ومنها أمر الصلاح والفساد في الأرض، وهو أهمُّها وأعظمها؛ ليتفاوت الناس في مَدارج الارتقاء، ويسموا إلى مراتب الزلفى، فتتميز أفراد هذا النوع في كل أنحاء الحياة حتى يعدَّ الواحد بألف؛ ليَميز الله الخبيث من الطيب. قال ربيع: فافهم - أخي القارئ - هذا الكلام الذي جادت به قريحة هذا العالِم الفذِّ، وتدبَّره؛ فإنه في غاية الأهمية، وهو كافٍ بحول الله لاستيعاب الحكمة الربانية من هذه الخلافات التي كانت وما زالت وستظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. الإختلاف بالرأي لا يفسد للود قضيه. ولشيخ الإسلام ابن تيمية القدح المُعلَّى في هذا الباب؛ لذلك أرى من المفيد أن أختم مقالتي ببعض أقواله ومواقفه التي تستحِقُّ أن تدرس في المجامع والمحافل والمُناسبات، وللأمانة فقد ذكرها الشيخ الفاضل الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد في كتابه الرائع "ومضات" (ص 264، 265):
• إن ابن تيمية غالبًا ما يدعو لمخالفيه كما في قوله: "والله هو المسؤول أن يؤلِّف بين قلوبنا وقلوبكم، ويُصلح ذات بينِنا، ويهدينا سبل السلام، ويُخرجنا من الظلمات إلى النور، والمقصود الأكبر إنما هو إصلاح ذات بينكم وتأليف قلوبكم ". • لما أراد السلطان الناصر في زمن ابن تيمية حمله على الموافقة على قتْل مَن عارضَه وخالفه من القضاة، واستفتى ابن تيمية في ذلك فقال له: "إذا قتلتَ هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم"، فقال له: إنهم قد آذوك، وأرادوا قتلك مرارًا!
الخلاف في الرأي لا يُفسد للوّد قضية – Jahmih
وقوع الاختلاف بين الناس أمرٌ ضروريٌّ لا بد منه لتفاوت أغراضِهم وأفهامهم وقوى إدراكهم، ولكن المذموم بغْيُ بعضهم على بعض وعدوانه؛ كما يقول ابن القيم في " إعلام الموقعين ". يقول الشيخ ابن بيه: "وقد انتشر الاختلاف في الأمة أفقيًّا وعموديًّا في كل الفئات وعلى مختلف المستويات، تعدَّدت أسبابه وتنوَّعت ألوانه واستُعلمت فيه كل الوسائل من تكفير وتفسيق وتبديع وتشويه وتسفيه وما شئت من مصدر على وزن تفعيل. قال تعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ﴾ [هود: 118، 119] أي: "ولا يزال الخلْف بين الناس في أديانهم واعتقادات مِلَلِهم ونِحَلهم ومذاهبهم وآرائهم، إلا المرحومين من أتباع الرسل، الذين تمسَّكوا بما أمروا به من دين"؛ [ابن كثير].
صحيفة الأيام
إن احترام الرأي الآخر ومحاولة الوصول إلى حلول وسطية من شأنه أن يرفع قيمة النقاش ويحقق الأهداف التي تؤدي إلى تطوير جوانب كثيرة في المجتمع، وحيث أن مجتمعاتنا العربية والإسلامية بحاجة ماسة لغربلة الكثير من الأفكار المسمومة والمطروحة في ساحاتها الفكرية، والتي تسعى لتلويث الفكر الإسلامي السمح.
