ونحن عندما نسأل هذه الهداية نسأل هداية مفقودة لا موجودة كما توهم بعض المفسرين فقالوا: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] ثبتنا، قالوا: لأن المؤمن مهتد، فهو عندما يسأل الهداية يطلب الثبات عليها، وهذا حقيقة كلام من لم يع معنى الهداية على وجه الكمال والتمام. أخواتي الكريمات! سورة الفاتحة الشفاء من اكتئاب هم رزق #سورة #الفاتحة - YouTube. هذه الهداية لا تتصور في مخلوق على وجه التمام على الإطلاق، والعبد ما دام حياً هو بحاجة إلى أن يسأل ربه الهداية إلى الصراط المستقيم، والهداية إلى الصراط المستقيم لابد لها من عدة أمور: أولها: العلم النافع بكل ما يحبه الله ويرضاه، ليفعله وبكل ما يكرهه الله ويسخطه ليتركه. إذاً: ينبغي أن يعلم ما أنزل الله مما أحل وحرم في جميع أمور التشريع من العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والآداب والحدود والعقوبات، علم هذا على وجه التمام علم نافع تام كامل، فإذا حصل هذا حصل جزءاً من الهداية. وهداية ثانية تترتب عليها أن يعمل بكل ما يحبه الله ويرضاه على وجه التمام، وأن يترك كل ما يسخطه الله ويكرهه على وجه التمام، فإذا فعل هذا حصل فيه جزء ثان من أنواع الهداية. وجزء ثالث: أن يريد العمل أيضاً بكل ما شرعه الله وأحبه، وأن يريد الترك لكل ما يكرهه الله ويبغضه وإذا وجد هذا وجد جزء ثالث من الهداية، وبقي الجزء الرابع وهو الهداية لدخول الجنة، هذه الهدايات الأربع لا تكتمل في مخلوق كما قال أئمتنا، ووجه ذلك أن ما نجهله مما ينبغي أن نعلمه أكثر ما نجهله أكثر مما نعلمه، فالهداية ما اكتملت فينا.
سورة الفاتحة الشفاء من اكتئاب هم رزق #سورة #الفاتحة - Youtube
الأمر الثاني: ما لا نريد فعله مما نعلمه أكثر مما نريد فعله مما نعلمه. كم من إنسان يعلم الخير لكنه لا يريد أن يعمل به، وليس عنده إرادة ولا رغبة، ولابد من أن يعرف الحق وأن يكون عنده عزيمة على فعله، وأن يتمكن من فعله بعد ذلك. الأمر الثالث: ما نريد أن نفعله مما يحبه الله ولا نتمكن من فعله أكثر مما نريد أن نفعله ويحبه الله ونتمكن من فعله، كم من إنسان يعلم أن بناء المساجد خير وأن الجهاد في سبيل الله طاعة، وأن مساعدة المساكين قربة، لكن ما عنده ما يفعل هذه الأمور، هو يعلم أن هذه طاعات ويريد أن يعمل، لكن إما أن بدنه ضعيف، وإما أنه لا يملك مالاً لأجل أن يشارك في أمور الخير، فما تمكن من العمل مع علمه وإرادته. اسرار سورة الفاتحة للشفاء , اسرار لم تعرفها عن سورة الفاتحة - الغدر والخيانة. إذاً: نسأل الله بقولنا: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] علماً نافعاً، وإرادة جازمة للعمل بشرعه الذي يحبه ويرضاه، وأن يمكننا ويقدرنا على العمل بما علمناه وأردنا العمل به. وبقي بعد ذلك الهداية الرابعة: أن يتمم علينا هدايته بدخول الجنة، وأن يمن علينا بذلك بفضله ورحمته من غير حساب ولا عذاب إنه كريم وهاب. هذه الأمور الأربعة أخواتي الكريمات لا تجتمع في مخلوق على الإطلاق، ولذلك أمرنا أن نطلب من ربنا الهداية للصراط المستقيم الذي هو علم نافع، وإرادة جازمة للعمل بهذا العلم النافع، وبعد ذلك قدرة على العمل بتلك الإرادة الجازمة بذلك العلم النافع، وبعد ذلك قبول من الله ليمن علينا بدخول الجنة إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، فالله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار، والله جل وعلا يمن عليهم بذلك إنه واسع الفضل والمغفرة.
