وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور روحا من أمرنا يريد: ما أوحي إليه; لأن الخلق يحيون به في دينهم كما يحيى الجسد بالروح. فإن قلت: قد علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان يدري ما القرآن قبل نزوله [ ص: 423] عليه; فما معنى قوله: ولا الإيمان والأنبياء لا يجوز عليهم إذا عقلوا وتمكنوا من النظر والاستدلال أن يخطئهم الإيمان بالله وتوحيده، ويجب أن يكونوا معصومين من ارتكاب الكبائر ومن الصغائر التي فيها تنفير قبل المبعث وبعده، فكيف لا يعصمون من الكفر؟ قلت: الإيمان اسم يتناول أشياء: بعضها الطريق إليه العقل، وبعضها الطريق إليه السمع، فعنى به ما الطريق إليه السمع دون العقل; وذاك ما كان له فيه علم حتى كسبه بالوحي. ألا ترى أنه قد فسر الإيمان في قوله تعالى: وما كان الله ليضيع إيمانكم [البقرة: 143] بالصلاة; لأنها بعض ما يتناوله الإيمان. من نشاء من عبادنا من له لطف ومن لا لطف له، فلا هداية تجدي عليه. صراط الله بدل. {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا ). وقرئ (لتهدى) أي: يهديك الله.
- تحميل كتاب خطبة جمعة مكتوبة وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا pdf - مكتبة نور
- وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ | تفسير القرطبي | الشورى 52
- {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا )
- البنات زينة الحياة إلى
- البنات زينة الحياة الحلقة
تحميل كتاب خطبة جمعة مكتوبة وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا Pdf - مكتبة نور
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فيه أربع مسائل الأولى: قوله تعالى: {وكذلك أوحينا إليك} أي وكالذي أوحينا إلى الأنبياء من قبلك أوحينا إليك {روحا} أي نبوة؛ قاله ابن عباس. الحسن وقتادة: رحمة من عندنا. السدي: وحيا. الكلبي: كتابا. الربيع: هو جبريل. الضحاك: هو القرآن. وهو قول مالك بن دينار. وسماه روحا لأن فيه حياة من موت الجهل. وجعله من أمره بمعنى أنزل كما شاء على من يشاء من النظم المعجز والتأليف المعجب. ويمكن أن يحمل قوله: {ويسألونك عن الروح} [الإسراء: 85] على القرآن أيضا {قل الروح من أمر ربي} [الإسراء: 85] أي يسألونك من أين لك هذا القرآن، قل إنه من أمر الله أنزل علي معجزا؛ ذكره القشيري. تحميل كتاب خطبة جمعة مكتوبة وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا pdf - مكتبة نور. وكان مالك بن دينار يقول: يا أهل القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض. الثانية: قوله تعالى: {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان} أي لم تكن تعرف الطريق إلى الإيمان. وظاهر هذا يدل على أنه ما كان قبل الإيحاء متصفا بالإيمان.
