فمن دعا ربه بقلب حاضر، ودعاء مشروع، ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء، كأكل الحرام ونحوه، فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصاً إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء، وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية، والإيمان به، الموجب للاستجابة، فلهذا قال: (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة، ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة. • وقُرب الله تعالى هل هو مختص بالمؤمنين أو يعم غيرهم؟ بعض أهل السنة - وهو جمهورهم - من يجعل القُرب نوعان: القرب الأول: قرب عام. وهو قرب الله من جميع الخلائق جميعاً. كما قال تعالى (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ). وإذا سألك عبادي عني فإني قريب. والثاني: القرب الخاص. وهو قربه تعالى من المؤمنين بالإجابة والرعاية. كما قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ). وحديث ( … اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنما تدعون سميعاً بصيراً وإن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته). قال السعدي في تفسير (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) أي: قريب ممن دعاه دعاء مسألة، أو دعاء عبادة، يجيبه بإعطائه سؤاله، وقبول عبادته، وإثابته عليها، أجل الثواب.
- اني قريب اجيب دعوة المضطر
- اني قريب اجيب دعوة الداع
- اني قريب اجيب دعوة
- العلماء ومحن الحكام: 1- محنة سعيد بن المسيب – مجلة الوعي
- سعيد بن المسيب – شبكة أهل السنة والجماعة
- رحيل سعيد ابن المسيب سيد التابعين.. ما يقوله التراث الإسلامى- انفراد
- مدى صحة سئل ابن المسيب عن الرجل لا يجد ما ينفق على امرأته أيفرق بينهما؟
اني قريب اجيب دعوة المضطر
إنَّ أمر الدُّعاء معلوم من الدين بالضرورة، ولا يكاد - بحمد الله - يغفل عنه مسلم، لكنَّ أولئك الذين استشعروا معنى العبودية ومقامها لهم مع الدعاء شأنٌ آخَر، فهؤلاء شرَّفهم الله تعالى بإضافتِهم إليْه تعالى، يعرفون أنَّه - سبحانه - قريب مُجيب، وينظرون إلى الدعاء على أنَّه غايةٌ في حدِّ ذاته، قبل أن يكون وسيلةً يُنال بها مطلوب أو يدفع بها مكروه، وهذا المعنى الذي ذكره الرَّسول الكريم بقوله: ((الدُّعاء هو العبادة)). والعبادة غاية عظيمة، بِها يرجى الثواب من الله تعالى، ومن يَستحضر هذا المعنى لا يقع في المحْظور، الذي حذَّر منه الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله - كما في (الصَّحيحين) -: ((يُستجاب لأحدِكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي)). إنَّ الدُّعاء سلاح ذو فاعليَّة مؤثِّرة لا يملكه غير المسلمين، وهو سهام الليل التي لا تخطئ - بإذن الله تعالى - فالمسلمون حريُّون بأن يستعدوا للدُّعاء في رمضان كما يستعدُّون للصيام فيه، وأن يتوعَّدوا عدوَّهم بهذا الأمر، فيقولوا: موعدُنا رمضان شهر الدعاء، ذلك أنَّ للدعاء أوقاتًا خاصَّة تُرجى فيها الإجابة، وإن كان الوقت كله ظرفًا للدعاء، فاستغلال أوقات الإجابة من الفطنة.
اني قريب اجيب دعوة الداع
إِنْ لم تَر الهلاَلَ فسلِّمْ... لأُناسٍ رأوْه بالأبْصَار
وإذا تحققت أن الحقّ قريب منك كفاك لسانُ الحال عن طلب المقال ، وبالله التوفيق.
اني قريب اجيب دعوة
ثانياً: أن يهدأ ولا يُفسّق نفسه ولا يكفرها، بل يتيقن أنه مؤمن وهذه الوساوس لا تضره أبداً. ويتذكر أنّ غضبه وحزنه ومدافعته لهذه الأفكار إنّما هو صريح الإيمان، وأنّ هذه الوساوس غير مقصودة بل هي من الشيطان. ثالثاً: أن يعلم علماً يقينياً أنّه غير آثم، وغير مؤاخذ بهذه الأفكار لقوله تعالى: (لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها)(3). وجواباً على السؤال نقولُ إجمالاً ما نعتقدُ به:
إنّ الله في كلِّ مكان، ولا يخلو منه شيء. اني قريب اجيب دعوت الداعي. فإن قيل: لماذا يتوجه الإنسان بدعائه للأعلى نحو السماء؟
قُلنا: لأن الله سبحانه قال: (وفِي السّمَاء رَزقكم وَمَا تَدعون)(4). ولأنّ اللهَ تعالى شأنه عالٍ، والأعلى دائماً يدل على الرفعة والعلو في الشأن، كما هو غير خافٍ على أحد. فإن قيلَ: ما المقصود بأنّه في كلّ مكان؟
-قُلنا: أي إنّهُ تعالى عالم بكل مكان وما فيه، وهو ما عبرت عنه النصوص العقائدية بعدة تعبيرات، منها ما روي عن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في خطبته: " داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل، وخارج منها لا كشيء من شيء خارج "(5).
