أما الرعب من الأمراض فاسمه باثوفوبيا، والكثير من الناس يخشى أمراضاً معينة (لكن ليس إلى درجة الرعب التام الفوبي)، خاصة المُهلِكة أو المؤلمة، غير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنبأنا أن كل مرض له علاج وإن لم نعرفه، ففي حديثٍ صحيح قال عليه الصلاة والسلام: «إنَّ اللهَ لم يُنزِلْ داءً إلَّا أنزَل معه دواءً، جهِله مَن جهِله وعلِمه مَن علِمه»، وهذا ما نراه كثيراً اليوم، ذلك أن بعض الأمراض التي أشغلت البشر في السابق صارت منسية اليوم، فمثلاً مرض الجدري كان وباءً كبيراً فَتَكَ بنصف مليار إنسان في القرن الماضي لوحده!
- حديث: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء
- ... وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ...! - د. حسن بن فهد الهويمل
- وما تخفي صدورهم أكبر - ملتقى الخطباء
- الإمارات - وما تُخفي صدورهم!' | MENAFN.COM
حديث: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء
6- وفي الحديث تحريض على طلب الأدوية للأمراض، وتشجيع على البحث العلمي والمختبري. 7- فالجهل الحاضر بدواء الوباء لا يعني عدم وجوده، ففي مسند أحمد من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، مرفوعاً: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا قَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ". 8- أفاد قوله صلى الله عليه وسلم: "فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ" أنه لا يجوز ممارسة الطب والعلاج إلا من عارف؛ فالجهل بأصول الطب يحصل معه مجاوزة الحد في الكيفية أو الكمية، فلا ينفع، بل ربما أحدث داء آخر. ما انزل الله من داء. 9- التداوي لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب، وكذلك تجنب المهلكات، والدعاء بطلب العافية ودفع المضار. المراجع أخرجه مسلم (2204).
وعندما ارتقى علم الطب، ووصل الناس إلى ما وصلوا إليه من علمه، عرف الناس مصداق هذا الحديث، وأنه على عمومه. وأصول الطب: تدبير الغذاء، بأن لا يأكل حتى تصدق الشهوة وينهضم الطعام السابق انهضاماً تاماً، ويتحرى الأنفع من الأغذية، وذلك بحسب حالة الأقطار والأشخاص والأحوال. ولا يمتلئ من الطعام امتلاء يضره مزاولته، والسعي في تهضيمه، بل الميزان قوله تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ} ويستعمل الحِمْية عن جميع المؤذيات في مقدارها، أو في ذاتها، أو في وقتها. ثم إن أمكن الاستفراغ، وحصل به المقصود، من دون مباشرة الأدوية: فهو الأولى والأنفع. فإن اضطر إلى الدواء: استعمله بمقدار. وينبغي أن لا يتولى ذلك إلا عارف وطبيب حاذق. واعلم أن طيب الهواء، ونظافة البدن والثياب، والبعد عن الروائح الخبيثة، خير عون على الصحة. وكذلك الرياضة المتوسطة. فإنها تقوي الأعضاء والأعصاب والأوتار، وتزيل الفضلات، وتهضم الأغذية الثقيلة، وتفاصيل الطب معروفة عند الأطباء. ولكن هذه الأصول التي ذكرناها يحتاج إليها كل أحد. وصحّ عنه صلى الله عليه وسلم "الشفاء في ثلاث: شَرْطة مِحْجَم، أو شربة عسل، أو كَيَّة بنار، وفي الحبة السوداء شفاء من كل داء".
العقلاء العالمون المجربون المحبون للسلام لا يتمنون لقاء العدو, ويسألون الله العافية, والسلامة. فما في الحرب، الباردة أو الساخنة، إلا الويل, والثبور, وعظائم الأمور. هذه الأماني لا تدوم؛ لأن هناك أشقياء لا يعيشون إلا في أتون الفتن. ثم إن هناك فتناً للابتلاء, والامتحان, والتمحيص:- {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}. {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ}. لقد فُتِنَت أمم, وعَلِمَ الله الصادقَ من الكاذب. وكم من رسول أوذي حتى يقول:- {مَتَى نَصْرُ اللّهِ}. ... وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ...! - د. حسن بن فهد الهويمل. الحياة مسرح للامتحان, والابتلاء. والصراع المستعر بين الحق الأبلج والباطل المتلجلج قائمٌ ما أقام عسيب. {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}. دولة مسالمة, تعطي, ولا تأخذ، تأسو, وتواسي, وتتألم, وتُبَلِّغ عن الله, وتستقيم على أمره.. تُصْلح, ولا تُفْسد.. وأناس أتقياء أزكياء:- {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} يُحارَبُون باللسان والسنان من جهلة, ومنحرفين, ومأجورين.
... وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ...! - د. حسن بن فهد الهويمل
فإخواننا في غزة محتاجون إلى نصرتنا بكل ما نستطيع، وأول ذلك الدعاء لهم، فهو سلاح المؤمنين القوي الفتاك. وما تخفي صدورهم اكبر. أتـهـزأ بالدعاء وتــزدريـه *** وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن *** لها أمـدٌ وللأمد انقضــاء
وإن مما يثلج الصدر ما قامت به بلادنا -أعزها الله- بتوجيه من قيادتها، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين جعله الله ذخرا للإسلام والمسلمين، من إغاثة عاجلة لإخواننا في غزة، متمثلة في الأدوية والأغذية، وفتح أبواب المستشفيات للجرحى والمرضى عبر جسر طبي جوي، نسأل الله أن لا يحرم القائمين عليه الأجر والمثوبة. علينا أن نحذر من خذلان إخواننا المظلومين المستضعفين، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: " مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَه ". اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد الفرد الصمد، أنت الواحد القهار القوي الكبير المتعال، نسألك اللهم يا مجري السحاب، يا منزل الكتاب، يا هازم الأحزاب، أن تهزم اليهود، وأن تردهم على أدبارهم صاغرين، اللهم زلزل الأرض من تحتهم، وألق الرعب في قلوبهم، واجعلهم وأموالهم غنيمةً للمسلمين.
وما تخفي صدورهم أكبر - ملتقى الخطباء
اللهم إنا نسألك أن تشدد وطأتك على يهود، وأن تفرق شملهم، وتشتت جمعهم، وأن تجعل دائرة السوء عليهم، اللهم باغتهم بجندٍ من عندك، اللهم إنا نسألك في هذه الساعة أن تزيل قوتهم، فأنت على كل شيء قدير. اللهم يا من رحمته وسعت كل شيء، أنت أرحم الراحمين وملاذ المستضعفين، ونصير المظلومين، نسألك اللهم أن تنجي المستضعفين من عبادك المؤمنين، اللهم أنج إخواننا المرابطين والمجاهدين والمستضعفين في غزة يا رب العالمين، اللهم ارحم موتاهم، وتقبلهم في الشهداء، اللهم اشف مرضاهم وأبرئ جرحاهم، اللهم أبدل خوفهم أمناً، واستضعافهم تمكيناً، اللهم عجل لهم بالنصر والتمكين يا رب العالمين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا...
هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على عبد الله ورسوله محمد، كما أمركم بذلك ربكم في كتابه المبين فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
الإمارات - وما تُخفي صدورهم!' | Menafn.Com
[ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ] رسوم مسيئة لشخص رسولنا الكريم ، إهانة للقرآن العظيم ، إضطهاد المستضعفين من المسلمين ، وتشوية مستمر لصور الإسلام. ما هي إلا تكملة لأحداث مسلسل إجرامي ولد منذ أن أشرقت الأرض بنور ربها وانتشر الإسلام ببعثة سيد ولد آدم - عليه السلام - محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم- فكان الناس على فريقين مسلم وكافر. توافدت الشعوب من مختلف بقاع الأرض لإعتناق هذا الدين القويم ، فاشتعلت نيران الغضب و الحقد في صدور أؤلئك الكفرة من اليهود والنصارى و أقسموا لنطفئن نور هذا الدين و لنطمسن كيانه. إعراب وما تخفي صدورهم أكبر. فكانت الحروب بمختلف أنواعها نتيجة ذاك الحقد والكبر.
إنه لا يخفى على ذوي العقول الهدف من الاستشهاد بالآية الكريمة، وتوظيفها في هذا المقام، يقول أحد المفسرين المعاصرين: "إن هذه الآية من الآيات التي تصور ازدواجية أهل النفاق عندما يطلب أحدهم حكم الشرع، فإنه يحتكم إليه مذعناً، إذا علم أن الحكم لصالحه، ويرفض الحكم إذا جاء بغير ما تهوى نفسه، أي إذا كانت الحكم لهم لا عليهم جاؤوا سامعين مطيعين، وإذا كانت الحكم عليهم أعرضوا ودعوا إلى غير الحق"! ختاماً؛ إن الحقد على الدولة والمجتمع والحكام عقيدة إخوانية، وقد انقلب السحر الإخونجي على الساحر، وانكشفت سوءاتهم للقاصي والداني "قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ"!