إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا كما جاء في تفسير السعدي وكما جاء عن الإمام الطبري، وتحدثنا عن سبب نزول هذه الآية الكريمة، وتحدَّثنا أيضًا عن الأخوة الإنسانية ونبذ العنصرية في الإسلام.
- فوائد من آية (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا) - موضوع
- تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى}
- ما تفسير قول الله تعالي: "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"
- تفسير وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ - إسلام ويب - مركز الفتوى
- المقصود بقوله تعالى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
- وصايا لقمان الحكيم لابنه عن المرأه
- بحث عن وصايا لقمان الحكيم لابنه
- وصايا لقمان الحكيم لابنه
- من وصايا لقمان الحكيم يابني
- وصايا لقمان الحكيم كاملة
فوائد من آية (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا) - موضوع
أو أن المراد الجنس؛ أي: إن بني آدم خُلِقوا كلُّهم من ذكر وأنثى. وهذا هو الغالب، وهو الأكثر. وإلا فإن الله خلق آدم من غير أم ولا أب، خلَقَه من تراب، من طين، من صلصال كالفخار، ثم نفخ فيه من روحه، خلق له روحًا فنفخها فيه، فصار بشرًا سويًّا. وخلق الله حواءَ من أبٍ بلا أم. وخلق الله عيسى من أمٍّ بلا أب. وخلق الله سائر البشر من أمٍّ وأب. والإنسان أيضًا كما أنه أربعة أنواع من جهة مادة خلقه، كذلك هو أربعة أنواع من جهة جنس الخلق، يقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49، 50]. هذه أيضًا أربعة أقسام:
﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا ﴾ [الشورى: 49]؛ أي: بلا ذكور، يعني يوجد بعض الناس يولَد له الإناث، ولا يولد له ذكور أبدًا، كلُّ نسلِه إناث. تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى}. ﴿ وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾ [الشورى: 49] فيكون كل نسله ذكورًا بلا إناث. ﴿ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ﴾ [الشورى: 50] يزوجهم يعني يصنفهم؛ لأن الزوج يعني الصنف، كما قال تعالى: ﴿ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴾ [ص: 58]؛ يعني أصناف، وقال: ﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ﴾ [الصافات: 22]؛ أي أصنافهم وأشكالهم، يزوجهم يعني يصنفهم ذكرانًا وإناثًا، هذه ثلاثة أقسام.
تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى}
فنزلت المبادئ التشريعية الإسلامية التي هدفت إلى محو العبيد وتجارة الرقيق. وقد كانت فاشية في الجاهلية في منطقة الجزيرة العربية، ومن بين هذه المبادئ كفارة اليمين، والظهار، والقتل الخطأ. هذه المبادئ التي حرص عليها الإسلام في التطبيق على المسلمين كان لها أثر كبير عندما طبقت في المدينة المنورة. حيث كان يتعايش كلاً من المسلمين مع اليهوديين بناءًا على مبدأ أداء الحقوق والواجبات، وكذلك حدث التصالح بين الدولة الإسلامية مع مسحيين نجران. قام الإسلام بكسب الصحابة العظام على مبدأ الولاء للعقيدة الدينية، وتخلص من كل فارق مبني على اللون أو الأصل. فوائد من آية (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا) - موضوع. فترى راية الإسلام جامعة تحت جناحيها كلًا من سلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي كل هؤلاء مع العرب والقرشيين من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. قد يهمك أيضًا: تفسير سورة الهمزة للاطفال
هكذا نكون تناولنا معلومات كثيرة عن سورة الحجرات، وفهمنا المقصود من وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. وتعرفنا على التفسير وأسباب نزول هذه الآية، وأخيرًا أوضحنا موقف الإسلام من العنصرية والتعصب.
ما تفسير قول الله تعالي: &Quot;وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا&Quot;
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
فوائد من آية: ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)
قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ، [١] هذه الآية واضحة المعاني، وفيها منهاج حياة وسعادة البشرية والأمم، وفيها الكثير من الفوائد، ومنها ما يأتي:
التواضع من عَلِم أصل نشأته، وأن أباه مخلوق من طين، وأن كل الناس مخلوقون من نفس الأم والأب، وعرف ذلك حقّ المعرفة؛ فحينها سيتواضع ولا يتكبر على مخلوقات الله. نبذ العنصرية بيّن الله -تعالى- أن الاختلاف بين بني آدم إنما هو من أجل التعارف، ومهما تعددت آراء المفسرين في المقصود من قوله -تعالى-: (لِتَعَارَفُوا)؛ فالمقصد الأساسي واحد، وهو أنّه لا فرق في الأنساب والأحساب عند الله، وأن الله لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أشكالنا بل إلى التقوى التي محلها القلب. السباق الوحيد والتمايز الحقيقي هو بما عند الله لا بسواه من أراد أن يكون الأسبق والأفضل والأكرم فلينظر إلى الحياة الدائمة الباقية الخالدة، وليتميّز بتقواه لله كي يكون من المفلحين الفائزين، فلا شرف للمرء بنسبه ولا بحسبه، فهو أمر لم يكسبه بكدّ يده ولا بعرق جبينه، والشرف الحقيقي هو في تقواه لله والعمل لما عنده من نعيم وجزاء.
تفسير وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ - إسلام ويب - مركز الفتوى
ثمَّ تتحدث الآية الكريمة عن ميزان التفاضل بين الناس، فأكرم الناس عند الله سبحانه وتعالى هم أكثرهم تقوى، والتقوى في الإسلام هي أن يؤدي المسلم فرائضه ويجتنب النواهي والمعاصي، وليس ميزان التفاضل بين الخلق كثرة العشيرة وعراقة النسب، والله تعالى عليم بالمتقين من الناس وعليم بأكثر الناس كرمًا، وهو الذي لا تخفى عليه خافية في هذه الحياة الدنيا، والله تعالى أعلم. [2]
سبب نزول آية وجعلْناكم شعوْبا وقباْئل لتعاْرفوا
جاء في سبب نزول آية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا عن الإمام ابن الجوزي في كتابه زاد المسير ما يأتي: "أن النبي -صلَّى الله عليه وسلّم- يوم فتح مكة أمرَ بلال -رضي الله عنه- أنْ يصعد على ظهر الكعبة ويؤذن، فلما صعد بلال -رضي الله عنه- ليرفع الأذان على ظهر الكعبة، في البلد الذي طُرِدَ منه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وشاء الله -جلَّ وعلا- أن يعود إليه رسوله عليه الصَّلاة والسَّلام؛ لينشر فيه أنوار التوحيد والإيمان، فقام بلال -رضي الله عنه- ليرفع الأذان على ظهر الكعبة، فقال الحارث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذناً؟! فنزل قول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، والله تعالى أعلم.
المقصود بقوله تعالى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
وآدم خلق من تراب ، ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم ، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان ". ثم قال: لا نعرفه عن حذيفة إلا من هذا الوجه. حديث آخر: قال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا يحيى بن زكريا القطان ، حدثنا موسى بن عبيدة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال: طاف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم فتح مكة على ناقته القصواء يستلم الأركان بمحجن في يده ، فما وجد لها مناخا في المسجد حتى نزل – صلى الله عليه وسلم – على أيدي الرجال ، فخرج بها إلى بطن المسيل فأنيخت. ثم إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خطبهم على راحلته ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل ثم قال: " يا أيها الناس ، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعظمها بآبائها ، فالناس رجلان: رجل بر تقي كريم على الله ، وفاجر شقي هين على الله. إن الله يقول: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) ثم قال: " أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ". هكذا رواه عبد بن حميد ، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ، عن موسى بن عبيدة ، به. حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، عن علي بن رباح ، عن عقبة بن عامر; أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد ، كلكم بنو آدم طف الصاع لم يملأه ، ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين وتقوى ، وكفى بالرجل أن يكون بذيا بخيلا فاحشا ".
قرَّب الإسلام وجمع بين الناس من مختلف الأعراق والأجناس، فكان من خيرة الصحابة الكرام صحابة من الأحباش ومن الروم، مثل: بلاب الحبشي وصهيب الرومي والصحابي سلمان الفارسي من بلاد فارس وغيرهم. حرَّر الدين الإسلامي الإنسان من العبودية ومن كل الفوارق الطبقية التي كانت قائمة في زمن الجاهلية، وسن التشريعات التي أزالت العبودية والرق، فجعل كفارة اليمين وكفارة القتل العمد عتق رقبة في سبيل محاربة الرق والعبودية.
من وصايا لقمان الحكيم لابنه (التوسط في الأمور)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
من وصايا لقمان الحكيم لابنه أن يتوسط في أموره وأحواله ، قال تعالى فيما حكاه عنه وهو يخاطب ابنه: ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 19]. وقد جاء في التنزيل المبارك الأمر بالتوسط في أكثر من آية، قال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 110]، وقال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29]، وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ [الفرقان: 67]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ارْبَعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، إنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ » [1].
وصايا لقمان الحكيم لابنه عن المرأه
وصايا لقمان الحكيم عليه السلام لابنه: (مراقبة الله، وإقامة الصلاة)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
الوصية الثالثة: فمن وصايا لقمان الحكيم لابنه: مراقبة اللَّه تعالى:
قوله تعالى: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16]. في هذه الآية من الفوائد:
1- ينبغي للواعظ والناصح أن يكون في موعظته ما يشعر بالإشفاق على المنصوح، فإن قوله: يا بني ليس تصغير احتقار وإنما هو تصغير إشفاق. من وصايا لقمان الحكيم لابنه (مراقبة الله، وإقامة الصلاة). 2- أن الموعظة لا تكون موعظة حقًّا حتى تشتمل على بيان عظمة الله وسعة علمه وبالغ قدرته، وهكذا كانت دعوة الأنبياء لأقوامهم، قال نوح عليه الصلاة والسلام لقومه: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ [نوح: 13 - 16]. وقد اشتمل القرآن أول ما نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تذكيره بعظمته تعالى؛ فقال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5]، وتعظيم الخالق في نفوس الخلق هو أول ما يجب على من دعا إلى الله، وبذلك أمر الله نبيه، فقال: ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾ [المدثر: 3]، ولذلك تجد هذا المعنى في جميع قصص الأنبياء مع قومهم، ومن هنا يعلم الخطأ الكبير الذي يقع فيه بعض خطباء الجمعة الذين تخلو خطبهم من الموعظة، وإنما هي دروس علمية، ومسائل فقهية.
بحث عن وصايا لقمان الحكيم لابنه
وقد جاء ذلك في الآية رقم "23" من سورة الجاثية، ومن هنا يتضح لنا أن؛
على الوالدين واجب تجاه الأبناء، وهذا الواجب يتمثل في غرس العقيدة والتوحيد بالله،
ودائمًا القيام بتوجيههم إلى ضرورة محبة خالقهم عز وجل ونبيه الكريم، وضرورة غرس حب الله في قلوبهم حتى يكون أكبر حب في حياتهم، وأن يؤمنوا بكل الرُسُل والملائكة، فالإيمان بالله هو أكبر دافع لعمل الخير والبعد عن الشر. ونجد أن؛ مؤخرًا هناك أدعاءات كثيرة تنكر وجود الله والعياذ بالله، ولكن إذا تم تربية الأبناء على توحيد الله منذ الصغر لن يتعثروا في مثل هذه الأمور، ولابد من لجوئهم إلى الله وحده لتحقيق كل ما يتمنون.
وصايا لقمان الحكيم لابنه
5- أن شكر الشاكر يعود نفعه عليه وينال به أفضل الجزاء؛ قال تعالى: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144]، وقال تعالى ممتنًّا على نبيه لوط عليه السلام: ﴿ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ﴾ [القمر: 35]. 6- كذلك الكافر فإنما يعود ضرره عليه، ولا يضر الله شيئًا؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 177]. 7- أن الله تعالى غني لا تنفعه طاعة الطائع، ولا تضره معصية العاصي، قال تعالى: ﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُم ﴾ [الزمر: 7]. من وصايا لقمان الحكيم يابني. 8- أن من تقرب إلى الله تعالى ولو بشيء يسير، فإنه لا يضيع عند الله؛ لأنه سبحانه وتعالى حميد، فأربح التجارات هي التجارة معه تعالى، قال تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ﴾ [المزمل: 20].
من وصايا لقمان الحكيم يابني
وهذه الوصية يحتاج فعلًا الأبناء في هذا الزمان أن يذكَّروا بها، ولاسيما أن هذه الأجهزة الحديثة وما فيها من سموم وشرور وبلاء مستطير وفساد عريض وأضرار فادحة إذا ذكِّر الابن بهذا الجانب ردعه عن كثير من المشاهدات السيئة والمناظر المحرمة والسماع المحرم إلى غير ذلك.
وصايا لقمان الحكيم كاملة
9- ما أرحمك يا رب وما أحلمك وما أكرمك، فشرك الوالدين وكفرهما وعصيانهما لربهما؛ بل حتى مع اجتهادهما وشدة حرصهما على ولدهما أن يشرك بالله تعالى ولا يؤمن به ويعصيه ولا يطيعه، مع هذا كله أمر بالإحسان إليهما ومصاحبتهما بالمعروف ولم يقل: وإن جاهداك على أن تشرك بي فعقهما؛ بل قال: «فلا تطعهما». 10- قوله تعالى: ﴿ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [لقمان: 15]. من وصايا لقمان الحكيم لابنه (الصبر على الأذى في سبيل الله). بيان واضح أن كل من أشرك بالله تعالى أن فعله ليس على علم بل على جهل وضلال، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 117]. وقد تحدى الله تعالى جميع الخلق أن يأتوا ببرهان على شركهم، قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الأحقاف: 4]. 11- في قوله تعالى: ﴿ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾ [لقمان: 15] حث على اتباع سبيل المؤمنين المنيبين إلى الله والاقتداء بهم ومصاحبتهم، قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم لما ذكر الأنبياء قال: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، وكما أمر باتباع سبيل المؤمنين حذر من اتباع سبيل غيرهم فقال: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].
[4] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص866). [5] صحيح مسلم برقم (1510) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [6] صحيح البخاري برقم (5534)، وصحيح مسلم برقم (2628) واللفظ له. [7] برقم (2378)، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (1/ 633) برقم (927). [8] صحيح البخاري برقم 6408، وصحيح مسلم برقم 2689.