اسرار سورة الفاتحة للشفاء , اسرار لم تعرفها عن سورة الفاتحة - الغدر والخيانة
ويذكر الشيخ مصطفى كمال البنا في كتابه «الطاقة الشفائية» في القرآن الكريم فيقول: «لو قرئت سورة الفاتحة من قبل كل إنسان مسلم سبع مرات صباحاً وسبع مرات مساء لأعطته نتائج طيبة في الشفاء والوقاية، وليس ضرورياً أن يقرأها وهو مريض، ويقول: يستفيد منها المسلم بشرط أن يقتنع بأن هذه السورة هي الشافية بإذن الله تعالى» (انظر الكتاب المذكور ص 70). ويقول ابن القيم: «تحقق الشفاء بفضل سورة الفاتحة للديغ ذلك الحي وكانوا غير مسلمين أو كانوا أهل بخل ولؤم، فكيف لو كان المحل قابلاً أي قرأت الفاتحة على مسلم طيب القلب؟«. ثم ذكر ابن القيم عن تجربته الشخصية فقال: «كان يعرض لي آلام مزعجة، وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط، جربت ذلك مراراً وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء«. (انظر مدارج السالكين ج1، ص58).
تحمل سورة الفاتحة العديد من الأسرار، وفي هذا المقال سوف نوضح لكم فوائد قراءة الفاتحة سبع مرات للشفاء السريع من الأمراض العضوية والنفسية. فوائد قراءة الفاتحة سبع مرات للشفاء
أوضح أهل العلم أنه من المشروع الاستشفاء بالفاتحة، فإن من أسماء سورة الفاتحة الشافية،
فهي شفاء، ولها نفع عجيب في الشفاء من كل الأمراض الحسية والمعنوية، وهي من الرقية الشرعية
التي ثبت إقرارها في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد أقر أبا سعيد الخدري
الذي رقى السليم الذي سأله الرقية. ونستدل على ذلك بما ورد عن أبي سعيد الخدري:
"أن ناسا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا في سفر،
فمروا بحي من أحياء العرب، فاستضافوهم فلم يضيفوهم، فقالوا لهم هل فيكم راق؟
فإن سيد الحي لديغ أو مصاب، فقال رجل منهم: نعم، فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل،
فأعطي قطيعا من غنم فأبى أن يقبلها، وقال: حتى أذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-،
فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال: يا رسول الله،
والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم وقال: (وما أدراك أنها رقية)؟
ثم قال: (خذوا منهم، واضربوا لي بسهم معكم). رواه مسلم. كما قال ابن القيم رحمه الله:
"فأما اشتمالها على شفاء القلوب: فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال،
فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: فساد العلم، وفساد القصد،
ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال والغضب، فالضلال نتيجة فساد العلم،
والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها،
فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال، ولذلك كان سؤال هذه الهداية
أفرض دعاء على كل عبد وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل صلاة، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة،
ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه.
