وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون.
- تعزيز التسامح الديني | الشرق الأوسط
- تعرف على معنى قوله تعالى: "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَة | مصراوى
- لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا | د. محمد العريفي - YouTube
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المائدة - الآية 48
- تاريخ الدولة العباسية - العصر العباسي الثاني | دار الفكر ناشرون وموزعون
تعزيز التسامح الديني | الشرق الأوسط
عانت مجتمعاتنا لزمن طويل من وجود تيارات تعصبية متشددة، تدعي احتكار الحقيقة الدينية، وتمارس وصايتها على الناس، وتسعى لإلغاء وإقصاء من خالفها. وتنطلق هذه التوجهات من سوء فهم للدين، أو سوء استغلال لعنوانه من أجل الهيمنة والتسلط على الآخرين. وقد عرقلت هذه التوجهات مسيرة التنمية في مجتمعاتنا، وكرّست حالة التخلف، بالتحفظ تجاه كل جديد، ومخالفة أي تطوير، والتشكيك في أي انفتاح على معطيات العلم وتجارب الحياة. تعرف على معنى قوله تعالى: "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَة | مصراوى. فقد حرّموا التعليم، خاصة تعليم البنات، وقاوموا أي مشاركة للمرأة في مجالات الحياة العامة، وحرّموا التصوير والابتعاث للدراسة في الخارج، ووسائل الإعلام كالتلفزيون وكل ألوان الفن والترفيه، بل حتى بعض وسائل المواصلات كالدراجات الهوائية. وفي غفلة من الزمن تغلغلت هذه التوجهات في مختلف المواقع، وامتلكت النفوذ والتأثير. وأسست لحالة الانقسام المجتمعي برفضها الاعتراف بالتنوع الديني والمذهبي والفكري، واتهامها سائر مكونات المجتمع بالكفر والشرك والابتداع والضلال. وسعت إلى حرمان الوطن من الاستفادة من طاقات وكفاءات بعض أبنائه، بالتشكيك في دينهم وولائهم، حيث كان هؤلاء المتعصبون يصنفون الناس حسب مسطرتهم، ويفصلّون الوطن على مقاسهم، فأنتج ذلك ردّات فعل سلبية في بعض أوساط تلك المكونات الاجتماعية، دفعتها للانكفاء والانغلاق، والشعور بالغبن والحرمان، مما أعطى الفرصة للمتربصين والمغرضين الأجانب أن يخترقوا أمن مجتمعاتنا ويثيروا فيها الفتن والاضطرابات.
تعرف على معنى قوله تعالى: &Quot;لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَة | مصراوى
وقال في مقطع آخر من المقابلة نفسها: (الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس السعودية، فالسعودية لديها المذهب السنّي والمذهب الشيعي، وفي المذهب السنّي توجد أربعة مذاهب، ولدى الشيعة مذاهب مختلفة كذلك، ويتم تمثيلها في عدد من الهيئات الشرعية، ولا يمكن لشخص الترويج لأحد هذه المذاهب ليجعله الطريقة الوحيدة لرؤية الدين في السعودية، وربما حدث ذلك أحياناً، سابقاً؛ بسبب أحداث قلتها لكم من قبل، خصوصاً في عقدَي الثمانينات والتسعينات، ومن ثم في أوائل القرن الحادي والعشرين، لكن اليوم نحن نضعها على المسار الصحيح). («الشرق الأوسط»، 3 مارس/ آذار 2022) إن هذا الخطاب وهذه المواقف هي مصدر فخر واعتزاز لأبناء الوطن، بل لأبناء الأمة، نسأل الله أن يوفق قيادة الوطن لتحقيق هذه التطلعات الحضارية الرائدة. إن من شأن بلادنا أن تكون في موقع الريادة للتسامح الديني، ذلك أن الدين الذي نزل به الوحي في ربوعها يؤسس لهذا التسامح ويبشر به. لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا | د. محمد العريفي - YouTube. وقد خطت بلادنا خطوات واثقة على هذا الطريق، فاهتمت بحوار أتباع الأديان، وأسست مركزاً عالمياً لهذه المهمة، كما تكثف الآن رابطة العالم الإسلامي نشاطها المؤثر على هذا الصعيد، بخطاب إنساني جديد، ينسجم مع عالمية الإسلام وحضارية مبادئه.