الإختلاف بالرأي لا يفسد للود قضيه
أم راشد، ربة بيت، تقول: عندما تكون الأرضية الفكرية والاجتماعية والثقافية مختلفة، يكون النقاش سبباً في خلافات كبيرة، وهذا ما يحدث بين كثير من الناس، خاصة في العلاقات الزوجية، التي عادة ما ينتمي طرفاها إلي بيئات مختلفة، وبالتالي يكون بينهما اختلاف في وجهات النظر، وتصبح معظم حواراتهما هي بداية لنشوب خلافات، ومع تكرار الخلافات التي سببتها الحوارات السلبية بين الزوجين، يتحاشى أحدهما أو كلاهما الدخول في حوار مع الآخر، ومن هنا تفقد العلاقة الزوجية لغة الحوار. ويؤسفني أن أقول إنني من الذين يعانون الخرس الزوجي، بسبب عدم وجود لغة تفاهم مع زوجي، ولكني لم أستسلم لهذا الخرس إلا عندما تأكدت أنه من المستحيل أن ينشأ حوار بيننا من دون أن ينقلب إلى خلاف ومشكلة كبيرة.
صحة الرأي تحكمه ظروفه:
ولكن هذا ليس شرط أو قاعدة في كل نقاش، فقد يكون هناك أكثر من رأي وكل رأي من هذه الآراء صحيح ومنطقي مع إنها قد تكون متضادة ومتضاربة في الوقت نفسه وتفسير ذلك هو أن هذا الرأي المعين قد ينفع لظرف وموقف معين ولا ينفع ويصح لموقف وظرف آخر، وهكذا فإن النظر إلى المسألة الواحدة قد يكون من زوايا وجوانب متعددة وكلها صحيحة ومنطقية، سواء كانت متفقة مع بعضها أو متضادة ومتضاربة، والذي يحكم صحتها وصوابها هو الظرف أو الزمان أو المكان أو غير ذلك من العوامل المختلفة. رأي الفرد مرآة نفسه:
إن رأي الشخص ووجهة نظره حول أمرٍ ما تعكس شخصية الفرد وعقليته ومستوى وعيه وثقافته وحتى روحه ونفسيته، فعن الإمام علي (ع) أنه قال: (اللسان ترجمان الجنان). إن مسألة أن يكون لكل منا وجهة نظره أو رأيه في حقيقة الأمر مسألة مهمة ودقيقة جداً، ولابد منها في كل نقاش وحوار، أما أن يكون الإنسان على الحياد دون أي رأي يذكر، فإنها حالة سلبية تماماً وتدل على ضعف شخصية الفرد، بحيث أنه لا يستطيع أن يكّون لنفسه رأياً خاصاً به يعبر به عما يختلج في أعماق نفسه وما يختزن في عقله من أفكار وآراء وخبرة. فالمشاركة في النقاش مع الآخرين وطرح الشخص رأياً معيناً حينها، هو أمر مهم وضروري جدا إذ من شأنه أن ينمي شخصية الفرد ويرتقي به إلى ما هو أفضل.
لكن لماذا الواقع يقول العكس! الجمله حقيقية تماماً, لكن المشكلة عند الناس, هذه القيمة مشوهه عندهم, لذلك رغم اختلاف الواقع فهذا لا يشكك في صحة المقوله. لأن الناس تفكر بقلبها بدل عقلها
المشكلة بالناس وطريقة تفكيرهم كما اجاب سبيريتشوال وماسنجر مان
قال أمير المؤمنين الإمام علي عليه الصلاة والسلام: "لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه "
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ. أسْتَغْفِرُ اللهَ وَأتُوبُ إلَيْهِ
اللهم اني عبدك الضعيف - الطير الأبابيل
22022016 يالطيف ارحم عبدك الضعيف ياجليل ارحم عبدك الذليل. نشر عبر فيس بوك. لا تنسوا الاشتراك في الصفحة والقناة حتي يصل لكم كل جديد وتعملوا لايك وشير وتكتبوا كمنت. يغطي علي التبعات وتغفرها لي ولا أطالب بها إنك ذو من قديم وصفح عظيم.
شرح دعاء " اللهم إني أسألك من الخير كله: عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم. اللهم إني " - الكلم الطيب
قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (1739):
"وأجْمَعُ مَا وَرَدَ فِي الدُّعَاءِ... ثم ذكر هذا الدعاء " انتهى. وقال المناوي في "فيض القدير" (2/162):
"قال الحليمي: هذا من جوامع الكلم التي استحب الشارع الدعاء بها ، لأنه إذا دعا بهذا فقد سأل الله من كل خير ، وتعوذ به من كل شر ، ولو اقتصر الداعي على طلب حسنة بعينها أو دفع سيئة بعينها كان قد قَصَّر في النظر لنفسه" انتهى.
