وما بين هذه التصريحات وتلك تباينت الآراء ما بين متهمٍ ومبرءٍ لفخر الدين باشا.. فنجد أن هناك مصادر تاريخية نقلت عن فخر الدين باشا قوله: "لن نستسلم أبدًا ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم"، وكان ذلك في أعقاب معاهدة "موندروس" التي استسلمت الدولة العثمانية بموجبها لقوات الحلفاء في الحجاز. في الأرشيف العثماني وثائق أظهرت أن القائد العسكري فخرالدين باشا، الذي وصفته بـ"بطل المدينة "، و"نمر الصحراء"، دافع ببسالة عن المدينة المنورة، ووزع المساعدات المالية وخاصة القمح على سكان المدينة إبان محاصرتها، من قبل الجيش البريطاني المدعوم من بعض القبائل المتحالفة معه. وأشارت وثيقة عثمانية مؤرخة في 19 نوفمبر 1915م، بأن فخرالدين باشا أكد في إخطار خطي على ضرورة تسديد مبالغ ينبغي تحويلها للمصادر التي توزع القمح على السكان المحتاجين في المدينة المنورة إبان الحصار. وفي وثيقة أخرى مؤرخة في 1 سبتمبر 1916، أشار فخر الدين باشا في مراسلة مع القيادة، "بأن المبالغ المرسلة لحماية المدينة، ستكون غير كافية لأنه سيتم توزيع نقود على السكان المسلمين المحتاجين في المدينة". وذكر المؤرخ التركي أنس دمير، إنّ فخر الدين باشا، دافع عن المدينة المنورة لمدة عامين و7 أشهر ببسالة وشجاعة، وأنه ظل يدافع عن المدينة المنورة وضريح الرسول، رغم استسلام الجيش العثماني المرابط في كافة الجبهات في 30 أكتوبر 1918، ولم يلتفت لأوامر القيادة العثمانية، واستمر في دفاعه عن المدينة.
فخري باشا (أسد الصحراء) | معلومات
ويقول أورخان: وبدأ الطعام يقل في المدينة، كما شحت الأدوية، وتفشت الأمراض بين جنود الحامية، وجمع فخر الدين باشا ضباطه للاستشارة حول هذا الظرف العصيب، يريد أن يعرف ماذا يقترحون، ومدى إصرارهم على الاستمرار في الدفاع عن المدينة. ويواصل المؤرخ العراقي سرد الرواية قائلاً: اجتمعوا في الصحن الشريف، في الروضة المطهرة في صلاة الظهر، وأدى الجميع الصلاة في خشوع يتخلله بكاء صامت ونشيج، ثم ارتقى فخر الدين باشا المنبر وهو ملتف بالعلم العثماني، وخطب في الضباط خطبة كانت قطرات دموعه أكثر من عدد كلماته، وبكى الضباط حتى علا نحيبهم، وقال: لن نستسلم أبداً ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم. ويكمل: نزل من المنبر فاحتضنه الضباط وهم يبكون، اقترب من القائد العثماني أحد سكان المدينة الأصليين واحتضنه وقبَّله وقال له: "أنت مدنيّ من الآن فصاعداً.. أنت من أهل المدينة يا سيدي القائد". ويواصل: عندما يئست القوات المحاصرة للمدينة من فخر الدين باشا زادوا اتصالهم مع ضباطه، فكلمه ضباطه شارحين له الوضع المأساوي للحامية ولأهل المدينة، فوافق أخيراً على قيام ضباطه بالتفاوض على شروط وبنود الاستسلام. وبحسب المؤرخ العراقي؛ فإن فخر الدين باشا، اشتهر بحبه الشديد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويطلق عليه (نمر الصحراء) و (النمر التركي).