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا | د. محمد العريفي - Youtube
[ سورة آل عمران، الآية: 64] وهنا لا بد من التأكيد على أمرين: الأول: أن نتلاحم مع قيادة الوطن لإنجاح هذه المسيرة الرائدة على طريق التسامح الديني، وتجاوز آثار العهود السابقة، التي تحتاج إلى شيء من الوقت، والتحلي بالحكمة والصبر، فترسبات تلك الأفكار الظلامية لا تزول بين عشية وضحاها، كما لا تخلو المواقع والمراكز من وجود مَن لا يتجاوب مع توجهات الدولة فيمارس العنصرية والتمييز بين المواطنين لأغراض شخصية أو فئوية، لكن الأمل وطيد في جهود مؤسسات الرقابة والنزاهة، التي تدعمها الدولة بكل قوة وحزم، لكشف الفاسدين والعابثين بمصالح الوطن والمواطنين، في كل المواقع والمؤسسات الرسمية، وفي القطاع الخاص. فلا مكان في السعودية الجديدة للممارسات الطائفية، والتفرقة العنصرية، والتشكيك في أديان الناس وولاءاتهم. الثاني: إن علينا أن نرتقي بالخطاب الديني والثقافي في أوساطنا ليكون داعماً ومواكباً لهذا التوجه الوطني الريادي نحو التسامح الديني والاجتماعي، وألا نرضى بأي خطاب عنصري أو طائفي يتسلل إلى منابرنا وأجوائنا، فتراثنا السني والشيعي متأثر بأوضاع العصور والبيئات التي أنتجته، وفيه الغث والسمين والنافع والضار، فعلينا سنة وشيعة أن ننتقي من تراثنا ما يتوافق مع القيم الأساس في الدين، وما يعزز وحدة المجتمع والأمة، ويخدم مصلحتنا الحاضرة في حماية أمن واستقرار أوطاننا، وتنمية مجتمعاتنا، وألا نقبل بطرح ما يثير الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المائدة - الآية 48
والشرعة والشريعة: الماء الكثير من نهر أو واد. يقال: شريعة الفرات. وسميت الديانة شريعة على التشبيه ، لأن فيها شفاء النفوس وطهارتها. والعرب تشبه بالماء وأحواله كثيرا ، كما قدمناه في قوله تعالى لعلمه الذين يستنبطونه منهم في سورة النساء. والمنهاج: الطريق الواسع ، وهو هنا تخييل أريد به طريق القوم إلى الماء ، كقول قيس بن الخطيم: وأتبعت دلوي في السماح رشاءها فذكر الرشاء مجرد تخييل. ويصح أن يجعل له رديف في المشبه بأن تشبه العوائد المنتزعة من الشريعة أو دلائل التفريع عن الشريعة أو طرق فهمها ، بالمنهاج الموصل إلى الماء. فمنهاج المسلمين لا يخالف الاتصال بالإسلام ، فهو كمنهاج المهتدين إلى الماء ، ومنهاج غيرهم منحرف عن دينهم ، كما كانت اليهود قد جعلت عوائد مخالفة لشريعتهم ، فذلك كالمنهاج الموصل إلى غير المورود. لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا تفسير الميزان. وفي هذا الكلام إبهام أريد به تنبيه الفريقين إلى الفرق بين حاليهما وبالتأمل يظهر لهم. وقوله: ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة. الجعل: التقدير ، وإلا فإن الله أمر الناس أن يكونوا أمة واحدة على دين الإسلام ، ولكنه رتب نواميس وجبلات ، [ ص: 224] وسبب اهتداء فريق وضلال فريق ، وعلم ذلك بحسب ما خلق فيهم من الاستعداد المعبر عنه بالتوفيق أو الخذلان ، والميل أو الانصراف ، والعزم أو المكابرة.
يتناول فضيلة الشيخ تفسير قوله تعالى:
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ)
26
3
7, 415
التصنيف:
تاريخ ومكان الإلقاء:
محاضرة بتاريخ 16- 10-2016 - القدس
واستوعبت الخلافة من جانبها هذه الظاهرة، فحرصت على التوفيق بين نزعات الشعوب ومطالبِها السياسية والاقتصادية وبين مبدأ الوحدة. لكنها عجرت عن تحقيق التوازن بين القوة المركزية في بغداد، وبين القوى اللامركزية النامية في الأقاليم، مما أدَّى إلى قيام الدول الانفصالية. فظهرت في المشرق الدول الطاهرية، والصمّارية والسامانية، كما قامت في مصر الدولتان الطولونية والأخشيدية. تاريخ الدولة العباسية - العصر العباسي الثاني | دار الفكر ناشرون وموزعون. ثم حدث أن تأثر شمال إفريقية بالعامل المذهبي فقامت فيه الدولة العبيدية (الفاطمية). إزاء هذا الواقع لم يجد الخلفاء العباسيون مفراً من الاعتراف بهذا الأمر وأُتيح لكل شعب، في ظل هذا الواقع الجديد الذي ارتضاه، أن يبني مستقبله في إطار الحضارة الإسلامية، وأن يُشارك بطريقة أو بأخرى في بناء الدولة الإسلامية بقدر كفاءته. وفي هذا العصر الذي تغلبت فيه اللامركزية في شؤون الحكم، نجد اختلافاً سياسياً بين المشرق الإسلامي ومغربه. فبينما كانت الأقاليم الشرقية، أثناء تنمية اتجاهها العنصري الانفصالي، تحّرص على البقاء ضمن دائرة الخلافة، تكّن الاحترام لها، وتعترف بسلطانها الروحي، وتعمل جاهدة أن يكون قيامها بتأييد منها، لينهض ذلك دليلاً على وجود السيادة العباسية العُليا؛ اتجهت الدول الانفصالية فى المغرب نحو الانفصال التام مُستجيبة للمطالب العنصرية لأحزاب المعارضة.
