ا لخطبة الأولى ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون | موقع البطاقة الدعوي
* * *
أحوال الظالمين يوم القيامة
ويعود الحديث إلى يوم القيامة في حديث الحساب والجزاء الذي ينتظر هؤلاء الناس اللاّهين العابثين بالمسؤوليات، الغافلين عن مستقبل أعمالهم، وعن موقفهم بين يدي الله. الله لا يغفل عن عمل الظالمين
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} كما يبدو من إهمال أمرهم، والصبر عليهم، والإملاء لهم، وتركهم لأنفسهم في ما يعملون من أعمال، وما يمارسونه من جرائم، فإن ذلك لا يعني أن الله لم يطلع عليهم داخل حياتهم، أو أنه راضٍ عنهم، ولكن حكمته اقتضت قيام نظام الحياة على الإرادة والاختيار، ليكون الإنسان مسؤولاً، وليواجه نتائج مسؤوليته يوم القيامة، لأن اليوم عملٌ ولا حساب، وغداً حسابٌ ولا عمل. أما المراد بالظالمين، فإن الظاهر من السياق أنهم الذين ظلموا أنفسهم بالكفر أو بالمعصية، أو الذين ظلموا الناس بغياً وعدواناً. من الآية 42 الى الآية 45. وعلى كل حالٍ، فإن المعنى الأول يوحي بالمعنى الثاني، لأن استعمال كلمة الظلم في التعبير عن الكفر أو المعصية، يوحي بأن الظلم مرفوض عند الله، بالمستوى الذي يرفض فيه الله الكفر، من موقع كونه ظلماً. وهكذا نجد أن الله لا يغفل عن الظالمين، لمجرد أنه لا يعاقبهم في الدنيا {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصار} في حالة تطلّع مذهولٍ، يجعلها مفتوحةً متصلبة أمام الأهوال المخيفة التي تواجههم في ذلك اليوم {مُهْطِعِينَ} مسرعين في حركة مشيهم تلبيةً لدعوة الداعي، لا يملكون أيّ نوعٍ من التماسك والتوقف {مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ} أي رافعي رؤوسهم أمام الهول الكبير.
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) يقول [ تعالى شأنه] ( ولا تحسبن الله) يا محمد ( غافلا عما يعمل الظالمون) أي: لا تحسبه إذ أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم مهمل لهم ، لا يعاقبهم على صنعهم بل هو يحصي ذلك عليهم ويعده عدا أي: ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) أي: من شدة الأهوال يوم القيامة.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة إبراهيم - القول في تأويل قوله تعالى "إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار "- الجزء رقم17
وهذا ما أكده إنكارهم لليوم الآخر الذي عبروا عنه بتشديد النفي، باليمين المغلّظ الذي كانوا يؤكدون فيه خلودهم {أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ} فهل كانت المسألة صادرة عن حالة اللاّوعي، أو عن حالة وعي يدرك طبيعة الأمور ولكنه يهرب منها ويتمرّد عليها؟!
