الخطبة الأولى:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في كتاب ربنا علاجٌ لكل قضية من قضايانا, نزل الكتاب قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا, لكننا لا نزال نقرأه غضًّا طريًّا, كأنما نزل اليوم, يبيِّن المحجة, ويرسم الطريق للعزة, ويفضح الأعداء, ويكشف المكر. وقفة اليوم مع آية ملئت حِكمًا وتشريعًا ووعظًا, إنها نداء من رب العزة, لنبي الأمة, أن يوجه الأمةَ توجيهًا متى ما ارتسم وحُقِّق فالأمة إلى خير. وقفة مع آية - ملتقى أحبة القرآن. هذه الآية تتحدث عن قضية تتجدد في كل عصر, ولكنها في حقيقة الأمر من أقدم القضايا في الصراع بين أهل الخير والشرّ, بل لست أبالغ بأنها وُجِدَتْ منذ عهد أبينا آدم -عليه السلام-, والشيطان يسعى في الإفساد من خلالها, تلكم قضية الحجاب, التي قال عنها ربنا: ( يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا)[الأعراف: 27]. لن أطيل في التقديم فنحن إلى العيش مع آي كتابه أحوج ما نكون, فإلى وقفات مع قوله تعالى في تلك السورة التي مُلِئَتْ بأحكام الحجاب والنساء, والعفة والصيانة, سورةِ الأحزاب ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الأحزاب: 59].
- وقفة مع آية - YouTube
- وقفة سريعة مع آية بديعة - ملتقى الخطباء
- وقفة مع آية - ملتقى أحبة القرآن
- حكم قطع صلة الأم الظالمة لابنتها - إسلام ويب - مركز الفتوى
وقفة مع آية - Youtube
You currently have 0 posts. 15-10-2011, 03:13 PM
# 2
رقم العضوية: 787
تاريخ التسجيل: Sep 2011
أخر زيارة: 24-02-2012 (09:44 PM)
1, 873 [
التقييم: 22
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة
رد: //وقــفــة مــع آيــة //
18-10-2011, 06:49 PM
# 6
المراقبة العامة
براءة
رقم العضوية: 531
تاريخ التسجيل: Jul 2011
أخر زيارة: 05-03-2021 (09:46 AM)
13, 490 [
التقييم: 4592
SMS ~
لوني المفضل: Royalblue
تم شكره 50 مرة في 48 مشاركة
رد: //وقــفــة مــع آيــة //
وقفة سريعة مع آية بديعة - ملتقى الخطباء
قال تعالى: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]. قال ابن رجب [1] - رحمه الله تعالى -: هذه الآية كانت تشتد على الخائفين العارفين، فإنها تقتضي أن من العباد مَن يبدو له عند لقاء الله تعالى ما لم يكن يحتسب، مثل أن يكون غافلاً عما بين يديه، معرضًا عنه، غير مُلتفت إليه، ولا يحتسب له، فإذا كشف الغطاء عايَن تلك الأهوال الفظيعة، فبدا له ما لم يكن في حسابه [2]. ولهذا قال عمر - رضي الله عنه -: (لو أن لي مُلك الأرض، لافتديت من هوْل المطلع) [3]. وقال بعض السلف: كم موقف خزي يوم القيامة لم يخطر على بالك قط، ونظير هذا قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 22]. حال السلف مع هذه الآية:
قال ابن عُيينة: لَمَّا حضرت محمد بن المنكدر الوفاة [4] ، جزِع، فدعوا له أبا حازم، فجاء، فقال له ابن المنكدر: إن الله يقول: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]، فأخاف أن يبدوَ لي من الله ما لم أكن أحتسِب، فجعلا يبكيان جميعًا [5]. وقفة سريعة مع آية بديعة - ملتقى الخطباء. وقال الفضيل بن عياض [6] أخبرت عن سليمان التيمي [7] أنه قيل له: أنت، أنت ومن مثلك؟ فقال: لا تقولوا هذا، لا أدري ما يبدو لي من الله، سمعت الله يقول: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47] [8].
وقفة مع آية - ملتقى أحبة القرآن
[183] من حكم الصيام: الإعانة والتدريب على تقوى الله تعالى ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. [183] تعاهد نفسك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ولو متفرقة؛ لأن ذلك ضرورة لصلاح القلب ونماء التقوى فيه، ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. [183] ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ أي: كي تحذروا المعاصي؛ فإن الصوم يكسر الشهوة التي هي أمها، قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. [البخاري 5066، وِجَاءٌ: حماية]. [183] ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ إنْ لم يَزِدْ صيامك في تُقاك، فإنما هو إنهاك لِقواك. [183] ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ غاية الصوم التقوى، فالتقوى تستيقظ في القلوب الصائمة طاعة لله وإيثارًا لرضاه وتحرس القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، والمخاطبون بالقرآن يعلمون مقام التقوى عند الله فهي غاية تتطلع لها أرواحهم والصوم من أدواتها وطريق موصل إليها.