" هو في الأشياء على غير ممازجة خارج منها على غير مباينة "(6). ويقول (عليهِ السلام): "مع كلّ شيءٍ لا بمقارنة، وغير كلّ شيء لا بمزايلة".
يقول الحقّ جلّ جلاله: " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ". يقول الحقّ جلّ جلاله: في جواب رجل سأل: هل قريب ربنا فنناجيَه ، أو بعيد فنناديه؟ فنزل: { وإذا سألك عبادي عني}. فقل لهم: { إني قريب} إليهم من أرواحهم لأشباحهم ، ومن وَسْواس قلوبهم لقلوبهم ، عِلْماً وقدرة وإحاطة ، أجيب دعوة الداعي إذا دَعَانِ ، سرّاً أو جهراً ، ليلاً أو نهاراً ، على ما يليق بحاله في الوقت الذي نريد ، لا في الوقت الذي يريد ، { فليستجيبوا لي} إذا دعوتُهم للإيمان والطاعة ، أَسْلُك بهم طريق المعرفة ، { وليؤمنوا بي} إني قريب منهم فَيَسْتَحْيُوا مني ، حياءَ مَنْ يرى أني معه حيث كان ، { لعلهم يرشدون} إلى سلوك طريقتي ودوام محبتي. ص140 - كتاب تفسير ابن رجب الحنبلي - قوله تعالى وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون - المكتبة الشاملة. قال البيضاوي: اعلم أنه ، تعالى ، لما أمرهم بصوم الشهر ، ومراعاة العدة على القيام بوظائف التكبير والشكر ، عقَّبه بهذه الآية الدالّة على أنه خبير بأحوالهم ، سميع لأقوالهم مجيب لدعائهم ، مجازيهم على أعمالهم ، تأكيداً وحثّاً عليه. الإشارة: قُرْب الحقّ تعالى من عباده هو قرب المعاني من المحسوسات ، أو قرب الصفات من الذات ، أو الذات من الصفات ، فإذا تحقق المحو والاضمحلال ، وزال البَيْن ، وثبت الوصال ، لم يبقَ قرب ولا بعد ولا بَينٌ ولا انفصال.
قال: وكتب عمر بن عبد العزيز فيها: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا} وبه يأخذ سفيان. وأخرج محمد بن الحسن الشيباني في الحجة على أهل المدينة (ج3/ص466) أخبرنا ابن المبارك عن معمر بن راشد قال كتب عمر ابن عبد العزيز في الرجل يعجز عن نفقة امراته قال لا يفرق بينهما قال وكتب أيضاً {لا يكلف الله نفسا الا وسعها} قال وكان الزهري يقول ذلك. قلت ورواه عبد الزراق عن معمر في المصنف ط التأصيل الطبعة الأولى (ج6/ص58) قلت قوله (وبه يأخذ سفيان) يعني سفيان الثوري أخذ بقول عمر بن عبد العزيز وليس بقول سعيد بن المسيب كما في الأثر السابق وأخرجه سعيد بن في منصور السنن ت الأعظمي (ج2/ص82) نا سفيان - هو ابن عيينة -، نا هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، في الرجل يعجز عن نفقة امرأته، قال: ينفق عليها أو يفرق بينهما. وأخرجه يحيى الليثي في الموطأ ت الأعظمي (ج4/ص848) وأبو مصعب الزهري (ج1/ص 654) كلاهما عن مالك بن أنس أنه بلغه أن سعيد بن المسيب، كان يقول: إذا لم يجد الرجل ما ينفق على امرأته، فرق بينهما. قال مالك: وعلى ذلك، أدركت أهل العلم، ببلدنا. قلت أظن الذي أبلغه هو يحيى بن سعيد الأنصاري هذا والله أعلم
العلماء ومحن الحكام: 1- محنة سعيد بن المسيب – مجلة الوعي
ومرض سعيد، واشتد وجعه، فدخل عليه نافع بن جبير يزوره، فأغمى عليه، فقال نافع: وَجِّهوه، ففعلوا، فأفاق فقال: من أمركم أن تحولوا فراشي إلى القبلة.. أنافع؟ قال: نعم، قال له سعيد: لئن لم أكن على القبلة والملة والله لا ينفعني توجيهكم فراشي، ولما احتضر سعيد بن المسيب ترك مالاً، فقال: اللهم إنك تعلم أني لم أتركها إلا لأصون بها ديني، ومات سعيد سنة ثلاث أو أربع وتسعين من الهجرة، فرحمه الله رحمة واسعة. سوفا حبيب ماما سوفا حبيب ماما فتكات متميزة Fatakat 531873 القاهره – مصر
لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا سبحان الله و بحمده
سعيد بن المسيب – شبكة أهل السنة والجماعة