{مُهْطِعِينَ} أي: مسرعين إلى إجابة الداعي حين يدعوهم إلى الحضور بين يدي الله للحساب لا امتناع لهم ولا محيص ولا ملجأ، {مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ} أي: رافعيها قد غُلَّتْ أيديهم إلى الأذقان، فارتفعت لذلك رءوسهم، {لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} أي: أفئدتهم فارغة من قلوبهم قد صعدت إلى الحناجر لكنها مملوءة من كل هم وغم وحزن وقلق. أيها المسلمون
وإذا كانت الآيات تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فمن المعلوم والمؤكد أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لا يحسب الله غافلاً عما يعمل الظالمون، ولكنّ ظاهر الأمر يبدو هكذا لبعض من يرون الظالمين يتمتّعون، ويسمعون بوعيد الله، ثم لا يرون واقعاً بهم في هذه الحياة الدنيا، فهذه الصيغة تكشف عن الأجل المضروب لأخذهم الأخذة الأخيرة التي لا إمهال بعدها، ولا فكاك منها ،أخذهم في اليوم العصيب الذي تشخص فيه الأبصار من الفزع والهلع، فتظلُّ مفتوحةً، مبهوتة، مذهولة، مأخوذة بالهول لا تطرف ولا تتحرك. ثم ترسم الآيات مشهداً للقوم في زحمة الهول: مشهدهم مسرعين لا يلوون على شيء، ولا يلتفتون إلى شيء، رافعين رؤوسهم لا عن إرادة، ولكنها مشدودة ،لا يملكون لها حراكاً، ويمتدّ بصرهم إلى ما يشاهدون من الرعب، فلا يطرف ولا يرتدُّ إليهم، وأصبحت قلوبهم من الفزع خاويةٌ خالية، لا تضمّ شيئاً يعونه ،أو يحفظونه ،أو يتذكرونه، فهي هواء خواء.
من الآية 42 الى الآية 45
قم المقدسة / 21 اذار / مارس / ارنا – طالبت " جمعية نشطاء الثقافة والفنون واعلام الثورة الإسلامية فی ایران"، التيارات السياسية و وسائل الاعلام في العالم الاسلامي بالتصدي لمؤامرات القائمين على وسائل الاعلام الغربية "المخادعة الذين اتخذوا جانب الصمت على جريمة الاعدامات الجماعية الاخيرة في السعودية". وفي بيانها الصادر اليوم الاثنين، اشارت "الجمعية" الى خبر تنفيذ احكام الاعدام بحق 81 شخصا من الابرياء المعتقلين في سجون السعودية". إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة إبراهيم - القول في تأويل قوله تعالى "إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار "- الجزء رقم17. هذا البيان الذي تلقت "ارنا" نسخة منه، جاء على الشكل التالي:
بسم الله الرحمن الرحیم
[وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ] - ابراهیم،۴۲. في رحاب ذكرى مولد المصلح العالمي الذي سيملا العالم بظهورة قسطا وعدلا، ومع شديد الأسف بلغنا النبأ المؤلم حول إعدام أكثر من 80 مسلمًا سعوديًا، مما ترك الحزن والاسى في قلوب المؤمنين و أحرار العالم جميعا؛ لقد كان وقع هذه الخطوة المعادية للإنسانية کبیرا إلي درجة أن صمت وسائل اعلام النظام الإمبريالي الغربي لم ينجح في التضليل عليه. الدول الغربیة وامريكا على عكس ما تطلقه من تصريحات جميلة بشان احترام حقوق الإنسان واحترام الفكر وحرية الراي، التزمت الصمت قبال هذا الحدث الشنيع المعادي للإنسانية؛ في حين أنه إذا تم تنفيذ اي عقوبة على المجرمين في إيران، لكانت زوبعتهم الاعلامية قد هزت جدران الأمم المتحدة.
يقال: شخص الرجل بصره وشخص البصر نفسه أي سما وطمح من هول ما يرى. قال ابن عباس: تشخص أبصار الخلائق يومئذ إلى الهواء لشدة الحيرة فلا يرمضون.
ربما كثير منا لم يشاهد ذلك الشخص الذي يهتم بأدق تفاصيله، ينزعج من انزعاجه يهتم به بأفضل ما يمكن، يتأذى إن أصابه مكروه ويفرح من أعماق قلبه لفرحه، من منا لديه ذلك الشخص الحريص عليه الذي يهتم بأموره المادية والمعنوية؟
ربما كثير منا يقول لا يوجد ذلك الشخص الذي يستطيع أن يهتم بنا بهذه الصورة ويدقق في تفاصيلنا الصغيرة جدا ويكون معنا على الدوام! لأننا نعيش في زمن الغدر ولم نلمس جمال تلك اللحظات الروحانية في زمن المعصومين ولم نلتق بامامنا العطوف والرحيم في هذا الزمن كي نفهم معنى العطف والرحمة جذرياً، لذلك المتمسك بدينه في هذا الزمن يعد كالقابض بالجمر كما جاء في الروايات. هناك شخص عطوف رحيم يفكر بنا ويهتم بنا على الدوام فقد بعث رحمة وهذه الرحمة مستمرة للعالمين كما ورد في القرآن الكريم. "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" | أسامة شحادة. (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ). إنه لم يأتِ من كوكب آخر كي يكون غريباً ويُستغرب منه بل كان كما يقول الله عزوجل في كتابه (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ) وكان انساناً كباقي الناس ولكن مع جوهر مختلف.
