وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: عن حكم الذبح لغير الله ؟
فأجاب بقوله:
تقدم لنا في غير هذا الموضع أن توحيد العبادة هو إفراد الله – سبحانه وتعالى – بالعبادة بأن لا يتعبد أحد لغير الله – تعالى – بشيء من أنواع العبادة ، ومن المعلوم أن الذبح قربة يتقرب بها الإنسان إلى ربه لأن الله – تعالى – أمر به في قوله { فصل لربك وانحر} وكل قربة فهي عبادة ، فإذا ذبح الإنسان شيئا لغير الله تعظيما له ، وتذللا ، وتقربا إليه كما يتقرب بذلك ويعظم ربه – عز وجل – كان مشركا بالله – عز وجل – وإذا كان مشركا فإن الله – تعالى قد بين أنه حرم على المشرك الجنة ومأواه النار. وبناء على ذلك نقول: إن ما يفعله بعض الناس من الذبح للقبور – قبور الذين يزعمون بأنهم أولياء – شرك مخرج عن الملة ، ونصيحتنا لهؤلاء أن يتوبوا إلى الله – عز وجل – مما صنعوا ، وإذا تابوا إلى الله وجعلوا الذبح لله وحده كما يجعلون الصلاة والصيام لله وحده ، فإنه يغفر لهم ما سبق كما قال الله – تعالى – { قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف".
الذبح لغير ه
حكم الذبح لغير الله
الذبح من أجل العبادات، وصرفه لغير الله شرك أكبر؛ كمن يذبح لولي، أو جني، أو قبر، أو مَلَك، أو غيره. ومن الأدلة على أن الذبح عبادة لا يجوز صرفها لغير الله سبحانه وتعالى:
قول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]. ونسكي: أي وذبحي [1]. وقول الله تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]. أي اجعل صلاتك كلها لربك خالصاً دون ما سواه من الأنداد والآلهة، وكذلك نحرك اجعله له دون الأوثان، شكراً له على ما أعطاك من الكرامة والخير الذي لا كفء له، وخصك به، من إعطائه إياك الكوثر [2]. وقال ابن كثير في تفسير الآية: «أي كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك النهر الذي تقدم صفته - فأخلص لربك صلاتك المكتوبة والنافلة ونحرك، فاعبده وحده لا شريك له، وانحر على اسمه وحده لا شريك له» [3]. وعن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَال: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ» [4]. والمراد بهذا الحديث: أن يذبح باسم غير الله تعالى كمن ذبح للصنم، أو الصليب، أو لموسى، أو لعيسى صلى الله عليهما، أو للكعبة ونحو ذلك، فكل هذا حرام، ولا تحل هذه الذبيحة سواء كان الذابح مسلماً أو نصرانياً أو يهودياً، نص عليه الشافعي، فإن قصد مع ذلك تعظيم المذبوح له غير الله تعالى والعبادة له كان ذلك كفراً، فإن كان الذابح مسلماً قبل ذلك صار بالذبح مرتدًّا [5].
الذبح لغير الله من أمثلة
كما أن الصلاة والزكاة والصيام عبادات فإن الذبح عبادة أيضا وهذا ما قرره الله عز وجل في كتابه حيث قال سبحانه مخاطبا نبيه - صلى الله عليه وسلم - ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر ﴾. وما دامت العبادة لله فلا يجوز صرفها بأي حال من الأحوال إلى مخلوق كائنا من كان حياً أو ميتا. وحينما نتحدث عن الذبح لغير الله على أنه مظهر من مظاهر الشرك إنما نعنى بذلك النية عند الذبح. فربنا سبحانه يقول في سورة الأنعام ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين ﴾ فالآية تقرر أن كل ما في حياة الإنسان من صلاة وذبح وغيره لا يمكن أن يكون إلا لله عز وجل وحده لا شريك معه غيره فيها وأن هذا أمر من الله عز وجل رضى الإنسان أم أبى، لا خيار له فيه، لأن ذلك من تمام العبودية لله. ولكننا في دنيا الناس نرى كثيرا من الصور المخالفة في عملية الذبح لله لا يمكن أن تعد إلا أنها من مظاهر الشرك، فنجد أحدهم وقد ذهب بذبيحته ليذبحها عند ضريح من الأضرحة التماسا للبركة، حتى لقد وصل الأمر إلى أن الكثير من النساء في ريفنا لتأخذ دجاجة تريد ذبحها وتذهب بها إلى حيث عتبة الضريح لتذبحها هناك عسى أن تصيبها كرامات الولي.
