وهذا الهلاك نلاحظ فيه أمرين: الأول- أنه لم يأت بكارثة كونية مثل أقوام الانبياء قديما ولا بأيدي المؤمنين كما في غزوة بدر ولكنه جاء بيد قوم غير مسلمين وهم اليهود فهو من صنف التدافع والصراع الحادث بين الناس. الثاني-أنه لم يقض على الظالم عضويا أولا وإنما كشف زيفه فقضى عليه معنويا أولا ثم جاءه عذاب المرض ثم الموت أخيرا وهو في عمر صغير نسبيا (52 عاما) ليقضي عليه عضويا. ايات تتوعد الظالمين بالظالمين. وأخيرا فهذه الأيام نحن شهود على خطوة اتخذها ظالم آخر ستؤدي لهلاكه -إن شاء الله تعالى- وهي خطوة فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا والتي مهدت لانتقام التحالف الأمريكي الأوروبي منه، لأن هذا التحالف ما كان لينتقم من بوتين من أجل مسلمي الشيشان او القرم او سوريا وغيرهم من المسلمين ولكن كان لابد لبوتين أن يخطو خطوة غزو أوكرانيا لينتقم الغرب منه فتبرد قلوب مسلمي الشيشان وسوريا إن شاء الله عز وجل. وهكذا نرى عظمة الله العلي العظيم في إهلاك الظالمين بمشاركتهم بأيديهم في هذا الإهلاك وذلك من آيات ربوبيته المطلقة قال تعالى: " { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)} [سورة الأنعام]
5
1
443
ايات تتوعد الظالمين وهو
وأخيراً فاللعنة الإلهية على الظالمين دنيا وآخرة: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {18}) (هود)، ( وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ {44}) (الأعراف). الله مولانا، اللهم فرج كرب المظلومين، اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم.
والدليل أنهم كانوا ذوي مقصد شرير في خطوتهم التي أدت لهلاكهم هو قوله تعالى: { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)} [سورة الانعام] والشاهد هنا هو قوله تعالى " { بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ} " أي: "بل ظهر لهم حينئذ ما كانوا يخفون في أنفسهم من الكفر والتكذيب والمعاندة، وإن أنكروها ، في الدنيا ". أ. هـ(راجع تفسير ابن كثير لهذه الآية)، فهم كابروا وعاندوا وخطوتهم الأخيرة التي بدأ بها هلاكهم كانت عنادا واستكبارا ولم تكن أمرا عابرا غير مقصود كما قد يظن البعض. الوعيد الإلهي بإهلاك الظالمين. وإذا كانت هذه مشاهد من تاريخ بعيد فإن التاريخ القريب يسرد لنا مشاهد أخرى واضحة، فهناك زعيم يلقبونه تارة بالزعيم الخالد وتارة بالزعيم الملهم لكنه سلم قيادة الجيش لصديقه الحميم الذي لا يفقه شيئا فدمر الجيش وجعله لا يجيد حربا لا دفاعا ولا هجوما فجاءت إسرائيل فسحقته في ستة أيام في 5 يونيو 1967 فانتهت أسطورة الزعيم وسحقته أمراض السكر والضغط والقلب ليموت كمدا مهزوما بعد أن بطل سحره وكفر به الشعب في مظاهرات 1968 عندما خرج عمال المصانع بحلوان وطلاب جامعات القاهرة والإسكندرية يهنفون "لا صدقي ولا الغول عبد الناصر هو المسئول".
السؤال: ما حكم التسمي بأسماء الله مثل: "كريم"، و"عزيز" ونحوهما؟
الإجابة: التسمي بأسماء الله عز وجل يكون على وجهين:
الوجه الأول: وهو على قسمين:
لقسم الأول: أن يحلى بـ: "ال" ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله عز
وجل، كما لو سميت أحداً بالعزيز، والسيد، والحكيم وما أشبه ذلك فإن
هذا لا يسمى به غير الله لأن "ال" هذه تدل على لمح الأصل وهو المعنى
الذي تضمنه هذا الاسم. القسم الثاني: إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلى بـ: "ال"، فإنه لا
يسمى به، ولهذا غيَّر النبي صلى الله عليه وسلم كنية أبي الحكم التي
تكنى بها، لأن أصحابه يتحاكمون إليه فقال النبي عليه الصلاة والسلام:
" إن الله هو الحكم وإليه الحكم " ثم
كنَّاه بأكبر أولاده شريح، فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من
أسماء الله ملاحظاً بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع
لأن هذه التسمية تكون مطابقة تماماً لأسماء الله سبحانه وتعالى فإن
أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف لدلالتها على المعنى الذي تضمنه
الاسم. الوجه الثاني: أن يتسمى بالاسم غير محلى بـ: "ال" وليس المقصود به
معنى الصفة، فهذا لا بأس به، مثل: "حكيم"، ومن أسماء بعض الصحابة حكيم
بن حزام الذي قال له النبي عليه الصلاة والسلام: " لا تبع ما ليس عندك "، وهذا دليل على أنه
إذا لم يقصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا بأس به.
