4. في نهاية ثمانينيات القرن العشرين، لاقى عقارا إينكانيد (encanide) وفليكانيد (flecainide) رواجاً كبيراً باعتبارهما منظمين لضربات القلب، ويرجع ذلك إلى قدرتهما على السيطرة على عدم الانتظام البطيني ventricular arrythmia، ولكن أظهرت تجربة (عشوائية) كبيرة ومضبوطة بالشواهد (case-control study) أن نسبة الوفيات كانت أعلى بكثير بين من تلقوا أحد هذين العلاجين مقارنة بالشواهد (من لم يتلقوا العلاج)، وهذا يوضّح مشكلة الاعتماد على نتائج «وسطية» أو نتائج تتعلّق بالداء فقط مثل تنظيم دقات القلب، وليس النظر إلى مقاييس أكثر أهميّة للفرد والمجتمع مثل نسبة الوفيات، وجودة الحياة. مبادئ الطبّ البرهاني
أولاً: التقييم الجيّد لمشكلة المريض وتشخيصها وشدّتها عبر صياغة المشكلة السريرية في سؤال محدّد وواضح. وتحديد المشاكل الآنية التي تحتاج إلى تدخل، أيّ تحويل حالة المريض إلى سؤال، وحصر الإجابات المحتملة. ثانياً: إيجاد المراجعات المنهجية أو التجارب السريرية المعاشة التي تقدّم براهين عن جدوى المداخلات الطبيّة الممكنة. المجلات العربية المصنفة في Scopus - Blog. وذلك عبر البحث في المصادر الموثوقة خاصّة المحدثة أولًا بأول على الإنترنت، عن الأدلة المتوافرة على هذا التدخل أو ذاك.
المجلات العربية المصنفة في Scopus - Blog
وكلّ ما عليك كطبيب قلب تمتلك هاتفاً ذكياً، أن تخرجه من جيبك، وتفتح التطبيق الخاصّ بالخطوط التوجيهية، وتبحث عمّا يلتبس عليك تشخيصاً وعلاجاً، وفي دقائق قليلة تكون قد وصلت إلى مبتغاك من آخر ما أكدّته الأدلّة العلمية والعملية وأوصت به عصارة بحث وتدقيق جهابذة تخصصك عبر العالم. كل ما عليك هو إسقاط هذه المعلومات على حالة مريضك، وظروف بيئة العمل الخاصّة بك. في الختام: نعم.. العقل الفردي هو الذي يفهم الدليل، ويقرأ الوقائع أمامه، وينتقي الأنسب لمريضه في بعض الأوقات التي تتقاطع فيها الآراء، أو تتباين نتائج الدراسات. لكن لم يعد مقبولاً ـ طبياًـ الآن أن يكون الرأي الفردي هو الأساس. بل ينبغي الحصول على الطبّ المسند لدليل من الكتب المدرسية الموثوقة عالميًا high-quality textbooks، ومن توصيات الممارسة practice guidelines، ومن المنشورات الثانوية secondary publications، ومن المراجعات المنهجية systematic reviews، ومن التحاليل البعدية meta-analysis. فالطبّ المسند بالدليل يعتمد على "الدليل والبرهان"، لا على "الاعتقاد والتخمين". ويؤكّد على وجوب اقتران رأي فردي/ اجتهاد الطبيب الشخصيّ -الذي قد يكون محدودًا بسبب الانحياز والفجوات المعرفية- بالأدبيات والأبحاث الطبية والأدلة القوية، فالدليل العلميّ هو الركن الركين للمعرفة والممارسة الطبية الحديثة، وهو الآن يساوي حياة.
فكل عقار جديد يتم اختباره أولاً على الحيوانات للتأكد من عدم حدوث أعراض جانبية خطيرة وعند نجاح العقار في الاختبارات الحيوانية يتم استصدار موافقة من الجهات الرسمية في البلد الذي يجري فيه البحث لبدء الأبحاث السريرية لاستخدامه على متطوعين أصحاء فيما يعرف بالمرحلة الأولى من التجارب. ويمر أي علاج جديد بأربع مراحل بحثية قد تستمر لعدة سنوات وقد تصل إلى عقد من الزمان. وقبل بدء أي دراسة سريرية يتم مراجعتها بشكل دقيق من قبل لجان أخلاقيات البحث العلمي والجهات القانونية للتأكد من سلامة التجارب واتباعها لمعايير الممارسة السريرية الجيدة (GCP). مراحل الدراسات السريرية
المرحلة الأولى: ويتم فيها تجربة العلاج للمرة الأولى على البشر بعد اجتياز التجارب على الحيوانات. وتجرى الدراسة عادة على عدد قليل من الأصحاء من 20 - 80 شخصاً للتأكد من خلو العلاج من الآثار الجانبية. ومعظم الأدوية الجيدة تفشل في هذه المرحلة الأولى ولا تنتقل للمراحل التالية. المرحلة الثانية: ويتم في هذه المرحلة استخدام العلاج على مرضى حيث يهدف العقار الجديد إلى علاجهم. ويجرب العلاج في هذه المرحلة على 100 - 300 مريض لتحديد الفوائد العلاجية للعقار الجديد وتحديد الجرعة المناسبة استعداداً للمرحلة الثالثة وقد تستمر المرحلة الثانية لمدة سنتين.