مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 11/12/2017 ميلادي - 23/3/1439 هجري
الزيارات: 48879
شرح حديث: اليد العليا خير من اليد السفلى *
عن حكيم بن حِزام رضيَ الله عنه قال: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثمَّ سألتُهُ فأعطاني، ثمَّ سألتُهُ فأعطاني، ثم قال: ((يا حكيمُ، إنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلوَةٌ، فمَنْ أخَذَهُ بسَخَاوة نفْسٍ بُورِكَ لَهُ فيه، ومَنْ أَخَذَهُ بإشْرافِ نَفْسٍ لم يُبَارك له فيه، وكان كالذي يأكلُ ولا يَشْبَعُ، اليدُ العليا خيرٌ من اليد السُّفلى)). قال حكيم فقلت: يا رسولَ الله، والذي بعثكَ بالحقِّ لا أرْزَأُ أحدًا بعدَكَ شيئًا حتَّى أفارقَ الدنيا، فكان أبو بكر رضي الله عنه يَدْعُو حكيمًا إلى العطاء، فيأبى أن يَقْبَلَه منه، ثمَّ إنَّ عُمَرَ رضي الله عنه دَعَاه ليُعطيَهُ، فأبى أن يَقْبَلَ منه شيئًا، فقال عمر: إني أُشْهدُكُم يا مَعْشَرَ المسلمين على حكيم، أنِّي أَعْرِضُ عليه حَقَّهُ من هذا الفَيْء فيأبى أن يأْخُذَه، فلم يَرْزَأْ حكيمٌ أحدًا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تُوفي؛ رواه الشيخان [1]. المفردات:
إنَّ هذا المال خَضِرةٌ حلوة: تميل النفس إليه، وترغب فيه رغبتها في الخضر المُسْتلذ؛ لأنَّ الخضرةَ يُسَرُّ بها الناظر، والحلاوةَ يلتذُّ بها الطاعم، فإذا اجتمعا في شيءٍ اكتملت به متعة النفس وشهوتها.
- اليد العليا خير من اليد السفلى | الشيخ عدنان عبد القادر - YouTube
- شرح حديث: اليد العليا خير من اليد السفلى
- القذف.. حكمه.. أنواعه.. وضابط كل نوع وعقوبته - إسلام ويب - مركز الفتوى
اليد العليا خير من اليد السفلى | الشيخ عدنان عبد القادر - Youtube
التّوجيه النّبوي في الحديث:
- التّرغيب في التّصدُّق والحثِّ عليه: ذلك أنّ اليد العليا يد المُتصدِّق، والسُّفلى يد السّائل، والمعطِي مُفضّلٌ على المُعطَى، والمُفضِل خيرٌ من المُفضَل عليه. - مشروعيّة السّعي في اكتساب المال: حتى ينفِق على نفسه وعلى من يعول، وليكون لديه بعد ذلك ما ينفقه في وجوه الخير والبرّ، فيكون من أهل اليد العُليا الممدوحة في الحديث. - تقديم الأهمّ على المُهمّ: أفضل الصّدقة ما وقع من غير مُحتاج إلى ما يتصدّق به لنفسه، أو لمن تلزمه نفقته، حيث قال: ( وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنى).
شرح حديث: اليد العليا خير من اليد السفلى
تاريخ النشر: الأربعاء 11 جمادى الآخر 1425 هـ - 28-7-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 51619
25323
0
391
السؤال
ما تفسير ( اليد العليا خير من اليد السفلى)
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اليد العليا هي اليد المنفقة، واليد السفلى هي اليد السائلة، هذا هو الراجح في تفسير الحديث، ويدل له ما في الرواية الأخرى في صحيح مسلم: اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا المنفقة، والسفلى السائلة. قال النووي في شرحه: فيه دليل لمذهب الجمهور أن اليد العليا هي المنفقة. والله أعلم.
