خامسًا: يذكر أن ماشطة فرعون عندما وقع منها مشطًا قالت: بسم الله ولما علم فرعون بما قالته علم أنها أمنت بالله وكفرت به ، فأمر بإلقائها في النار وهنا نطق رضيعها: وقال لها لا تتقاعسي إنك على الحق. سادسًا: وأيضا يتوارد في الأثر أن ممن شهد ببراءة سيدنا يوسف من التهمة التي ألصقتها به زليخة ، هو رضيع نطق ببرائته وتلك هي المعجزات التي حدثت لأطفالٍ صغارٍ تكلموا في المهد ، وقد أرسلها الله عز وجل لعباده ليحق الحق ويزهق الباطل.
من هم الذين تكلموا في المهد؟
فائدة: قال الألباني رحمه الله: وقد روى ابن جرير بإسناد رجاله ثقات عن ابن عباس أن الشاهد "يعني: شاهد يوسف عليه السلام" كان رجلاً ذا لحية، وهذا هو الأرجح، والله أعلم. وقال أيضاً رحمه الله: (فائدة) ما ذكر في بعض كتب التفسير وغيرها أنه تكلم في المهد أيضاً إبراهيم ويحيى ومحمد صلى الله تعالى عليهم أجمعين، فليس له أصل مسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاعلم ذلك.. والله أعلم.
فَقَالَ
الصَّبِيُّ: يَا أُمَّهْ ، اصْبِرِي ، فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ)
رواه الإمام أحمد في " المسند " (39/354) قال: حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ،
أخبرنا ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب. وقد رواه الإمام مسلم في " صحيحه " (3005) قال: حدثنا هداب بن خالد ، حدثنا حماد
بن سلمة بالإسناد السابق ، ولكن قال فيه: ( حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها) ولم
يقل إنه رضيع ، الأمر الذي اقتضى بالإمام النووي رحمه الله أن يقول: " ذلك الصبي
لم يكن في المهد ، بل كان أكبر من صاحب المهد وإن كان صغيرا " انتهى من " شرح مسلم
" (16/106). هذا فضلا عن أن حماد بن سلمة قد خولف أيضا ، فرواه معمر عن ثابت بسياق ليس صريحا في
رفعه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. كما في " مصنف عبد الرزاق " (5/420) ، و"
سنن الترمذي " (3340) ، و" مسند البزار " (6/18) ، و"معجم الطبراني " (8/41). لذلك قال الحافظ المزي رحمه الله: " يحتمل أن يكون من كلام صهيب الرومي ، فإنه كان
عنده علم من أخبار النصارى " انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (8/389). هذا ، وقد ذكر العلماء أطفالا آخرين تكلموا في المهد ، ولكن أخبارهم وردت في آثار
موقوفة أو مقطوعة ، أو أخبار مرفوعة ضعيفة ، لم نشأ التوسع بذكرها في هذا المقام ،
كي لا يطول الأمر على القارئ ، ويمكن مراجعتها في " شرح الشفا " (1/233)، " فتح
الباري " (6/480).