انضم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي في فلسطين ، وبعد إنهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الإتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي أصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر. لم يسلم من مضايقات الإحتلال ، حيث أُعتقل أكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق بأقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح إلى مصر وانتقل بعدها إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاق أوسلو. شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك. حصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها: * جائزة لوتس عام 1969. * جائزة البحر المتوسط عام 1980. * درع الثورة الفلسطينية عام 1981. * لوحة أوروبا للشعر عام 1981.
"شعرت بأن وطني احتل مرة أخرى".. حقيقة قصة حب محمود درويش وريتا الإسرائيلية في ذكرى ميلاده
اقرأأيضا|| طفولة محمود درويش | لم يحب الجغرافيا وحول معادلات الكيمياء إلى شعر
وفي ذكرى ميلاد محمود درويش نسلط الضوء على بعض جوانب من حياته الحافلة. جوانب من حياته
ولد درويش في قرية البروة عام 1941، كان الطفل في السابعة حين غادر قريته إثر نكبة 1948، عاد الطفل حين كبر قليلًا إلى قريته ليجدها قد دمرت تمامًا وأنشأ على أنقاضها قرية إسرائيلية أخرى. قارب درويش على العشرين من عمره وانضم للحزب الشيوعي الإسرائيلي، ربما ستتعجب أن شاعر "المقاومة" قد انضم للحزب الشيوعي، لكنّ الحزب الشيوعي الإسرائيلي يعتبر امتدادًا للحزب الشيوعي الفلسطيني الذي أنشأ في الثلاثينيات من القرن الماضي، دعا الحزب للسلام وللتعايش بين الفلسطينيين واليهود، وكان يمثل صوت المعارضة في إسرائيل. في عام 1965 كان درويش على لقاء مع تجربة السجن الأولى ـ حسب أخيه أحمدـ وهناك مصادر أخرى تؤكد أنه شهد تجربة السجن الأولى عام 1961، كانت هذه التجربة بسبب انتقاله إلى القدس من حيفا للمشاركة في أمسية شعرية دون تصريح من السلطات الإسرائيلية. بعدها أفرج عن درويش، لكن بشروطٍ ثلاثة، عدم مغادرة حيفا إلا بتصريح، وعدم مغادرة المنزل من غروب الشمس إلى شروقها، وأن يمثل أمام أقرب نقطة بوليس الساعة الرابعة.
بالصورة- هذه هي "ريتا" اليهودية الاسرائيلية حبيبة وبطلة قصائد محمود درويش | Laha Magazine
فاتفقت معها أن أوصلها إلى المكان، وأجلس في الصف الأخير لعدة دقائق، ثم أنسحب بسرعة وصمت. هكذا فعلنا. ولكن هجم القدر وأخذ شكل يد سمينة تذرب من العرق، هي يد كلوفيس مقصود الذي تمنطق بذراعي، وشدني بعنف إلى المقعد الأمامي في مواجهة محمود درويش. كنت حينها بوهيمية الهوى، أنتعل صندلاً مخملياً بكعب عال، بلون البنفسج، وأظفار أصابع قدمي مطلية باللون الأسود. ربما كان ذلك رد فعل على تقاليد تلك الجامعة «الجيزويت» المسيحية التقليدية جداً، حيث كان المدرسون والدارسون فيها يحاولون الاختفاء وراء لباس رسمي باهت لا يدل على أي حرية شخصية. في اللحظة التي جلست أثناءها، كانت عينا محمود تحدقان بالأسود الطاغي المتنافر مع بياض جلدي. كان ينظر بفضول واستغراب، وحين رفع عينيه، وجد أنني أمسكته متلبساً بالنظر إلى ساقي، فضحكت. حينها، بدأ هو الآخر بالضحك اللاإرادي، ثم التثاؤب من دون توقف، محاولاً ضبط نفسه؛ لأنه كان على وشك إلقاء الشعر. بدأ بقراءة «قصيدة الأرض»: « في شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدموية. في شهر آذار مرت أمام البنفسج والبندقية خمس بنات. وقفن على باب مدرسة ابتدائية، واشتعلت مع الورود والزعتر البلدي.