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ | تفسير القرطبي | الشورى 52
{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} * { صِرَاطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ أَلاَ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلأُمُورُ} يعني تعالى ذكره بقوله: { وكَذلكَ أوْحَيْنا إلَيْكَ رُوحاً مِنْ أمْرِنا} وكما كنا نوحي في سائر رسلنا، كذلك أوحينا إليك يا محمد هذا القرآن، روحاً من أمرنا: يقول: وحياً ورحمة من أمرنا. واختلف أهل التأويل في معنى الروح في هذا الموضع، فقال بعضهم: عنى به الرحمة. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن في قوله: { رُوحاً مِنْ أمْرِنا} قال: رحمة من أمرنا. وقال آخرون: معناه: وحياً من أمرنا. ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: { وكَذلكَ أوْحَيْنا إلَيْكَ رُوحاً مِنْ أمْرِنا} قال: وحياً من أمرنا. وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ | تفسير القرطبي | الشورى 52. وقد بيَّنا معنى الروح فيما مضى بذكر اختلاف أهل التأويل فيها بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا )
ومن علم مقامه صلى الله عليه وسلم وصدق بأنه الحبيب الذي كان نبينا وآدم بين الماء والطين لم يستبعد ذلك فتأمل. ( ولكن جعلناه) أي الروح الذي أوحيناه إليك وقال ابن عطية: الضمير للكتاب ، وقيل: للإيمان ورجح بالقرب ، وقيل: للكتاب والأيمان ووحد لأن مقصدهما واحد فهو نظير ( والله ورسوله أحق أن يرضوه). ( نورا) عظيما ( نهدي به من نشاء هدايته ( من عبادنا) وهو الذي يصرف اختياره نحو الاهتداء به والجملة إما مستأنفة أو صفة ( نورا) وقوله تعالى: ( وأنك لتهدي) تقرير لهدايته وبيان لكيفيتها ، ومفعول ( لتهدي) محذوف ثقة بغاية الظهور، أي وإنك لتهدي بذلك النور من تشاء هدايته ( إلى صراط مستقيم) هو الإسلام وسائر الشرائع والأحكام وقرأ ابن السمقيع ( لَتُهْدِي) بضم التاء وكسر الدال من أهدى وقرأ حوشب ( لتهدي) مبنيا للمفعول أي ليهديك الله وقرئ لتدعو. ا نتهى كلام الشيخ الألوسي في تفسير هذه الآية. - وقال الشيخ أحمد أبو سليم رضي الله عنه: ( أوحينا إليك روحاً من أمرنا) أي العطاء والأنوار – ( ما كنت تدرى) أي أنك تدرى الكتاب ما هنا ليست نافية أي أنك تدرى الإيمان لأن النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قديم بقدم الله. والدليل على ذلك قوله تعالى " ولكن جعلناه نورا" فالنور الذي أعطيه رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هو الروح ووحي الروح إليه لم يكن بواسطة فقول الحق " ولكن " أي أنَّ هذا النور من أمر الله سبحانه وتعالى وقال أيضاً " نهدي به من نشاء من عبادنا " وهذه الهداية هي بهذا النور والعطاء المحمدي الذي أُعطيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأكد سبحانه بقوله " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم " أي بالعطاء والنور الذي أوحينا إليك به.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول: تدعو إلى دين مستقيم. يقول جلّ ثناؤه: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم, وهو الإسلام, طريق الله الذي دعا إليه عباده.
والتقدير: ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ثم هديناك بالكتاب ابتداء وعرفناك به الإيمان وهَدَيت به النّاس ثانياً فاهتدى به من شِئنا هدايته ، أي وبقي على الضلال من لم نشأ له الاهتداء ، كقوله تعالى: { يضلّ به كثيراً ويهدي به كثيراً} [ البقرة: 26]. وشبه الكتاب بالنّور لمناسبة الهَدي به لأن الإيمان والهُدى والعلم تشبَّه بالنور ، والضلال والجهل والكفر تشبه بالظلمة ، قال تعالى: { يخرجهم من الظلمات إلى النّور} [ البقرة: 257]. وإذا كان السائر في الطريق في ظلمة ضل عن الطريق فإذا استنار له اهتدى إلى الطريق ، فالنّور وسيلة الاهتداء ولكن إنما يَهتدي به من لا يكون له حائل دون الاهتداء وإلا لم تنفعه وسيلة الاهتداء ولذلك قال تعالى: { نهدي به من نشاء من عبادنا} ، أي نَخلُق بسببه الهداية في نفوس الذين أعددناهم للهُدى من عبادنا. فالهداية هنا هداية خاصة وهي خلق الإيمان في القلب.
رعاية البنات زينة الحياة - عالم حواء
توجد مشكلة في الاتصال بالانترنت. بِسْم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله وفقني الله اليوم لسماع محاضرة جدا رائعة للشيخ الدكتور خالد بن عبد الرحمن الشايع بعنوان ( رعاية البنات في ضوء الكتاب والسنة) ولجمالها وفائدتها أحببت ان تشاركوني حبيبات سماعها وهذا الرابط
البنات زينة الحياة إلى
في هذا السياق جاء قوله تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ ([11]) فالآية بصدد التذكير بأنَّ ما يتزيَّن به الإنسان من المال والبنين - كونها من أسباب القوة والمنعة - إنَّما هي كذلك في الحياة الدنيا، فأمدُها ينقطع بانقطاع الدنيا، لذلك ينبغي له أن يحرص على ما يبقى وهو عملُ الصالحات فهي: ﴿خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾. منشأ ذكر البنين دون البنات:
وممَّا ذكرناه يتَّضح منشأ ذكر البنين في المقام دون البنات، فإنَّ الآية بصدد بيان ما به يتزيَّن الإنسانُ من أسباب القوَّة والاقتدار والمنعة، وذلك إنَّما هو للمال والبنين، ولعلَّه لذلك قدَّم المال على البنين وذلك لأنَّه أبلغ في تحصيل هذه الغاية من البنين وليس لأنَّ الإنسان يُفضِّل المال على البنين. وبه يتبيَّن أنَّ ذكْر البنين في المقام دون البنات نشأ عن أنَّ الشأن الذي كانت الآيةُ بصدده إنَّما يُناسب البنين دون البنات وذلك لا يُعبِّر عن التفضيل أو الإقرار لِما عليه الثقافة الجاهليَّة من الرغبة في البنين دون البنات.
البنات زينة الحياة الحلقة
هل البنات نعمة أم نقمة؟
قال: الآن، وبعد هذا الشرح والتوضبح والتلميح والتصريح عن الأولاد الذكور، وعن الإختلاف والخلاف بينهما، نأتي إلى دور البنات فما عندك منهن؟. قلت: ليس عندي بنات والحمد لله، ولا أدري إن كانت هذه نعمة أم نقمة من الله تعالى، لأنني سمعت البعض يقول أنها نعمة أنعمها الله عليك، والبعض الآخر يقول أنها نقمة من نقمات الله عليك. قال: قد أخالف البعض حين أقول لا بل هي على الأرجح نقمة وليست نعمة. البنات زينة الحياة الحلقة. إبنتك هي التي من صلبك فقط
قلت: لكن الله كان قد عوضني بثلاث من البنات هن زوجات أولادي، فأنا أعتبرهن مثل بناتي تماماً. قال: لا تتوهم كثيراً، ولا تشطح بي بعيداً، فعليك أن تعلم إذا كنت لا تعلم، بأن إبنتك هي إبنتك التي هي من صلبك فقط. قلت: ولماذا هذا التجني على زوجات الأولاد؟ فقد تكون زوجة الإبن كالبنت تماماً لا بل أفضل منها إن أرادت هي ذلك. لم أكن يوماً من الأيام سلطة على أولادي
قال: لاحظ أنك أنهيت كلامك يأن قلت: إن هي أرادت، وهذا مستحيل، فزوجة الإبن قد تحترم والد زوجها، لكنها لن تحنّ عليه، لأن البنت لا تحنّ إلا على أبيها. قلت: تحن زوجة الإبن على أبيها فهمتها، أما ما لا أفهمه منك فلماذا لا تحن على حماها؟.
وخلاصة القول: إنَّ قوله تعالى:﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ ليس مسوقاً لإفادة أنَّ الإنسان مفطورٌ على حبِّ المال والبنين والرغبة فيهم حتى يُقال: ولماذا لم يذكر البنات؟! بل إنَّ الآية مسوقةٌ لإفادة أنَّ المال والبنين وإنْ كانا من أسباب القوة والمنعة التي يتزيَّن بها الإنسان ويتباها بها أمام الناس إلا أنَّ ذلك ليس له بقاء، فالصالحاتُ هي الباقيات، وأمَّا المال والبنون فإلى زوال. فالآية لا تُقرِّر ما عليه النزعة الجاهليَّة من الرغبة في البنين دون البنات وإنَّما تُذكِّر بأنَّ ما يتباها به الإنسان مِن مظاهر القوَّة والمنعة ليس له بقاء ودوام.