قدرية
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِنْ خَيْر مَا سَأَلَك مِنْهُ عِبَادك الصَّالِحُونَ ، وَأَعُوذ بِك مِنْ شَرّ مَا اِسْتَعَاذَك مِنْهُ عِبَادُك الصَّالِحُونَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً " الْآيَة. قَالَ: وَيَقُول [يعني: ابن مسعود]: لَمْ يَدْعُ نَبِيّ وَلَا صَالِح بِشَيْءٍ إِلَّا دَخَلَ فِي هَذَا الدُّعَاء" انتهى. فهذا الدعاء يكفي عن غيره ، وإذا أكثر المسلم من الدعاء به كان على خير عظيم ، ولا حرج على المسلم أن يقتصر عليه، إذا لم يقدر على غيره من الأدعية الجوامع ، وشق عليه حفظها. اللهم انا عبدك ابن عبدك ابن امتك. وأما مع القدرة ، فلا شك أن الأفضل له أن يحفظ ما قد علمه من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم الجوامع ، وينوع بينها قدر ما يستطيع ، ويدعو لنفسه ـ أيضا ـ بما شاء ، من خير الدنيا والآخرة. والله أعلم.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ، ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدٌۢ. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِى ٱلْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ، مَلِكِ ٱلنَّاسِ، إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ، مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ، ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ ٱلنَّاسِ، مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ. اللهم اني عبدك الضعيف - الطير الأبابيل. أمسيـنا وأمسـى المـلك لله والحمد لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المـلك وله الحمـد، وهو على كل شيء قدير ، رب أسـألـك خـير ما في هـذه اللـيلة وخـير ما بعـدهـا ، وأعـوذ بك من شـر ما في هـذه اللـيلة وشر ما بعـدهـا ، رب أعـوذبك من الكسـل وسـوء الكـبر ، رب أعـوذ بك من عـذاب في النـار وعـذاب في القـبر. اللهـم أنت ربـي لا إله إلا أنت ، خلقتنـي وأنا عبـدك ، وأنا علـى عهـدك ووعـدك ما استـطعـت ، أعـوذبك من شـر ما صنـعت ، أبـوء لـك بنعـمتـك علـي وأبـوء بذنـبي فاغفـر لي فإنـه لا يغـفر الذنـوب إلا أنت.
قوله: (( اللَّهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل)): أي وفقني يا اللَّه إلى الأسباب القولية والفعلية الموصلة إلى الجنة، وهذا الدعاء فيه تخصيص الخير الذي سأله من قبل؛ لأن هذا الخير هو أعظمه، وأكمله، وهو الجنة، فلا خير أعظم منها [إلا رضى اللَّه، والنظر إلى وجهه الكريم]. قوله: (( وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل)): أي قني واعصمني من الوقوع في الأسباب الموجبة لدخول النار، سواء كانت [اعتقادية، أو] قولية أو فعلية، وهذا الدعاء فيه تخصيص من الشر المستعاذ منه من قبل، والعياذ باللَّه، فهي أشد الشر وأخطره، فما من شر أشد منها. قوله: (( وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً))، وفي رواية وهي مفسرة للرواية الأخرى: (( وَمَا قَضَيْتَ لِي مِنْ قَضَاءٍ ، فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ لِي رَشَدًا))( [4]): أي أسألك يا اللَّه أن تكون عواقب كل قضاء تقضيه لي خيراً، سواء كان في السراء أو الضراء، وافق النفس أو خالفها؛ لأن كل الفوز و الغنيمة في الرضا بقضائك؛ فإنك لا تقضي للمؤمن إلا خيراً، قال النبي صلى الله عليه وسلم (( عجباً لأمر المؤمن، إنّ أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له))( [5]).