شتاء ريتا الطويل | محمود درويش - Youtube
في فترة حياة درويش في عمان قدم الكثير من الدواوين المميزة والتي كانت دواوين وطنية رائعة جدا. هذه هي فترات حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش والإنجازات التي حققتها من خلال هذه الفترات التي كان منها فترات صعبة للغاية وفترات أخرى مستقرة وجيدة مثل تلك الفترة التي قضاها في القاهرة وكذلك في باريس. كان لجميع هذه الفترات تأثير في شعر ودواوين محمود درويش، وقد كان هذا التأثير واضح بشكل كبير من خلال الدواوين والاختلافات التي جاءت في الأبيات والأحاسيس العديدة التي شعر بها. قصائد محمود درويش قدم محمود درويش الكثير من القصائد والدواوين، وقد كان أولها في المرحلة الابتدائية، حيث قدم قصائد وطنية في هذا السن تنم عن حبه لفلسطين وإيمانه بهذه القضية وقد مال في هذه الفترة للشعر الرومانسي متأثرا ببعض الشعراء مثل الشاعر الكبير نزار قباني. بعد ذلك انتقل من الطابع الرومانسي إلى الطابع القومي الثوري وذلك بالتحديد بعد سفره للقاهرة وباريس، وفي خلال هذه الفترة تطور شعر درويش بشكل كبير واستخدام العديد من الأساليب العربية والدلالات الشعرية الواضحة. بعد ذلك فقد درويش الأمل في القومية العربية وانفصل بشكل تدريجي عن الخطاب المباشر.
ما هي قصة حب محمود درويش لريتا ..؟؟
قلت «مهري هو الحرية، فلا أريد منك سوى عصمتي بيدي». لا أظن أنه فهم ما معنى العصمة، فقبل مباشرة، وزوجنا الشيخ، وبدأنا رحلتنا الأولى معاً، التي دامت تسعة أشهر. بعد ساعات كنا على طائرة فرنسية، متوجهين إلى باريس، حيث كنا نعرف أن عز دين قلق كان بانتظارنا في المطار. حينها كنت في الثامنة عشرة من عمري. بقلم رنا قباني
تأويل هذه القصيدة من داخلها أبعدُ قليلًا عن حياة درويش الخاصّة، أبعدُ قليلًا عمّا درسناه تقليديًّا في مدارسنا وجامعتنا. توتُ السياج على أظافرها يضيء الملح في جسدي. أحبّك! نام عصفوران تحت يدي
نامت موجة القمح النبيل على تنفّسها البطيء
ووردةٌ حمراء نامت في الممرّ
ونام ليلٌ لا يطول
والبحر نام أمام نافذتي على إيقاع ريتا
يعلو ويهبط في أشعّة صدرها العاري
فنامي! بعيدًا عن جماليّة النصّ؛ فإنّ التبحّر قليلًا في هذا المقطع يعطي صورة لجلسة حميميّة جدًّا، بدايةً من نوم العصفورين تحت يديه، وكأنّهما نهدان، وكأنّما القمح النبيل كان في تنفّسها البطيء؛ لحظة جسديّة حميميّة يتجلّى فيها هو، والممرّ جسد الفتاة وما في داخله، ويستمرّ المشهد كأنّما هي ليلة مميّزة. النصّ داخل نفسه يفتح تأويلًا طويلًا، يحيل تارةً إلى مشاهد حميميّة عبر صور أدبيّة رفيعة، ويدلّ تارةً أخرى على وطن سُلِب في مبنًى أوضح؛ فالنهر هو الأقرب إلى نهر الأردنّ، والتيه حول النهر، وحالة الارتباك بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين، وأن يغدو النهر واحدًا. أهي ريتا واحدة أم عدّة؟ أهي حالة يجب على المتلقّي أن يفهمها تبعًا لتسلسل وحمولة تاريخيّة عميقة، أم هي حالة رفض له ولصوته ولصوتها الّذي وظّفه ووظّفها...
هل يُعقَل أن تكون ريتا درويش جزءًا فعليًّا من مشكلة، كما واجهها درويش واجهها الكثيرون في حبّ إنسان إسرائيليّ، ليتفجّر مجدّدًا سؤال حول إنسانيّة هذا الحبّ الطويل والبعيد[5]، والمربوط بالمجهول وبالزحف والخوف، بحالة الدخول والخروج وسيل الذاكرة والقضيّة والاحتلال، وسيل دماء الشهداء في درب قطعه الكثيرون عبر الأقدام، هروبًا من الاحتلال في مياه هذا النهر الّذي عبره الكثير من الفدائيّين، هربًا من نتائج الاحتلال المتوحّش.