسق) يطلق على (الكفر)، فتكون على نحو ما في الآية الأولى. ويحتمل أن المراد به الخروج عن أحكام شرعهم، سواء كانوا كافرين به، أم كانوا معتقدين، ولكنهم يخالفونه، فيكون ذمًّا للنصارى في التهاون بأحكام كتابهم، أضعف من ذم اليهود.
وعلى هذا السَّنَن جرت آيات الوعد والوعيد في القرآن، وعلى هذا كلام العرب. وظاهر الأمر -بحسب ابن الزبير - أن الآيات موضوع الحديث جاءت على خلاف ما تقرر؛ حيث كانت البداية بالأثقل ثم تم الانتقال إلى الأخف، بيد أن النظر المتأمل يدل أن هذه الآيات الثلاث لم تأت على خلاف القاعدة المقررة؛ وذلك أن المذكورين في الآيات الثلاث قد اجتمعوا في الحكم بغير ما أنزل الله، وقد شملهم ذلك، فهم من حيث ذلك صنف واحد، ومدار الآيات الثلاث إنما هو على فعل يهود، المنصوص على حكمهم بغير ما أنزل الله، ومخالفتهم منصوص كتابهم في الرجم وغيره، وما قبل هذه الآيات وما بعدها لم يخرج عنهم، فهم أهل الأوصاف الثلاثة. وقد نقل المفسرون عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال: { الكافرون} و{ الفاسقون} و{ الظالمون} أهل الكتاب، وعن ابن مسعود رضي الله عنه: هو عام في اليهود وغيرهم. وأجمع المفسرون على أن الوعيد في هذه الآيات يتناول يهود، وثبت في الصحيح إنكارهم الرجم مع ثبوته في التوراة، وفعلهم فيما نعى الله تعالى عليهم من مخالفة ما عهد إليهم فيه، ونُصَّ في كتابهم حسب ما أشار إليه قوله تعالى: { وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم} (البقرة:84) إلى قوله: { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض} (البقرة:85) إلى ما بعده وهذا كله من حكمهم بغير ما أنزل الله، فهم { الكافرون} و{ الظالمون} و{ الفاسقون} ففيهم وبسبب فعالهم نزلت آيات المائدة، ومع ذلك فإن الحكم إذا نزل بسبب خاص لا يمنع ذلك من حمله على العموم وهذا باتفاق الأصوليين.
وهنا، يكذبون على الناس لأنهم يكذبون على أنفسهم أولا، أو هم يكذبون على أنفسهم لأنهم يريدون أن يُصَدِّروا "كذبا مقنعا" للناس! بين هؤلاء وهؤلاء تعرّت الساحة الثقافية/ ساحة صناعة الوعي العام في العالم العربي من أهم عناصر الرؤى التنويرية. وهنا ظهرت "نغمة العداء للغرب" كمؤشر دال على انحسار المد التنويري المتواضع؛ إذ الغرب الليبرالي هو الممثل الشرعي لإرث التنوير، هو امتداده في الراهن، هو نموه الأكمل؛ والمتكامل أبدا. وقد انخرط كثيرون في هذا المسار الضدي تجاه الغرب، الذي هو مسار ضدي تجاه التنوير، ولو يبق متماسكا إلا القلة القليلة التي لن تستطيع التأثير في المدى القريب. ما يعني أن المستقبل سيبقى مفتوحا على المجهول.
والمثقفون الذين جنوا على التنوير هنا ـ خيانة مبطنة أو عدوانا صريحا ـ نوعان:
1ـ مثقفون مزيفون، هامشيون. ولكنهم إعلانيون شعاراتيون، يأخذون بشعارات التنوير لهذا الأمر أو ذاك؛ دون أن يكون لديهم وعي بالتراث التنويري ومساراته وتحققاته، بل ودون أن يكون لديهم قناعة حقيقية بالشعارات التنويرية التي يرفعونها ويتاجرون بها ماديا ومعنويا. وهؤلاء إذ لا يفهمون التنوير ولا يعون اشتراطاته ولوازمه، وإذ لا يؤمنون بمبادئه حقا، يُصدِّرونه لعموم الناس على هذا الأساس من التفاهة ومن الاستهانة؛ فيصبح ـ في هذا الوعي العمومي المُجَهَّل ـ كلُّ شيء قابلا لأن يكون تنويرا، وبالمقابل، يصبح كلُّ تنوير مجرد شعار عابر لا يستحق الاحترام؛ فضلا عن الالتزام. 2ـ مثقفون بحق، على علم بإرث التنوير وبمساراته وبتحققاته، وهم على قناعة بمبادئه وبدورها الإيجابي الحاسم. ولكنهم يخونون التنوير ويبيعونه سريعا. ومشكلة هؤلاء أن أقدامهم تزلّ عند أول بارقة طمع، بل وربما عن أتفه بارقة طمع. الضعف النفسي عند هؤلاء يجعلهم يدخلون في دوامة المصالح الذاتية أو شبه الذاتية، فلا يرون ـ حينئذٍ ـ التنوير ذاته؛ فيما لو أرادوا رؤيته حقا، إلا من خلال هذه المصالح.