حكم التسمي بأسماء الله المختصه به
ثالثًا: حكم التسمي بـ(الرشيد)، الأولى المنع احتياطًا؛ اعتبارًا بمن عدَّه من أسماء الله، وله أن يسمي (رشيد) غير المحلى بـ(أل)، وقد توقف الشيخ الفوزان في حكم التسمي بـ(عبدالرشيد)؛ ينظر:
قال ابن عثيمين: (التسمي بأسماء الله عز وجل يكون على وجهين:
الوجه الأول: وهو على قسمين:
القسم الأول: أن يُحلَّى بـ"أل"، ففي هذه الحالة لا يُسمَّى به غير الله عز وجل، كما لو سميت أحدًا بالعزيز والسيد والحكيم، وما أشبه ذلك، فإن هذا لا يُسمَّى به غير الله؛ لأن "أل" هذه تدل على لمح الأصل، وهو المعنى الذي تضمنه هذا الاسم. القسم الثاني: إذا قُصد بالاسم معنى الصفة، وليس محلًى بـ"أل"، فإنه لا يسمى به، ولهذا غَيَّر النبي صلى الله عليه وسلم كُنْيَةَ أبي الحَكَم التي تَكَنَّى بها؛ لأن أصحابه يتحاكمون إليه؛ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إنَّ اللهَ الحَكَمُ، وإليه الحُكْم))، ثم كنَّاه بأكبر أولاده شُريح؛ فدلَّ ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من أسماء الله ملاحظًا بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم، فإنه يُمنع؛ لأن التسمية تكون مطابقة تمامًا لأسماء الله سبحانه وتعالى، فإن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف؛ لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم.
حكم التسمي بأسماء الله
حكم التسمي باسماء الله ينقسم الى قسمين ؟ اهلا بكم في مــوقــع الـصــاعــد، الموقع المتميز في حل جميع كتب المناهج الدراسية لجميع المستويات وللفصلين الدراسيين، فمن باب اهتمامنا لأبنائنا الطلاب لتوفير جميع مايفيدهم وينفعهم في تعليمهم، نقدم لكم حل سؤال: حكم التسمي باسماء الله ينقسم الى قسمين ؟ الاجابة هي كالتالي: جائز ومحرم
حكم التسمي بأسماء الله غير المختصة به
الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير. ثانيًا: ليس من أسماء الله تعالى (الرشيد)، على الراجح؛ لأنه لم يَرِدْ في القرآن ولا في السنة الصحيحة، وكما هو معلوم أن أسماء الله توقيفية، فلا يجوز أن يُسمَّى الله إلا بما سمى به نفسه أو سمَّاه به رسوله صلى الله عليه وسلم، واسم الرشيد لم يُذكر إلا في رواية الترمذي في عدِّ الأسماء، وهي رواية ضعَّفها علماء الحديث قديمًا وحديثًا، وحكموا عليها أنها مدرجة من قول الوليد بن مسلم أحد رواة الحديث، وممن حكم بضعفه شيخ الإسلام ابن تيمية. وجاء في فتح الباري بعد ذكره للأسماء التي وردت في القرآن ولم تَرِدْ في حديث الترمذي قال: (والأسماء التي تقابل هذه مما وقع في رواية الترمذي مما لم تقع في القرآن بصيغة الاسم، وهي سبعة وعشرون اسمًا: القابض الباسط، الخافض الرافع، المعز المذل، العَدْل الجليل، الباعث المحصي، المبدئ المعيد، المميت الواجد الماجد، المقدم المؤخر، الوالي ذو الجلال والإكرام، المقسط المغني، المانع الضار، النافع الباقي، الرشيد الصبور، فإذا اقتصر من رواية الترمذي على ما عدا هذه الأسماء، وأبدلت بالسبعة والعشرين التي ذكرتها خرج من ذلك تسعة وتسعون اسمًا، وكلها في القرآن واردة بصيغة الاسم)؛ [فتح الباري: (11/ 218)].
والله أعلم.
سهل - جميع الحقوق محفوظة © 2022