بَاعَ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنيَا
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [1]. تأمَّلْ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾. شرح حديث: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا. ثم انظر إلى حال كثير من الناس كيف باعوا دينهم بعرض من الدنيا، بل إن بعضهم يبيع دينه بدنيا غيره. ومهما كان ذلك الذي يتقاضاه ثمنًا لذلك فهو قليلٌ، بل أقلُ مِنَ القليلِ؛ وقد قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عن الدنيا بأسرها: ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾ [2]. ومِنْ عهدِ اللَّهِ تَعَالَى الذي أخذه على بعض عباده أن يُبَيِّنُوا دين الله لِلنَّاسِ وَلا يَكْتُمُونَهُ، كما قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾ [3].
يبيع دينه بعرض من الدنيا - هوامير البورصة السعودية
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بَادِرُوا بالأعمال فِتَنًا كَقِطَعِ الليل المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرجلُ مؤمنا ويُمْسِي كافرا، ويُمْسِي مؤمنا ويُصْبِحُ كافرا، يبيعُ دينه بِعَرَضٍ من الدنيا». [ صحيح. باع دينه بعرض من الدنيا. ] - [رواه مسلم. ] الشرح
ابتدروا وسارعوا إلى الأعمال الصالحة قبل ظهور العوائق، فإنه ستوجد فتن كقطع الليل المظلم، مدلهمة مظلمة، لا يرى فيها النور، ولا يدري الإنسان أين الحق، يصبح الإنسان مؤمنًا ويمسي كافرًا، والعياذ بالله، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بمتاع الدنيا، سواء أكان مالا، أو جاها، أو رئاسةً، أو نساءً، أو غير ذلك. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
السنهالية
الكردية
الهوسا
البرتغالية
السواحيلية
عرض الترجمات
شرح حديث: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا
وأنواع الردة كثيرة جدًا، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب الدنيا، حب الدنيا وإيثارها على الآخرة؛ لهذا قال: يبيع دينه بعرض من الدنيا ، وفي لفظ آخر: بادروا بالأعمال الصالحة، هل تنتظرون إلا فقرًا منسيًا أو غنى مطغيًا، أو موتًا مجهزًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفنّدًا، أو الدجال، فالدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر [2]. المؤمن يبادر بالأعمال، يحذر قد يبتلى بالموت العاجل، موت الفجاءة، قد يبتلى بمرض يفسد عليه قوته فلا يستطيع العمل، يبتلى بهرم، يبتلى بأشياء أخرى، على الإنسان أن يغتنم حياته وصحته وعقله بالأعمال الصالحات قبل أن يحال بينه وبين ذلك، تارة بأسباب يبتلى بها، من مرض وغيره، وتارة بالطمع في الدنيا، وحب الدنيا، وإيثارها على الآخرة، وتزيينها من أعداء الله، والدعاة إلى الكفر والضلال [3]. أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال ومخافة المؤمن أن يحبط عمله، برقم 169 لكن لفظه، (مؤمنًا) بدل (مسلمًا). أخرجه الترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في المبادرة بالعمل، برقم 2228. سؤال موجه لسماحته في حج عام 1415هـ، الشريط رقم 49/9. يبيع دينه بعرض من الدنيا - هوامير البورصة السعودية. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 25/ 107).