لكن، كل هذا كان موجودا وباستمرار. المحاولات موجودة، والحلم التنويري كان ملهما لأجيال، وتضحيات الرواد مرصودة، والشعارات كانت تَعِد بالكثير. فهل كان كل هذا عبثا أو أكاذيب عابرة؟ وإن كان حقائق على أرض الواقع؛ فأين ذهب كل هذا، وكيف تَقَشّعت غمائمه عن قحط عام؟
الأسباب كثيرة بلا شك، ويد التاريخ الخفية يصعب تتبع آثارها. ولكن يبقى القَدْرُ المتاح للرصد يحكي أن "مسار التنوير" انتهى إلى "خيبة أمل" لامست قاعَ الإحباط، وكان "الفاعل الثقافي" شريكا أساسيا في وصول التنوير إلى طريق مسدود، ثم إلى التردي في سلسلة انتكاسات صريحة وغير صريحة، انتكاسات تُبَاع فيها تضحيات كبار الرواد، مع آمال وتطلعات ملايين الحالمين، بأبخس وأخس الأثمان. لقد تصدر المشهد التنويري بعد جيل الرواد الكبار مثقفون أو مُدّعو ثقافة. جيل الرواد حقق انتصاره المحدود بأن جعل الشعارات التنويرية محل إغراء لمن يريد وضع نفسه في الجبهة التقدمية ضد الجبهة الأخرى: الرجعية الماضوية. ولكن، ليس كل من تصدر المشهد كان مثقفا بحق، وليس كل مثقف بحق كان مخلصا للتنوير، وليس كل مخلص للتنوير كان مخلصا على طول الطريق. في تقديري أن مسار التنوير تعرّض لما يشبه الخيانة من الوسط الثقافي بالذات.
كما نهانا أيضًا سيدنا محمد أن من رحمة الله بأهل الأرض وجود شجرة الزقوم في النار وليست في الدنيا، حيث أن قطرة منها كفيلة بجعل حياة أهل الأرض صعبة ومريرة. وصف شجرة الزقوم
يعد وصف شجرة الزقوم مرعب جدًا وثمارها تشبه الشياطين، ولنا أن نتخيل هذا الشكل المرعب الذي يراه الكافر ويكون مجبرًا على تناوله لا محالة. وهي الشجرة الملعونة وقد سميت بالزقوم لصعوبة استساغتها، مما يجعل الكافر يبتلعه دون أن يأكله بالطريقة العادية لسوء الطعم والرائحة. جذور تلك الشجرة تكون في قعر جهنم وتنتشر أغصانها حتى تصل لجميع دركات النار السبع. قد أعدت الشجرة لتكون طعامًا دائمًا للكافرين، مما ينبئنا بأن عذابهم مستمر لا يتوقف أبدًا. آيات الترهيب في القرآن الكريم جاءت للموعظة وتخويف البشر من عصيان الله عز وجل. ما معنى شجرة الزقوم - موضوع. والتطاول عليه سبحانه بعدم الاعتراف بألوهيته ووحدانيته. لذلك ينبغي على كل مسلم أن يلزم صالح الأعمال. قدر المستطاع ولا ينفك أن يتقرب لله عز وجل بالطاعات حتى لو عصاه. سبحانه فالاستغفار كما علمنا رسولنا الكريم هو السبيل الوحيد لتقليل الذنوب والكف عن المعاصي.