قال: تغير مقامك فإنك هو وحيث يراك هشام بن إسماعيل، قال: ما كنت لأغير مقاماً قمته منذ أربعين سنة، قال: تخرج معتمراً، قال: ما كنت لأنفق مالي وأجهد بدني في شيء ليس له فيه نية، قال: فما الثالثة? قال: تبايع، قال: أرأيت إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي? قال وكان أعمى، قال رجاء: فدعاه هشام إلى البيعة فأبى فكتب فيه إلى عبد الملك فكتب إليه عبد الملك: مالك ولسعيد ما كان علينا منه شيء نكرهه فأما إذ فعلت فاضربه ثلاثين سوطاً وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس لئلا يقتدي به الناس. فدعاه هشام فأبى وقال: لا أبايع لاثنين، قال: فضربه ثلاثين سوطاً وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس، قال رجاء: حدثني الأيليون الذين كانوا في الشرط بالمدينة، قالوا: علمنا أنه لا يلبس التبان طائعاً، قلنا: يا أبا محمد إنه القتل فاستر عورتك، قال: فلبسه، فلما ضرب قلنا له: إنا خدعناك، قال: يا معجلة أهل أيلة لولا أني ظننت أنه القتل ما لبسته. لفظ الحسن بن عبد العزيز. عن هشام بن زيد، قال: رأيت سعيد بن المسيب حين ضرب في تبان من شعر. عن قتادة، قال: أتيت سعيد بن المسيب وقد ألبس تبان شعر وأقيم في الشمس، فقلت لقائدي: أدنني منه فأدناني منه فجعلت أسأله خوفاً من أن يفوتني وهو يحييني حسبة والناس يتعجبون.
رحيل سعيد ابن المسيب سيد التابعين.. ما يقوله التراث الإسلامى- انفراد
وأخرجه الشافعي في مسنده (ص266) و سعيد بن منصور في السنن ت الأعظمي (ج2/ص82) و عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج6/ص58) و حرب الكرماني في مسائله ت فايز (ج2/ص646) من طريق الحميدي أربعتهم عن سفيان بن عيينة، عن [وعند الكرماني: حدثنا] أبي الزناد قال: سألت سعيد بن المسيب عن الرجل، لا يجد ما ينفق على امرأته، قال: يفرق بينهما. قال أبو الزناد: قلت: سنة؟ فقال سعيد: سنة. إسناده صحيح وأما ابن أبي شيبة فقال نا ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي الزناد به قال الشافعي رضي الله عنه: والذي يشبه قول سعيد: سنة، أن يكون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 2) يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب أخرجه عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج6/ص58) من طريق سفيان الثوري والبيهقي في السنن الكبرى ط العلمية (ج7/ص773) وفي الخلافيات ت النحال (ج6/ص480) من طريق حماد بن سلمة كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب قال: إذا لم يجد الرجل ما ينفق على امرأته، جبر على أن يفارقها [ولفظ البيهقي: يفرق بينهما]. إسناده صحيح ثم قال الثوري: ونحن لا نأخذ بهذا القول، هو بلاء ابتليت به فلتصبر. وأخرجه حرب الكرماني في مسائله ت فايز (ج2/ص647) حدثنا المسيب قال: ثنا ابن مبارك، عن سفيان - هو الثوري -، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: يفرق بينهما إذا لم يجد نفقة.
مدى صحة سئل ابن المسيب عن الرجل لا يجد ما ينفق على امرأته أيفرق بينهما؟
وأرى في هذه الحادثة تدعيماً لفرضية البحث القائلة بالتوظيف الديني لخدمة الغرض السياسي، في علاقة السلطة السياسية بالمثقف. وستتأكّد هذه الفرضية فيما يلي من تجارب العلماء والحكّام في الدولة العباسية. من كتاب " المثقف الموالي والمعارض للسلطة السياسية في العصرين الأموي والعباسي" يمكنكم الاطلاع عليه وتحميله من الرابط التالي: [1] – عبد العزيز البدري، الإسلام بين العلماء والحكّام، منشورات المكتبة العلمية، المدينة المنورة، دون تاريخ، ص 133 و 134. [2] – عبد العزيز البدري، نفس المصدر، ص 134. [3] – عبد العزيز البدري، الإسلام بين العلماء والحكّام، ص 134. [4] – عبد العزيز البدري، الإسلام بين العلماء والحكّام، ص 135 و 136. [5] – عبد العزيز البدري، نفس المصدر، ص 136. [6] – عبد العزيز البدري، الإسلام بين العلماء والحكّام، ص 137. [7] – عبد العزيز البدري، نفس المصدر، نفس الصفحة.
والله سبحانه وتعالى أعلم.