باع دينه بعرض من الدنيا
ومن ذلك أيضا: ما يحصل في المعاملات من الأمور المشتبهة التي هي واضحة في قلب الموقن مشتبهة في قلب الضال والعياذ بالله تجده يتعامل معاملة تبين أنها محرمة لكن لما على قلبه من رين الذنوب ـ نسأل الله العافية ـ يشتبه عليه الأمر فيزين له سوء عمله ويظنه حسنا وقد قال الله في هؤلاء: (( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)). يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل. فهؤلاء هم الأخسرون والعياذ بالله. إذن الفتن تكون من الشبهات وتكون أيضا من الشهوات بمعنى أن الإنسان عرف أن هذا حرام ولكن لأن نفسه تدعوه إليه فلا يبالي بل يفعل الحرام يعلم أن هذا واجب لكن نفسه تدعوه للكسل فيترك هذا الواجب هذه فتنة شهوة يعني فتنة إرادة. ومن ذلك أيضا ـ بل من أعظم ما يكون ـ فتنة شهوة الزنا أو اللواط والعياذ بالله وهذه من أضر ما يكون على هذه الأمة قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)), وقال: (( اتقوا النساء فإنما كانت فتنة بني إسرائيل في النساء)), ولدينا الآن في مجتمعنا من يدعوا إلى هذه الرذيلة والعياذ بالله بأساليب ملتوية يلتوون فيها بأسماء لا تمت إلى ما يقولون بصلة لكنها وسيلة إلى ما يريدون من تهتك لستر المرأة وخروجها من بيتها لتشارك الرجل في أعماله ويحصل بذلك الشر والبلاء ولكن نسأل الله أن يجعل كيدهم في نحورهم.
حديث بادروا بالأعمال الصالحة
جزاك الله خيرا وبارك فيك. 27-03-2021, 08:36 PM
المشاركه # 4
الشكر لكم على القراءة والمشاركة
واتفق معك يا هواميركو
هذا الحديث يحتاج تأمل وتدبر بكلماته ومعانيه
27-03-2021, 09:11 PM
المشاركه # 5
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 12, 467
مااكثرهم في هذا الزمن نسأل الله العافية.
شرح حديث: «يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا»
المؤمن يبادر بالأعمال، يحذر قد يبتلى بالموت العاجل، موت الفجأة، قد يبتلى بمرض يفسد عليه قوته، فلا يستطيع العمل، يبتلى بهرم، يبتلى بأشياء أخرى، على الإنسان أن يغتنم حياته وصحته وعقله، بالأعمال الصالحات، قبل أن يحال بينه وبين ذلك تارة بأسباب يبتلى بها، من مرض وغيره، وتارة بالطمع في الدنيا، وحب الدنيا، وإيثارها على الآخرة، وتزيينها من أعداء الله، والدعاة إلى الكفر والضلال [3]. أخرجه مسلم كتاب الإيمان، باب الحث على المبادرة بالأعمال برقم 118. أخرجه الترمذي في كتاب الزهد، باب ما جاء في المبادرة بالعمل برقم 2306. من أسئلة حج عام 1415 هـ، شريط 49/ 9. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 28/ 192).
• « وَيُمْسِي كَافِرا »: يحتمل كفر النعمة، ويحتمل الكفر الحقيقي. قال القرطبي مرجحا الكفر الحقيقي: "ولا إحالة ولا بعد في حمل هذا الحديث على ظاهره، لأن المحن والشدائد إذا توالت على القلوب أفسدتها بغلبتها عليها، وبما تؤثر فيها من القسوة و الغفلة التي هي سبب الشقوة". [المفهم (1/326)]. • « يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا »: جملة تعليلية لتحوله إلى الكفر، وعَرَض الدنيا ما يُعرض فيها وكل ما في الدنيا فهو عرض، وسمي بذلك لأنه يعرض ويزول إما أن تزول أنت قبله أو هو يزول قبلك، قال تعالى: { تُرِيْدُوْنَ عَرَضَ الدُّنْيَا}. فوائد الحديث: الفائدة الأولى: في الحديث الحث على العمل الصالح قبل قدوم ما يحجبها من الفتن، لأن الفتن إذا حلت فإنها تحول بين الإنسان والعمل الصالح، وإن بادر فيها قبل حلولها وأقبل على الله كان العمل الصالح حماية له منها. قال النووي: "معنى الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة، المتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر، ووصف صلى الله عليه وسلم نوعاً من شدائد تلك الفتن، وهو أن يمسي مؤمناً ثم يصبح كافراً أو عكسه، وهذا لعظم الفتن، ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب".