لماذا كل هذا الوعيد؟ مصداقاً لقوله تعالى في سورة التوبة الآية (34 – 35):
((الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكون بها جباههم وجنوبهم وظهورُهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)). ولأن البخيل قد أشرك حب المال مع حب الله ، وآثر الدنيا على الآخرة وظلم أصحاب الحقوق عليه ، وتحلى بصفة يبغضها الله عز وجل – ويبغض من كنز المال ومنع حق الفقراء فيه. قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (تعس عبدُ الدرهم ، وعبدُ الدينار وعبد الخميصة تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش) رواه البخاري. الخميصة: ثوب له أعلام – وإذا شيك فلا نتقش: إذا أصابته شوكة لا يجد من ينقشها له لعدم تعاونه مع الناس ، وبخله عليهم بما هم في حاجة إليه. وقوله – صلى الله عليه وسلم: (ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول). إن الإنسان إذا كان فقير لا يلومه الناس – والكفاف: هو مقدار الضرورة. فلا ينبغي أن يتصدق المسلم على فلان وفلان ، ويترك أهله بلا طعام ، أو يتركهم يسألون الناس. ولا شك أن الإنفاق على الأهل والأقارب أعظم أجراً من الإنفاق على غيرهم. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ((دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار أنفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك ، أعظمها أجراً الذى أنفقته على أهلك)).
فكان من الحكمة تشريع حد القذف حتى ينكف الناس عن الترامي بالفاحشة. والله أعلم. انظر: "المغني" (12/383) ، "المحلى" (11/268، 269) ، "المجموع" (22/94، 98) ،
"حاشية ابن قاسم" (7/330) ، "الشرح الممتع" (14/278).
القذف.. حكمه.. أنواعه.. وضابط كل نوع وعقوبته - إسلام ويب - مركز الفتوى
الحمد لله. قال الشنقيطي:
لفظ " المحصنات " أُطلق في القرآن
ثلاثة إطلاقات:
الأول: المحصنات: العفائف ، ومنه قوله
تعالى محصنات غير مسافحات ، أي: عفائف غير زانيات. الثاني: المحصنات: الحرائر ، ومنه قوله
تعالى فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ، أي: على الإماء نصف ما على
المحصنات من الجلد. الثالث: أن يراد بالإحصان: التزوج ، ومنه
- على التحقيق - قوله تعالى فإذا أحصنَّ فإن أتين بفاحشة الآية ، أي: فإذا
تزوجن ، وقول من قال من العلماء إن المراد بالإحصان في قوله فإذا أحصنَّ
الإسلام: خلاف الظاهر من سياق الآية ؛ لأن سياق الآية في الفتيات المؤمنات حيث
قال: ومن لم يستطع منكم طولاً الآية. قال ابن كثير في تفسير الآية ما نصه:
والأظهر والله أعلم أن المراد بالإحصان
ههنا: التزويج ؛ لأن سياق الآية يدل عليه حيث يقول سبحانه وتعالى ومن
لن يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم
المؤمنات والله أعلم. القذف.. حكمه.. أنواعه.. وضابط كل نوع وعقوبته - إسلام ويب - مركز الفتوى. والآية الكريمة سياقها في الفتيات المؤمنات
فتعين أن المراد بقوله فإذا أحصنَّ أي تزوجن كما فسره ابن عباس وغيره.
وعقوبة القذف مكونة من شقين _ كما تشير الآية _ حسية ، ومعنوية: أما العقوبة الحسية: فهي الحد الشرعي ، ومقداره ثمانون جلدة ، وقد ذكر الفقهاء أنها لا بد أن تكون بحضور طائفة من المؤمنين كما هو الحال في حد الزنى ، لكي تؤدي دورها في تأديب القاذف ، وتبرئة المقذوف ، وردع من تسول له نفسه الاعتداء على أعراض الناس. وأما العقوبة المعنوية: فتتمثل في إسقاط أهليته للشهادة على أي أمر من الأمور ، لأنه بفعلته تلك صار متهماً بالكذب موصوفاً بالفسق ، والقضاء العادل لا يحترم شهادة الإنسان الذي لا يقف عند حدود الله ، ويصون لسانه عن أعراض الناس.