فإذا كان ذلك تأويل قوله: {وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين} الآية، فالواجب أن يكون قوله تعالى ذكره: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم} ، تأديبًا منه عبادَه في أمر الوصية بما أذِنهم فيه، إذ كان ذلك عَقِيب الآية التي قبلها في حكم الوصية، وكان أظهرَ معانيه ما قلنا، فإلحاق حكمه بحكم ما قبله أولى، مع اشتباه معانيهما، من صرف حكمه إلى غيره بما هو له غير مشبه.
- تفسير وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم... - إسلام ويب - مركز الفتوى
- فصل: قال الفخر:|نداء الإيمان
- تفسير قول الله تعالى: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا)
- تفخيم وترقيق لفظ الجلالة
- تفخيم لام لفظ الجلالة
تفسير وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم... - إسلام ويب - مركز الفتوى
وذهب الأجهوري وغيره إلى أن لو بمعنى إن فتقلب الماضي إلى الاستقبال، وأوجبوا حمل تركوا على المشارفة ليصح وقوع خافوا جزاءًا له ضرورة أنه لا خوف بعد حقيقة الموت وترك الورثة، وفي ترتيب الأمر على الوصف المذكور في حيز الصلة المشعر بالعلية إشارة إلى أن المقصود من الأمر أن لا يضيعوا اليتامى حتى لا تضيع أولادهم، وفيه تهديد لهم بأنهم إن فعلوه أضاع الله أولادهم، ورمز إلى أنهم إن راعوا الأمر حفظ الله تعالى أولادهم. اهـ.. قال الطبري: وأولى التأويلات بالآية، قول من قال، تأويل ذلك: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافًا خافوا عليهم العَيْلة لو كانوا فرقوا أموالهم في حياتهم، أو قسموها وصية منهم بها لأولي قرابتهم وأهل اليُتم والمسكنة، فأبقوا أموالهم لولدهم خشية العَيْلة عليهم بعدهم، مع ضعفهم وعجزهم عن المطالب، فليأمروا من حضروه وهو يوصي لذوي قرابته- وفي اليتامى والمساكين وفي غير ذلك- بماله بالعدل وليتقوا الله وليقولوا قولا سديدًا، وهو أن يعرّفوه ما أباح الله له من الوصية، وما اختاره للموصين من أهل الإيمان بالله وبكتابه وسنته. وإنما قلنا ذلك بتأويل الآية أولى من غيره من التأويلات، لما قد ذكرنا فيما مضى قبل: من أن معنى قوله: وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فأوصوا لهم- بما قد دللنا عليه من الأدلة.
تاريخ الإضافة: 5/4/2017 ميلادي - 9/7/1438 هجري
الزيارات: 56212
تفسير: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا)
♦ الآية: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: النساء (9). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وليخش الذين لو تركوا ﴾ الآية أَيْ: وليخش مَنْ كان له وُلدٌ صغارٌ خاف عليهم من بعده الضَّيعة أن يأمر الموصي بالإِسراف فيما يعطيه اليتامى والمساكين وأقاربه الذين لا يرثون فيكون قد أمره بما لم يكن يفعله لو كان هو الميِّت وهذا قبل أن تكون الوصية في الثُّلث وقوله: ﴿ ذرية ضعافًا ﴾ أَيْ: صغارًا ﴿ خافوا عليهم ﴾ أي: الفقر ﴿ فليتقوا الله ﴾ فيما يقولون لمن حضره الموت ﴿ وليقولوا قولًا سديدًا ﴾ عدلًا وهو أن يأمره أن يخلِّف ماله لولده ويتصدَّق بما دون الثُّلث أو الثُّلث.
فصل: قال الفخر:|نداء الإيمان
فالمعنى: لو شارفوا أن يتركوا ذرية ضعافا لخافوا عليهم من أولياء السوء. والمخاطب بالأمر من يصلح له من الأصناف المتقدمة: من الأوصياء ومنن الرجال الذين يحرمون النساء ميراثهم ويحرمون صغار اخوتهم أو أبناء اخوتهم وأبناء أعمامهم من ميراث آبائهم كل أولئك داخل في الأمر بالخشية والتخويف بالموعظة ولا يتعلق هذا الخطاب بأصحاب الضمير في قوله: {فارزقوهم منه} لأن تلك الجملة وقعت كالاستطراد ولأنه لا علاقة لمضمونها بهذا التخويف. وفي الآية ما يبعث الناس كلهم على أن يبغضوا للحق من الظلم وأن يأخذوا على أيدي أولياء السوء وأن يحرسوا أموال اليتامى ويبلغوا حقوق الضعفاء إليهم لأنهم إن أضاعوا ذلك يوشك أن يلحق أبناءهم وأموالهم مثل ذلك وأن يأكل قويهم ضعيفهم فإن اعتياد السوء ينسي الناس شناعته ويكسب النفوس ضراوة على عمله. قال الفخر: قال صاحب الكشاف: قرئ ضعفاء، وضعافى، وضعافى: نحو سكارى وسكارى.
وثانيها: أنه أمر لمن حضر المريض من العوّاد عند الإيصاء بأن يخشوا ربهم أو يخشوا أولاد المريض ويشفقوا عليهم شفقتهم على أولادهم فلا يتركوه أن يضرّ بهم بصرف المال عنهم، ونسب نحو هذا إلى الحسن وقتادة ومجاهد وسعيد بن جبير.