[ ص: 7] القول في تأويل قوله تعالى ( وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا)
قال أبو جعفر: يعني - تعالى ذكره - بذلك: " وإذا طلقتم " أيها الرجال نساءكم " فبلغن أجلهن " يعني: ميقاتهن الذي وقته لهن ، من انقضاء الأقراء الثلاثة ، إن كانت من أهل القرء ، وانقضاء الأشهر إن كانت من أهل الشهور " فأمسكوهن " يقول: فراجعوهن إن أردتم رجعتهن في الطلقة التي فيها رجعة: وذلك إما في التطليقة الواحدة أو التطليقتين ، كما قال - تعالى ذكره -: ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان). اعراب سورة البقرة الأية 231. وأما قوله: " بمعروف " فإنه عنى: بما أذن به من الرجعة ، من الإشهاد على الرجعة قبل انقضاء العدة ، دون الرجعة بالوطء والجماع. لأن ذلك إنما يجوز للرجل بعد الرجعة ، وعلى الصحبة مع ذلك والعشرة بما أمر الله به وبينه لكم أيها الناس " أو سرحوهن بمعروف " يقول: أو خلوهن يقضين تمام عدتهن وينقضي بقية أجلهن الذي أجلته لهن لعددهن ، بمعروف. يقول: بإيفائهن تمام حقوقهن عليكم ، على ما ألزمتكم لهن من مهر ومتعة ونفقة وغير ذلك من حقوقهن قبلكم " ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا " يقول: ولا تراجعوهن ، [ ص: 8] إن راجعتموهن في عددهن ، مضارة لهن ، لتطولوا عليهن مدة انقضاء عددهن ، أو لتأخذوا منهن بعض ما آتيتموهن بطلبهن الخلع منكم ، لمضارتكم إياهن ، بإمساككم إياهن ، ومراجعتكموهن ضرارا واعتداء.
اعراب سورة البقرة الأية 231
4916 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله: " ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا " قال: هو في الرجل [ ص: 10] يحلف بطلاق امرأته ، فإذا بقي من عدتها شيء راجعها ، يضارها بذلك ويطول عليها ، فنهاهم الله عن ذلك. 4917 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، عن مالك بن أنس ، عن ثور بن زيد الديلي: أن رجلا كان يطلق امرأته ثم يراجعها ، ولا حاجة له بها ولا يريد إمساكها ، كيما يطول عليها بذلك العدة ليضارها ، فأنزل الله - تعالى ذكره -: " ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه " يعظم ذلك. 4918 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد قال: حدثنا عبيد بن سليمان الباهلي قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: " ولا تمسكوهن ضرارا " هو الرجل يطلق امرأته واحدة ثم يراجعها ، ثم يطلقها ثم يراجعها ، ثم يطلقها ، ليضارها بذلك ، لتختلع منه. 4920 - حدثنا موسى قال حدثنا عمرو قال: حدثنا أسباط ، عن السدي: " وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا " قال: نزلت في رجل من الأنصار يدعى ثابت بن يسار طلق امرأته حتى إذا انقضت عدتها إلا يومين أو ثلاثة ، راجعها ، ثم طلقها ، ففعل ذلك بها حتى مضت لها تسعة أشهر ، مضارة يضارها ، فأنزل الله - تعالى ذكره -: " ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ".
وقال الشيخ السعدي: " كانوا في الجاهلية إذا مات أحدهم عن زوجته، رأى قريبُه كأخيه وابن عمه ونحوهما أنه أحق بزوجته من كل أحد، وحماها عن غيره، أحبت أو كرهت. فإن أحبها تزوجها على صداق يحبه دونها، وإن لم يرضها ، عضلها ، فلا يزوجها إلا من يختاره هو، وربما امتنع من تزويجها حتى تبذل له شيئًا من ميراث قريبه أو من صداقها. وكان الرجل أيضا يعضل زوجته التي يكون يكرهها ليذهب ببعض ما آتاها، فنهى الله المؤمنين عن جميع هذه الأحوال ، إلا حالتين: إذا رضيت ، واختارت نكاح قريب زوجها الأول، كما هو مفهوم قوله: (كَرْهًا) ، وإذا أتين بفاحشة مبينة كالزنا والكلام الفاحش وأذيتها لزوجها فإنه في هذه الحال يجوز له أن يعضلها، عقوبة لها على فعلها لتفتدي منه إذا كان عضلا بالعدل. ثم قال: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ): وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى وبذل الإحسان، وحسن المعاملة، ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما، فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها ، في ذلك الزمان والمكان، وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال. (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) أي: ينبغي لكم -أيها الأزواج- أن تمسكوا زوجاتكم مع الكراهة لهن، فإن في ذلك خيرًا كثيرًا.