&Quot;لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم&Quot; | أسامة شحادة
وكان هناك نماذج من المنع. 1 ـ لما أراد صهيب رضي الله عنه الهجرة جعل ماله في مكان آمن ثم انطلق نحو المدينة ، فأحسَّ به المشركون ، فقد كان حانوته ـ مصنع الحدِادَةِ للسيوف وأسّنةِ الرماح ـ مغلقاً.. وطاردوه بخيولهم حتى صاروا على مقربةٍ منه ، فشعر بهم وأسرعَ إلى تلٍّ قريب يشرف عليهم وانتضى أحد سهامه ووضعه في قوسه وسدَّد نحوهم ، فلما عرفوا فيه صدق ما انتواه قالوا: ما أنتَ فاعل يا صهيب ؟ قال: ولأيِّ شيء تبعتموني يا أعداء الله ؟! قالوا وقد كشروا عن نواياهم الخبيثة: أتيتنا صعلوكاً حقيراً فكثر مالك عندنا ، وبلغتَ الذي بلغتَ ، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك ؟ قال لهم: تعلمون أنني والله أشدكم إصابة للهدف ، وأن سهمي لا يخيب ولن تصلوا إليَّ حتى تفرغ سهامي وأقتل بكل سهم رجلاً. قالوا: هات مالك نَعُدْ أدراجنا. قال: لا أحمل منه شيئاً وقد تركته في مخبأ في مكة. قالوا: دلّنا عليه إذاً.. قال: هو في مكان كذا وكذا وأنتم تعلمون صدقي. فانطلقوا إلى ذلك المكان الذي حدَّدَه ثم توقف أحدهم ، فقال ألا يكون كاذباً في قوله لنا آنفاً ؟ قالوا له: نحن نعرف أصحاب محمد لا يكذبون.. فقد رأوا المال في المكان لذي حدّدَه. وحين وصل إلى المدينة المنوّرة استقبله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ باشّاً ، فرحاً بقدومه قائلاً له: (( ربح البيع أبا يحيى ، ربح البيع أبا يحيى)).
جاء دورنا لنرسم البسمة على شفتهه المبارك كي يفرح عندما يرى ذلك السجل و يبتسم هل جزاء الاحسان إلا الحسان؟
بالمؤمنين رؤوف رحيم
يقول (مايكل هارت) في كتابه مائة رجل في التاريخ: إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي. من أشد المعاناة في المجتمع كثرة المجاملات وهذه الظاهرة تسبب عدم معرفة الشخص الخاطئ أو المذنب بل يتجرأ أن يكون أسوء من قبل بينما اذا الفرد المخطئ يعرف أخطائه يتراجع ويتوب لذلك النبي صلى الله عليه وآله كان يتعامل مع كل فئة معاملة لائقة كي لا يتمرد أحد ويعرف حدوده كان شديداً مع الأعداء ورؤوفا بالمؤمنين ويتعامل معهم برأفة ورحمة، إنه تحمل جميع أنواع المصائب كي نكون بأفضل حال، يا ترى كيف نجازيه؟. ١ البحار: ١٧ / ١٤٩ / ٤. ٢ (٩) الفقيه: ١ / ١٩١ / ٥٨٢.