الذبح لغير الله من امثله
س: التقرب بذبح الخرفان في أضرحة الأولياء الصالحين ما زال موجود في عشيرتي.. نهيت عنه، لكنهم لم يزدادوا إلا عنادا، قلت لهم: إنه شرك بالله، قالوا: نحن نعبد الله حق عبادته، لكن ما ذنبنا إن زرنا أولياءه وقلنا لله في تضرعاتنا: (بحق وليك الصالح فلان، اشفنا، أو أبعد عنا الكرب الفلاني.. ) قلت: ليس ديننا دين واسطة قالوا: اتركنا وحالنا. ما الحل الذي تراه صالحا لعلاج هؤلاء؟ ماذا أعمل تجاههم؟ وكيف أحارب البدعة؟ وشكرا. ج: من المعلوم بالأدلة من الكتاب والسنة أن التقرب بالذبح لغير الله من الأولياء أو الجن أو الأصنام أو غير ذلك من المخلوقات شرك بالله ومن أعمال الجاهلية والمشركين، قال الله : قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162] والنسك هو الذبح، وبين سبحانه في هذه الآية أن الذبح لغير الله شرك بالله كالصلاة لغير الله. وقال تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:1-2] أمر الله سبحانه نبيه في هذه السورة الكريمة أن يصلي لربه وينحر له، خلافا لأهل الشرك الذين يسجدون لغير الله ويذبحون لغيره، وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [الإسراء:23] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
حكم الذبح لغير الله
– قال الميلي على ما سبق قوله في هذه المسألة (ونقله عن الرافعي غير مخالف لفتوى أهل بخاري إلا بالقصد، فهو خلاف في حال. فمن قصد التقرب إلى الأمير، صدقت عليه الفتوى، ومن قصد مجرد السرور أفتى بقول الرافعي). – يتضح لنا من كل ما سبق أن الذبح لغير الله تعالى هو شرك واضح وهو من المحرمات البينة التي يجب فعلها نهائيًا.
حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
روى الإمام أحمد عن طارق بن شهاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب. قيل وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجاوزه رجل حتى يقرب له شيئا، فقالوا لأحدهما قرب. قال ليس عندي شيء أقرب، فقالوا له قرب ولو ذبابًا. فقرب ذبابا، فخلوا سبيله فدخل النار. وقالوا للآخر قرب، فقال ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل. فضربوا عنقه فدخل الجنة. ومن الحديث يتبين لنا أن الأول قدم الذباب تخلصا من شرورهم، ومع ذلك دخل النار لأن ما فعله ينافى التوحيد الخالص، والثاني ملأ التوحيد قلبه لدرجة أنه صبر على القتل ولم يوافقهم على طلبهم، مع أنهم لم يطلبوا منه إلا عملا ظاهرا فقط. والحديث المتقدم يشير من طرف خفي إلى ما يحدث في كل عصر من نصب وخداع وتزيين وتقنين للباطل من قبل سدنة الأضرحة وحراسها، حينما يدعون زائريها إلى مضاعفة الشرك بالله ليضع الزوار مزيدا من الأموال في ما يسمى بصناديق النذور، وما يدرى المساكين أن حصيلة هذه الصناديق توزع بعد ذلك وتصرف في غير ما يرضى الله عز وجل. ويروى أبو داود في سننه عن ثابت بن الضحاك رضى الله عنه قال: نذر رجل أن يذبح إبلا ببوابة ( مكان أسفل مكة) فسأله النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا لا قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا لا.
والثالثة: من آوى محدثا ومعناه: الذي يؤوي أهل البدع وأهل المعاصي، وينصرهم يكون ملعونا، نعوذ بالله، فالذي يؤوي المحدثين ويحميهم، أو يحميهم عن إقامة الحق، كالذي يمنع أن يقام الحد على الزاني أو السارق أو اللائط أو ما أشبه ذلك يكون ملعونا، وهكذا من آوى البدع ونصرها وأيدها يكون ملعونا نعوذ بالله. والرابع: من غير منار الأرض ، المنار المراسيم، سميت منارا لأنها تنير الحق للناس، توضح الحق تنير يعني توضحه وتدل عليه، فإذا كان بين الإنسان وبين جيرانه مراسيم في الأراضي فالذي يغيرها ملعون، نعوذ بالله؛ لأنه يوقع الناس في مشاكل، وربما أفضى إلى القتال بين الناس عند تغيير المراسيم كما قد وقع كثيرا؛ فالذي يغير المراسيم ملعون، وهذه كبيرة من الكبائر، نعوذ بالله. وهكذا ألحق بذلك ما يكون على الطرقات التي تهدي إلى البلدان، وإلى المياه، لا يجوز تغييرها، هناك معالم ترشد إلى بلد معين أو إلى ماء معين لا يغير.