أي: ليس من شركائنا من يقدر على أن يفعل شيئًا من ذلك المذكور، من الخلق والرزق والإماتة والإحياء، فلما تعين اعترافهم وبخهم منكرًا عليهم بقوله: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}. والآيات بنحو هذا كثيرة جدًا. ولأجل ذلك ذكرنا في غير هذا الموضع: أن كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك
من هم المغضوب عليهم عند الله تعالى وادي
مصداقا لقوله سبحانه: { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25]. أي أنك وأنت تقرأ الفاتحة.. فأنك تستعيذ بالله أن تكون من الذين ضلوا.. ولكن الحق سبحانه وتعالى لم يأتِ هنا بالمضلين. من هم المغضوب عليهم عند الله تعالى وكالة الأنباء. نقول انك لكي تكون مضلا لابد أن تكون ضالا أولا.. فالاستعاذة من الضلال هنا تشمل الاثنين. لأنك مادمت قد استعذت من أن تكون ضالا فلن تكون مضلا أبدا. بقى أن نتكلم عن ختم فاتحة الكتاب. بقولنا آمين أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علمه جبريل عليه السلام أن يقول بعد قراءة الفاتحة آمين، فهي من كلام جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليست كلمة من القرآن. وكلمة آمين معناها استجب يا رب فيما دعوناك به من قولنا: { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} أي أن الدعاء هنا له شيء مطلوب تحقيقه. وآمين دعاء لتحقيق المطلوب.
من هم المغضوب عليهم عند الله تعالى والإيمان بالله
[ ص: 72] وقراءة الفاتحة مطلوبة في الصلاة بحيث لا تكمل الصلاة إلا بها بيد أنها فرض عند الشافعي لا تصح الصلاة إلا بها ، وكذلك عند الجمهور لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " ، ولذلك سميت الصلاة ، كما ذكرنا من قبل ، لأن الصلاة ملازمة لها ، ومن المجاز المرسل أن يسمى اللازم باسم الملزوم; ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما عرف أنه ترك قراءة الفاتحة. وعند أبي حنيفة رضي الله عنه الفاتحة واجبة ، والواجب عند الحنفية دون الفرض; لأن الفرض ما ثبت طلبه حتما بدليل قطعي لا شبهة فيه. والواجب ما ثبت طلبه الحتمي بدليل ظني فيه شبهة ، والفرض في الصلاة بالنسبة للقراءة قراءة ما تيسر من القرآن لقوله تعالى: فاقرءوا ما تيسر من القرآن ولذلك لو ترك الفاتحة وقرأ أي قدر من القرآن تصح صلاته ، وإن كانت غير كاملة; لأن الفاتحة تعينت للوجوب بدليل ظني فيه شبهة ، وهو حديث الآحاد.
(غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلَا الضَّآلِّينَ) أي: اهدنا ودلنا على الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم (غير) صراط (المغضوب عليهم) الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم و (لا) صراط (الضالين) الذين تركوا الحق على جهل وضلالة كالنصارى ونحوهم. • المغضوب عليهم: هم اليهود، والضالون: هم النصارى، كما في الحديث من قوله -صلى الله عليه وسلم- (اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون) رواه الترمذي. سؤال من هم القوم المغضوب عليهم عند الله تعالى - YouTube. • ينبغي على المسلم أن يحذر من سلوك طريق اليهود والنصارى، لأن الله حذر منهما، فيجب على المسلم أن يحذر كل الحذر. قال ابن تيمية رحمه الله: ولما أمرنا الله سبحانه وتعالى، أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، المغايرين للمغضوب عليهم وللضالين، كان ذلك مما يبين أن العبد يخاف عليه أن ينحرف إلى هذين الطريقين، وقد وقع ذلك كما أخبر به -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: لتسلكن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ وهو حديث صحيح. • ومن الأمور التي وقعت فيها ناس من هذه الأمة مشابهة لليهود والنصارى: كتم العلم، والبخل بالعلم والمال، وقسوة القلب (ولا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) وغيرها كثير.