فأي حقد يصبه علينا أعداء ديننا، ونحن نراهم يتقاسمون الأدوار فيما بينهم وبأموالنا، ووقودهم شبابنا ونساؤنا، وقبل ذلك ديننا، كل منهم قد علم دوره جيداً فأتقنه وبلّغهº فأصبحنا أمة أحبت إشاعة الفاحشةº فأي عذاب ينتظر الجميع؟! * الوقفة الخامسة:
هذه الآية إن كانت تهديداً ووعيداً لمن أحب إشاعة الفاحشةº فهناك حديث صحيح يبين لنا عقوبات نشر الفاحشة إذا شاعتº فعن عبد الله بن عمر قال: أقبل علينا رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «يا معشر المهاجرين! خمس إذا ابتُليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخِذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا الزكاة إلا مُنعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمُطَروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم»(1). وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يُعزَف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير»(2).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
[183] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ وفي ذلك تشريف لهم بوصفهم بالإيمان، كما أن في ذلك توطئة لأمرهم بالصيام، وتهيئة نفوسهم لتقبل هذه الأحكام. [183] ناداهم بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ، ولم يقل: (قل يا أيها الذين آمنوا) ؛ لأنه سبحانه ناداهم مباشرة لا بالواسطة؛ لأهمية ما ناداهم إليه. [183] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ تنشيط لهذه الأمة بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة التي اختصصتم بها. [183] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ هذه الأمة امتداد للمؤمنين من الأمم السابقة, وأخوتنا لهم ثابتة بموجب هذه الآية. [183] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾ استنبط منها بعض العلماء محبة الله لهذه الفريضة، وإلا لما شرعها في جميع الأمم.
صعب ان تقدم أم على ظلم ابنائها ولكن يحدث ويكون اصعب انواع الظلم واشدهم قسوه ويحم عليها بالغيبة
ولايجوز ظلم الام لابنها لان الشرع لم يبح الظلم لأي أحد وكماقال الله تعالى في الحديث القدسي
"يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا"
حكم قطع صلة الأم الظالمة لابنتها - إسلام ويب - مركز الفتوى
فكرت في الانتحار كثيرًا، لولا خوفي من الله رب العالمين، أدعو الله عز وجل ألَّا تكون هذه المرأة أمي، وأن تكون امرأة أخرى، فأنا ما أريدها أن تكون لي أمًّا، فهل هذا الدعاء حرام؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والصلاة والسلام على رسول الله، عليه أفضل الصلاة والسلام؛ أما بعد:
فكما ذكرتِ أختي الفاضلة في رسالتكِ من أن والدتكِ قاسية، وتتعامل معكم بعنفٍ، ومن غير رحمة. الأم هي الحِضنُ الدافئ والأمان، وكل الحنان والرحمة، وفي منزلكم افتقار لهذا الإحساس، ولكن ما باليد حيلة في تغيير الأم، لكن باليد حيلة في تغيير حياتكِ يا أختي الفاضلة؛ فنحن مَن نرسم حياتنا، ونخرج من ظروفها السيئة للنور، وحدنا مَن نستطيع تغيرها للأفضل إذا أردنا فقط. حكم قطع صلة الأم الظالمة لابنتها - إسلام ويب - مركز الفتوى. إرادتنا وإصرارنا هو الذي يغير حياتنا للأفضل؛ فخذي قرارًا بأنكِ تريدين التغيير، والخروج من هذه الأجواء، واصنعي أجواء خاصة بكِ وبإخوتكِ، كلها مرح وبهجة. والدتكِ سوف ترفض في البداية، لكن إصرارك سوف يغيِّر الأمر بكل تأكيد، اشرحي لها بلطف أن أسلوبها خاطئ، وسوف ينفر الجميع منها، قولي لها: إنكِ سوف تلبين كل طلباتها كما هو الآن، ولكنكِ تتمنين منها الرحمة والحب. وبالنسبة للخاطب المتقدم، فأنتِ لم تذكري سبب رفضكِ له، وإذا لم يكن سببًا جوهريًّا، فأعطي نفسكِ فرصة للتعرف عليه، ولا تستسلمي للأفكار السلبية واليائسة، واصنعي لنفسكِ عالمًا مختلفًا يليق بكِ.
والله أعلم.