وقد أوضح العلماء أن من ترك السنة من باب التهاون فهو فسق. وقد أجاب الدكتور مجدي عاشور "مستشار مفتي الجمهورية" على سؤال "هل تارك صلاة الشفع والوتر آثم؟" من خلال فيديو أن صلاة الوتر هي صلاة مؤكدة وقد استدل بحديث أبى هريرة -رضى الله عنه- قال: « أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاثٍ: صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ». وقد بين الدكتور مجدي أيضا أن تترك صلاة الوتر ليس آثم ولكن المحافظة على تلك الصلاة هي اقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وقد استدل بهذا على حديث عن ابن عمر – رضى الله عنها- عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «اجْعلوا آخِرَ صلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا»، متفقٌ عَلَيهِ. اقرأ أيضا: كيفية صلاة الشفع والوتر وقيام الليل
كيفية صلاة الشفع والوتر
هذا السؤال قد أوضحت إجابته دار الإفتاء المصرية فقد قال الدكتور محمود شلبي "مدير إدارة الفتاوى الفقهية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية". فتاوى الصائمين| حكم القنوت بصلاة الوتر في قيام رمضان؟ الإفتاء تٌجيب «فيديو» - شبكة رؤية الإخبارية. أن صلاة الوتر أقلها ركعة وأكثرها
وقد أوضح أنه إذا أراد المصلي أن يصلي 3 ركعات فعليه أن يصلي 2 ثم يسلم ثم يقوم بصلاة الركعة الثالثة. بالإضافة إلى وقد أوضح الشيخ أحمد ممدوح أن صلاة الوتر لها وقت وهو ما بين صلاة العشاء حتى طلوع الفجر.
حكم صلاة الوتر :
هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر، وان صلاة التهجد هي عبارة عن الصلاة التي تؤدى بعد اداء صلاة العشاء، وحيث تعتبر صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك هي نفسها صلاة التهجد، وكما من المستحب اداء صلاة العشاء ومن ثم البدء بالتهجد، ويعتبر السؤال الوارد من الاسئلة الدينية والتي بحث عنها الكثير من الاشخاص. وان صلاة التهجد يمتد ادائها من بعد صلاة العشاء الى طلوع الفجر، ، قال النووي: "يدخُل وقت التراويح بالانتهاء من صلاة العشاء، ويستمر حتى وقت طلوع الفجر"، وفي سياق الحديث نوفيكم بالاجابة عن السؤال المطروح والتي هي عبارة عن ما يلي.
[8]
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
يعتبر التهجد بأنه جزءًا من قيام الليل، حيث أن القيام هو أوسع من حيث الأعمال، أما الحكم الشرعي لكل منهما يعتبر سنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فهي من الأعمال التي تقرب العبد من الله -عزّ وجل-، وفيما يلي سيتم بيان الفرق بين كل منهما على النحو الآتي: [9]
عدد الركعات: حيث لا تختلف عدد ركعات التهجُّد عن عدد ركعات قيام الليل، حيث يستحب الصلاة بإحدى عشر ركعة أو ثلاث عشر ركعة، وهو يعد العدد الذي استحبّه العلماء لأنّ فيه اقتداءً بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم. وقت الصلاة: حيث أن وقت قيام الليل يكون بحسب مقدرة الفرد فيجوز أن يصلي في أوّل الليل، أو وسطه، أو آخره، أما صلاة التهجُّد فهي بعد القيام من النوم، وأفضل وقت للتهجُّد هو ثُلُث الليل الأخير. شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر
بهذا نصل لختام مقال هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر والذي تمّ فيه تسليط الضوء على بعض من الأحكام الشرعية الهامة في صلاة التهجد والوتر، كما تم بيان وقت صلاة التهجد، بالإضافة إلى أفضل وقت لأداء صلاة التهجّد، وأبرز الفروقات بين قيام الليل وصلاة التهجد.