تاريخ الدولة العباسية - العصر العباسي الثاني | دار الفكر ناشرون وموزعون
وأدَّى ازدياد أعمال السلب والنهب وانتشار اللصوصية إلى تخوف الطبقة الثانية (الوسطى) من القلاقل الاجتماعية، مما دفع أفرادها إلى مُساندة الحكام القادرين على ضمان الأمن الضروري لنشاطهم الاجتماعي والحفاظ على استقرارهم. وعندما اندلعت الثورة كانت الولايات الإقليمية لا تزال تحت إدارة الخلفاء المباشرة أو تحت إدارة ولاة مخلصين لهم. وتغير أثناء الثورة كل شيء. إذ فقدت فكرة جمع العالم الإسلامي تحت قيادة سياسية واحدة، أهميتها، وحلت محلها فكرة تحقيق المصالح الإقليمية للشعوب المختلفة التي انضوت تحت لواء الخلافة، بحيث يتلمس كل شعب شخصيته العنصرية الشعوبية، ويحاول أن يُنميها، وأن يرتفع إلى مستوى الانفصال، حتى جاء وقت حكمت فيه كل عنصرية نفسها بنفسها. وقد شجعت بعض الأطراف الداخلية هذا الاتجاه الشعوبي مثل المعارضة الطالبيين والمعارضة الخوارجية. ووقفت الخلافة عاجزة عن مقاومة هذا التيارات. لكن الخلافة باعتبارها نظاماً أساسياً، كان وجودها في نظر المسلمين عامة ضرورة دينية لاستمرار الوحدة الإسلامية العامة. ذلك أنها تُشكّل رمزاً يربط أجزاء العالم الإسلامي المختلفة، وأن الشعوب التي تمسكت بانفصالها السياسي لم تُفكر بالانفصال الديني عنها، باستثناء ما كان من أمر الخلافة الفاطمية التي لم تعترف أصلاً بحق العباسيين بالخلافة.
فعمدوا إلى زيادة الضرائب واشتطوا في جبايتها، حتى وقع الظلم على الناس، فراحوا يترقبون من يرفع عن كاهلهم هذا الظلم، ويصلح أوضاعهم الاقتصادية. حتى إذا وُجِد الرجل القوي في إحدى الولايات، استغل هذه الأوضاع السيئة ضارباً على وتر الحالة الاقتصادية والاجتماعية، فيلتف حوله الناس، ويعلن انفصاله. كانت حركة الزَّنْج التي قامت في عام (255 هجري)/(869 ميلادي)، المرحلة الحاسمة في تاريخ دولة الخلافة العباسية ، إذ أضحت القوى الانفصالية قوية جداً بحيث أدّت إلى تفككها. فقد انفصل شمالي إفريقية عن دولة الخلافة العباسية، منذ وقت طويل، وأثناء الحرب الطويلة مع الزنج، وبعدها بوقت قصير، انفصلت بلدان كثيرة أخرى عن جسم الخلافة، وأتاح الوضع الصعب الذي وجد فيه الخلفاء أنفسهم، الفرصة للقادة الطموحين لإقامة حكوماتهم الانفصالية في أنحاء مختلفة من الدولة. ويبدو أن نجاحهم توافق مع رغبات الطبقة التي وقع عليها الظلم في تلك البلدان بالإضافة إلى الطبقة الوسطى من الفلاحين والحرفيين والتجار والملاك. فالتطور الصناعي لم يتم بسرعة كافية لامتصاص اليد العاملة الوفيرة، وتراجعت الزراعة بسبب الحروب وأعمال اللصوصية، كما أن حركة الجهاد تراجعت كثيراً، ولم تعد مخرجاً للعاطلين عن العمل، وبالتالي تواجد في كل مكان الكثير من الشباب الذين انضموا إلى الحركات الانفصالية.