عام 1914 وقبل تحرك الجيش العثماني، عُين العقيد فخر الدين بيك قائدًا للفيلق الثاني عشر المتمركز في الموصل. وكان قد ترقى ليصبح قائد لواء في 12 تشرين الثاني/ أكتوبر عام 1914 وعُين نائبًا لقائد الجيش الرابع المتمركز في مدينة حلب. أثناء الحرب العالمية الأولى، وبينما كان الحسين بن علي، شريف مكة، يحضر لانتفاضة ضد الامبراطورية العثمانية، تحرك فخري باشا بناء على أوامر صادرة إلية من جمال باشا باتجاه المدينة في الحجاز وذلك في 23 أيار/ مايو عام 1916، وذلك دفاعا عنها، كما عُين قائدًا لقوات حملة الحجاز في 17 تموز/ يوليو عام 1916. حوصر فخر الدين باشا بالقوات العربية التي كانت مستاءة من الحكم العثماني. وصمد في وجه الحصار لمدة عامين وسبعة أشهر كما أمر بإخلاء المدينة من ساكنيها الرافضين لإخلائها وذلك رغم احتجاجاتهم فيما يُعرف بالسفر برلك الشهير. وتذرع العثمانيون بشكوكهم في نوايا العرب لإخلاء المدينة، فقد كانت لديهم شكوك في نية العرب بالتمرد على الحكم العثماني وإعلان استقلالهم. وقد سلب فخر الدين باشا معظم مقتنيات المسجد النبوي وشحنها إلى اسطنبول حيث يمكن رؤيها اليوم. وحاول حماية سكة الحجاز الحديدية من الهجمات التخريبية التي كان يقوم بها توماس إدوارد لورنس (لورنس العرب) وقواته العربية، والذي اعتمدت عليه كامل خططهم اللوجستية.
ونَقَل عَنْ الْمُهَلَّب أنه قال: سَلَام الرِّجَال عَلَى
النِّسَاء وَالنِّسَاء عَلَى الرِّجَال جَائِز إِذَا أُمِنَتْ الْفِتْنَة اهـ بتصرف. والله تعالى أعلم. انظر كتاب " أحكام العورة والنظر" إعداد / مساعد بن قاسم الفالح.
صفة السلام على رسول الله ﷺ
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا بلغه أحد السلام عن غيره أن يرد عليه وعلى المبلغ ، كما ثبت في سنن أبي داود أن رجلا قال له عليه الصلاة والسلام: إن أبي يقرئك السلام ، فقال له: ( عليك وعلى أبيك السلام).
كيفية السلام على النبي عند قبره - اللجنة الدائمة - طريق الإسلام
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
" قوله: " صلِّ على محمد " قيل: إنَّ الصَّلاةَ مِن الله:
الرحمة ، ومن الملائكة: الاستغفار ، ومن الآدميين: الدُّعاء. فإذا قيل: صَلَّتْ عليه الملائكة ، يعني: استغفرت له. وإذا قيل: صَلَّى عليه الخطيبُ ، يعني: دعا له بالصلاة. وإذا قيل: صَلَّى عليه الله ، يعني: رحمه. السلام علي الرسول في المسجد النبوي. وهذا مشهورٌ بين أهل العلم ، لكن الصحيح خِلاف ذلك ، أن
الصَّلاةَ أخصُّ من الرحمة ، ولذا أجمع المسلمون على جواز الدُّعاء بالرحمة لكلِّ
مؤمن ، واختلفوا: هل يُصلَّى على غير الأنبياء ؟ ولو كانت الصَّلاةُ بمعنى الرحمة
لم يكن بينهما فَرْقٌ ، فكما ندعو لفلان بالرحمة نُصلِّي عليه. وأيضاً: فقد قال الله تعالى: ( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ
مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة157 ، فعطف "
الرحمة " على " الصلوات " والعطفُ يقتضي المغايرة فتبيَّن بدلالة الآية الكريمة ،
واستعمال العلماء رحمهم الله للصلاة في موضع والرحمة في موضع: أن الصَّلاة ليست هي
الرحمة. وأحسن ما قيل فيها: ما ذكره أبو العالية رحمه الله أنَّ صلاةَ
الله على نبيِّه: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى. فمعنى " اللَّهمَّ صَلِّ عليه " أي: أثنِ عليه في الملأ الأعلى
، أي: عند الملائكة المقرَّبين.
كيفية السلام على رسول الله - موقع محتويات
ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَرَفَعَها فَقالَ: هذا عَلِيٌّ مَعَ القُرآنِ وَالقُرآنُ مَعَ عَلِيٍّ ، لا يَفتَرِقانِ حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَأَسأَلُهُما ما خُلِّفتُ فيهِما) (الأمالي، الطوسي: ص478)
( عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) قَالَ: لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَتَى سُمِّيَ عَلِيٌّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَنْكَرُوا فَضْلَهُ سُمِّيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ والْجَسَدِ، وحين قال: ألستُ بربّكُم؟ قالُوا: بلى!
أيها المسلمون: إلى كل من يرجو شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم يجعل الولدان شيبا، نقول له هلم فقد بين لك صلى الله عليه وسلم الطريق إلى ذلك عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ". عباد الله: إلى كل من تكاثرت عليه هموم الدنيا وأسرف على نفسه بالذنوب والخطايا ننقل إليك هذا الحوار النبوي الكريم لنهتدي به في حياتنا وما نواجه فيها. يقول أبي بن كعب رضي الله عنه: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ».