ولذلك كان النهي عن قتل النفس من أهم الوصايا التي أوصى بها الإسلام أتباعه في هذه الآيات الجامعة. وهذه هي الوصية التاسعة. والنفس هنا الذات كقوله تعالى: { ولا تقتلوا أنفسكم} [ النساء: 29] وقوله: { أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً} [ المائدة: 32] وقوله: { وما تدري نفس بأي أرض تموت} [ لقمان: 34]. وتطلق النفس على الروح الإنساني وهي النفس الناطقة. والقتل: الإماتة بفعل فاعل ، أي إزالة الحياة عن الذات. وقوله: { حرم الله} حُذف العائد من الصلة إلى الموصول لأنه ضمير منصوب بفعل الصلة وحذفه كثير. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق - صحيفة الأيام البحرينية. والتقدير: حرمها الله. وعلق التحريم بعين النفس ، والمقصود تحريم قتلها. ووصفت النفس بالموصول والصلة بمقتضى كون تحريم قتلها مشهوراً من قبللِ هذا النهي ، إما لأنه تقرر من قبلُ بآيات أخرى نَزلت قبل هذه الآية وقبلَ آية الأنعام حكماً مفرقاً وجمعت الأحكام في هذه الآية وآية الأنعام ، وإما لتنزيل الصلة منزلة المعلوم لأنها مما لا ينبغي جهله فيكون تعريضاً بأهل الجاهلية الذين كانوا يستخفون بقتل النفس بأنهم جهلوا ما كان عليهم أن يعلموه ، تنويهاً بهذا الحكم. وذلك أن النظر في خلق هذا العالم يهدي العقول إلى أن الله أوجد الإنسان ليعمرُ به الأرض ، كما قال تعالى: { هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها} [ هود: 61] ، فالإقدام على إتلاف نفس هدم لما أراد الله بناءه ، على أنه قد تواتر وشاع بين الأمم في سائر العصور والشرائع من عهد آدم صون النفوس من الاعتداء عليها بالإعدام ، فبذلك وصفت بأنها التي حرم الله ، أي عُرفت بمضمون هذه الصلة.
إعراب قوله تعالى: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد الآية 33 سورة الإسراء
وقوله تعالى] ( فلا يسرف في القتل) قالوا معناه فلا يسرف الولي في قتل القاتل بأن يمثل به أو يقتص من غير القاتل وقوله ( إنه كان منصورا) أي أن الولي منصور على القاتل شرعا وغالبا قدرا
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق - صحيفة الأيام البحرينية
ومنها الرغبة في الحصول على المال بأي طريقة كانت، فكم من حوادث قتل واختطاف واقتحام لبيوت المسلمين كل ذلك من أجل المال! روى الترمذي في سُنَنِه من حديث عياض بن حمار أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ)). ومنها استعمال الخمور والمخدِّرات، فكم من أعراض قد انتُهِكَتْ! وكم من دماء قد سُفِكَتْ! وكم من أرحامٍ قد قُطِعَتْ بسببها! وصدق اللَّه إذ يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90]. ومنها قلة الخوف من اللَّه، فإن تقوى اللَّه تبعث على فعل الطاعات، وترك المعاصي؛ كبيرة كانت أو صغيرة، فكيف بالقتل وهو من أعظم الذنوب عند اللَّه؟! إعراب قوله تعالى: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد الآية 33 سورة الإسراء. قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأنعام: 15]، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ))، وذكر منها: «وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ».
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق (خطبة)
والمعاهَد من له عهد مع المسلمين؛ سواء أكان بعقد جزية، أو هدنة من سلطان، أو أمان مسلم. قال ابن القيم: هذه عقوبة قاتل عدوِّ اللَّه إذا كان معاهَدًا في عهد وأمان، فكيف بعقوبة قاتل عبده المؤمن؟! وإذا كانت امرأة قد دخلت النار في هِرَّة حبَسَتْها حتى ماتَتْ جوعًا وعطشًا فرآها النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النار والهِرَّةُ تخدشها في وجهها وصَدْرها، فكيف بعقوبة من حبس مؤمنًا حتى مات بغير جُرْم؟! ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق (خطبة). وفي سنن النسائي من حديث عبداللَّه بن عمرو رضي اللهُ عنهما أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ))، وروى البخاري في صحيحه من حديث عبداللَّه بن عمر رضي اللهُ عنهما أنه قال: ((إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الْأُمُورِ الَّتِي لَا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ)). أيها المسلمون، لقد كثُرتْ حوادث القتل في وقتنا المعاصر للأسف، وقد حذَّر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَه من ذلك غاية التحذير؛ فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي بكرة أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: ((إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ))، وروى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)).
قائمة بأكثر القراء إستماعاً المزيد من القراء
119214
726253
77867
687543
72038
655825
74977
647491
67747
631833
59261
605962
استمع بالقراءات
الآية رقم ( 259) من سورة البقرة برواية:
جميع الحقوق محفوظة لموقع ن للقرآن وعلومه ( 2022 - 2005)
اتفاقية الخدمة
وثيقة الخصوصية
ادعاء بغير فهم
ويدعي أصحاب هذا الرأي كذلك بأن قتل الجاني سيضيف إلى المقتول مقتولاً آخر بدلاً من محاولة إصلاحه، وينسى أصحاب هذا الرأي إمكانية تشجيع هذا الشهوات للراغبين في القتل من تحقيق رغباتهم دون هيبة من الإقبال على اقتراف مثل هذه الجريمة المنكرة، ومن الغريب أن غالبية الدول الغربية التي ألغت عقوبة الإعدام بدواعي الشفقة قد عادت إلى تطبيقها ولو في حالات محددة نتيجة لانتشار الجريمة خاصة جرائم القتل مع الترصد. والأصل في القضاء التوثق من اقتراف الجريمة قبل المجازاة على اقترافها وعدم الأخذ بالشبهة واتخاذها سبباً للإدانة؛ لأن ظلم البريء ليس بالأمر الهين في معيار الله.
10:54 PM December, 15 2021 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن -السودان مكتبتى رابط مختصر * يخطط د. حمدوك لتشكيل حكومة قِوامها تكنوقراط لا منتمين سياسياً.. بحيث تكون حكومة مقبولة لدى الشارع السوداني، وتدعمها الأحزاب ذات ثقل سياسي واسع، وكلمة نافذة.. * إن هذا بمثابة تشكيل حكومة من الغول والعنقاء والخِّل الوفي.. وذلك في عِداد التخطيط للحصول على ما لا يمكن الحصول عليه واقعياً.. لما رأيت بني الزمان وما بهم - صفي الدين الحلي - الديوان. وأظهرت بدايات محاولات حمدوك رفض التكنوقراط الشرفاء قبول تكليفه إياهم للعمل معه في حكومة (بِتْ إنقلاب عسكري)، تحتقرها الغالبية الغالبة من الشعب السوداني.. ما نََفَّر عنها شرفاء التكنوقراط المهمومين بهموم هذا الشعب المكلوم.. * عرض د.
لما رأيت بني الزمان وما بهم - صفي الدين الحلي - الديوان
بسم الله الرحمن الرحيم الغول والعنقاء والخل الوفي!!
(أمنا الغولة)! ✬ (أمنا الغولة) و(أبو رجل مسلوخة) هما أكثر تيمتي إرعاب لأطفال مصر وبعض دول الوطن العربي؛ ووصف)أمنا الغولة( لا يبتعد كثيرًا عن وصف (الغول)؛ فهي جنية أو امرأة شيطانية تغير شكلها، وتخطف الأطفال غير المطيعين وتأكلهم.. «لماذا غير المطيعين بالذات! ؟»؟ لا شك أن (أمنا الغولة) تمتلك معايير أخلاقية رغم كل شيء، أو أن الخطف يتم بالترتيب مع أمهات الأطفال، أو ربما تكون الأم نفسها هي (الغولة).. حسنًا الاحتمال الأخير يفسر تسمية (أمنا الغولة) جدًا! ✬ على جانب آخر، صوَّرت الحكايات الشعبية غير الموجهة للأطفال (أمنا الغولة) على أنها امرأة شيطانية شريرة تخطف الرضَّع وتلتهمهم، ونسجوا حولها خرافة الأرملة التي مات جميع أطفالها، العقيم التي حرمت من الأطفال، أو العانس التي حرمت من الزواج حتى، فتحولت إلى شيطانة تخطف أطفال الآخريات وغالبًا تلتهمهم. طوَّر بعض مرضى النفوس من الريفيين والبدو الخرافة، ليطلقوا اسم (أمنا الغولة) على العوانس والأرامل الثكالى، ويجعلون فيهن صفات العين الحسود والشر الكامن!! ✮ (الغول) و(الأوجر Ogre) ✮
✬ (الأوجر) هو كائن أسطوري فرنسي الأصل انتشر بدوره في الفولكلور العالمي. ويوصف بأنه كائن ضخم الجسد عرضًا وارتفاعًا، له رأس أضخم من اللازم، مُشعِر بغزارة، بشرته ملونة غالبًا، لديه نهم وحشي للأكل، وقوة بدنية تغنيه عن أي قوى خيالية.