تفسير قول الله تعالى: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا)
ثم أمرهم بأن يقولوا لليتامى مثلَ ما يقولون لأولادهم بالشفقة وحُسنِ الأدبِ، أو للمريض ما يصُده عن الإسراف في الوصية وتضييعِ الورثةِ يذكّره التوبةَ وكلمةَ الشهادةِ أو لحاضري القسمةِ عذرًا ووعدًا حسنًا أو يقولوا في الوصية ما لا يؤدّي إلى تجاوز الثلث
اهـ
والله أعلم.
بتصرّف. ↑ سورة نوح، آية:3
^ أ ب مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الفصيح. بتصرّف. ^ أ ب سورة الأنعام، آية:124
^ أ ب ت ث ج البناء، كتاب إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ، صفحة 132. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية:138
↑ سورة النحل، آية:51
↑ سورة الأنبياء، آية:57
↑ سورة يوسف، آية:21
↑ سورة آل عمران، آية:18
↑ سورة الجن، آية:4
↑ سورة يونس، آية:59
↑ سورة النمل، آية:59
↑ سورة الحديد، آية:5
↑ مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الفصيح. بتصرّف. في قوله تعالى بسم الله مثال على تفخيم لام لفظ الجلالة لانها وقعت بعد كسر اصلي - الداعم الناجح. ↑ سورة الأحزاب، آية:15
↑ سورة آل عمران، آية:187
↑ سورة التوبة، آية:59
↑ سورة الحج، آية:3
↑ سورة الإخلاص، آية:1-2
↑ سورة آل عمران، آية:26
↑ سورة النمل، آية:30
↑ صفوت سالم، كتاب فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد ، صفحة 58. بتصرّف. ↑ أحمد شكري، محمد المجالي، عمر حماد وآخرون. ، المنير في أحكام التجويد ، صفحة 259. بتصرّف. ↑ سورة فاطر، آية:2
↑ سورة الأنعام، آية:19
تفخيم وترقيق لفظ الجلالة
وكذلك ليحذر القارئ مِن إدغام اللام في النُّون التي تليها في قوله: (قلْ نعم)؛ لقرب مخرجهما، فحكمُهما الإظهار. (سَـبِّـحْـهُ لاَ تُــزِغْ قُـلُـوبَ فَالْـتَـقَـم)؛ أي: أظهِر أيها القارئ ولا تدغم الحاءَ في الهاء في مِثْل: (فسبِّحْه)، والغين في القاف في مِثْل: (لا تزغْ قلوبنا)، واللاَّم في التَّاء في مِثْل: (فالْتَقمه). [1] وفي نسخ أخرى: "عَـبْـدَ" بفتح الدال. تفخيم وترقيق لفظ الجلالة. [2] وفي نسخ أخرى: "نَحْـوَ" بفتح الواو. [3] رُسمت هذه الكلمة في نسخ أخرى: "فِـتْـنَــةَ"، ولا يوقف عليها بالهاء؛ وإنَّما بإشباع فتحة التاء المربوطة فتصبح ألفًا، ووفقًا لذلك فإنَّ الخلاف في الرَّسم، أمَّا في اللفظ فالمؤدَّى واحد. [4] لمزيد من التفصيل حول أحكام المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين والمتباعدين، انظر: دراستنا أيسر المقال في شرح تحفة الأطفال.
تفخيم لام لفظ الجلالة
حالات تفخيم الراء في لفظ الجلالة:
إذا سبقها حرف مفتوح الحركة، أو إذا كانت في بداية الكلمة، مثل: (وقُالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ). [النحل:51]
إذا سبقها حرف مضموم الحركة، مثل: (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ). [الهمزة:6]
إذا سبقها حرف ساكن وما قبله مفتوح، مثل: (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا). [الجن: 4]
إذا سبقها حرف ساكن وما قبله مضموم، مثل: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ). [نوح: 3]
حالات ترقيق اللام في لفظ الجلالة:
إذا سبقها حرف مكسور كسراً أصلياً، مثل: (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ). تفخيم وترقيق لام لفظ الجلاله. [الزمر: 46]
إذا سبقها سكونٌ عارض، مثل: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ). [الأنعام: 19]. إذا سبقها حرف ساكن، وما قبله مكسور، مثل: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ). [الزمر: 61]
تم الرد عليه
يونيو 29، 2021
بواسطة
Arwa_Tawfik
✭✭✭
( 98. 9ألف نقاط)
وتوصف اللام حال التفخيم بأنها مفخمة، أي: أنها تنطق بصفة التفخيم، ويقال لها: «اللام المفخمة» وبالمقابل فإنها تسمى مرققة حال الترقيق. وتسمى عند علماء القراءة في حال التفخيم مفخمة وتسمى هذه الصفة تفخيما. لكن بعض العلماء ذكر تفصيلا في التسمية وهو: أن اللام حال التفخيم تسمى: «اللام المغلظة»؛ تمييزا لها عن حروف الإستعلاء المجموعة في لفظ: «خص ضغط قظ» الموصوفة بالتفخيم في ذاتها، أما التفخيم في اللام فهو صفة عارضة فيسمى تغليظا لا تفخيما، وهذا من حيث التسمية، أما من حيث الحكم؛ فلا فرق بين تسمية ذلك تفخيما أو تغليظا، ومن ثم فقد سماه ابن الجزري في منظومة: « المقدمة الجزرية » فقال:
وفخم اللام من اسم الله عن فتح او ضم كعبد الله.