شجرة الزقوم - موضوع
الحمد لله. أولًا:
شجرة (الزقوم) ، أعاذنا الله منها ، بمنه وكرمه ، أخبرنا الله تعالى أنها طعام لأهل النار، يطعمونها، فلا يتنعمون منها بطعم، ولا تنفعهم من جوع. قال تعالى: إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ الدخان/ 43 - 46. قال مكي: " وهي مشتقة من التزقم، وهو البلع على جهد وشدة، فقيل لها شجرة الزقوم؛ أنهم يتزقمونها (أي) يبتلعونها من شدة جوعهم، فيبتلعونها على جهد ، وتقف على حلوقهم ، يختنقون بها لخشونتها ومرارتها ، وكراهتها ونتنها ، فيتعذبون بها على أن تصل إلى أجوافهم ، فيملؤون بطونهم من ذلك من شدة الجوع ، ثم لا ينفعهم ذلك ، ولا يجدون له نفعا ولا لذة "انتهى من "الهداية" (9/ 6113). وقال الواحدي: " قال أهل المعاني: الزقوم: ثمر شجرة مرة الطعم جدًا، من قولهم: تزقم هذا الطعام إذا تناوله على تكرُّه ومشقَّة شديدة. وقال ابن زيد: إن يكن للزقوم اشتقاق فمن التزقم، وهو الإفراط من أكل الشيء، حتى يُكره ذلك. يقال: بات فلان يتزقم. شجرة الزقوم - موضوع. الكسائي وأبو عمرو: الزقم واللقم واحد هذا كلامهم. وإذا كان الزقم بمعنى اللقم، كان معنى التزقم تناول الشيء بِكُرهٍ، والزقوم ما يكره تناوله.
ما معنى شجرة الزقوم - موضوع
القرآن الكريم ذكر لنا بالتفصيل عن مصير المؤمنين والكفار وكيف ستتلقى كل طائفة ما تستحقه سواء كان نعيم أبدي أوعذاب أبدي أيضًا، شجرة الزقوم ذكرت في القرآن الكريم عندما تحدث عن مصير الكافرين. وكيف سيكون هذا طعامهم الذي سيجبرون عليه لذلك سنحاول الاجابة عن التساؤل المطروح أين توجد شجرة الزقوم. أين توجد شجرة الزقوم
توجد شجرة الزقوم حسبما جاء في الايات القرانية في النار، حيث إنها طعام الكافرين، وقد تم وصفها كالآتي:
قال الله تعالى. ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ* لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ* فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ* فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ* فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ* هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ. قوله تعالى: ( إن شجرة الزقوم، طعام الأثيم، كالمهل يغلي في البطون، كغلي الحميم). سورة الدخان. (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ). وفي قوله تعالى. (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68).
تحدث القرآن الكريم في أكثر من موضع عن شجرة الزقوم وشكلها ومواصفاتها وعلاقتها باليهود وبيوم القيامة وبعذاب جهنم للكفار في الآخرة، حيث يتوعدهم الله بعذاب أليم وسوف يلقى بهم في النار ويعذبون أشد أنواع العذاب جزاء لهم لما قدموا من سيئات في حياتهم، نتيجة ما يفعلون من معاصي هو طعام طعمه سيء لا يحتمل يأتي من شجرة بشعة لا يمكن تخيل شكلها أو طعمها. وعبر السطور التالية سيكون الحديث بالتفصيل عن هذه الشجرة ومكان ظهورها وشكلها ووصفها بدقة، وحقيقة وجودها على الأرض بالإضافة إلى تفسير رؤيتها في الأحلام. ماهية شجرة الزقوم
كلمة الزقوم لغوياً معناها من تزقم أي ابتلع الشيء، ويقال أنها حلوى كانت منتشرة أيام الجاهلية كان يتم إعدادها من الزبد مع التمر. وعن أصل شجرة الزقوم يقول العلماء الآتي:
• عندما نزل قول الله تعالي في سورة الدخان: إن شجرة الزقوم طعام الأثيم. " فإن أبا جهل استهزأ بهذه الكلمات وأمر جاريته أن تحضر له حلوى الزقوم. وقال أنه يتزقم الزبد و التمر ، وهنا نزل قول الله تعالى من سورة الصافات: " إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم. " • هذه الشجرة تعرف بشجرة العقاب، حيث أن الله تعالى أعدها كعقاب وجزاء للكافرين يوم القيامة.